وزير الإعلام اللبناني طلب من القنوات التلفزيونية عدم اقتحام خصوصية العائلات
admin
المجتمع المدني, الواجهة
1,495 زيارة
وداع لضحايا إسطنبول… والسلطات أوقفت من استفز العواطف وشتم «الشهداء»
سعد الياس
بيروت ـ «القدس العربي» : ودّع لبنان الرسمي والشعبي امس اثنين من ضحايا الهجوم الإرهابي في مقهى «رينا» في اسطنبول وهما الياس ورديني من الاشرفية في بيروت وهيكل مسلم من البيرة قضاء الشوف على أن تُدفَن الضحية الثالثة ريتا الشامي يوم غد الخميس.
وعمّت في بيروت والمناطق أجواء الحداد وخصوصاً بعدما أصدر رئيس الحكومة سعد الحريري مذكرة بإعلان الحداد العام على شهداء هجوم اسطنبول الإرهابي بين الساعة 2 و3 من بعد الظهر، مع تعديل البرامج الإعلامية، ووقف لبنانيون على رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون 5 دقائق صمت حداداً عند الساعة الثالثة.
وكانت الساعات الماضية شهدت الكثير من الاشكاليات حول طريقة تغطية القنوات التلفزيونية للفاجعة ولمآسي العائلات حيث إتهمت عدد من المحطات باقتحام خصوصيات العائلات مباشرة على الهواء ما دفع بوزير الاعلام ملحم الرياشي إلى دعوة تلك الوسائل الإعلامية إلى الامتناع عن نقل صور الضحايا واحترام خصوصية الجرحى وعائلاتهم واعداً بإعداد مشروع قانون للاداب الإعلامية.
أما الاشكالية الأكبر التي رافقت مأساة الضحايا اللبنانيين الذين كانوا يمضون ليلة رأس السنة في اسطنبول فكانت بعض التعليقات التي انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، والتي جاءت لتوازي الرصاص الذي أطلق عليهم، ما دفع بالبعض إلى تشبيه هذه التعليقات بأنها إرهاب فكري لا يقل سوءاً عن الإرهاب الأمني الذي استهدف اللبنانيين في تركيا.
ولعلّ التعليق الأسوأ الذي ورد حول الضحايا كان ما كتبه المواطن رمزي القاضي حيث كتب «روحة بلا رجعة ماتوا سكرانين مع عربدة إلى الجحيم»، «الله لا يردكم إلى جهنم وبئس المصير»، «ميتة السوء إلى جهنم وبئس المصير»، «ماتوا في خمارة بعد ممارسة العربدة والسكر الشديد…». وإثر الضجة التي أثارتها كتابات القاضي عمد مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية إلى توقيفه في الشويفات بناء لإشارة القضاء بجرم شتم الشهداء اللبنانيين في اسطنبول واستفزاز عواطف عائلاتهم.
الى ذلك، شهدت مواقع التواصل نقاشاً حول جواز تسمية ضحايا اسطنبول من اللبنانيين بالشهداء وإستغرب مواطن يدعى عباس ما أورده بعض الاعلام وكتب «شهداء حزب الله في سوريا بتقولوا عنهم قتلى ويللي ماتوا في ملهى ليلي بتقولوا عنهم شهداء كيف راكبة معكم شهداء؟!».
وعلّقت فرح أحمد «عندما تريدون أن تقولوا شهيد إفهموا معنى الشهادة ومن هم الشهداء بئس هذا الزمن». وسأل طوني غطاس «ليش هني ماتوا بحادث سير او شي ثأر بين عشيرة وعشيرة أو بعملية إرهابية؟». وكما سأل حسن عواد «من سامحلك تحط حالك مكان الله وتقرر اذا الضحية قتيل او شهيد واذا فايت على الجنة او النار؟؟ ليش انت ضامن الجنة اصلاً!!».
وكتب حسين حمدان «اولاً الله يرحم يللي راح ، تانياً مش ضرورة تكون الله حتى تصنّف اذا كان الميت شهيداً او ضحية.. في معايير واضحة بهالأمور بس هالموضوع كلو والضجة لصارت ذكّرتني بقصة عباس بن فرناس لحاول واشتغل على موضوع ابتكار طريقة للطيران، وبسبب احدى التجارب سقط ميتاً واختلف العرب حول موضوع وفاته، منهم من اعتبره شهيداً ومنهم من اعتبره منتحراً، اما الغربي ما اهتم لهيدا الأمر كلو لانو مش جايي من الموضوع شي».
وحاول الإعلامي فراس حاطوم الرد على رمزي القاضي وعلى نزع صفة الشهادة عن الضحايا لكنه وقع في سوء التعبير فكتب «كاس شهدا اسطنبول»، ما جعل البعض ينتقده بشدة ويرى في الستاتوس الخاص به نوعاً من السخرية من الشهداء.
