الرئيسية / المجتمع المدني / القلم هو سلاح لمناهضة الظلم و رفع صوت الحق و الضمير

القلم هو سلاح لمناهضة الظلم و رفع صوت الحق و الضمير

image_pdfimage_print
print
عبدالحق خرباش .. 01/01/2023
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت
فرهان طايع
القلم هو سلاح لمناهضة الظلم و رفع صوت الحق و الضمير
دائما ما نجد النقد والكلام المدمر معنويا عندما لا تتوافق أرائنا مع الغير، لقد مللنا من النسخ المتطابقة نريد التجديد حتى في الأفكار، هل يجب أن تكون شخصيتنا مثل الآخرين؟ أم خلقنا لنرضي الآخرين؟ أم الآخرين جزء لا يتجزء منا؟ أم استقلاليتنا مجرد كلمة لا وجود لها في الواقع؟ لماذا لم نتعلم بعد أن نحترم الاختلاف كل منا له تركيبة أخرى له كيان مستقل عن الآخر. الاختلاف شئ جميل جدا ونادر فلم نكره بعضنا بسبب الاختلاف؟ قد أختلف معك وتختلف معي لكن يمكننا أن نكون أصدقاء، يكفي من مشاعر الحقد والكره فقط بسبب الأفكار فهذا يشتم الآخر لأنه سنى والآخر لأنه شيعي أو حتى الكره بسبب الأديان واللوم بسبب الأديان أو بسبب حتى الانتماء لدولة دون أخرى أو لفريق رياضي دون الآخر أو الإعجاب بشخصية لا تعجب الآخر.
لقد تفرقنا كثيرا بسبب عدم احترامنا لبعضنا وعندما لا تعجب الآخر أفكارك فإنه سيخبرك بكونك سلبي وبأنك غير مواكب للواقع ويحاول صنع شخصية ترضي شخصيته، مجتمعاتنا مليئة بالنرجسيين ممن يسيطر عليهم الأنا الأعلى ممن يسيطر عليهم إقصاء الهو، داخل هذا العالم لا توجد نسخ متطابقة بل كتلة من الأحاسيس والمشاعر كل منا له قصة وعنوان لا يمكن أن نتشابه لأننا بالأساس مختلفين لكن يمكننا أن نتشارك الحب والمشاعر والقيم والصفات الطيبة فهل لأننا مختلفين نصبح أعداء؟ وهل أفكارنا لعبة ملاكمة على حلبة صراع، اختلافنا من المفترض أن يكملنا وليس أن يفرقنا فلم نعلن الحرب فقط بسبب اختلاف في الكلمات والمفاهيم، حتى ديننا الإسلامي لم نفهمه بل جعلنا من الآخرين أعداء وحللنا وحرمنا وأدخلنا ذلك لجنة والآخر لنار وحكمنا على ذلك بالكفر والآخر بالجهل فقط بسبب الاختلاف في المفاهيم رغم أن الدين جاء ليسمو بالناس ويعلمهم المحبة لكنهم أخذو فقط بالشكل وأزالوا المحتوى رغم أن الله في العديد من الآيات أشار إلى كلمات تخاطب العقل ومنها أفلا يتدبرون، أفلا تعقلون وغيرها من الكلمات لكن أبعدنا العقل وحكم التعصب في المجتمعات إلى أن تدمرت إلى أن جاء اليوم الذي يقتل الأخ أخاه فقط بسبب الاختلاف.
قد نختلف في الأديان في الأفكار في نمط الحياة في المواهب والكلمات والمعاني وحتى اللهجات والدول لكن هناك رابط أشمل يربطنا دائما هو الرابط الإنساني، فلنجعل من الاختلاف جسر لتكامل والتواصل
ما يثير دائما انفعالي على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مختلف الصفحات الشتائم نادر ما أجد شخص لا يشتم شخص آخر فقط بسبب فكرة وهل الأفكار تدعو لكل هذا الحقد والكره والشتائم حتى بسبب حزب سياسي أو مسلسل أو فيلم أو فنانة أو داعية وغيرها من الأسباب التافهة جدا فاليوم لم تعود هناك حروب بالأسلحة بل أصبحت هناك حروب بسبب الاختلاف حيث أصبح كل شخص يسلط سلاح في وجه الآخر فقط بسبب اختلاف الكلمات والآراء والأفكار حتى في المنابر الإعلامية نجد الشتائم وقلة احترام الآخرين وتراشق الكلمات والألفاظ المخلة فقط بسبب الاختلاف. لم يكون يوما الاختلاف عيب أو عار بل على العكس هو محفز للإبداع وللكمال كيف سنتكامل ونحن نسخ متطابقة لا يوجد فينا أشكال مختلفة؟ كيف سنبدع في ظل النمطية والتكرار والسير على نفس الوتيرة؟ كيف سنخلق التجديد ونحن نكتفي بما هو موجود ونعيده.
