خواطر على دفتر العدمية!!
تكفير سياسي…
لحسن الحظ أننا لا نصدق السياسيين كثيرا، وإلا لصرنا ننط في المغرب كما لو كنا على أرض نتحاشى الألغام. يتقاذفوننا مثل أي كرة مفشوشة. وبين الشوطين، وما أكثر فسحات الراحة والهدنة، يتبادلون الابتسامات. وربما الأقمصة. تصفيق على الروح الرياضية!
نسمع المنتمي إلى البام محذرا من مخطط المنتمي إلى البيجيدي. ونسمع المنتمي إلى البيجيدي محذرا من مخطط المنتمي إلى البام. ونسمع الواقف بين المنتمي إلى البام والمنتمي إلى البيجيدي، والواقف إلى جانب هذا والواقف إلى جانب الآخر، فيصيب الرعب من كان منا ساذجا، ويضحك من انتبه إلى أن السياسيين فعلا يمثلون (على) الأمة خير تمثيل!
سياسة ملوثة…
السياسة صارت، تقريبا، بلا طعم ولا لون ولا رائحة. مثلها مثل الهواء. فارق صغير (كبير) بينهما. الهواء يحيي، والسياسة تخنق. وقد تسبب، في حالة تمادي الفاعلين فيها، سرطانا في الحنجرة أو سرطان في الرئة. حنجرة البلد. ورئة البلد. لا فائدة من تجاهل مؤشرات المرض. الكشف المبكر هو الحل.
السياسة، في نهاية المطاف، هواء ملوث، والسبب أنها صارت مشبعة بكثير من ثاني أوكسيد الريع، وكثير من نترات الزبونية، وكثير من إشعاعات باك صاحبي. الورم يكبر.
نحتاج إلى فضاء (سياسي) أخضر. نطمئن فيه وإليه. لا يلوثه السياسيون من الصنف المؤكسد. هم عشاق لإضرام النار، والسياسة بحالها بحال الدار، حرام تضيع بسبب… شي بشر!
أحزاب التهكم…
ممثلو الأمة في الغرفتين مظلومون. الله يسمح لينا منهم. رغم أنهم يخوضون المعارك لأجلنا، لا نتوقف عن التقريع فيهم. نحسدهم على تعويضات بئيسة، ولحظات إغفاء مسروقة، ونشمت فيهم حين يشهر المجلس الدستوري الورقة الحمراء في حق أحدهم. المساكين.
إننا مواطنون جاحدون. نستغل سلطتنا الفايسبوكية لنمارس هواية العدمية. يا لطيف منا.
تعبوا من تقديم القرائن على أننا همهم الأول، لكن لا شيء يرضينا. ألا يكفي أن يضرب مستشار برلماني على الطاولة محتجا على… الحلوى؟ نعم، محتجا على الحلوى. هل حدث هذا في بلد آخر؟ ربيع، و20 فبراير، وخريف، ودستور، واستثناء… والنتيجة احتجاج على الحلوى! يا للهول.
هل من “قضية” تستحق خوض معركة أكثر من الحلوى؟ بالتأكيد لا.
السيد المستشار المحترم ضرب عصفورين بحجر واحد. أعلن معركة الحلوى، وهذه سابقة في حد ذاتها، تتماشى مع الاستثناء المغربي، وجدد في الخطاب السياسي. كيف؟ لم يتحدث عن “الكعكة”، بل عن “الحلوى”. تقدم ملموس. واصل.
آخر الأنبياء…
مخازنية. لحاسين الكابة. مرايقية. مخبرون. جواسيس. ملاك عقارات وأرصدة. متواطئون. كفرة بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير والكرامة والعدالة الاجتماعية…
نحن كذلك لمجرد أننا نختلف معهم. لا نحترف، مثلهم، ما يحترفون.
لأنك تختلف معهم، في التقدير، يستبيحون “دمك” بطريقتهم.
هم آخر الأنبياء، ونحن آخر الأغبياء. لا بأس.
التنويم البرلماني…
الممارسة البرلمانية في المغرب تطورت بشكل لم يكن متوقعا. أعضاء الغرفتين صاروا يحترفون تنويم الرأي العام. إنه رد ذكي على من كان يصفهم ب”النوام”.
يوم ثار الفايس بوك على جوج فرنك تسابق البعض ليمارس الستريبتيز السياسي. التقى بعض أهل اليمين ببعض أهل اليسار، حتى وقد اختلط اليمين باليسار فأنتج “الكروازية السياسية”. لا يهم. ألفنا الاستثناء. تحول عندنا حالة مرضية (الفتحة أو الضمة على الميم، كل يختار الشكل المناسب لانتمائه). تنافسوا في التبرؤ، بعد التبرع، من معاشات البرلمانيين. مستعد للتنازل. إنها ريع. إنها حيف. غير معقول. مرت الموجة. نام الفايس بوك. نام البرلمانيون. نام الرأي العام. ونام المشاهدون جميعا. ناموا ف”معاش” إلا النوام… والنواب!
سبعة نواب…
تقنين تشغيل القاصرين فضيحة. كارثة. ردة… إنها الكلمات الرنانة. وأجمل ما في مشهدنا السياسي هو وفرة “الملحنين”. يكفي أن يلتقطوا جملة شعرية، أو شعارية، حتى يجتهدوا في تلحينها. المنشدون متوفرون أيضا. أما الكورال فحدث ولا حرج. يكفي أن يغني الزعيم حتى تتوالى الصيحات الكورالية.
هذا ما حدث مع قضايا كثيرة. هرج ومرج ثم يأتينا الصمت. تنس كأنك لم تكن. وتنسى كأنك لم تقل.
سبعة نواب فقط عارضوا مشروع قانون العمال المنزليين. هل من تفسير؟ إنها “الجايحة” التي ضربت السياسة.
لا بد من حملة تلقيح جماعية.
#مجرد_تدوينة