الرباط “المنتدى الدولي للدول الإفريقية الأطلسية جنوب – جنوب”

عبدالحق خرباش..24.04.2024
كاتب صحفي ومدير النشرللجريدة HAKIKANEWS.NET

 

 

انتهت أشغال فعاليات “المنتدى الدولي للدول الإفريقية الأطلسية جنوب – جنوب” الذي انعقد بالرباط بفندق Conrad Rabat Arzana طيلة يومي الإثنين والثلاثاء 23 و24 أبريل 2024.

انتهت أشغال فعاليات “المنتدى الدولي للدول الإفريقية الأطلسية جنوب – جنوب” الذي انعقد بالرباط بفندق Conrad Rabat Arzana طيلة يومي الإثنين والثلاثاء 23 و24 أبريل 2024.
عرف اليوم الأخير من المنتدى مداخلات لعدد من الشخصيات ومسؤولي الإدارة المركزية لوزارة العدل، السيدة سامية شكري مديرة التحديث ونظم المعلومات، السيد هشام ملاطي مدير الشؤون الجنائية والعفو ورصد الجريمة، ممثل عن مديرية الشؤون المدنية والمهن القانونية والقضائية، وكذا ممثل عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد طارق إيزرارن. وقد انصبت مختلف التدخلات حول عدة نقط أهمها:
التنويه بأهمية هذا اللقاء الدولي، لما تكتسيه مواضيعه من راهنية وأهمية بالغة في رصد التوجهات الحالية للتعاون في المجالات المتصلة بالعدالة واستشراف آلياتها المستقبلية وفق مقاربة نسقية وشاملة تروم مواجهة التحديات التي تعرفها الدول الافريقية للواجهة الأطلسية، سيما أنه ناقش عدة مواضيع ذات أبعاد أمنية وقانونية وتنموية، أبرزها مواجهة التحديات التي تواجه دول المنطقة، كمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتعزيز ثقافة حقوق الانسان، وخلق فضاء محفز لجلب الاستثمارات لتوفير المناخ الملائم للتنمية، وترسيخ دعائم الأمن القانوني، كعامل أساسي لتشجيع الاستثمارات وخلق بيئة اقتصادية آمنة ومستقرة، إضافة لحماية الاقتصاد والبيئة، وتحقيق التنمية المستدامة كمدخل أساسي لخلق فضاء ينعم بالأمن والسلم والحرية، وذلك من أجل إرساء منظومة عدالة مندمجة ومتجانسة وفعالة، تجعل من الإنسان وحقوقه الأساسية محورا لها، وترقى بمناخ الأعمال والمقاولة والاستثمار إلى مستوى ما تملكه من إمكانات بشرية، وثروات طبيعية غنية ومتنوعة، إضافة إلى إعطاء أولوية لورش التحول الرقمي لمنظومة العدالة، ووضع تصور عام “للتوجهات الأساسية للاستراتيجية الجديدة للتحول الرقمي” مع الإسراع بتنزيل مشاريع التحول الرقمي قيد الإنجاز.

 

 

وقد خرج هذا اللقاء بعدة توصيات أهمها:

برمجة تنظيم هذا المؤتمر وتسجيله في أجندة السنة القادمة 2025؛
تشكيل شبكة من الخبراء الدوليين في مجال العدالة الالكترونية؛
ملائمة الترسانة القانونية لدوله مع متطلبات وتحديات التحول الرقمي؛
الانفتاح على مزيد من التجارب الجديدة وعلى تعزيز الشراكات والانفتاح على الجامعات والبحث العلمي؛
تعزيز دور المحاكم كقاطرة، لتشجيع الاستثمار وتحسين مناخ الأعمال، بتوظيف الحلول الرقمية في كافة الاجراءات الخاصة بالمقاولات.
ولضمــان الاستدامة والتنفيــذ الأمثل للمحــاور الاستراتيجية لإعلان الربــاط، تمت الدعوة إلــى اتخــاذ عدد من التدابير المصاحبــة أهمها:

