الرئيسية / المجتمع المدني / عبدالحق خرباش.. 30.04.2022 قبول الرأي الآخر.. ثقافة “غائبة” وسيطرة لفكر الإقصاء و”التخوين”

عبدالحق خرباش.. 30.04.2022 قبول الرأي الآخر.. ثقافة “غائبة” وسيطرة لفكر الإقصاء و”التخوين”

image_pdfimage_print
print
عبدالحق خرباش.. 30.04.2022

 

قبول الرأي الآخر.. ثقافة “غائبة” وسيطرة لفكر الإقصاء و”التخوين”

عمان- تتراجع ثقافة تقبل الرأي الآخر يوما بعد آخر في وقت “يرفض” به العديد من الأشخاص وجهات نظر أخرى إن كانت مغايرة أو مختلفة عن آرائهم، ولا تتماشى معها.
ولم تعد المشكلة فقط بتقبل الآراء عند اختلاف وجهات النظر، بل أصبح من “يخالف” يتعرض للهجوم والإقصاء، فضلا عن شن وابل من الاتهامات عليه، ويصل الأمر إلى تخوينه والتنمر عليه والتقليل من شأنه. ووفق مختصين، فإن هذا الأمر لا يتوقف فقط على اللقاءات والتجمعات بين الناس، بل يصل إلى منصات التواصل الاجتماعي التي عززت من غياب ثقافة تقبل الرأي الآخر، وأصبحت مساحة لشن الحروب على من يخالف رأي المجموعة أو يقرر أن يعبر عن رأيه ووجهة نظره كما يراها هو.
ومنذ بدء أزمة إضراب المعلمين الشهر الماضي والتي انتهت مؤخراً؛ اتضحت الصورة أكثر عن غياب هذه الثقافة وسيطرة الفكر “الإقصائي” وانقسام الناس، وما إن يقرر فيها شخص التعبير الحر عن وجهة نظره تجاه هذه الأزمة وإن خالف رأي الأكثرية، حتى تبدأ “الشتائم” والعبارات التي تخونه وتنتقص منه وتقلل من شأنه وتضطهده، فضلا عن إطلاق أوصاف سيئة قد تطاله وتطال عائلته.
هذه الأزمة الأخيرة أظهرت طريقة تفكير الأشخاص والتعصب تجاه الآراء، رغم أن المطلوب هو فقط “أنت حر إن لم تتقبل رأيي لكن لا تهاجمني”!
وعلى مبدأ “مش معي إذن أنت ضدي”، تحتد النقاشات وقد تتطور لمشاكل كبيرة بين الأشخاص، وخلافات شخصية عميقة لمجرد التعبير عن الرأي الآخر.
ذلك الأمر لطالما استفز نهاد محمود، ففي اللحظة التي تشارك رأيها بموضوع معين مخالف للطرف الآخر أو آراء المجموعة، حتى يتحول الأمر الى خلاف كبير، على حد تعبيرها.
كانت نهاد تعتقد أن “الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية” مقولة تنطبق على الجميع، غير أنها اكتشفت العكس تماما، خصوصا عندما قررت مشاركة رأيها في قضية المعلمين الأخيرة، فخاضت نقاشات مع أشخاص لا يدركون أبداً معنى ثقافة احترام الرأي الآخر أو أنه مهما احتد النقاش لا ينبغي أن يؤثر على العلاقة الشخصية بين الطرفين.
وبعد مواقف صعبة عدة، تعرض لها إبراهيم علي بسبب كتابة رأيه بالعديد من المواضيع العامة، اتخذ قرارا بعدم الدخول في نقاش مع أي شخص مهما كانت الأسباب، خصوصا على منصات التواصل، والسبب أنه مدرك تماماً أن العديدين لا يتقنون الحوار “بأدب”، ولا الاستماع للآخر واحترامه، مبيناً أن البعض يعتقد أنه مخالفته في الرأي تعني أنك أخطأت بحقه شخصياً.
