الرئيسية / الواجهة / برج البستيون بتازة: درع المغرب لصد خطر المشرق

برج البستيون بتازة: درع المغرب لصد خطر المشرق

image_pdfimage_print
print

برج البستيون بتازة: درع المغرب لصد خطر المشرق

11702_451430824935085_861317103_n

أفضى‭ ‬تطور‭ ‬الأسلحة‭ ‬النارية‭ ‬ودخولها‭ ‬المجال‭ ‬المغربي‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬معمار‭ ‬عسكري‭ ‬خاص،‭ ‬يستجيب‭ ‬لمتطلبات‭ ‬المرحلة‭. ‬ويمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬برج‭ ‬البستيون‭ ‬بتازة،‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬هذه‭ ‬الهندسة‭ ‬المعمارية‭ ‬العسكرية‭ ‬الدفاعية‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬عرفها‭ ‬المغرب‭ ‬الحديث‭. ‬

يتموقع برج البستيون بتازة في الزاوية الجنوبية الشرقية للسور المحيط بالمدينة العتيقة، وقد اختير له هذا الموقع ليكون تحصينا متقدما في الجزء الضعيف من السور. والظاهر أن السلطة التي أشرفت على بنائه، كانت تعي جيدا الخطر الذي يتهدد المدينة من تلك الجهات. يحتل برج البستيون موقعا بارزا في الطرف الجنوبي الشرقي من السور الذي يحيط بالمدينة، اختير له هذا الموقع لأنه يوجد في مواجهة انحدار أرضي مرتبط بميلان سريع لمستوى السطح، مما يشكل مكانا مثاليا لإقامة هذا التحصين الدفاعي.
يتخذ بناء برج البستيون شكلا مربعا يبلغ ضلعه 26 مترا وارتفاعه 20 مترا، حسب مقاسات الواجهة الخارجية، تنفتح في جدران الواجهات المقابلة للبادية عدة كوات موزعة بمستويات ارتفاع مختلفة، يضم هذا البرج قاعة مركزية كبيرة وصهاريج ومصطبة مدعمة بحجرتين معدتين لإقامة الجنود المكلفين بالقصف. ووجهت كوات الرمي نحو الجهات التي كانت تستلزم الدفاع عن المدينة، وحماية العيون التي تزودها بالماء إضافة إلى القصبة. وقد كان حضور هذا البرج بالمنطقة يشكل رمزا للسلطة القائمة، حيث يتأسس دوره على خطة دفاعية تصد كل هجوم على المدينة أكثر منه لمراقبة محيطها.

عبد المالك ناصري

شاهد أيضاً

تازة السفلى.. جامع أم القرى بالحي الحسني يشهد صلاة العيد عبدالحق خرباش ..10.04.2024

تازة السفلى.. جامع أم القرى بالحي الحسني يشهد صلاة العيد عبدالحق خرباش ..10.04.2024 كاتب صحفي ...