إبرام اتفاقيات تعاون مشتركة لتنزيل المحاور الاستراتيجية المعلن عنها؛
وضـع برامـج مشـتركة لتعزيـز قـدرات ممثلـي الـدول الأعضـاء فـي المنتـدى فـي المجـالات ذات الاهتمام المشترك؛
تنظيـم زيـارات عمـل بيـن مختلـف الـدول الأعضـاء فـي المنتـدى للتعـرف علـى مختلـف النظـم القانونيـة والقضائيـة فـي الفضـاء الإفريقـي الأطلسـي؛
إحـداث شـبكات للتعـاون فـي المجـال القانونـي والقضائـي، ومجموعـات عمـل موضوعاتيـة فـي مجـالات محـددة تتطلـب مزيـدا مـن التعـاون؛
الدعوة إلـى تعزيـز التعـاون فـي مجـال العدالـة مـع البلـدان المطلـة علـى المحيـط الأطلسـي، ولا سـيما دول أمريـكا اللاتينية.
ويمثـل هـذا الإعلان تعبيـرا علـى الالتزام المشـترك للـدول الأعضاء، لترسيخ التعاون على مستوى جنوب – جنوب.

 




كتابة التاريخ بعد إحراز الكأس الإفريقية الثالثة توالياً

عبدالحق خرباش..21.04.2024
كاتب صحفي ومدير النشرللجريدة HAKIKANEWS.NET
حقيقة نيوز .نت
هسبورت..عبد الله العلوي
حقق“أسود الفوتسال” كتابة التاريخ بعد إحراز الكأس الإفريقية الثالثة توالياً، بعد التتويج نسختين من البطولة القارية في جنوب إفريقيا سنة 2016، ونسخة العيون 2020، وذلك إثر الفوز اليوم على أنغولا بخمسة أهداف مقابل هدف
ولقي زملاء العميد سفيان المسرار صعوبة كبيرة في اختراق الدفاع الأنغولي، إلا أن حنكة “الأسود” أوصلتهم إلى الشباك في ثلاث مناسبات عبر كل من، سفيان بوريط، وإدريس رايس الفني، وسفيان المسرار، في حين سجلت أنغولا هدفا وحيدا.
وانتهى الشوط الأول بتفوق العناصر الوطنية على نظيرتها الأنغولية بثلاثية مقابل هدف واحد.
في الشوط الثاني دخل المنتخب المغربي عازما على مواصلة التسجيل، وكان له ذلك عبر، أنس العيان، وبلال البقالي.
عرفت المباراة حضورا مميزا لشخصيات كبيرة في كرة القدم، يتقدمها السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي للعبة، والجنوب إفريقي باتريس موتسيبي رئيس “الكاف”، وفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية للعبة.
جدير بالذكر أن المنتخب المغربي بلغ “مونديال أوزبكستان” رفقة المنتخب الليبي الذي فاز على مصر بركلات الجزاء الترجيحية (3-1)، بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بهدفين في كل شبكة.



تازة توقيف سبعة أشخاص من بينهم سيدة، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و52 سنة

عبدالحق خرباش..19.04.2024
كاتب صحفي ومدير النشرللجريدة HAKIKANEWS.NET
حقيقة نيوز .نت
تازة
تمكنت عناصر الشرطة بالأمن الجهوي بمدينة تازة، يوم أمس الخميس 18 أبريل الجاري، من توقيف سبعة أشخاص من بينهم سيدة، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و52 سنة، وذلك للاشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في النصب والاحتيال وانتحال صفات ينظمها القانون والاستعمال التدليسي للمعطيات البنكية الوطنية.
وأفاد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن المشتبه فيهم كانوا قد اتصلوا هاتفيا بمجموعة من الضحايا، منتحلين صفة موظفين عمومين ومستخدمين بشركات خاصة، للاستيلاء على معطياتهم البنكية بدعوى تمكينهم من الحصول على مساعدات ومنح مالية أو قسيمات للشراء، وذلك قبل أن يعمدوا إلى استعمال هذه المعطيات بشكل تدليسي للقيام بمعاملات تجارية وعمليات شراء مكنتهم من تحصيل مبالغ مالية.
وقد أسفرت الأبحاث التقنية والتحريات الميدانية المنجزة عن تحديد هوية المشتبه فيهم وتوقيفهم بمدينتي فاس وجرسيف، كما مكنت عملية الضبط والتفتيش من العثور بحوزتهم على ستة أجهزة لإرسال التعبئات الهاتفية وستة هواتف محمولة يشتبه في استعمالها في تنفيذ هذه الأفعال الإجرامية، علاوة على إيصالات لتحويلات مالية يشتبه في كونها من متحصلات هذا النشاط الإجرامي.
وقد أظهرت عملية تنقيط المشتبه بهم في قاعدة بيانات الأمن الوطني، أن أحدهم يشكل موضوع مذكرة بحث على الصعيد الوطني صادرة عن مصالح الدرك الملكي بمدينة وجدة، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية مماثلة تتعلق بالنصب والاحتيال.
وقد تم الاحتفاظ بخمسة من المشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية فيما تم إخضاع اثنين من الموقوفين للبحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد باقي الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي، وكذا الكشف عن كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة للمعنيين بالأمر.