ويضيف أنه لاحظ ذلك أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي، فبمجرد أن يشارك رأيه المختلف على أحد منشورات الأصدقاء حتى يتطور الأمر لنقاش حاد ويتفاجأ بأن الشخص قام بحذفه من قائمة الأصدقاء.
وبهذا الخصوص، يشير عميد كلية الإعلام في جامعة البترا الدكتور تيسير أبو عرجة، إلى أن ثقافة تقبل الرأي الآخر للأسف أمر “لم نعتد عليه” وليس لدينا هذا الإرث في تقبله وقبوله، مبينا أن غياب الحياة الحزبية أسهم أكثر بغياب تقبل الرأي الآخر، الى جانب العامل التربوي وعدم تفعيله بتعلم هذه الثقافة.
ويلفت الى أن الأمر ليس ثقافة عامة بقدر ما هو ثقافة شخصية؛ أي أن النظام الأبوي العربي، هل سمح لنا بتقبل الرأي الآخر واحترامه؟
ويبين أبو عرجة أن منصات التواصل الاجتماعي، التي كان متوقعا منها أن تزيد المعرفة وتوسع الآفاق، جاءت للأسف لتعاكس ذلك، وزادت من “التشدد” بالآراء ورفض الآخر.
ووفق أبوعرجة، هنالك عوامل نفسية اجتماعية تسهم في ذلك، إضافة الى التربية الشخصية للفرد، مؤكدا ضرورة تعميم فكرة تقبل الرأي الآخر لدى أصحاب الفكر، والبدء من المدارس وكل الوسائل القادرة على التأثير.
ويذهب الاختصاصي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي إلى أن هذه الظاهرة، للأسف، انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة، خصوصا و”أننا نفتقر لثقافة التنازل واحترام الرأي الآخر”، مبينا أن البعض يعتبر عدم تأييد رأيه وقبوله “هزيمة وانكسارا”.
ويشير الى أن التنشئة الاجتماعية سبب في ذلك؛ إذ إن الكثير من الآباء يظهرون أمام الأبناء طريقتهم في عدم احترام رأي الطرف الثاني المخالف لرأيهم، وبالتالي يتعلم الأبناء ذلك منذ الصغر.
ويعتبر الخزاعي أيضا أن سهولة الحصول على المعلومة، جعلت كل شخص يعتقد أنه صاحب الرأي الأصح والأهم، وعلى الجميع الاستماع له.
ويضيف الخزاعي أن مواقع التواصل فتحت المجال لانتشار هذه الظاهرة، فكل شخص يشعر أن لديه منبرا يستطيع أن ينظر من خلاله من دون أن يتقبل رأي الطرف الآخر، فضلا عن ثقافة “الأنا” لديه والغرور وعدم إعطاء الآخرين فرصة للتعبير عن أرائهم واحترامها.
ويذهب الاختصاصي النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة، إلى أن المجتمع الفردي المنغلق والقائم على “الأنا”، جعل الشخص يعتقد أن لا أحد غيره يحق له فرض الرأي، فيغتال شخصية الآخر، ويسعى للهيمنة عليه في حال ناقشه أو حاوره وقد يصبحان عدوين.
ويشير الى أن ذلك يلغي الحوار وأهميته، وفن الاستماع للآخر، حتى وإن اختلفت معه، مبينا أن الأصل هو احترام الرأي، وبناء ثقافة حوار قائمة على معطيات وأسس فكرية، فالاختلاف لا يفسد في الود قضية.
إلى ذلك، لا بد من تقبل الآخر وشخصيته وتجاوز الانغلاق الذاتي والأنانية، والتقوقع حول الفكر، والعمل على الانفتاح حول الآخرين وتقبل أي نقد بصدر رحب بدون الدخول في تحد بأن يقتنع الشخص أو لا. ويعتقد مطارنة بأننا نفتقد لهذه الثقافة ولا بد من التدرب عليها وتوعية جميع الفئات بدءا من البيت والمدرسة والجامعة، وإدراك أن لكل إنسان شخصيته ومبادئه وأن الحياة ليست لنا وحدنا. يوما بعد آخر في وقت “يرفض” به العديد من الأشخاص وجهات نظر أخرى إن كانت مغايرة أو مختلفة عن آرائهم، ولا تتماشى معها.
