دعا الملك محمد السادس إلى إضفاء المزيد من الفعالية والشفافية على العمل الإنساني وتكريس المساءلة بشأنه، وضبط آليات مراقبته وتقييمه، مبرزا أنه حرص على أن “يشكل العمل الإنساني النبيل ركيزة أساسية وهيكلية للسياسة الخارجية للمملكة”.
وقال الملك، في رسالة وجهها إلى المشاركين بأشغال القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني المنعقدة في اسطنبول، “لقد حرصنا، منذ اعتلائنا عرش المملكة المغربية، على أن يشكل العمل الإنساني النبيل ركيزة أساسية وهيكلية للسياسة الخارجية للمملكة”.
وفي هذا الصدد، يضيف الملك أن المغرب كان دائما سباقا، كلما دعت الضرورة إلى ذلك، إلى توفير المساعدات الإنسانية الأولية للمتضررين من الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة، بتوفير المواد الغذائية والأدوية والخيام والمستشفيات الميدانية متعددة الاختصاص، سواء في فلسطين، أو في تونس والمملكة الأردنية الهاشمية للتخفيف من معاناة السوريين والليبيين.
وتابع الملك محمد السادس: “إسهام المملكة في مجال العمل الإنساني لا ينحصر فقط في المساعدات العاجلة ؛ بل إنه يندرج في منظور شمولي، يروم التخفيف من معاناة الفئات المستضعفة، من خلال مشاريع للتنمية المستدامة، خاصة بدول إفريقيا جنوب الصحراء”.
وسجلت الرسالة الملكية أن لقاء اسطنبول ينعقد في ظرفية حساسة، تتسم بارتفاع مهول لعدد اللاجئين والنازحين في العالم، وتوالي موجات غير مسبوقة من الفارين من ويلات الحروب، أو من الأخطار الناتجة عن الكوارث الطبيعية والآثار السلبية لتغير المناخ، وكذا من الأوضاع الاقتصادية المزرية لبلدانهم.
ودعا ملك المغرب، في هذا الإطار، إلى “إضفاء المزيد مـن الفعالية والشفافية على العمل الإنساني، وتكريس المساءلة بشأنه، وضبط آليات مراقبته وتقييمه، كل ذلك من أجل ضمان استفادة اللاجئين أنفسهم، دون غيرهم، من المساعـدات الإنسانية، وعـدم تحويلها أو استغلالها في ممارسات تسيء للعمل الإنساني”.
وشدد الملك أيضا، من خلال الرسالة ذاتها، على العمل من أجل ضمان الوصول الآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، وفقا للمبادئ الراسخة في هذا المجال، المبنية على الحياد والنزاهة والاستقلالية، وتوفير الحماية للجهات الإنسانية الفاعلة، بما فيها الأطقم الطبية؛ تعزيزا لآليات العمل الإنساني الخلاق.