صدمة وتعاطف وخيبة أمل.. مشاعر انتابت مصلون بالمسجد الذي كان يرتاده مطلق النار
لتايم – التقرير
جاء في آية قرآنية على جدار المركز الإسلامي”فورت بيرس” أين اعتاد “عمر متين” وعائلته الذهاب لأداء الصلاة، ”وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا”، “(وليس لِتَباغضوا)”، فقد كان متين يمر بجانبها في كل مرة يتجه فيها للوضوء.
يقع مركز “فورت بيرس” الإسلامي في المبنى الذي كان في السابق كنيسة، مطلاً على شارع أين توجد خمسة كنائس على الأقل على امتداد ثلاثة أميال، وتعتبر هذه المنطقة ذات أغلبية مسيحية معظمهم من البيض، إضافة إلى عدد كبير من السكان الأمريكيين الأفارقة، ولكن قلة من المسلمين، وبالرغم من ذلك يقدم مركز فورت بيرس الإسلامي خدماته للمصلين من بنغلاديش، الهند، باكستان، فلسطين، الأردن وأفغانستان.
قالت حبيبة حاق مصلية وأم لطفلين: “لقد خذلنا، بالرغم من أننا حاولنا جاهدين التعبير عن أنفسنا وإثبات أننا أناس صالحون”.
وقد تعرض المركز الإسلامي إلى التهديد والمضايقة كنتيجة لما قام به متين صباح يوم الأحد، بعد قتله 49 شخصًا في ملهى ليلي في أرلوندو، هذا الهجوم الذي اعتبر الأعنف في تاريخ الولايات المتحدة والأكثر دموية منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وبالرغم من ذلك، قوبل المراسل بحفاوة بالغة عندما قام بزيارة المركز الإسلامي وكان يتجول بحذر في الجناح الخاص بالنساء، في الوقت الذي كن فيه جالسات لتناول إفطار رمضان، ذلك الشهر المبارك الذي يصوم فيه المسلمون من طلوع الشمس إلى غروبها.
قدمت النساء للمراسل الشاي والتمر والطعام، الذي قال: “قامت امرأة بنزع وشاحها وأدارته حول خصري لتغطية ركبتي التي تظهران من تحت بنطالي القصير”، مضيفًا أن “جميعهم عبروا عن صدمتهم مما فعله متين وأجمعوا أنهم لم يتوقعوا عملا وحشيًا من أحد مرتادي المركز”.
وبما أن المسجد يفصل بين الرجال والنساء، فإنهم لم يكونوا على اتصال متواصل لا معه ولا مع أهله، وبالرغم من ذلك قالوا إنه كان إنسانًا عاديًا، حيث قالت مريم علاء، وهي مدرسة متقاعدة، إن متين اتصل بزوجها هاتفيًا ليطمئن عليه عندما كسرت ساقه جراء حادث، وأضافت: “لقد زارنا ذلك الشاب وزوجته وابنه”، مضيفة أنه كان “لطيفًا جدًا واجتماعيًا جدًا”، وأنه “ترعرع في عائلة لطيفة”.
وكان ممثل عن مركز العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في المسجد يوم الاثنين، ليجيب على استفسارات الصحفيين، حيث أن إدارة المسجد لم تستطع مجاراة طوفان من طلبات وسائل الإعلام، وقال ويلفريدو رويز، مدير الاتصالات في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بفلوريدا: “قلوبنا مع الضحايا”، مضيفًا أن إطلاق النار “عمل شنيع لا مبرر له”، وقال أيضًا إن “كير تحث جميع المساجد والمراكز الاجتماعية الإسلامية على تنفيذ برنامج لمقاوم التطرف يتكون من فريق من المختصين في الصحة العقلية والمحامين للوصول إلى الأفراد المضطربين”.
ويقول العديد من النساء أيضًا إنهن منزعجات بسبب تزايد أعمال العنف المعادية للمسلمين كردة فعل على الهجمات، وأنهن مستاءات من أن ذلك سينعكس بصورة سلبية على المجتمع بأسره.
وقال علاء الدين، أحد مرتادي المركز الإسلامي”فورت بيرس”: “نحن خائفون من ردة فعل عنيفة تستهدفنا، لأن متين جاء إلى هذا المسجد”.
ولم تظهر أي واحدة من النساء اللواتي تم استجوابهن أي امتعاض حصل مع المثليين في المسجد سابقًا، وأضفن أن المسلمين المثليين مرحب بهم لأداء صلاتهم في المسجد.