أول مصور مكي.. طبيب ومطوف وعطار وحاضر في كتب المستشرقين
مارس التصوير مطلع القرن الـ 14 الهجري
أول مصور مكي.. طبيب ومطوف وعطار وحاضر في كتب المستشرقين
السيد عبدالغفار بغدادي.
صورة للحرم المكي عام 1889م.
ونجد عن عبد الغفار مجموعة من المعلومات والوثائق المهمة التي تزيدنا تقريبا، فقد ذكر محمد صادق وهو صاحب أول صور معروفة للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة وتعود إلى عام 1297هــ/ 1880، ذكر أنه التقى أثناء رحلته الثالثة عام 1302هــ، في مكة المكرمة، الطبيب عبد الغفار وقال: إنه يشتغل بالطب والفوتوغرافيا، وأضاف أن عبد الغفار حضر معه بعد ذلك إلى مصر وتعلم صناعة الأسنان من الدكتور فولر الشهير “طبيب الحضرة الخديوية” وأن أكثر شهرة الطبيب المذكور “عبد الغفار” في مكة المكرمة هي استخراج الروائح العطرية وأنه قد حصل على إذن من الشريف عون أن يكون من جملة المطوفين.
عثمان باشا الحاكم العام للحجاز آنذاك التقط الصورة السيد عبدالغفار عام 1885.
ويذكر المستشرق الهولندي سنوك هورخرونيه، وكان قد أظهر إسلامه، وأقام في مكة عام 1302هــ، وألف كتاب “صفحات من تاريخ مكة المكرمة”: “أن الصور الفوتوغرافية في الكتاب قد التقطت جميعها في مكة وأنها قد نشرت إما عن صور التقطتها بنفسي أو التقطها عربي دربته على التصوير”، ويعتقد أنه يقصد عبد الغفار كما قال عنه أيضا: “وهناك طبيب مشهور عرفته في مكة المكرمة يتعاطى تصليح الساعات والبنادق وتقطير الزيوت العطرية والصياغة وصهر الذهب والفضة وصناعة الحلي الخفيفة ومع كل هذه الأعمال فإنه متفوق في مهنة الطب على الكثير من أصحاب هذه المهنة”، كما يذكر أن له خبرة طويلة وشهرة واسعة في مجال طب العيون.
امرأة مكية في زي العرس التقطها السيد عبدالغفار عام 1888.
وهناك عدة وثائق محفوظة تزيدنا معرفة بهذا المصور الطبيب الصائغ فتفيدنا إحدى الوثائق بأنه عين طبيبا للمحكمة الشرعية في مكة وأخرى تفيدنا أنه تعلم صناعة طب الأسنان لدى الدكتور فولر وعليها ختم محمد توفيق، وثالثة تبين لنا أنه منح الطوافة كما نجد رسالة منه إلى سنوك هورخرونيه عام 1305هــ.
كراكون مكة.
وتقول آنا كانبي مونك، وهي مسؤولة الفنون البصرية ومحررة المحتوى الرقمي: “لا يعرف الكثير حول حياة أول مصور فوتوغرافي مكي، وهو السيد عبد الغفار، إلا أن الصور الفوتوغرافية التي التقطها ـــ والبالغ عددها ١٨٨٠ صورة ـــ قد ألقت الضوء على حياته في المدينة المقدسة.
شريك عمله السابق هو المستشرق الهولندي كريستيان سنوك هورخرونيه، الذي وصف عبد الغفار بأنه “لا يتبع أي منهج علمي أو نظامي” تجاه مواضيع تصويره، ومع ذلك فإن عبد الغفار يشتهر اليوم بكونه أول مصور فوتوغرافي في مكة.
أول مطبعة في مكة.
خلال الفترة بين 1886 و1889، التقط عبد الغفار ما يربو على 250 صورة فوتوغرافية لمدينة مكة المقدسة وسكانها إلى جانب أول صور فوتوغرافية للحجاج في موسم الحج. وما تبقى من روائعه هي الصور التي أرسلها إلى سنوك هورخرونيه في هولندا، وقد نشر بعضها لاحقا مع الصور الفوتوغرافية الخاصة بسنوك هورخرونيه”.
وقد قام الدكتور معراج بن نواب مرزا، والدكتور عبد الله بن صالح شاووش بجهد رائع جبار في مؤلفهما “الأطلس المصور لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة”، الذي جمعا فيه الصور والرسومات المتعلقة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة من القرن الخامس حتى السنوات الأخيرة. وفي هذا الكتاب سلطا الضوء على حياة عبد الغفار بغدادي، ونبها إلى دوره البارز، فلهما الشكر على حسن صنيعهما وجودة عملهما.
صور:
التقط عبد الغفار بغدادي صورا كثيرة ومهمة، منها مجموعة صور للحرم المكي، ولمكة المكرمة، أحدها صورة بانورامية رائعة للحرم المكي والمناطق المجاورة له عام 1306هـ/ 1889. ومن بينها صورة التقطها عام 1305هـ/ 1888 تقريبا لأول مطبعة في مكة المكرمة، وقد أنشئت عام 1300هـ، وهي ثاني مطبعة في الجزيرة العربية، بعد مطبعة صنعاء التي تأسست عام 1295هـ. كما التقط صورة لمخفر الشرطة “كراكون” في مكة، كما التقط صورا عديدة لرجال ونساء من مكة المكرمة، والتقط صورة عثمان باشا الحاكم العام للحجاز آنذاك عام 1302هـ/ 1885.