” وثيـقـة خطـيـة ” – (فاتـح شعبان 1290هـ/ / 24 شتنبر 1873م)
بقلم: امَحمد العلوي الباهي
===================
يُـخـلـد إقليم تـازة كباقـي أقاليم المملكة احتفالات عيد العرش المجيد يوم 30 يوليوز، وتحـل هذه السنة (2016) ذكـراه السابعة عشر لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين.. وهي مناسبة يُجـدد فيها الشعب المغربي بيعته الشرعية كنظـام حكـم تـفـردت بـه الحضـارة اللإسلامية في المغـرب امتـدادا لبيعـة الرضـوان بمكـة.
وبهـذه المناسبة يُـمكننـي أن أستعرض وفي عجالة :
” البيعـة في الأزمة التازيـة “
وأبدأهـا بتقديـم الوثيقـة الخطية لبيعـة قبيلـة صنهـاجة الكبرى للسلطـان مولاي الحسن الأول.. وقد جـاء في ديباجتها أنه في يوم فاتح شعبان 1290هـ (24 شتنبر 1873م) اجتمعـت قبيلة صنهاجـة وساساتُ أعيانهـا، وطلبتُـهـا، وشرفـاؤها.. تحت إشراف كبيرهـم محمد المزواري، على بيعـة الأميـر مولاي الحسـن (الأول)..
والطريف هو أن هـذه البيعـة تم الإشهاد عليها وكتابتها في ظرف وجيز، وذلك بعد تولية الحسن الأول المُـلْـك، يوم 11 شتنبر 1873م. بـ : 13 يوم.
وقد تأخـرت عنهـا بيعـة أهـل تـازة بـ 5 أيام حتى تكون التمثيليـة كبيـرة وجماعيـة، إذ اجتمـع بمدينة تـازة ممثلـو الجهـات المجاورة لهـا، والتي شملـت كـذلـك مشاركة وفـد الـقـنـادسـة القـادم من السـاورة قـرب بشـار.
من القبائل المبايعة في هذه الوثيقـة: مكناسة، وغياثة، وهوارة، والتسول، واالبرانس، ومغراوة، وأولاد بكار، وأولاد بوريمة، والأحلاف، وأهل رشيدة، وأدمر، وقبائل دبـدو، وجبالة(الريف) وجزناية، ومطالسة،وبنو بويحيي..
ونصهـا الخطـي سيكـون موضـوع كتـابة قـادمة.
هـذا ونجـد خـلال تتبعنـا لأطـوار التاريـخ والأزمنـة، أن البيعـة بتازة مدينـة وناحيـة حـظـيـت بالاهتمـام البالـغ عند الساكنة، اعـتبـارا بأن الإمامة العظمـى في الدولة هي الضامـن القـوي لأمـن وسـلامة الأمـة.
وهـكـذا لمـا نتتبـع المبايعـات المباشـرة أوالمكتـوبة في الأزمنة التـازية انطلاقـا من اليوم الذي وصـل فيـه الإمام المولى ادريـس بن عبد الله إلى المغرب، نجـد مبايعته من طرف قبيلة أَوْرَبَــة البرانس تحت شجرة، ثـم مبايعتـه من طرف قبـائل الإقليـم في نقطـة تجمعـاتهـم بوسـط منطقتهـم الاستراتيجية حيـث قلعـة تـازة.. فكـانـت نشـأة الدولة الإدريسيـة .
ولما جاءت الدولة الموحدية عمـد مـؤسسهـا الحقيقي عبد المؤمن بن علي إلى تحصيـن مدينة تـازة وبناء مسجده بها الجامع الكبير، ولما تمت مبايعته انطلق منها يُـوحـد المغرب بأجنحته عبر الأندلـس وشمال إفريقيـا.
ولمـا حـل عهـد المرينييـن تمـت بقلعـة تـازة مبايعـة عدد من ملـوكهـم، منهم: أبوسعيد عثمـان سنة 710هـ ، وأبو فارس عبد العزيز سنة 796 هـ .
ويأتي العصر العلـوي فنجـد المولى الرشيـد أول من بايـعـه من المغاربة هُـم أهـل تــازة.. ومن تـازة انطلق ليوحـد المغـرب ويـؤسـس الدولـة العلوية.