حرائق بالمغرب باهضة الثمن

الأربعاء .. 06.09.2023
عبدالحق خرباش.. كاتب صحفي ومدير النشر HAKIKANEWS.NET
سادت خلال الأسابيع الماضية مخاوف في المغرب من اندلاع حرائق غابات شبيهة بتلك التي اجتاحت خمسة أقاليم شمالي البلاد العام الماضي، وأتت على آلاف الهكتارات، كما تسببت بخسائر في الأرواح. وعاش المغرب خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب الماضيين على وقع موجات حر شديدة تزامنت مع توقعات رسمية بتزايد خطر نشوب حرائق، بسبب الجفاف وموجات الحرارة.
ويشهد المغرب سنوياً حرائق في غاباته التي تغطّي نحو 12 في المائة من مساحته، وكذلك في واحات النخيل التي تقع في مناطق الجنوب. والعام الماضي، التهم نحو 500 حريق 22.762 هكتاراً من مساحات الغابات، بحسب ما أعلنته الوكالة الوطنية للمياه والغابات في مايو/ أيار الماضي.وتؤكد الوكالة أن “الفضاءات الطبيعية المفتوحة للغابات تتعرض لضغوط عدة تؤثر سلباً في أدوارها البيئية والاجتماعية والاقتصادية، علماً أنها تواجه، كما باقي الغابات في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تهديدات أكبر بالاشتعال خلال فصل الصيف، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض رطوبة الهواء، وشدة الرياح الجافة والساخنة”.
وفي ظل المخاوف من تكرار حرائق العام الماضية، كان لافتاً دق المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في المغرب، وهو مؤسسة دستورية، ناقوس الخطر أخيراً في شأن النظم البيئية للغابات. وهو شدد على أن هذه النظم تتعرض لتدهور مقلق يقدر بنحو 17 ألف هكتار سنوياً.
يقول الباحث في قضايا البيئة والتنمية المستدامة رئيس جمعية “بييزاج لحماية البيئة بأغادير”، رشيد فاسح، إن “حرائق الغابات ذات تأثيرات سلبية للغاية على النظام البيئي، وهي تتضاعف بسبب مشاكل التغيّر المناخي، وتتمثل انعكاساتها في القضاء على التنوع النباتي من أشجار ونباتات طبية وعطرية، وأيضاً التنوع الحيواني من طيور وزواحف وغيرها”.
ويوضح، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أنه “حين تجتاح الحرائق منطقة معينة يلحق ذلك أضراراً كبيرة جداً بالغابات، ويساهم في تلوّث الهواء ورفع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الجو، كما يخلق إشكالات تتعلق بإعادة إحياء المناطق المحروقة الذي قد يتطلب عشرات السنوات كي تعود الحياة فيها إلى ما كانت عليه في السابق. كما يفاقم التغيّر المناخي وشحّ كميات الأمطار الوضع البيئي، ويسيء في شكل كبير إلى النظام البيئي للغابات”. يضيف: “إلى ذلك تؤثر حرائق الغابات على التنمية الاقتصادية بسبب تهديدها سلامة وأمن سكان المناطق المحيطة بالغابات ومصادر رزقهم، كما تحتم بذل أجهزة الدولة جهوداً كبيرة لإطفاء الحرائق، في وقت تعاني البلاد من شحّ وندرة في المياه وجفاف وموجات حر”.من جهته، يحذر الخبير في مجال البيئة رئيس جمعية “المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ”، مصطفى بنرامل، من الانعكاسات السلبية للحرائق المتتالية وتأثيرها على وظائف الغابات في الحفاظ على توازن النظام البيئي، ويقول لـ”العربي الجديد”: “تؤثر الحرائق في خصائص التربة ما يؤدي إلى تآكلها، وكذلك في زيادة حدة التعرية التي تتسبب في فقدان الغطاء النباتي، كما تسبب في مخاطر ثانوية مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية بعد حدوث الحرائق”.
كذلك تنعكس حرائق الغابات على تلوّث الهواء جراء تصاعد الدخان والغازات المختلفة في الجو. وقد تنتقل هذه الانبعاثات عبر طبقة الستراتوسفير والتيارات الهوائية إلى مناطق بعيدة، ما يوسّع مساحة التلوّث.
وبين التأثيرات الكبيرة لحرائق الغابات تقليل الغطاء النباتي إلى حدّ كبير، والتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري جراء فقدان الأشجار والنباتات التي تلعب دوراً مهماً في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وإطلاق الأكسجين. ويوضح بنرامل أن “تأثير الحرائق يتجاوز الغطاء النباتي إلى فقدان الحيوانات التي تعيش في الأشجار والنباتات، ما يزيد التهديدات التي تواجهها حيوانات مهددة بالانقراض”.ومن أجل مواجهة الانعكاسات السلبية لحرائق الغابات على النظام البيئي، يؤكد بنرامل ضرورة أن “يتحمّل جميع الأشخاص مسؤولية منع الحرائق، خاصة أن الغابات قد تستغرق عشرات السنوات أو حتى مئات كي تتعافى من الأضرار التي تلحق بها. و”إلى جانب حملات التحسيس والتوعية التي يجب تنفيذها في الغابات والمناطق المجاورة يجب التركيز على النصائح الخاصة بكيفية منع حرائق الغابات، ومنح المواطنين المعرفة المطلوبة لتغيير عاداتهم خلال وجودهم في الهواء الطلق”.
ويرى فاسح أن السلطات والفاعلين في مجال الغابات والجمعيات المهتمة بالبيئة يجب أن تنفذ حملات توعية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً خلال الفترات التي تشتد فيها الحرائق. وانطلاقاً من التجربة التي بدأتها جمعيتنا عام 2018 وعملها طوال ثلاث سنوات في مناطق محيطة بغابة تكنت اينو بمحافظة أغادير ادوتنان (جنوب) يمكن استنتاج أن قافلة التحسيس والتكوين التي أطلقتها لمكافحة حرائق الغابات والتصدي العاجل لها، نجحت في الحدّ من الحرائق في المنطقة بفضل تأهيل 15 متطوعاً من أبنائها في مجال مكافحة الحرائق، وتزويدهم بكل الإمكانات التقنية اللوجستية الضرورية للتدخل في إخمادها”.وكان المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أوصى، في اقتراحات قدمها في 3 مايو/ أيار الماضي، وتضمنها ملف بعنوان “النظم البيئية للغابات في المغرب: المخاطر والتحديات والفرص” بـ”تفادي الانعكاسات السلبية لتدهور رأسمال الغابات من خلال تكثيف عمليات إعادة التشجير والتخليف عبر تنظيم حملات وطنية، وتحديد المساحات المستهدفة، وتعزيز الاستثمارات المستدامة، وتقديم الحوافز الضريبية للمقاولين المعنيين، وإعادة النظر في الاختيارات المتعلقة بأصناف الغابات المعنيّة بإعادة التشجير والتخليف”.
وأكد المجلس ضرورة إنشاء مدونة للغابات لتحديد حقوق والتزامات كل الأطراف المتدخلة، والتدقيق في أساليب حماية التنوّع الحيوي، وتحسين سلامة النظم البيئية للغابات، ومكافحة الحرائق، وتأمين المساحات من خلال استكمال حفظ المساحات المتبقية”.
العربي الجديد



تازة .. مدرسة المسعودية تستقبل تلامذتها على غرار باقي مؤسسات المديرية الإقليمية بتازة