تأهل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم داخل القاعة إلى نهائيات كأس العالم المقررة بأوزبكستان

عبدالحق خرباش..19.04.2024
كاتب صحفي ومدير النشرللجريدة HAKIKANEWS.NET
حقيقة نيوز .نت
ألف مبروك
تأهل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم داخل القاعة إلى نهائيات كأس العالم المقررة بأوزبكستان، وإلى نهائي كأس أمم إفريقيا للعبة، بعد فوزه الساحق، مساء اليوم، على نظيره الليبي، بستة أهداف لصفر برسم نصف نهائي الدورة السابعة لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، التي تقام بالرباط إلى غاية 21 أبريل الجاري.
وبهذا الفوز، تأهل المنتخب المغربي إلى نهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة ليواجه منتخب أنغولا الفائز على المنتخب المصري بسبعة أهداف لثلاثة في دور نصف نهائي البطولة.
كما ضمن المنتخب المغربي تنأهله إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة (فيفا) التي ستقام ما بين 14 شتنبر و 6 أكتوبر 2024 في أوزبكستان.
هذا، وكان المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة قد حقق العلامة الكاملة في الدور الأول بعد تصدره المجموعة الأولى بـ 3 انتصارات حققها على التوالي على حساب منتخبات أنغولا (5-2)، وغانا (8-3)، وزامبيا (13-0)، كما هزم المنتخب الليبي في دور نصف النهائي بسبعة أهداف لصفر.
من جهته، بلغ المنتخب الليبي دور النصف بعد حلوله ثانيا في المجموعة الثانية، حيث جمع 6 نقاط من انتصارين أمام موريتانيا (5-4)، وناميبيا (11-5)، وهزيمة أمام مصر (0-4).



تازة.. / ما يحك ليك غي ظفرك / مسجد عمر بن العزيز بالحي الحسني

عبدالحق خرباش ..28.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
يقع الحي الحسني الذي يعتبر من أكبر الأحياء كثافة سكانية بمدينة تازة ، بالوسط ، محاذي لحي الرشاد وحي الجيارين .
الصومعة لمسجد الحي بنيت حديثا ، وكذلك المسجد كله بني بالإحسان ، لكن الشيء الرائع هو أن يبق أحد أبناء الحي وفيا للحي الحسني ويتذكر هذا المسجد بالإحسان إليه وهو أهل للأمانة ، ويتكلف بالسهر على تجديد الأسوار والصومعة وذلك بالقيام بعملية تبليط واسعة شملت الصومعة والجذران وزينت ص بالأضواء .

 

في السياق المتصل ، ثم تصوير هذا الصومعة تزامنا مع أذان صلاة المغرب ، الأذان بصوت سي إدريس الإمام .
ثم تزيين صورة هذا المسجد بالحي الحسني من قبل م والساهر على أشغاله السيد ل ، لقد أحسنتم للمسجد وللحي أحسن إليكما الله وأبقاكم أهلا للخير والوفاء للحي شكرا لكما .