الاختلاف مطلوب فهو ميزة وليس سبب للعنصرية مثلما يرونه الكثيرين من الناس فيقصون الآخر كليا من حياتهم محتفظين بأفكارهم المتعصبة والراديكالية، فهل يجب أن أشبهك كي أرضيك؟ أم أنفذ أوامرك كي أرضيك؟ أم أصفق لك دائما كي أرضيك؟ أم أسلب شخصيتي وألبس قناعك كي أرضيك؟ لا يوجد بيننا التشابه بل توجد بيننا المشاعر والإنسانية فلم لا نتقاسم هذا العالم بالرحمة والمحبة لم يدمرنا كل يوم الكره والعداء فقط بسبب اختلاف وجهات النظر ما أجمل التسامح والتصالح والاحترام حتى لو كان دينك غير ديني فالله قال على لسان رسوله لكم دينكم ولي دين حتى أن رسوله أحسن لجاره اليهودي رغم أنه لا يؤمن بالإسلام مهما كانت ديانتك فمن واجبي احترامك لأنك أخي في الإنسانية والله لم يأمرنا بأن نكره بعضنا بسبب الدين أو لأي سبب مهما كان فلم نكره بعضنا بسبب الطوائف والقبائل والدول والأحزاب وغيرها يكفينا من الصراعات متى سنفهم أننا لم نخلق لنحاسب الآخرين من نحن كي نحاسب الآخرين هل نحن معصومين أم مخلوقات تفهم كل شئ كي نحاسب الآخرين فقط لأنهم مختلفين عن أفكارنا، تعدد الأذواق مطلوب وتعدد الأفكار والآراء يولد أكثر حلول وطرق ووسائل وتجديد وتطوير للمجتمع ككل.
فمثلا لو لم تكون هناك ثقافات أخرى وعادات وتقاليد أخرى لأصبحنا نعيش في الركود والملل لما اطلعنا على أي شئ آخر جديد ومختلف لما فكرنا من الأساس لأصبحت عقولنا محجرة فقط على فكرة واحدة. علينا أن نلغى عقلية إلغاء من يخالفنا لأننا لسنا على حلبة صراع من الأقوى بل نحن في وسط إنساني يتطلب منا التحضر والرقي والاحترام والتقدير فالشخص المختلف ليس من كوكب آخر هو من عالمنا أيضا فمن واجبنا أن نقبل اختلافه ونتصالح معه وليس أن نعاديه ونحاربه وكأنه مجهول أو غريب أو من عالم آخر غير العالم البشري.
قد نختلف في الأديان في الأفكار في نمط الحياة في المواهب والكلمات والمعاني وحتى اللهجات والدول لكن هناك رابط أشمل يربطنا دائما هو الرابط الإنساني، فلنجعل من الاختلاف جسر لتكامل والتواصل ونلغى كل باب للصراعات، نحن خلقنا من أجل المحبة والتسامح ولم نخلق يوما من أجل التباغض حتى أن الرسول ﷺ قال: “إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا”، وقال أيضا ﷺ: “لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا”. فلنتعلم أن نزرع الحب والاحترام لنبني علاقات إنسانية متواصلة عوضا أن نستمر في هاته الصراعات لا متناهية، قد أختلف معك وتختلف معي لكن يمكننا أن نكون أصدقاء ونتقاسم هذا الوجود بالمحبة والاحترام.

شاهد أيضاً

المغرب.. إدارة السجون وإعادة الإدماج تحسين أوضاع هذه الفئة المهنية

عبدالحق خرباش.. حقيقة نيوز.نت / 20.12.2024 كاتب إعلامي مدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET المغرب.. إدارة السجون ...