الأربعاء .. 06.09.2023
عبدالحق خرباش.. كاتب صحفي ومدير النشر HAKIKANEWS.NET
ملخص
 
تحت شعار “من أجل مدرسة ذات جودة للجميع”
فتحت مدرسة المسعودية، ببلدية تازة، أبوابها يوم الإثنين 04شتنبر 2023 لاستقبال تلامذتها على غرار باقي مؤسسات المديرية الإقليمية بتازة.
15قاعة دراسة وقاعة الموارد للتأهيل والدعم بالإضافة إلى حجرتين للتعليم الأولي هي البنية المادية المهيأة لاسقبال 664 تلميذ وتلميذة منهم 316 من الإناث.
يتولى تدبير المؤسسة مدير تربوي حميد كمار بالإضافة لمساعد تقني يقوم بمهام الحراسة الليلية .
اللازم من الأطر التربوية للتعليم الإبتدائي 21 فيما المتوفر 18.
عدد المربيات بالتعليم الاوالي بالمؤسسة: أربعة(4)



في ظل تحديات تواجه سعي وزارة التربية لترجمة شعارها “من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع”

الإثنين.. 04.09.2023
عبدالحق خرباش.. كاتب صحفي ومدير النشر
الجريدة .. HAKIKANEWS.NET
يتوجه آلاف التلاميذ المغاربة اليوم الاثنين، إلى مدارسهم، في ظل تحديات تواجه سعي وزارة التربية لترجمة شعارها “من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع” على أرض الواقع، وفي ظل احتجاجات تخوضها فئات تعليمية لتحقيق مطالب تقول إنها لا تزال معلقة، علاوة على ما تواجهه الأسر من غلاء أسعار الكتب والأدوات المدرسية مع تدهور القدرة الشرائية.
وكان لافتا طلب المعارضة في مجلس النواب، ممثلة في فريق “التقدم والاشتراكية”، قبل أيام من بدء العام الدراسي الجديد، بعقد اجتماع للجنة التعليم والثقافة بحضور وزير التربية الوطنية، شكيب بنموسى، لمناقشة “مستجدات الدخول المدرسي”، واعتبر الفريق النيابي، في رسالة وجهها إلى رئيس اللجنة، أن “الحاجة ماسة إلى مناقشة ترتيباتِ الحكومة لإنجاح العام الدراسي، من حيث ضمان الموارد البشرية الكافية، وتوفير الكتب والأدوات المدرسية بأسعار ملائمة لدخل الأسر، وكذا ضبط ومراقبة الممارسات غير المشروعة لبعض مؤسسات التعليم الخاص”.
ولفتت الرسالة إلى أن “الدخول المدرسي يأتي في سياقٍ غلاء ثمن الكتب والأدوات المدرسية في ظل تدهور القدرة الشرائية لمعظم الأسر؛ ونزوع بعض المؤسسات نحو المتاجرة في المقررات والوسائل التعليمية، وفرض أنواع معينة على التلاميذ وأسرهم، إضافة إلى نقص الأساتذة المسجل في عدد من المناطق النائية، وفي عدد من المواد الدراسية؛ وكذا استمرار تردي فضاءات ومرافق الدراسة”.ويأتي بدء العام الدراسي الجديد في وقت تثار فيه أكثر من علامة استفهام حول قدرة وزارة التربية الوطنية على تجاوز تراكم تعثرات المدرسة المغربية، من خلال تفعيل مشروعها الجديد “مؤسسات الريادة”، والذي يندرج في سياق تفعيل روزنامة مشاريع تهدف إلى “مدرسة عمومية ذات جودة للجميع”، ورفع مستوى التعليم الأساسي عبر استثمار الطرق والمقاربات البيداغوجية الحديثة”.وتراهن وزارة التربية على نموذج “مؤسسات الريادة” لإحداث تحول شامل في أداء المؤسسات التعليمية، يرتكز على الانخراط الطوعي للفرق التربوية، وتوفير الظروف المادية والبيداغوجية والوسائل التكنولوجية اللازمة، مع العمل على إرساء نظام للتدريب بهدف تمكين المعلمين من اعتماد ممارسات ناجعة، مع التأكد من تحقيقها الأثر المنشود داخل الفصول الدراسية.
ويتم تطبيق المرحلة التجريبية الأولى من المشروع في 628 مدرسة ابتدائية عمومية، ويستفيد منه 322 ألف تلميذ، بمشاركة طوعية لما مجموعه 10700 معلم في هذه المؤسسات التعليمية، وبإشراف من 158 مفتشاً تربوياً، على أن يتم التعميم التدريجي للمشروع على جميع مؤسسات التعليم الابتدائية بمعدل 2000 مدرسة سنوياً.
ويتذيل المغرب سلم التصنيف العالمي في مؤشر التربية والتدريب، والذي يعد مؤشراً مهماً يقيس مستوى التنمية داخل كل مجتمع، وذلك على الرغم من الجهود التي تقوم بها وزارة التربية للنهوض بالقطاع، وأخرها مشروع “مدارس الريادة” التي تضاف إلى تجارب ومحاولات عدة للقضاء على مختلف التحديات التي يعرفها قطاع التعليم. ويرى الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم التابعة لنقابة “الكونفدرالية الديمقراطية للشغل”، يونس فيراشين، أن “أي سياسة إصلاحية في قطاع التعليم يتعين أن تمس المثلث الرئيسي المتمثل في الأستاذ والتلميذ والمناهج، لكن الإصلاحات السابقة لم تدخل إلى الفصل الدراسي. هناك إشكالات مطروحة يتعين بذل المزيد من الجهود لحلها، من أبرزها مشكلة الأقسام المشتركة في القرى، ومعضلة الاكتظاظ، فهناك فصول تضم 40 أو 50 تلميذاً، وهذا لا يمكن أن يتيح جودة التعليم”.ويوضح فيراشين لـ”العربي الجديد”، أن “العام الدراسي الجديد يأتي في ظل نفس التحديات المتمثلة في كيفية اشتغال جميع الأطراف على إصلاح حقيقي للمدرسة العمومية حتى تكون مدرسة للإنصاف والجودة للجميع. المسؤولية الأساسية على عاتق الحكومة التي يتعين عليها تجسيد الإرادة السياسية من خلال إجراءات ملموسة وعملية على مستوى الإصلاح البيداغوجي الذي يشهد تراجعاً كبيراً، فمنذ عام 2002 لم يكن هناك إصلاح عميق للمناهج. ينبغي فتح ورش الإصلاح البيداغوجي أمام كل الفاعلين الذين بإمكانهم المساهمة، مع توفير التجهيزات اللازمة في المدارس، والارتقاء بالأوضاع المهنية والمادية والاجتماعية للمعلمين لنساء باعتبارهم الفاعل الأساسي في أي إصلاح”.
بدوره، يؤكد الكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي التعليم التابعة لنقابة الاتحاد الوطني للشغل، عبد الإله دحمان، على ضرورة فتح نقاش حول الزمن المدرسي، والاختيارات البيداغوحية، بل والهندسة البيداغوجية برمتها، وإعادة التفكير في استقلالية المؤسسة التربوية، وجعلها نواة للتغيير بعد تأهيلها مادياً وقانونياً وتشريعياً، وعلى مستوى البنية التحتية ينبغي توفير مناخ العمل الذي يساعد على الإصلاح والتغيير.وينطلق العام الدراسي على وقع احتقان، إذ دشن التنسيق الثلاثي لجمعيات هيئة الإدارة التربوية احتجاجاته، الجمعة، بتنفيذ ما سماه “دخول مدرسي ساخن”، وعبر شعارات “لا لاقتطاعات الأجور”، و”لا لإقرار نظام أساسي مجحف”، و”لا لتأخير ترقيات عامي 2021 و2022”.
كما أعلنت “التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي”، في بيان، تنظيم وقفة في يوم الدخول المدرسي، أمام مقر وزارة التربية الوطنية، للاحتجاج على “استمرار الوزارة في نهجها المعادي لمطالب أساتذة التعليم الثانوي التأهيلي، واستهداف مكتسباتهم وحقوقهم العادلة في نظام أساسي عادل ومنصف يحقق العدالة في الأجور”. وانتقد البيان “إصرار الوزارة على تبني سياسة الإقصاء والهجوم الممنهج على حقوق أساتذة التعليم الثانوي في اللجنة العليا المكلفة إعداد مشروع النظام الأساسي الجديد، وتجاهل الجهود والتضحيات التي يبذلونها في سبيل الارتقاء بمنظومة التعليم”.
وتأتي عودة الاحتقان إلى قطاع التعليم مع توجه أنظار فئات عدة إلى اجتماع اللجنة العليا لإعداد مشروع النظام الأساسي الجديد للتعليم، والمقرر في 20 سبتمبر المقبل، والذي يتوقع أن يشهد تقديم المشروع النهائي للنظام قبل عرضه على المجلس الحكومي للتصديق عليه.
وعرف قطاع التعليم المغربي خلال السنة الماضية صراعاً بين وزارة التعليم والنقابات والتنسيقيات والأساتذة، وتبدي جمعيات أولياء أمور التلاميذ مخاوفها من تكرار ذات السيناريو في العام الدراسي الجديد، ما يتسبب في هدر الزمن المدرسي.وبحسب فيراشين، فإنه “من الطبيعي أن يسود الاحتقان لأننا بصدد معالجة مشاكل مستمرة منذ عام 2003، في ظل نظام أساسي خلق إشكالات واختلالات عدة، وتضررت منه فئات عدة، فالنظام الأساسي مدخل لكل إصلاح، وسيسهم في إنهاء العديد من الإشكالات والاختلالات التي عرفتها الوزارة في تدبير العنصر البشري”.
من جانبه، يرى دحمان أن “عدم التزام الوزارة بكل التعهدات والآجال التي تم الإعلان عنها لإخراج النظام الأساسي يعمق من المخاوف داخل قطاع التعليم، والنقابات لن تتردد في الاحتجاج في حال تبين أن الوزارة ماضية في منهجية تعاطيها مع مطالب المعلمين، وابتعادها عن المنهجية التشاركية. لن نزايد، لكننا لن نسكت عن أي انحراف بخصوص الإنصاف، وسنكون جزء من أي دينامية نضالية للفئات المتضررة، كما ستكون لنا مبادرات نضالية مرتبطة بما تقدمه الوزارة من عرض بخصوص المطالب المطروحة”.
ويتابع أن “ما يساهم في إنجاح الموسم الدراسي الجديد هو التعجيل بالاستجابة لمطالب العاملين في قطاع التعليم، وإنهاء حالة الترقب المرتبطة بمخرجات الحوار، وفي مقدمتها تجاوز الصورة المبهمة عن مشروع النظام الأساسي، وتسريع حل الملفات العالقة. نعتقد أن المدخل لإنهاء حالة التوتر داخل القطاع هو إنهاء معاناة كل الفئات المتضررة، ولا نجاح لخطة الإصلاح، أو لأي خارطة الطريق من دون حسم ملف الموارد البشرية، بالإضافة إلى تنظيم حوار وطني يؤسس لنموذج جديد للمدرسة الوطنية العمومية، لأن مقتضيات الإصلاح ما زالت بعيدة عن أن تصبح قناعة جماعية تجعل المنظومة التربوية المغربية قيد التحول في اتجاه الاستجابة لمشاريع خريطة الطريق”.



