الرئيسية / اخبار عامة / حضور تازة في المسيرة المليونية كان كثير العدد منعدم التنظيم jihatipress

حضور تازة في المسيرة المليونية كان كثير العدد منعدم التنظيم jihatipress

image_pdfimage_print
print

 kharbach-2-310x159

في الوقت الذي  علق فيه العشرات من المواطنين الذين انقطعت بهم السبل في محطة القطار ولم يعثروا على وسيلة نقل معينة تحملهم إلى الرباط  لتلبية نداء الوطن ، كانت الحشود الغفيرة من إخوانهم الذين وصلوا إلى الرباط صباح الأحد 13 مارس 2016 قد ابتلعنهم الأمواج البشرية على شكل مجموعات صغيرة . وبذلك كان حضور تازة في المسيرة المليونية غير مسجل بالشكل الذي حرصت  الأقاليم الأخرى على فرض تواجدها المنظم وحضورها المعنون بلافتات التقطتها كاميرات الإعلام الوطني .

القراءة السياسية في مكمن الخلل التنظيمي

أولا إذا كان الحدث وطنيا يتعلق بوحدتنا  الترابية التي اعتبرنا فيها بان كي مون بالمحتلين لأرضينا ، فإن الحدث كذلك كان يجب أن يكون إقليميا من حيث الإعداد والتنظيم المحكمين لتمثيل الساكنة على أحسن وجه في المسيرة المليونية بحكم أن عدد سكان تازة لا يتطلب مجهودا ضخما لتنظيمه حتى ولو كان الأمر يتعلق بالمشاركة في مدينة العيون وليس الرباط

فمن المسؤول إذا عن سوء التنظيم ؟

في مثل هذه الأحداث نتفاجأ دائما بوجوه يتم إنتاجها على وجه السرعة ، وتنسد لها مهام ليست في مستوى تنفيذها ، الشيء الذي يعود بنتائج سلبية تحمل المدينة تابعات تتفنن مقالات صحافية معينة في إنجازها ، من غير أن تتحاشى وضع تازة تحت طائلة التشكيك في وطنيتها كما جرت العادة دائما .

على الرغم من الأعداد الهائلة وغير الكافية مقارنة مع الطوفان البشري الذي توافد على المحطة  للمشاركة في المسيرة المليونية من وسائل النقل التي وضعت رهن إشارة المواطنين ، فالخلل كان في غياب منسقين قادرين على ربط رأس القوافل بآخرها منذ الانطلاقة من تازة والى نقطة الوصول بالرباط ، بغض النظر عن انتمائهم الحزبي أو النقابي والجمعوي ، لأن المزايدات السياسية لا مكان لها في مثل هذه الملاحم الوطنية . إلا أن هاجس وثيقة التزكية الحزبية لخوض الانتخابات البرلمانية استحوذ على المشهد برمته  .

كل الأقاليم صغيرها وكبيرها تحركت بانتظام يتشكل من جموع بشرية تعبر المسار المخصص للميسرة إلى الحدود التي تبدأ فيها لافتات إقليم آخر ، وهو عكس ما ظهر به إقليم تازة المنثورة مجموعاته هنا وهناك بدون عنوان ، باستثناء جماعتي كاف الغار وتاهلة .

بعض سياسيي تازة ” تبندوا ” أمام عدسات كاميرات لالتقاط صور مع قادتهم الحزبيين وكأنهم كانوا في جولة خاصة لا مسؤولين عن مناضلين إقليميين بحت حناجرهم بالشعارات دون أن يعلم أحد من أي مدينة هم . لكن يكفيهم أنهم مغاربة لبوا نداء الوطن .

فهل كانت مسيرة الرباط من أجل الوطن أم أجل التزكية البرلمانية التي بلغ الصراع من أجلها بين ” الكبار” ذروته هذه الأيام ؟ أم أن استثمار الفرص الناذرة عمل يندرج في صلب أدنى حركة يقوم بها المنتخب ؟

وإذا كانت التزكية البرلمانية كوثيقة تقدمها القيادات السياسية في الرباط مجرد وثيقة حزبية لا شرعية لها إلا بأصوات المواطنين ، فلماذا ترك هؤلاء البسطاء في الرباط عزل حتى من قنينة ماء لولى روح المواطنة التي أبدتها ساكنة الرباط لما وقف الرجال والنساء بأبواب بيوتهم يقدمون كؤوس الماء وما توفر لديهم من طعام للمشاركين في المسيرة المليونية ؟

لقد نجح المنتخبون في تقسيم المدينة إلى فئات متصارعة حيث تسعى كل طائفة إلى الإمساك  بقبضة من الريح وفي اعتقادها أنها حققت فوزا عظيما ، وعلى نفس المنوال قدموا ساكنة تازة في المسيرة المليونية بأوصال متقطعة . فرحمة بهذه الساكنة إن كان للرحمة معنى في القلوب .

حمو الداحين

شاهد أيضاً

مجلس الأمن .. بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي

عبدالحق خرباش.. حقيقة نيوز.نت / 21.12.2024 كاتب إعلامي مدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET ميدي1نيوز – ومع ...