ولم تعد المشكلة فقط بتقبل الآراء عند اختلاف وجهات النظر، بل أصبح من “يخالف” يتعرض للهجوم والإقصاء، فضلا عن شن وابل من الاتهامات عليه، ويصل الأمر إلى تخوينه والتنمر عليه والتقليل من شأنه. ووفق مختصين، فإن هذا الأمر لا يتوقف فقط على اللقاءات والتجمعات بين الناس، بل يصل إلى منصات التواصل الاجتماعي التي عززت من غياب ثقافة تقبل الرأي الآخر، وأصبحت مساحة لشن الحروب على من يخالف رأي المجموعة أو يقرر أن يعبر عن رأيه ووجهة نظره كما يراها هو.
ومنذ بدء أزمة إضراب المعلمين الشهر الماضي والتي انتهت مؤخراً؛ اتضحت الصورة أكثر عن غياب هذه الثقافة وسيطرة الفكر “الإقصائي” وانقسام الناس، وما إن يقرر فيها شخص التعبير الحر عن وجهة نظره تجاه هذه الأزمة وإن خالف رأي الأكثرية، حتى تبدأ “الشتائم” والعبارات التي تخونه وتنتقص منه وتقلل من شأنه وتضطهده، فضلا عن إطلاق أوصاف سيئة قد تطاله وتطال عائلته.
هذه الأزمة الأخيرة أظهرت طريقة تفكير الأشخاص والتعصب تجاه الآراء، رغم أن المطلوب هو فقط “أنت حر إن لم تتقبل رأيي لكن لا تهاجمني”!
وعلى مبدأ “مش معي إذن أنت ضدي”، تحتد النقاشات وقد تتطور لمشاكل كبيرة بين الأشخاص، وخلافات شخصية عميقة لمجرد التعبير عن الرأي الآخر.
ذلك الأمر لطالما استفز نهاد محمود، ففي اللحظة التي تشارك رأيها بموضوع معين مخالف للطرف الآخر أو آراء المجموعة، حتى يتحول الأمر الى خلاف كبير، على حد تعبيرها.
كانت نهاد تعتقد أن “الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية” مقولة تنطبق على الجميع، غير أنها اكتشفت العكس تماما، خصوصا عندما قررت مشاركة رأيها في قضية المعلمين الأخيرة، فخاضت نقاشات مع أشخاص لا يدركون أبداً معنى ثقافة احترام الرأي الآخر أو أنه مهما احتد النقاش لا ينبغي أن يؤثر على العلاقة الشخصية بين الطرفين.
وبعد مواقف صعبة عدة، تعرض لها إبراهيم علي بسبب كتابة رأيه بالعديد من المواضيع العامة، اتخذ قرارا بعدم الدخول في نقاش مع أي شخص مهما كانت الأسباب، خصوصا على منصات التواصل، والسبب أنه مدرك تماماً أن العديدين لا يتقنون الحوار “بأدب”، ولا الاستماع للآخر واحترامه، مبيناً أن البعض يعتقد أنه مخالفته في الرأي تعني أنك أخطأت بحقه شخصياً.
ويضيف أنه لاحظ ذلك أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي، فبمجرد أن يشارك رأيه المختلف على أحد منشورات الأصدقاء حتى يتطور الأمر لنقاش حاد ويتفاجأ بأن الشخص قام بحذفه من قائمة الأصدقاء.
وبهذا الخصوص، يشير عميد كلية الإعلام في جامعة البترا الدكتور تيسير أبو عرجة، إلى أن ثقافة تقبل الرأي الآخر للأسف أمر “لم نعتد عليه” وليس لدينا هذا الإرث في تقبله وقبوله، مبينا أن غياب الحياة الحزبية أسهم أكثر بغياب تقبل الرأي الآخر، الى جانب العامل التربوي وعدم تفعيله بتعلم هذه الثقافة.