“يوسف مصبحي”، مراهق مغربي يبلغ من العمر 14 عاماً عادت له الحياة من جديد

عبدالحق خرباش .. 31.08.2023
مدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
بيان صحفي..جراحة تنظيرية معقدة رائدة بلا ندوب
استئصال ورم نادر يزن 105 غرام من تجويف أنفي لمراهق عبر جراحة تنظيرية بلا ندوب في مستشفى ميدكير الشارقة
تمكن أطباء من مستشفى ميدكير الشارقة، عبر إجراء جراحة تنظيرية معقدة رائدة بلا ندوب، من إنقاذ حياة “يوسف”، الذي قدم مع والديه، بعد امتناع أطباء في المغرب وأوروبا عن إجراء الجراحة المعقدة له لاستئصال الورم الذي يزن 105 غرام.
عانى “يوسف مصبحي”، مراهق مغربي يبلغ من العمر 14 عاماً، من “ورم ليفي وعائي أنفي يافعي” من المرحلة الـ 5، وهو ورم نادر يصيب 1 من كل 150 ألف فرد. وقد تم إدخاله إلى المستشفى في مرحلة متقدمة من الورم، بعد أن أدى إلى إصابته بعمى جزئي وجحوظ حاد أو انتفاخ في العيون.
مراهق مغربي يبلغ من العمر 14 عاماً، من “ورم ليفي وعائي أنفي يافعي” من المرحلة الـ 5، وهو ورم نادر يصيب 1 من كل 150 ألف فرد. وقد تم إدخاله إلى المستشفى في مرحلة متقدمة من الورم، بعد أن أدى إلى إصابته بعمى جزئي وجحوظ حاد أو انتفاخ في العيون.
تمكن أطباء من مستشفى ميدكير الشارقة، عبر إجراء جراحة تنظيرية معقدة رائدة بلا ندوب، من إنقاذ حياة “يوسف”، الذي قدم مع والديه، بعد امتناع أطباء في المغرب وأوروبا عن إجراء الجراحة المعقدة له لاستئصال الورم الذي يزن 105 غرام.
وبرزت مشكلة “يوسف”، وهو مشجع كرة قدم، عندما بدأ يعاني من العمى في عينه اليسرى، ثم من جحوظ ثنائي حاد، وهي حالة يحدث فيها انتفاخ وبروز لمقلة العين من محجرها. وعلى مدار ستة أشهر، ازدادت أعراضه سوءاً مما شكل خطراً جسيماً على نظره وصحته العامة. وبينما لم تتلقى أسرة “يوسف” أي دعم من الخبراء الطبيين في المغرب وأوروبا، فقد وجدوا الأمل والحل في مستشفى ميدكير الشارقة. حيث قام فريق متعدد التخصصات يضم أطباء أنف وأذن وحنجرة، وجرّاحي أعصاب، وأطباء تخدير، وأخصائيي رعاية مكثفة، بقيادة البروفسور د. “جاناكيرام تي إن” اختصاصي أنف وأذن وحنجرة، ود .”سعيد الحبش” استشاري طب الأنف والأذن والحنجرة، بإجراء جراحة مبتكرة استغرقت 6 ساعات.
وبهذه المناسبة، قال د. “جاناكيرام تي إن” اختصاصي أنف وأذن وحنجرة، في مستشفى ميدكير الشارقة: “شكلت الجراحة بحد ذاتها انجازاً رائعاً حيث جمعت بين البراعة الطبية العصرية والتقنيات فائقة الحداثة. في البداية، وضعنا ملقطاً مؤقتاً على وعاء دموي، ومن ثم استخدمنا تقنية خاصة لاستئصال الورم شيئاً فشيئاً. بعد ذلك بدأنا بإزالة الجزء الخارجي من الورم وشققنا طريقنا إلى داخل الرأس. وعلاوة على ذلك، قمنا أيضاً باستئصال قطعة من العظم وحفرنا بعناية منطقة خاصة، مما يعكس مستوى الدقة والابتكار اللازمين للتعامل مع مثل هذه الحالات المعقدة”.
وأضاف: “هدفنا دائماً في ميدكير هو توفير أفضل رعاية ممكنة للمرضى من خلال استقدام تقنيات مبتكرة بشكل متواصل لدعم رؤيتنا وتلبية احتياجات المرضى من مختلف أنحاء العالم”.
وبدوره، قال “د. سعيد الحبش”، استشاري طب الأنف والأذن والحنجرة، في مستشفى ميدكير الشارقة: “لقد كنا على علم بأن هذه حالة فريدة ومعقدة، لكن التزامنا المشترك بتحقيق أعلى مستوى من التميز الطبي حفزنا للمضي قدماً بالعملية. وبفضل جهود فريقنا الطبي المتفاني وشجاعة المريض الاستثنائية، نجحنا باستئصال الورم بشكل كامل من دون مواجهة أية مضاعفات. وقد تم إجراء فحص تصوير بالأشعة المقطعية بعد الجراحة للاطمئنان بشكل كامل على صحة المريض”.
وأعربت السيدة “صفاء حارس”، والدة يوسف، عن سعادتها العميقة وامتنانها الكبير قائلة: “لقد غمرتنا مشاعر السعادة والفرح لرؤية ابننا ينعم من جديد بصحة جيدة وحياة خالية من التحديات التي واجهته سابقاً، كما نتوجه بجزيل الشكر للفريق المتميز من الأطباء والأخصائيين لدى مستشفى ميدكير الشارقة، حيث ساهم التزامهم الراسخ وخبراتهم العالية في منح ابننا فرصة جديدة للحياة، ونحن ممتنون جداً لجهودهم الحثيثة ونهجهم المبتكر الذي أعاد الأمل إلى حياتنا”.
جدير بالذكر أن حالة “يوسف” تعد بمثابة دليل على الدمج المذهل بين الخبرة الطبية والالتزام الراسخ، فيما يفتح انتصاره على حالته الطبية النادرة آفاقاً جديدة لمزيد من التطورات الطبية في المستقبل.