فأضاف حاطوم تعليقاً آخر جاء فيه «طوبى لمن قضى وفي يده كأس خمر» لكنه لم ينجح في توضيح مغزى ما قصده، فعاد ليكتب «طيب تقديراً لبعض الذين لم أنجح في إيصال الفكرة اليهم في الستاتوس السابق أوضح فأقول إنه بالنسبة لي الشرب والرقص والغناء هي اساليب للفرح لن يسلبنا اياها المعاتيه…مجدداً طوبى للشاربين والراقصين والمغنين، طوبى للفرحين، كاس كل محب للحياة وأولهم شهدا مبارح».
وإنقسم معلّقون بين مؤيد لحاطوم ومعترض فقالت جوزفين ديب «على كل من هاجم فراس حاطوم على موقف جريء تقدم على الجميع ان يعتذر ويخجل ويتعلم ان يفرق بين المتضامن والشامت!! كاسك يا فراس وكاس شهدا اسطنبول».
وكتبت أمل السبع «عن جد انكن شعب جاهل، بيقرا بس بدو مين يفسرلهم شو عمبيقراوا ، عملتوا حملة وسخة على شخص عم بحييي الشهدا ليفرجي المجرمين انه شرب الكاس مش جريمة وانا برجع بعيد كلامه وبرفع كاسي لفوق وبشرب كاس الشهداء الابرار والله ينتقم من الكافر يلي ظلمهم وكاسك يا فراس حاطوم».
في المقابل، انتقد فادي عون سعي فراس حاطوم إلى الشهرة وقال «اذا في حدا ما بيقبل ملاحظة رح احكي أوضح عن ماضيه وتاريخو والاعيبو بقصد الشهرة والسكوب وبعتقد انو عمل هالضجة كمان للسكوب أعادة…استاذ فراس حظك عاطل وصايرة صوفتك حمرا لما بتقرّب من موضوع طائفي ويمكن نواياك حسنة بس مش واضح ومفهوم 100% وفي مجال للشك رح تفتح مجال للناس تهاجمك انت أبن جبل وبتعرف الامتال منيح: ليش عم تنفخ عاللبن لأن كاويني الحليب. في ناس بعد ما نسيوا قصتك مع الراهبة وبيع الأطفال وعم ينتقموا يمكن…نصيحة بلا ما تهديني جمل:
1- استعمل عبارات واضحة وصريحة لا تحتمل التفسير والتأويل
2-ابتعد عن المواضيع الطائفية 3-اذا كنت مضطر استعمال اسم مستعار لان في كتير ناس صار عندن حساسية وبيجاوبوك من دون تدقيق».
وكتب غابي «طبيعي لما يساريون يستخدمون كلاماً لسيدنا يسوع المسيح بهيك موضوع بهيك اسلوب بتحس كأنن ملحدون عميتذاكوا بقي منهم بقايا أما كلامه فلا يزول».
وهاجم مارون غنام الإعلامي فراس حاطوم قائلاً «انا ما راح سبـك… المسبـّـه مش من شـِيـَـمي بس انا راح قلـّـك إنـّـو نحنا تربينا بمدرسة بتقدم شهدا حتى مجتمعنا يضلّ يحب الحياة ويبقى قادر يعيش ويفرح ويشرب كاسو علناً … بينما إنت ربيت بين مرتزقة بيقبضو ثمن حروبـُـن وبيدّعو الشهادة والتقوى وبعاقرو الخمرة بالسرّ .».
ودخلت قناة LBCI على الخط فأوردت في مقدمة نشرتها الاخبارية ما يلي «منذ متى كان الفرح جريمة؟.من يهاجم الشهيد أو الضحية أو القتيل، سموهم ما شئتم، هو في صف الإرهابي والقاتل، ونقطة على السطر. فالموضوع لا يحتمل لا اجتهاداً ولا جدلاً ولا ترفاً فكرياً. القاتل قاتل والقتيل قتيل، وعلى الأحياء ان يختاروا: إما ان يكونوا مع القاتل فيكونوا قتلة مثله، وإما ان يكونوا مع الضحايا والشهداء، فيعبّرون عن ذلك تعاطفاً وكتابة وكلاماً وأحياناً صمتاً».
واضافت «ريتا والياس وهيكل، ثلاثة شهداء، مثلهم مثل شهداء من ست عشرة جنسية سقطوا في ملهى «رينا» في اسطنبول، بينهم السعودي والأردني والتونسي والعراقي والهندي والبلجيكي والكندي والالماني والروسي وغيرهم. هؤلاء كانوا قرروا ان يعيشوا حياتهم كما يريدونها وكما يفرحون، ولا يحق لأحد ان يمنعهم: لا الإرهابي الذي يضع حداً لحياتهم، ولا الإرهابي الذي يلاحقهم بعد الوفاة».
2017-01-04