مسيرة الرباط من المليونية إلى الرسائل

marocpresse.net

مرت المسيرة الوطنية ليوم الأحد و التي فجرت بشوارع الرباط حتى قبيل انطلاقتها ، من خلال حركة السير مند ليلة السبت و التي شهدت طوفانا من السيارات و الحافلات من مختلف مناطق المغرب ، الوجهة واحدة العاصمة الإدارية للمغرب الرباط ، طوفان بشري هائل غطى فضاءات الساحات العمومية للرباط و ألهبها ليس بالشعارات فقط بل برسم قواعد اشتباك شعبية قوامها التفاف الشعب المغربي حول قضاياه الوطنية الكبرى .

 

طوفان بشري و من مختلف الفئات و الأعمار و الألوان السياسية و النقابية …. اجتمعت على كلمة واحدة ، ليس إدانة تصريحات بان كيمون الأخيرة و الخطيرة و التي خرج بها الأمين العام للأمم المتحدة و التي خرجت بهاته المؤسسة من منطق الحياد المفترض في هاته المؤسسة العالمية ، التي خرجت عن منطق الحياد المفترض فيها في تدبير النزاعات الدولية و إرساء أسس السلم العالمي و التحكيم النزيه في القضايا الدولية ، لتسقط في مستنقع الانحياز لفائدة طرف ضد طرف آخر ، و هو الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في دور هاته المؤسسة ، و في هاته المؤسسة نفسها ، و جعل الأمانة العامة لهاته المؤسسة تقترب من التعبير عن التنوع الثقافي و الإثني و السياسي ، لصالح ما هو سيادي للدول ، و البحث عن الحلول للنزاعات الدولية بما يؤسس عالم تسوده المحبة و المساواة في التعاطي مع قضايا العالم الكبرى …

 

إن مسيرة الرباط بقدر ما شكلت نقلة تجديدية لمسار تشبث الشعب بقضيته الوطنية ، فإنها عبرت من خلال عددها المليوني الذي لم تسعه شوارع الرباط ، و من خلال هذا التلاقي الفسيفسائي للشعب ليس لإدانة التصريحات الأخيرة لبان كيمون فقط ، بل حملت عدة رسائل أساسية ، أولاها أن الشعب المغربي موحد من الشمال إلى الجنوب ، و من الشرق إلى الغرب حول قضيته الوطنية الأولى ، و أن كل الخيارات التي يمكن أن تطرح لن تخرج عن الاستجابة لإرادة الشعب المغربي و إرادة الصحراويين الذين قبلوا بالحكم الذاتي و عبروا عن تشبثهم بمغربيتهم ، الثانية أن الدور المفترض للأمم المتحدة يجب أن يكون عنصر تجميع و ليس عنصر تشتيت و انحياز في إدارة الصراعات الدولية ، لقد كان الحضور الكبير و الذي عشناه و عيناه لحظة بلحظة ، هو الرسالة الطبيعية التنديدية الشعبية المدينة لتحول الأمم المتحدة عن وجهة تدبير الصراعات بالطرق السلمية إلى مستوى الانحياز الصارخ لهاته المؤسسة لصالح دعاوى ضد أخرى ، و هو ما يفترض إعادة النظر في هذا التدبير لصالح القانون الدولي و مصالح السلم و الاستقرار الدوليين ، بما يؤسس لعالم تسوده قيم المحبة بدل منطق الانحياز لفائدة طرف ضد آخر ، و الثالثة أن الشعب المغربي من خلال مليونية مسيرته حمل رسالة قوية ليس لبان كيمون وحده بل للجزائر أيضا أن المغرب و مند 1975 و هو يحافظ على رباطة الجأش و يدير النزاع المفتعل بالطرق السلمية ، و أنه مستعد لكافة الخيارات التي تجر المنطقة إلى أثون الحرب من خلال المؤامرات و دق طبول التهديد ، و شراء المواقف الدولية .