عملية أمنية جرى تنفيذها بمدينة “ويسلان” أسفرت عن إعتقال صيد ثمين

عبدالحق خرباش .. 30.08.2023
مدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مكناس بناء على معطيات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، اليوم الأربعاء 30 غشت، من توقيف مواطن مغربي مقيم بفرنسا يبلغ من العمر 57 سنة، يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض صادر عن السلطات القضائية الفرنسية لتورطه في ارتكاب جريمة قتل عمد بفرنسا، كما يشتبه في تورطه في التهديد بارتكاب جريمة مماثلة بالمغرب.
وجرى توقيف المشتبه فيه خلال عملية أمنية جرى تنفيذها بمدينة “ويسلان” ضواحي مكناس، وذلك بعد أن أظهرت عملية تنقيطه بقواعد معطيات المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “أنتربول” أنه يشكل موضوع نشرة حمراء صادرة بطلب من السلطات القضائية الفرنسية للاشتباه في تورطه في ارتكاب جريمة قتل عمد استهدفت مواطنا مغربيا مقيما بفرنسا بتاريخ 20 غشت الجاري.
وقد أظهرت الأبحاث أيضا تورط المشتبه به في التهديد بارتكاب تصفية جسدية في حق زوجته وأبنائه المقيمين بالخارج والمتواجدين حاليا بالمغرب، حيث جرى إخضاعهم لعملية حماية أمنية من قبل مصالح الأمن الوطني، قبل أن يتأتى توقيف المشتبه فيه يومه الأربعاء.
وقد تم إخضاع المشتبه فيه لتدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية وكذا تحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة للمعني بالأمر.
ويأتي توقيف المشتبه به في سياق علاقات التعاون الأمني الدولي، وكذا في إطار الجهود التي تبذلها المصالح الأمنية المغربية لملاحقة الأشخاص المبحوث عنهم على الصعيد الدولي في قضايا الجريمة العابرة للحدود الوطنية.



عصابة الجنس والتصوير في أوضاع مخلة بالآداب أوقعت ضحايا بالعشرات

عبدالحق خرباش.. مدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
22.08.2023

 

الصورة تعبيرية

شاء القدر والشغب الصحفي المهني الصرف ، أن يصادف قصص للعشرات وقعوا ضحايا الجنس ، وثم تصويرهم في أوضاع مخلة بالآداب ، منهم من ركع في الحال وبدأ يمضي على بطائق المراسل الصحفي، وآخر يمضي على شواهد الكوتش ، وآخر يتذكر المغامرات عبر حوار مكتوب عن الجنس ويتلذذ ، وآخر يوقع على أوراق ، وهكذا .
المسلسل طويل ومدروس بعناية فائقة ، ولا يمكن أن يتم دون هدف ، يجلس الأشخاص في غرفهم ، ويخلعون ملابسهم والعصابة تترصدهم ، ويبقون في ذاكرة الهواتف ، وكلما رفع أحدهم رأسه ترسل له صوره ، منهم إعلاميون ، ثقافة ، متخصصون في شتى المجال كل في مجاله ، والخطير أنهم متزوجون كلهم ..
الهدف من الكتابة ، هوشرح توغل العصابة والسيطرة عليهم ، وأصبحت متمكنة ، لسنوات .. ، لكن لكل بداية تكون نهاية ، والميثاق المهني للمهنة يلزمنا أن نمتنع عن نشر الأسماء والصور معا ، حفاظا على براءة الأسر والأبناء والعائلات ، لأن الجناة وحدهم يتحملون المسئولية ، والقانون يتصدى لظاهرة التشويه وغيرها لصورة وسمعة الإنسان .
هددت أسر بهكذا فعل شنيع ، من طرف عصابات .. ، ومنعت كذلك من حقوقها .. ، يبق أن نهتف في وجه كل متضرر أن يبلغ السلطات القضائية ولا يخضع للإبتزاز ونجحت حالات كثيرة في إعتقال الجناة في حالات تلبس .

 




سرقة مياه المغرب… استنزاف الثروة المائية السطحية والجوفية العربي الجديد

عبدالحق خرباش.. مدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
22.08.2023

يتفاقم الإجهاد المائي في المغرب بسبب سرقة ثروته السطحية والجوفية، بشكل أساسي عبر مزارع كبرى ونافذين لا سيما من يعملون في تصدير الفاكهة، وضعف الرقابة في بلد يعيش منذ ست سنوات على وقع موجة جفاف وعجز حاد.
– فوجئ الناشط الحقوقي عزيز عقاوي، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (مستقلة)، في الأسبوع الثاني من مايو/أيار الماضي، بـ”عودة أفراد يقدمون أنفسهم كنافذين ومحميين من قبل السلطات وعملهم على سرقة مياه وادي شبوكة”، بإقليم خنيفرة، وسط البلاد، بعد نحو سنة من المعركة التي خاضتها جمعيته بمعية مزارعين محليين من أجل “وقف مسلسل سرقة مياه الوادي واستنزاف الثروة المائية بإقامة سدود تلية ووضع مضخات يراوح قطر قنواتها بين 20 و30 سنتيمترا لسحب المياه بطريقة غير قانونية من أجل ري مزروعات تحتاج كميات وافرة من المياه كالبطاطس والشمندر السكري”.

وعقب إثارة نشطاء الجمعية الحقوقية خبر استئناف سرقة مياه وادي شبوكة (أحد أكبر روافد نهر أم الربيع، وهو ثاني أطول مجرى مائي في المغرب)، على مواقع التواصل الاجتماعي، زارت لجنة مختلطة من السلطة المحلية والدرك الملكي لحماية البيئة والفلاحة ووكالة الحوض المائي المنطقة وسجلت استمرار وضع 3 مزارعين مضخات تسرق المياه، فيما أعاد مزارع آخر، هو محمد فكراوي الذي يشغل مهمة نائب رئيس الغرفة الفلاحية (مؤسسة عمومية) بخنفيرة، بناء سد كان قد تم هدمه السنة الماضية من قبل السلطات قبل أن تقدم السلطات المحلية في 15 مايو الماضي على إزالة تلك المضخات والسد التلي، وفق ما يقوله عقاوي في إفادة لـ”العربي الجديد”، مشيرا إلى أن إقامة السدود التلية ووضع المضخات أسفر عن استنزاف الوادي ونفوق أشكال مختلفة من الحياة المائية من بينها سمك السلمون، وتخريب متعمد لمنظومة بيئية تتكون فضلا عن الأسماك من حشرات وطيور وحيوانات أخرى تعيش من مياه الوادي.تفاقم الإجهاد المائي
يصنف المغرب ضمن الدول التي تعاني من الإجهاد المائي، وتقدر الموارد المائية السطحية بمجموع التراب المغربي في السنة المتوسطة بـ 18 مليار متر مكعب، وتراوح وفق السنوات بين 5 مليارات متر مكعب و50 مليار متر مكعب، بحسب ما يورده الموقع الإلكتروني لوزارة التجهيز والماء.