تازة.. ملعب القرب بالخيرية الإسلامية ببين جرادي شيد قبل مجيء لقجع

عبدالحق خرباش ..26.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
سري للغاية
تازة.. ملعب القرب بالخيرية الإسلامية ببين جرادي شيد قبل مجيء لقجع
شيد ملعب القرب بالخيرية الإسلامية ببين جرادي بتازة ، قبل مجيء فوزي لقجع ، وكان الملعب قبلة آنذاك للساكنة بمدينة تازة ، وفي 2016 لم يكن المجلس الترابي الحالي الذي يرأسه عبدالواحد المسعودي ، وسبق للجماعة الترابية أن برمجة جولة لرجالات الصحافة والإعلام حول المشاريع المنجزة من طرفها ، وثم إدراج هذا الملعب …؟
وفي إطار برمجة مشاريع لملاعب القرب الحالية للمجلس الترابي بمدينة تازة ، يتم إدراج هذا الملعب في بلاغات الجماعة . ، يتسائل البعض عن إدراج هذا الملعب الذي شيد سنة 2016 ولا علاقة للمجلس الحالي بهذا المشروع ؟؟ وما الجدوى من إدراجه ضمن الملاعب المنجزة حاليا ؟ هل هناك أمر لا يعرفه إلا المجلس الحالي أم هناك شيء آخر



إطلاق المرحلة الثانية من برنامج الوحدات الطبية المتنقلة مؤسسة محمد الخامس للتضامن

