الجزائر – «القدس العربي»: اهتمت الصحافة الجزائرية كثيراً بمقال نشر في وكالة الأنباء المغربية (حكومية) والذي تعرض إلى سفير الجزائر لدى الاتحاد الأوروبي عمار بلاني، الذي سبق له العمل كناطق باسم الخارجية الجزائرية مع الوزير السابق للخارجية مراد مدلسي، إذ اعتبرت الوكالة المغربية أن السفير الجزائري تجاوز حدود الحياد في قضية الصحراء الغربية، وأنه أصبح ناطقاً باسم الصحراويين الذين وصفتهم الوكالة بـ»انفصاليي البورليساريو».
وكان موقع «كل شيء عن الجزائر» قد توقف مطولاً عند مقال وكالة الأنباء المغربية الذي هاجم سفير الجزائر في بروكسل عمار بلاني، متهمة إياه بأنه تحول إلى ناطق باسم الصحراويين الذين وصفهم صاحب المقال بـ»انفصاليي البوليساريو»، وذلك عقب تصريحات السفير الجزائري الذي أعرب عن ارتياحه للقاء الذي جمعه في مقر البرلمان الأوروبي مع المدير العام لقسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط في قسم الأعمال الخارجية للاتحاد الأوروبي، نيكولا واستكوت، وذلك في أعقاب قرار محكمة العدل الأوروبية الذي أقر بفصل الصحراء الغربية عن اتفاق التبادل الحر بين المغرب والاتحاد الأوروبي، باعتبار الصحراء الغربية منطقة محتلة ما زال مصيرها بين يدي الأمم المتحدة.
واعتبرت الوكالة أن الناطق الرسمي باسم من تسميهم انفصاليي البوليساريو لم يعد له أي وزن أمام سفير الجزائر الذي تقول بلاده إنها تلتزم الحياد حيال قضية الصحراء الغربية، وان السفير الجزائري خرج عن الحياد وأصبح ناطقاً باسم الصحراويين أمام مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وذهبت الوكالة المغربية الى حد وصف السفير الجزائري بأنه «محامي الشيطان»، وبأنه يقوم بنفث سمومه ضد المغرب ومؤسساته، معتبرة أن التصريح الأخير للسفير الجزائري عقب لقائه مع المدير العام لقسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط في قسم الأعمال الخارجية للاتحاد الأوروبي، نيكولا واستكوت، والذي أعرب فيه عن ارتياحه لفصل الصحراء الغربية عن اتفاق التبادل الحر بين المغرب والاتحاد الأوروبي في مجال الزراعة يذهب في اتجاه الموقف الجزائري الداعي إلى ضرورة تمكين الصحراويين من قول كلمتهم وتقرير مصيرهم في استفتاء تشرف عليه الأمم المتحدة.
واتهمت السفير الجزائري بأنه قال إن بلاده ستقوم بدفع تكاليف محامين واستمالة قضاة من أجل القيام بحملة تلويث للاعتراض على اتفاق الصيد الموقع بين الاتحاد الاوروبي والمغرب، ولم لا اتفاقيات أخرى، معتبرة أن هذه المعركة خاسرة مسبقاً، مشددة على أن تدخل السفير الجزائري بهذا الشكل يؤكد أن بلاده متورطة بشكل مباشر في حالة الانسداد التي يعرفها ملف الصحراء الغربية، وتحاملها في الدفاع عن موقف من تصفهم بالانفصاليين، وذلك من أجل الإبقاء على الملف عالقاً، خدمة لمصالح من تسميهم الوكالة الحكومية المغربية بالانتهازيين الانفصاليين، كما اعتبرت أن النظام الجزائري يستغل هذا النزاع من أجل تحويل أنظار الشعب الجزائري عن مشاكلهم وأزماتهم.
من جهتها لم تصدر الخارجية الجزائرية أي تعليق بشأن هذا الهجوم على سفير الجزائر ببروكسل، علماً أنها ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها الوكالة الحكومية المغربية السفير عمار بلاني.