ومنذ ست سنوات يعيش المغرب على وقع موجة جفاف انعكست سلبا على الموارد المائية للبلاد، إذ بلغ العجز المائي 85% تقريبا في موسم 2021-2022، بعدما بلغ مخزون المياه الصالحة للري 900 مليون متر مكعب عام 2022 مقارنة بمتوسط 3.4 مليارات متر مكعب بين أعوام 2009-2017، في حين بلغ العجز في المياه الجوفية مستوى حادا، إذ انخفضت بما بين 3 و6 أمتار، وفق وزارة التجهيز والماء.في المقابل، فقد المغرب خلال السنوات الخمس الماضية ما يقرب من 6.5 مليارات متر مكعب، منها 700 مليون في عام 2022 وحده. بينما تبدد 300 مليون متر مكعب في مدة لم تتجاوز 10 أشهر بين سبتمبر/أيلول 2022 ويونيو/حزيران 2023، بحسب ما أعلن عنه وزير التجهيز والماء نزار بركة في 6 يونيو الحالي، في مجلس المستشارين المغربي.

ووجه المكتب الجهوي لـ”الحزب الاشتراكي الموحد” بجهة مراكش آسفي في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، شكوى إلى والي الجهة كريم قسي لحلو، مطالبا بفتح تحقيق في حق كل من ثبت تورطه في سرقة المياه الجوفية بنهر تانسيفت (طوله 250 كيلومترا)، بجماعة الأوداية في ضواحي مراكش، بعد توصله إلى دلائل مصورة توثق نموذجا من الاستغلال غير المشروع للمقدرات المائية عبر حفر بئر وسط الوادي واستغلاله بواسطة محرك تم ربطه بالكهرباء التي جلبت من منطقة تامنصورت دون احترام لأدنى شروط السلامة، في حين يتم نقل المياه الناتجة عن عملية الضخ لمسافة تفوق 3 كيلومترات عبر أنابيب إلى إحدى ضيعات البطيخ بجماعة أولاد دليم، كما يقول الأمين الجهوي لـ”الحزب الاشتراكي الموحد” بجهة مراكش نور الدين بلكبير لـ”العربي الجديد”، مضيفا: “الغريب في الأمر أنه مباشرة بعد الشكوى أزال صاحب الضيعة المعدات قبل حضور السلطات، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول تواطؤها رغم أن مهمتها الحفاظ على الثروة المائية، وكذلك العمل على تطبيق القرارات الحكومية الداعية لذلك، علما أن الجهة معروفة تاريخيا بضعف التساقطات المطرية والجفاف”.

لكن مصدرا من ولاية مراكش طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول له بالتصريح الإعلامي، ينفي تهمة التواطؤ، مؤكدا لـ”العربي الجديد” أن الولاية توفد لجانا مختلطة تتكون من المكتب الوطني لسلامة المنتوجات الغذائية والسلطات المحلية والدرك الملكي، والشؤون القروية بالعمالة وممثلي وكالة الحوض المائي والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي وممثل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، من أجل التحقيق في الشكاوي التي تتلقاها، والوقوف على مدى وجود استغلال الملك العمومي المائي بدون ترخيص، واتخاذ الإجراءات القانونية في حق المخالفين، وتحرير محاضر لتوجيهها إلى النيابة العامة، وإزالة كل المنشآت المقامة بدون ترخيص على الأنهار”، لافتا إلى أن سلطات الجهة اتخذت منذ يوليو/تموز 2022، مجموعة إجراءات استعجالية قصد الحفاظ على الثروة المائية وترشيد استهلاكها من بينها منع الاستعمال غير القانوني لمياه الآبار والأثقاب والوديان والعيون وقنوات جلب المياه.غير أن نفي المسؤول المحلي لا يلغي تسجيل حوادث سرقة الملك العمومي المائي في العديد من المناطق والجهات، إذ وثقت لجنة مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان المغربي)، والتي عملت على “المهمة الاستطلاعية المؤقتة للوقوف على وضعية مصب نهر الربيع، وتم الكشف عن نتائجها في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي، أن “فلاحين كبارا (لم يذكر التقرير أسماءهم)، أنجزوا سدودا خاصة لسقي هكتارات الأراضي من الوادي، وأن قلة التساقطات المطرية بريئة مما يعيشه النهر من أزمة” تتمثل في حالة الاختناق والانسداد الكامل للمصب، وانخفاض منسوب مياهه.

وبحسب المزارع محمد الدكالي، فإن حجم ظاهرة سرقة مياه نهر أم الربيع يبرز بشكل لافت في منطقة بلعوان بإقليم الجديدة، حيث يلجأ مزارعون كبار إلى استعمال 6 مضخات أو أكثر لري مزارعهم ليل نهار، بل إن منهم من راكم ثروة نتيجة بيع جزء من المياه المجلوبة من الوادي بدون ترخيص من السلطات إلى مزارعين آخرين.ووفق المستشارة البرلمانية عن “الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب” لبنى علوي، فإن سرقة مياه الأنهار تعرفها جميع مناطق المغرب، وهو ما يؤكده أيضاً رئيس جمعية “المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ” بالقنيطرة، الخبير البيئي مصطفى بنرامل، الذي يقول إن عملية الرصد التي تقوم بها جمعيته تشير إلى أن مناطق مهمة فلاحيا في البلاد هي الغرب واللوكوس والشاوية تعرف سرقة المياه من قنوات الري من قبل المزارعين في غالب الأحيان ليلا أو أثناء فترات غياب المراقبين.

واستنادا لما وثقه المكتب الجهوي لـ”الاشتراكي الموحد” بجهة مراكش من نماذج لاستغلال مياه وادي تانسيفت بطرق غير قانونية، فإن المساحات التي يتم ريها بمياه الوادي المسروقة تفوق ألف هكتار، كما يقول بلكبير، لافتا إلى أن فرع حزبه ومناضليه بجماعة سيدي الزوين رصدوا 20 حالة سرقة في عام 2022، بناء على معايناتهم، ويوجهون بصددها مراسلات إلى السلطات قصد التدخل.وتنتشر سرقة مياه قنوات الري والأنهار والأودية في العديد من الجهات (هي مراكش، وجهة الغرب وجهة الشاوية وجهة خنيفرة بني ملال)، كما في نهر أم الربيع، الذي تتم سرقة حوالي 1 مليون متر مكعب في اليوم من مياهه، أي 300 مليون متر مكعب في السنة، وفق المستشارة البرلمانية علوي، مؤكدة أن السرقة التي تتعرض لها الثروة المائية في البلاد تتسبب في ضياع ما بين 30 و40 في المائة من المياه، سواء بالنسبة للماء الصالح للشرب أو الماء المخصص للزراعة، وتصل أحيانا إلى 60 في المائة، في حين أن 40 في المائة من مياه قنوات الري تتعرض للسرقة في الطريق، وفق ما كان قد أعلن عنه وزير التجهيز والماء نزار بركة في 23 مايو 2022 بالبرلمان، مضيفة: “هذه أرقام تدل على الحجم الكبير للمياه التي تُسرق في اليوم وعلى مدار السنة”.تحدث سرقة المياه من قبل مزارعين كبار ونافذين وشركات فلاحية، إذ يعمدون إلى وضع محركات ضخ تعمل بغاز البوتان (وقود غازي) في جنبات الوديان، وسحب المياه عبر أنابيب ضخمة يتم من خلالها نقل ماء الوادي إلى ضيعاتهم التي تمتد على مساحات شاسعة، وكذلك من قبل مزارعين صغار في المناطق النائية ومن قبل القطاع غير المهيكل، وفق ما تقوله علوي، مؤكدة أن تلك السرقات تنامت جراء التوزيع غير العادل للفرشة المائية بين المناطق والناتج أساسا عن ضعف التقائية السياسات العمومية (آلية تروم تحقيق التشارك)، جراء تداخل الاختصاصات وتعدد المقتضيات القانونية وافتقار السياسات العمومية للبعد الاستراتيجي.