ويلفت الى أن الأمر ليس ثقافة عامة بقدر ما هو ثقافة شخصية؛ أي أن النظام الأبوي العربي، هل سمح لنا بتقبل الرأي الآخر واحترامه؟
ويبين أبو عرجة أن منصات التواصل الاجتماعي، التي كان متوقعا منها أن تزيد المعرفة وتوسع الآفاق، جاءت للأسف لتعاكس ذلك، وزادت من “التشدد” بالآراء ورفض الآخر.
ووفق أبوعرجة، هنالك عوامل نفسية اجتماعية تسهم في ذلك، إضافة الى التربية الشخصية للفرد، مؤكدا ضرورة تعميم فكرة تقبل الرأي الآخر لدى أصحاب الفكر، والبدء من المدارس وكل الوسائل القادرة على التأثير.
ويذهب الاختصاصي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي إلى أن هذه الظاهرة، للأسف، انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة، خصوصا و”أننا نفتقر لثقافة التنازل واحترام الرأي الآخر”، مبينا أن البعض يعتبر عدم تأييد رأيه وقبوله “هزيمة وانكسارا”.
ويشير الى أن التنشئة الاجتماعية سبب في ذلك؛ إذ إن الكثير من الآباء يظهرون أمام الأبناء طريقتهم في عدم احترام رأي الطرف الثاني المخالف لرأيهم، وبالتالي يتعلم الأبناء ذلك منذ الصغر.
ويعتبر الخزاعي أيضا أن سهولة الحصول على المعلومة، جعلت كل شخص يعتقد أنه صاحب الرأي الأصح والأهم، وعلى الجميع الاستماع له.
ويضيف الخزاعي أن مواقع التواصل فتحت المجال لانتشار هذه الظاهرة، فكل شخص يشعر أن لديه منبرا يستطيع أن ينظر من خلاله من دون أن يتقبل رأي الطرف الآخر، فضلا عن ثقافة “الأنا” لديه والغرور وعدم إعطاء الآخرين فرصة للتعبير عن أرائهم واحترامها.
ويذهب الاختصاصي النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة، إلى أن المجتمع الفردي المنغلق والقائم على “الأنا”، جعل الشخص يعتقد أن لا أحد غيره يحق له فرض الرأي، فيغتال شخصية الآخر، ويسعى للهيمنة عليه في حال ناقشه أو حاوره وقد يصبحان عدوين.
ويشير الى أن ذلك يلغي الحوار وأهميته، وفن الاستماع للآخر، حتى وإن اختلفت معه، مبينا أن الأصل هو احترام الرأي، وبناء ثقافة حوار قائمة على معطيات وأسس فكرية، فالاختلاف لا يفسد في الود قضية.
إلى ذلك، لا بد من تقبل الآخر وشخصيته وتجاوز الانغلاق الذاتي والأنانية، والتقوقع حول الفكر، والعمل على الانفتاح حول الآخرين وتقبل أي نقد بصدر رحب بدون الدخول في تحد بأن يقتنع الشخص أو لا. ويعتقد مطارنة بأننا نفتقد لهذه الثقافة ولا بد من التدرب عليها وتوعية جميع الفئات بدءا من البيت والمدرسة والجامعة، وإدراك أن لكل إنسان شخصيته ومبادئه وأن الحياة ليست لنا وحدنا.

شاهد أيضاً

مجلس الأمن .. بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي

عبدالحق خرباش.. حقيقة نيوز.نت / 21.12.2024 كاتب إعلامي مدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET ميدي1نيوز – ومع ...