عرض القميص الذي ارتداه أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا
عبدالحق خرباش..03.10.2022
مدير النشر وكاتب
بعد خمسة أشهر من بيعه بنحو 9,3 ملايين دولار بمزاد علني، سيشهد مونديال قطر عرض القميص الذي ارتداه أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا في المباراة الشهيرة التي أحرز خلالها هدفين في مرمى إنكلترا في ربع نهائي مونديال 1986.
سيتمكن المشجعون الذين سيتوجهون لمتابعة مباريات كأس العالم في قطر من مشاهدة القميص الذي ارتداه أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا عندما سجل هدفين شهيرين في مرمى إنكلترا في ربع نهائي مونديال 1986، الذي سيعرض خلال البطولة بعد خمسة أشهر من بيعه بنحو 9,3 ملايين دولار بمزاد علني، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية السبت.
والقميص الذي حطم آنذاك جميع الأرقام القياسية الخاصة ببيع مقتنيات رياضية، دون الكشف عن هوية الشاري وفق ما أعلنت دار سوذبيز للمزادات، سيعار إلى متحف قطر الرياضي ويعرض من يوم الأحد حتى 1 نيسان/أبريل.
وعبرت الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر وشقيقة أمير قطر، عن سعادتها لاستعارة القميص، في إطار معرض مخصص لتاريخ كرة القدم وكأس العالم. وقالت في بيان لوكالة الأنباء الفرنسية :”قطع هذا القميص مشوارا طويلا”.
وتابعت: “الكثير من الأشياء المعروضة في متحف 3-2-1 قطر الأولمبي والمتحف الرياضي هي رموز شغف بشري لها روايات طويلة مؤثرة”.
وإلى جانب قميص مارادونا، ستعرض في المتحف كرة من أول نهائي في كأس العالم عام 1930، أول مخطوطة لقواعد كرة القدم وبرونزية من القدم اليمنى للنجم البرازيلي بيليه.
وافتتح المتحف نهاية آذار/مارس الماضي داخل استاد خليفة، أحد الملاعب الثمانية المضيفة لنهائيات مونديال قطر 2022 بين 20 تشرين الثاني/نوفمبر و18 كانون الأول/ديسمبر المقبلين.
وكان جامع التحف الأرجنتيني مارسيلو أورداس قد قال بعد بيع القميص في أيار/مايو الماضي لقناة “لا ناسيون” التلفزيونية في بلاده إنه “للأسف” فشل بعرض 6,8 مليون دولار، في مواجهة “عرض من الشرق الأوسط وصل في اللحظة الأخيرة”.
وأضاف أنه فشل في مسعاه على الرغم من “جهد كبير جدا” ومساعدة “العديد من رؤساء مقاولات”، مثل مدافع برشلونة الإسباني جيرارد بيكيه ورئيس الاتحاد الأرجنتيني للعبة كلاوديو تابيا الذي أراد مساعدته “لإعادة هذا القميص لمشاركته مع جميع الأرجنتينيين”.
رقم قياسي مطلق
بهذا السعر، حقق القميص الأزرق برقمه 10 رقما قياسيا محطما الرقم السابق لبيع التحف المتعلقة بالرياضة والذي كان بحوزة مخطوطة البيان الأولمبي لعام 1892 للبارون الفرنسي بيار دو كوبرتان التي بيعت بمبلغ 8,8 ملايين دولار في كانون الأول/ديسمبر 2019.
لكن في 16 أيلول/سبتمبر الماضي، بيع قميص ارتداه أسطورة كرة السلة الأمريكية مايكل جوردان عام 1998 بـ10,1 ملايين دولار، ليصبح القطعة الرياضية الأغلى في العالم.
ووضع قميص مارادونا للمرة الأولى كرة القدم على أعلى مستوى في هذا المجال، في حين أن سوق القمصان غالبا ما يكون نشيطا بالبيسبول وكرة السلة الأمريكيتين.
في عام 1986، تبادل مارادونا قميصه في نهاية المباراة مع لاعب وسط إنكلترا ستيف هودج الذي أعاره إلى المتحف الوطني لكرة القدم في مانشستر لأكثر من 20 عاما قبل أن يعرضه للبيع.
كانت تلك المباراة واحدة من أكثر المواجهات التي لا تنسى في تاريخ كأس العالم، واكتسبت أهمية خاصة للأرجنتين لأنها أقيمت بعد أربع سنوات فقط من خسارتها في حرب المالوين.
وأصبحت المباراة محفورة في فولكلور كرة القدم لهدفين لمارادونا: واحد سيئ السمعة والآخر قمة في الروعة على ملعب “أستيكا” الشهير في مكسيكو سيتي.
جاء الأول في الدقيقة 51 عندما اعترض هودج كرة على مشارف منطقة جزاء إنكلترا وحاول إعادتها باتجاه حارس مرماه بيتر شيلتون، فركض مارادونا باتجاهها داخل المنطقة وارتقى لمتابعتها برأسه لحظة خروج الحارس لكنه استعمل يده لافتتاح التسجيل.
واحتج لاعبو إنكلترا لدى حكم المباراة التونسي علي بن ناصر لكنه لم يكترث لهم واحتسب الهدف.
ثم أثار مارادونا الجدل بعد ذلك بقوله إن الهدف سجل “قليلا برأس مارادونا وقليلا بيد الله”.
بعد أربع دقائق، ضرب مارادونا مرة أخرى ولم يكن هناك شك هذه المرة. استلم النجم الأرجنتيني الكرة في منتصف الملعب وتلاعب بأربعة مدافعين إنكليز قبل أن يتخطى الحارس شيلتون ويسدد داخل المرمى وهو الهدف الذي اختير “هدف القرن” في استطلاع للرأي أجراه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
ثم أضاف مارادونا هدفين في مرمى بلجيكا في نصف النهائي، قبل أن يساهم بفوز فريقه على ألمانيا الغربية 3-2 في المباراة النهائية ويرفع الكأس المرموقة بصفته قائدا لمنتخب بلاده.
وتوفي مارادونا في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عن 60 عاما نتيجة أزمة قلبية، بعد معاناته فترة طويلة من متاعب صحية.
وشهدت عملية البيع جدلا حيث ادعى جزء من عائلة دييغو مارادونا، على الرغم من التأكيدات المتكررة من سوذبيز، أن القميص لم يكن الذي ارتداه قائد الأرجنتين عندما سجل الهدفين في مرمى الإنكليز. وروى مارادونا وهودج قصة تبادلهما القميص في كتابيهما.
فرانس24/ أ ف ب