وتزداد سرقة المياه بالمغرب من قبل المزارع الكبيرة لصعوبة مراقبتها، لا سيما تلك التي تصدر منتوجها وتحديدا الفواكه الحمراء والأفوكادو والبطيخ وتُسيّر من طرف مستثمرين أجانب، كما أن تلك الاستغلاليات (المزارع) تنهج كل السبل لسرقة المياه سواء خلال فترة الليل أو من خلال كسر قنوات الري أو تحويل المياه أو حفر آبار عشوائية، بحسب ما يوضحه بنرامل، والذي يلفت، في حديث مع “العربي الجديد”، إلى أن السرقة تزداد جراء ارتفاع كلفة مياه السقي التي تثقل كاهل المزارع، خاصة الصغير، كمصاريف إضافية إلى جانب كلفة البذور والأسمدة الكيماوية واليد العاملة، وهو ما يؤكده كذلك المزارع الدكالي بالإشارة إلى أن المزارعين الصغار يؤدون للمكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي التابعة لوزارة الفلاحة مبلغا يفوق 4 آلاف درهم ( 400 دولار) في السنة من أجل الاستفادة من حصص الري التي لا تكفيهم أصلا، وهو مبلغ يثقل كاهلهم في ظل توالي سنوات الجفاف وغلاء الأسعار فضلا عن تكلفة الإنتاج المرتفعة، ما يضطر عددا منهم إلى سرقة المياه.

كما تزداد السرقة بسبب العقوبات الضعيفة الواردة في قانون رقم 36.15 المتعلق بالماء، إذ تنص المادة 145 على أن يعاقب بالحبس من شهر إلى 3 أشهر وبغرامة من 1000 إلى 5000 درهم (100 وحتى 500 دولار) أو بإحدى العقوبتين فقط كل من عمد إلى جلب مياه قنوات أو أنابيب نقل أو توزيع الماء دون إذن مسبق من المخول له تسيير هذه القنوات والأنابيب من طرف الإدارة.

ويعزو بنرامل ازدياد السرقة أيضاً إلى المراقبة غير الكافية للموارد المائية نظرا لعدم كفاية الأطر سواء من طرف المكتب الجهوي للاستثمار الزراعي أو شرطة المياه، بالإضافة إلى فترة وحجم المياه المخصصة للاستغلاليات الصغيرة والمتوسطة التي تبقى غير كافية.يطرح تكرار وقائع سرقة مياه الأودية والقنوات المائية في مناطق مختلفة من البلاد أسئلة عن مدى تطبيق القوانين ودور المؤسسات المسؤولة عن حماية الثروة المائية من خطر الاستنزاف جراء الاستعمالات غير المشروعة، بحسب عقاوي.

وتقول وزارة التجهيز والماء في رد مكتوب لها على “العربي الجديد”، إن الأجهزة المكلفة بمراقبة استعمال واستغلال الملك العمومي المائي (تشمل إلى جانب أعوان شرطة المياه العاملين بالوزارة ووكالات الأحواض المائية ووزارتي الفلاحة والصحة، ضباط الشرطة القضائية من جهاز الدرك الملكي ورجال السلطة الإدارية المحلية)، تراقب استعمال الملك العمومي المائي ومعاينة المخالفات وتحرير المحاضر في شأنها التي تحال على النيابة العامة المختصة قصد تحريك مسطرة متابعة المخالفين، بهدف ضمان الحماية والمحافظة على الملك العمومي المائي.

ولمواجهة تزايد استعمال المياه بشكل غير قانوني، عبر مآخذ المياه من القنوات العمومية أو حفر أثقاب مائية وجلب المياه منها بدون ترخيص، تشير الوزارة إلى أنه تم اعتماد عدد من الإجراءات لتحسين فعالية المراقبة ومواجهة التحديات المطروحة وذلك على عدة مستويات ومن خلال آليات متنوعة، من بينها إعداد النص التنظيمي المنظم لرخصة مهنة الثاقب (الشخص أو الشركة التي تتولى مهمة أشغال إنجاز أو تعميق أو إصلاح الأثقاب بهدف البحث عن الماء أو جلبه)، كما تم إعداد مجموعة من النصوص التنظيمية المتعلقة بمنح التراخيص باستعمال واستغلال الملك العمومي المائي، الذي جاء بـآليات ومقتضيات جديدة من شأنها تحسين وتجويد عملية الترخيص، وكذا النص المتعلق بإبرام عقد التدبير التشاركي للمياه الذي يتضمن محاور متعلقة بالحد من الاستغلال المفرط للمياه وتعزيز المراقبة لاسيما بوضع عدادات على مستوى الأثقاب المائية.

كذلك تم وضع قيود على منح التراخيص والامتيازات لاستعمال الملك العمومي المائي أو إنجاز آبار أو أثقاب جديدة في المناطق المهددة بالاستغلال المفرط للموارد المائية أو التي تعرف تدهورا في جودتها، مثل المياه الجوفية، كما توضح الوزارة.

وفي وقت تقول فيه الوزارة إن مصالحها المختصة تعكف حاليا على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية شراكة مع إدارة الدفاع الوطني من أجل دعم عمل شرطة المياه ميدانيا وذلك عبر جهاز الدرك الملكي، يرى بنرامل أن سرقة المياه تحدث بسبب “فشل مؤسسات المراقبة (شرطة المياه) التي من المفترض أن تمنعها، وهو ما تؤيده المستشارة علوي، التي تعتبر أن الحماية القانونية المخولة للشرطة المائية هي جد محدودة بل وتصطدم في الواقع بصعوبات وتحديات عدة تحد من مهامها، تتعلق بالأشخاص المستعملين للملك العام المائي والمناورات التي يقومون بها من أجل الاستغلال غير القانوني، وكذلك إكراهات ترتبط بالمكلفين بشرطة الماء، وهو ما يستدعي اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة.

كما تواجه شرطة المياه صعوبات تجعل ممارسة مراقبتها على الملك العام المائي متعثرة، إذ تصطدم بصعوبة ضبط التلبس فيما يخص حفر الآبار أو جلب الماء بدون ترخيص نظرا لأن العملية تستغرق بضع ساعات فقط، وفي حالة التعرف على المخالفة يكون الحصول على المعلومات اللازمة لتحرير محضر المخالف صعبا، كما أن مسطرة مصادرة المعدات المستعملة في هذه المخالفة غير واضحة، كما تقول علوي، مشيرة إلى أن المكلفين بشرطة المياه يواجهون كذلك إشكالا بسبب عدم توفرهم على الصفة الضبطية بالرغم من كونهم يمارسون جزءاً من مهام الشرطة القضائية.لكن عضو شرطة المياه بالحوض المائي لتانسيفت عبد الله البدوي (اسم مستعار بناء على طلبه لكونه غير مخول بالتواصل مع الإعلام) يقول إنه “بالرغم من الصعوبات التي تعترض عمل شرطة المياه كجهاز مراقبة بسبب ضعف التوعية بمهامها وجهل المواطنين لوظيفتها، فضلا عن ضعف الأدوات اللوجستيكية، علما أن عددهم لا يتجاوز 200 فرد”، إلا أنها تسهر في ظل الجفاف والإجهاد المائي الذي تعيشه البلاد وحماية للثروة المائية من خلال دوريات ميدانية تتصدى للسلوكات المخالفة للقانون كحفر الآبار العشوائية أو ربط مضخات مائية بالسدود.

