الرئيسية / المجتمع المدني / الحسيمة وواقعها المعيشي فكري ولد علي

الحسيمة وواقعها المعيشي فكري ولد علي

image_pdfimage_print
print
الحسيمة وواقعها المعيشي

 

فكري ولد علي

 32accc2d-f1a7-42d2-a05e-a6d80099ca90 05033d7d-dd62-4284-a5db-2e5e9a5a8501 c08d225b-b3c4-458c-a3f1-5e4c04d324fe kharbach-2-310x159

 لا اعتقد ان المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي قهر المستعمر الإسباني في معركة أنوال، وفي معارك أخرى أنه كان يظن بأن الحسيمة ستكون مدينة للمتقاعدين والباحثين عن السكون ؛ وأي سكون….لم يكن يظن أنها ستصبح في هدوئها مثل “دوفيل” الفرنسية؛ ولكن رغما عنها؛ وليس اختيارا. إنه السكون حد الموت؛ سكون المقابر…مما بدأ يسيء إلى المدينة وتعمل على تحريف صورتها في أن تكون عاصمة للريف وورشا تنمويا، صورة ستكون لها حتما انعكاسات سلبية على مستقبلها اﻹقتصادي والسياحي ومن ثم قطاعات أخرى. وضع ساهم بشكل كبير في تراجع مثلا معدل الوافدين على الحسيمة،حيث الفوضى في الخدمات و الفوضى تطبع الأسعار حتى أصبحت “سعارا” في بعض المواد والمنتجات كحالة أثمنة السمك. فالأوضاع الاقتصادية بشكل عام تعرف تراجعا كبيرا وخطيرا؛ إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة…بل كل القطاعات تتسم بالضعف والهشاشة سواء تعلق الأمر بالسياحة أو الصناعة أو الصيد البحري وهي القطاعات الاقتصادية الأساسية بالإقليم التي كان يعول عليها. وإضافة إلى هذا الركود يتم “حرمان” الساكنة من الاستفادة على الأقل من أهم منتوج بالمدينة وهو السمك حيث يتم.تهريبه إلى خارج اّلإقليم ، ويضطر السكان لشرائه بثمن مرتفع، وكأن الحسيمة لا تتوفر على سواحل أو ميناء أو كأنها تقع كليا في منطقة بعيدة عن البحر. ومما يزيد اﻷمر تعقيدا ما يتعلق بآثار الهزات الأرضية؛ حيث ساهت في تجميد الحركة اﻹقتصادية وحركية رؤوس اﻷموال بالمنطقة في مقابل تقاعس مختلف مؤسسات الدولة؛ ولم تكلف نفسها عناء التدخل وإعادة الاطمئنان للتجار والمستثمرين، وذلك عبر تبسيط المسطرة للراغبين في الاستثمار والتخفيف عن الضغوطات التي باتت بمثابة سيف على رقاب الفاعلين اﻹقتصاديين. فالمنطقة أصبحت منكوبة بمعنى الكلمة مما يستدعي مثلا الإعفاء الجزئي أو الكلي من الضرائب وقفا على اﻷقل لتدهور الوضعية، كما أن مؤسسات الدولة مطالبة بتفعيل المراقبة على الخدمات والأسعار حيث هناك من يستغل هذا الغياب ويقوم بنشر المضاربة مستغلة الظروف للاغتناء على حساب البسطاء وعامة الناس. هذا دون أن ننسى واقع تحويلات المغاربة المهاجرين بالديار الأوربية، حيث هناك تراجع كبير في هذا اﻹطار نتيجة الأزمات الاقتصادية ببلدان اﻹقامة، وكذا نمط التفكير والحياة لدى الجيل الثالث والرابع من المهاجرين. ومما ساهم ويساهم في وأد الحركة التجارية بسبب بعض القرارات غير المنطقية من قبيل تواجد مركز تجاري ضخم وسط مدينة لا يتعدى عدد سكانها بعض الآلاف مما اعدم نهائيا أصحاب المحلات التجارية البسيطة. وكخلاصة فإنه بالرغم مما قيل ويقال حول الإنجازات التي عرفتها الحسيمة، فإنها مازالت في حاجة إلى مجهودات كبيرة وجبارة من أجل انعاشها اقتصاديا خاصة ما يتعلق بفك العزلة، وإنشاء بنيات استقطاب سياحية، وإبلاء أهمية كبرى لجلب الاستثمارات وتطوير قطاع الصيد البحري وإنعاشه

شاهد أيضاً

الرباط “المنتدى الدولي للدول الإفريقية الأطلسية جنوب – جنوب”

عبدالحق خرباش..24.04.2024 كاتب صحفي ومدير النشرللجريدة HAKIKANEWS.NET     انتهت أشغال فعاليات “المنتدى الدولي للدول ...