في المقابل، تقر وزارة التجهيز والماء بوجود إكراهات تواجه شرطة المياه من بينها شساعة الرقعة الجغرافية، وكثرة وتنوع مكونات الملك العمومي المائي، وقلة الموارد البشرية واللوجيستيكية، وضعف التنسيق مع باقي أجهزة المراقبة، وكذلك غياب استعمال الوسائل الحديثة لضبط المخالفة (الاستشعار البعدي الفضائي والدرونات..).يبدي بنرامل استياءه الشديد من هدر كميات مهمة من المياه جراء السرقة من قنوات الري أو مباشرة من مياه الأودية والأنهار والسدود أو عن طريق حفر آبار عشوائية غير مرخصة، لا سيما في ظل ما يعيشه البلد من حالة إجهاد مائي اضطرت السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ المائية في يوليو 2022.

وترى المستشارة علوي أن ما تتعرض له القنوات المائية من عمليات السرقة والضياع يفاقم الوضع ويجعل المملكة في وضعية مقلقة بخصوص ندرة المياه، وهو ما يؤكده رشيد فاسح، باحث ومهتم بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، رئيس جمعية بييزاج لحماية البيئة بآكادير لـ”العربي الجديد “، لافتا إلى أن ضغط الاستغلال يؤدي الى نقص حاد في الموارد المائية بشكل غير مستدام جراء التناقص المطرد للموارد المائية السطحية سنويا واستنزاف الثروة المائية السطحية والجوفية معا، والتغيرات المناخية وشح التساقطات والضغط المتزايد على الموارد.

ولمواجهة سرقة المياه وانعكاساتها السلبية على الثروة المائية، يقول الخبير فاسح: “أصبح لازما اليوم، للحفاظ على الأمن المائي والغذائي الوعي بتدبير المياه بشكل عقلاني مستدام وبإجراءات تقنية وقانونية تحفظ مصالح الجميع وفق القانون، والعمل على البحث عن بدائل في مجالات الفلاحة المستدامة فضلا عن الإجراءات القانونية الزجرية ونظام الغرامات كما ينص عليها القانون”.

ويرى بنرامل أنه “ما لم يدرك الجميع قيمة المياه، فإن العقوبات المقررة ستبقى غير كافية، بل ستزيد من مخاطر السرقة”، مضيفا: “تشديد العقوبات أكثر تجاه سارقي المياه، لن يعطي وحده النتائج المرجوة، بل يجب مرافقتها بحملات للتحسيس والتوعية بأن أنظمة المياه في خطر”.




قيم التلاحم والنضال في سبيل حرية الوطن واستقلاله ووحدته.

مديرالنشر للجريدة HAKIKANEWS.NET

 

عبدالحق خرباش.. 19.08.223

يخلد الشعب المغربي، يوم غد الأحد، الذكرى الـ 70 لثورة الملك والشعب، وهي مناسبة يستحضر فيها المغاربة بكل تقدير وإجلال، وفي أجواء الحماس الوطني الفياض والتعبئة المستمرة، صفحة مشرقة من تاريخهم التليد، الحافل بقيم التلاحم والنضال في سبيل حرية الوطن واستقلاله ووحدته.

وقد اندلعت هذه الملحمة المباركة، التي خاضها الشعب المغربي الوفي بقيادة العرش العلوي الأبي، يوم 20 غشت 1953، حينما امتدت أيادي المستعمر الغاشم إلى رمز السيادة الوطنية والوحدة وبطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس لنفيه وأسرته الملكية الشريفة وإبعاده عن عرشه ووطنه، متوهمة أنها بذلك ستخمد جذوة الكفاح الوطني وتفكك العرى الوثيقة والترابط المتين بين عرش أبي وشعب وفي.

ولم تكن هذه الفعلة النكراء سوى بداية النهاية للوجود الاستعماري وآخر مسمار يدق في نعشه، حيث وقف الشعب المغربي صامدا في وجه هذه المؤامرة الدنيئة، مضحيا بالغالي والنفيس في سبيل عزة وكرامة الوطن، وصون سيادته وهويته وعودة الشرعية والمشروعية بعودة الملك الشرعي مظفرا منتصرا حاملا لواء الحرية والاستقلال.

فما إن عم نبأ نفي رمز الوحدة الوطنية، انتفض الشعب المغربي ووقف وقفة رجل واحد في وجه الاحتلال الأجنبي، رافضا المس بكرامته والنيل من مقدساته، وتشكلت الخلايا الفدائية والتنظيمات السرية وانطلقت العمليات البطولية لضرب غلاة الاستعمار ومصالحه وأهدافه.

وفي هذا السياق، نظمت عمليات للمقاومة أدت إلى استشهاد العديد من الوطنيين الأحرار، من أمثال الشهيد علال بن عبد الله (11 شتنبر 1953) الذي استهدف صنيعة الاستعمار ابن عرفة، والعمليات الشهيرة للشهيد محمد الزرقطوني ورفاقه في خلايا المقاومة بالدار البيضاء، وعمليات مقاومين ومجاهدين بمختلف مدن وقرى المغرب لتتصاعد وتيرة الجهاد بالمظاهرات العارمة والانتفاضات المتوالية وتتكلل بانطلاق جيش التحرير بشمال المملكة في أكتوبر 1955.

وكان من نتائج وتبعات الحملات القمعية والمضايقات والملاحقات التي مارستها سلطة الاحتلال تجاه الوطنيين المناضلين الأبطال أن سقط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، إلا أن ذلك لم يثن الشعب المغربي الأبي عن مواصلة كفاحه الوطني لعودة ملكه الشرعي وأسرته الكريمة من المنفى إلى أرض الوطن وإعلان الاستقلال.

وبفضل هذه الثورة المباركة والعارمة، لم يكن من خيار للإدارة الاستعمارية سوى الرضوخ لإرادة العرش والشعب، فتحقق النصر المبين، وعاد الملك المجاهد وأسرته الشريفة في 16 نونبر 1955 من المنفى إلى أرض الوطن، لتعم أفراح العودة وأجواء الاستقلال وتباشير الخير واليمن والبركات سائر ربوع وأرجاء الوطن، وتبدأ معركة الجهاد الأكبر؛ الاقتصادي والاجتماعي لبناء وإعلاء صروح المغرب الحر المستقل وتحقيق وحدته الترابية.

وسيرا على نهج والده المنعم، خاض جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني، معركة استكمال الوحدة الترابية، فتم في عهده استرجاع سيدي إفني سنة 1969، والأقاليم الجنوبية سنة 1975، بفضل المسيرة الخضراء المظفرة، التي تعتبر نهجا حكيما وأسلوبا حضاريا في النضال السلمي لاسترجاع الحق المسلوب. وفي غشت من سنة 1979، تم تعزيز استكمال الوحدة الترابية باسترجاع إقليم وادي الذهب.

وإذا كانت هذه الملحمة قد شكلت بالأمس محطة حاسمة في مسيرة النضال الوطني، الذي خاضه المغاربة عبر عقود وأجيال لصد التحرشات والاعتداءات الاستعمارية، فإن المغرب يشهد اليوم، تحت القيادة النيرة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ثورة هادئة على درب الازدهار الاقتصادي والرقي الاجتماعي وترسيخ قيم الحداثة والديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان.

 




من يكون الفنان التشكيلي أحمد قريفلة

عبدالحق خرباش.. 17.08.223
مدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
إنا لله وإنا إليه راجعون
من يكون الفنان التشكيلي أحمد قريفلة
أحمد قريفلة شيخ التشكيل المغربي بمدينة تازة
الاتحاد الاشتراكي يوم 01 – 07 – 2017
أحمد قريفلة فنان عصامي، ابن تازة من ضواحيها غياثة. أمه فخرية واكتسب ولع الفن منها وفقد أباه في صباه.قصد تونس عبر الجزائر في طفولته بحثا عن أوروبي يتبناه كأب، وكأنه بطل لسيناريو خليل جبران في أنشودته التي تغنيها الرائعة فيروز.حيث افترش العشب وتلحف بالفضاء زاهدا في ما سيأتي ناسيا ما قد مضى … سيعود لمكناس ليشتغل لدى ثري كان يود تبنيه، لكنه غادر كمثل يوسف لولع زوجة مشغله به، وحتى لا يقترف معصية غرام لتنتهي به رحلته بالعودة إلى تازة ليعيش من بيع الورد البلاستيكية(المشموم) التي كان ينتجه، وليقرر التفرغ لإبداع لوحات سيعرض بعضها أمريكيون سنة 1948 بمدينة مراكش، وهو لم يبلغ العشرين من عمره.
حينها سيحترف الفن وفي وقت كان إبداع الصورة مثله مثل غناء الشيخات، عملا منحرفا وجناية أخلاقية كتدخين السيجارة، أو تناول الكحول.. في أربعينيات وخمسينيات القرن السالف .
اختار قرفلة الايزوريل كسند للوحاته، والصباغة الزيتية كتقنية، ثم المد الطبيعي والواقعي، ثم المشاهد اليومية لمدينته ولضواحيها.
يلتقط قريفلة صورا فوتوغرافية لمواضيعه التي يعاينها وينتقيها من محيطه المعيش، ليعود إلى محترفه البسيط ببيته، ليعيد بناءها بأسلوب متفرد وشاعرية متناهية، وليقطع تكوينات لوحاته ضمن منظور هندسي أقليدي فاتن , فائق و بنقاء استثنائي تتناسق فيه هارمونية الأشكال والصبغيات الفاقعة، ليعلو بذلك فوق الواقع ضمن رؤية بصرية تجعل من كل لوحة احتفالا بهيجا، بمشاهد من الحياة اليومية والطبيعية والناس والمعمار . يضطره ذلك في طريقة تهييئ ألوانه كي تتوهج أعماله بالحيوية ..
مواضيعه إذن ,قطف الزيتون و فواكه أخرى , الحرث ثم الحصاد الدرس ,الاصطبلات والحيوانات الداجنة , طهي الخبز وطقوس الأعياد ,الأسواق والطفولة وحناء العروس …..
لوحاته غير معنونة، ولا تحمل تاريخا معطى، على الرغم من أن الفنان بمقدوره أن يحدد سنة انجاز أي لوحة شئت، أن تعرف متى أنجزت وكم استغرق هذا الانجاز ..
إبداعات السي أحمد تجريبية بامتياز، فهو يجدد باستمرار ومع مر الزمن يغير منظوره من خلال ما يصله من انطباعات زوار معارضه أو مريديه، فهو شديد الحساسية لما يتلقى من ملاحظات تخص تصويرا ته .قال لي وأنا في جلسة حميمية في مسكنه بتازة السفلى :عندما عرضت معية فنانين برواق يحمل اسمه-أحمد قريفلة – شهر أبريل من هذه السنة ، :» صديقي عبد السلام، عندما قالي لي الفرنسيون ننتظر في أعمالك أن نرى الأرض مخضرة معشوشبة، بدلا أن نراها عارية مقفرة؟، فأكثرت من النباتات والأشجار والزهور والألوان الفاقعة، وعدلت عن الكميدة، وعندما قال لي الأنجلوسكسونيون أن الزرقة طاغية في أعمالي، ولكوني السماء والبحر زرقتهما موجودة في الكون أجمع، أزحت من لوحاتي هذا الطغيان وأحللت محله ألوانا زاهية وفاقعة، وأعطية أهمية قصوى للحقول والفلاحين والحيوانات الداجنة والطقوس الاجتماعية لساكنة مدينة تازة وضواحيها».
بهذا يوزع قريفلة تكوينات لوحاته بحقول متباينة في مزروعاتها، وأشجارها، بدقة متباينة لا يترك لزرقة السماء غير حيز ضيق في خلفية اللوحة وبأعلاها .
يعتني هذا الفنان كل العناية لضربات فرشاته، وكأنه ينقر برأس إبرة، وإنجاز العمل الواحد قد يتطلب منه أسابيع أو شهورا، مثله مثل روسو، أو صلادي، أو مثل أحد الرسامين القريبين من أسلوبه لحسن حجي- والذي قد أعود لأعماله في مقال قادم-.
الفنان قريفلة يشتغل على ما يروق عينيه، روحه وخلده مثله مثل من يصنفون كفانين تلقائيين وعصاميين، والذين يتطلبون عناية كاشفة لقدراتهم الإبداعية الخارجة عن العصر الذي يبدعون فيه.
وأرى من غير المستساغ تصنيف هؤلاء ضمن رؤية تبخيسية لقدرة هؤلاء الفنانين ومهاراتهم الإستيتقية، فهذا الفن براديغم من بين براديغمات أخرى، في مواضيعهم وتقنياتهم وأما الإقبال على انجازاتهم وأعمالهم الفنية فهو الذي يكشف أهميتة ما ينتجون.
باختصار إضراري أحمد قريفلا الذي شارف على أكثر من 6عقود من العمل الفني، والبحت المضني، والذي أصبحت الفرشاة لا تسعفه ولا تسعف يداه لشرب فنجان قهوة اليومية، لذا يستعمل قشة لجرعاته كي يتلذذ بسيجارته، التي لا يريد مفارقتها.
هذا الفنان الذي صار أيقونة تشكيلية مغربية، يبقى معلمة مائزة في التشكيل المغربي حاليا، وما احتفاء رواق SArt بإقامة معرض استذكاري له بمدينة الدار البيضاء سنة 2016، سوى اعتراف لهذا الفنان المتفرد الذي عاش رغم ذلك بئيسا ومنسيا، فهو يبقى فنانا فائقا، خارج المألوف تبعا لقولة جميلة للفيلسوف ادغار موران – يوجد في الفنون ..مسلكان ، يمكن التوليف بينهما، المسلك –الواقعي- الذي يرنو للتشبه بالواقع بالحياة وعكس الواقع ..ومسلك غرائبي يخلق عالما يمتنع عن قياسات واقعنا المألوف.



إقليم تازة .. إندلاع حرائق قبل يومين بمغراوة

عبدالحق خرباش.. 13.08.223
مدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
إقليم تازة .. إندلاع حرائق قبل يومين بمغراوة
تضرر 580 هكتار نتيجة حرائق قبل يومين بمغراوة بإقليم تازة ، تدخل 350 عنصر لإطفاء الحريق ، وثلاثة طائرات كنادر ، وحسب المدير الإقليمي للمياه والغابات مراد الصفدي ، أن الحريق نشب بغابة بويعلا ، تضرركل من البلوط الأخضر ، السنوبر العلبي ، الحلفاء ، الأعشاب الثانوية .
ووفق المدير الإقليمي للمياه والغابات مراد الصفدي ، ثم التنسيق مع غرفة العمليات برئاسة عامل إقليم تازة وباقي المتدخلين .