عبدالحق خرباش ..26.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
أشرف الملك محمد السادس اليوم الثلاثاء (26 مارس 2024) بحي ليساسفة على مستوى عمالة مقاطعة الحي الحسني (الدار البيضاء)، على وضع الحجر الأساس لـ »مركز طبي للقرب-مؤسسة محمد الخامس للتضامن »، وإطلاق المرحلة الثانية من برنامج الوحدات الطبية المتنقلة – مؤسسة محمد الخامس للتضامن.
ويجسد هذان المشروعان، الالتزام الراسخ للملك بتعزيز العرض الصحي الوطني، وتحسين جودة الخدمات الطبية لفائدة المواطنين، وتعزيز عرض العلاجات لفائدة الفئات في وضعية هشة، وتشجيع ولوج السكان، لاسيما المنحدرين من العالم القروي، إلى علاجات طبية أساسية للقرب وذات جودة، وضمان تتبع طبي دوري ومنتظم للأشخاص الذين تستدعي حالتهم الصحية فحوصات متخصصة.
ويشكل المركز الطبي للقرب -مؤسسة محمد الخامس للتضامن ليساسفة، الذي خصص له استثمار قدره 90 مليون درهم، والذي يعد الثالث من نوعه على مستوى جهة الدار البيضاء-سطات، بعد المشروعين المنجزين بمقاطعة سيدي مومن والمدينة الجديدة الرحمة، جزءا من مخطط عمل شامل تنفذه مؤسسة محمد الخامس للتضامن، يروم دعم القطاع الصحي الوطني وتعزيز عرض العلاجات على مستوى المناطق الحضرية ذات كثافة سكانية مرتفعة.
وسيمكن المركز الجديد، باعتباره منشأة وسيطة بين شبكة مؤسسات العلاجات الطبية الأساسية (المستوى 1 و2) وشبكة المستشفيات، والذي سيستفيد منه نحو 60 ألف شخص في السنة، من تخفيف الضغط الحاصل على المؤسسات الاستشفائية الموجودة بالمنطقة، وكذا تجنيب معاناة التنقل نحو بنيات صحية أخرى.
وسيتم إنجاز المركز الطبي للقرب-مؤسسة محمد الخامس للتضامن في أجل 24 شهرا، على قطعة أرضية تبلغ مساحتها 11 ألف و170 متر مربع (7692 متر مربع منها مغطاة)، وسيشتمل على وحدات للفحوص الخارجية، والاختبارات الوظيفية والترويض الوظيفي، وعلاجات الفم والأسنان والمستعجلات الطبية للقرب.
كما سيحتوي على وحدات للعلاجات الصحية الأولية، والتصوير الطبي، والولادة، والتعقيم، وجناح للعمليات الجراحية، وعلى مختبر للتحليلات الطبية، وقطب للاستشفاء (13 غرفة مزدوجة)، وصيدلية، ومطبخ.
ويندرج هذا المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، في إطار برنامج شامل تنفذه مؤسسة محمد الخامس للتضامن، يروم إنجاز 12 مركزا طبيا للقرب، ويتعلق الأمر ب 3 مراكز بالدار البيضاء و2 بفاس و2 بطنجة ومركز واحد بكل من أكادير، ومراكش، والرباط، وسلا، وتمارة.
وبهذه المناسبة، قدمت للملك شروحات حول « نظام المعلومات الاستشفائية »، وهو آلية رقمية مندمجة، وضعتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ترتكز على مفهوم ملف المريض الذي يشمل مجموع بياناته سواء البيانات الإدارية، والملف طبي، وملف العلاجات.
وتمكن هذه الآلية، المتوفرة في مؤسسات العلاجات الأولية كما في المؤسسات الاستشفائية، والتي تشكل إحدى دعامات مراجعة النظام الصحي الوطني، مهنيي الصحة من الولوج، بطريقة آمنة، إلى المعطيات الطبية للمريض في أي لحظة، بغية تسريع التكفل الطبي وتحسين الفعالية.
ومن جهته، يهدف برنامج الوحدات الطبية – مؤسسة محمد الخامس للتضامن، الذي أطلق جلالة الملك مرحلته الثانية اليوم الثلاثاء، إلى تحسين ولوج ساكنة العالم القروي للخدمات الصحية، ويمثل نموذجا جديدا للتدخل الطبي يزاوج بين توفير العلاج عن القرب والتطبيب عن بعد.
ويعتبر هذا البرنامج ثمرة شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية والشركة المزودة Mediot Technology. وفي مرحلته الأولى، هم هذا البرنامج الرائد الذي أطلقه الملك محمد السادس في 28 أكتوبر 2023، نشر 50 وحدة صحية متنقلة مجهزة بتقنيات الاتصال موزعة على أربعة وثلاثين إقليما وتسع جهات بالمملكة، فيما يتم بموجب المرحلة الثانية من نفس البرنامج نشر 50 وحدة صحية أخرى من نفس النوع.
وتضم كل وحدة صحية متنقلة جناحا طبيا، يتكون من قاعتين متعددتي الأغراض للاستشارة والعلاج، مجهزتين بالأدوات الطبية الأساسية، والعتاد الطبي، وأنظمة الاتصال بالإضافة إلى مجموعة متكاملة من المعدات الطبية الحيوية من الجيل الجديد، التي يتم استغلالها في إجراء الاستشارات عن بعد.
ويتولى تأمين العمل بهذه الوحدات فريق متخصص يضم (طبيبا عاما وممرض(ت)ان وإطارا إداريا) مهمته تقديم استشارات في الطب العام بشكل حضوري، إضافة إلى الخبرة الطبية المتخصصة عن بعد، وكذا إجراء التدخلات المتنقلة، وتتبع برامج الصحة العامة.
ويبقى الالتجاء إلى الخبرة الطبية عن بعد، من اختصاص الطبيب العام، الذي يجري الاتصال كل ما استدعت الضرورة رأيا أو مساعدة من أجل الاختبارات الطبية حسب التخصص المطلوب (أمراض النساء والتوليد، طب الأطفال، أمراض الغدد، الأمراض الجلدية، الأنف والأذن والحنجرة، أمراض القلب، أمراض الرئة وأمراض الكلى) بطبيب متخصص يعمل انطلاقا من المنصة المركزية للتطبيب عن بعد، متصلة بكافة الوحدات الطبية المتنقلة.
وبهذه المناسبة، تابع الملك محاكاة لعملية خبرة طبية عن بعد، أمنها بشكل مشترك طبيب عام، انطلاقا من الوحدة الطبية، وأطباء متخصصون على مستوى المنصة المركزية للتطبيب عن بعد بالدار البيضاء.
ومكنت الـ50 وحدة صحية المتنقلة المجهزة بتقنيات الاتصال عن بعد التي تم تعميمها في إطار المرحلة الأولى، وإلى غاية 25 مارس الجاري، من تقديم 119 ألف 532 خدمة طبية لفائدة 104 آلاف و41 شخصا (65 بالمائة نساء). واستفاد 96 ألف و753 منهم من استشارات طبية وتلقوا علاجات عامة، فيما تمت الاستعانة بالخبرة الطبية عن بعد بالنسبة ل 11 ألف و989 حالة في مختلف التخصصات المتوفرة.
وسلم الملك محمد السادس نصره الله، بهذه المناسبة، بشكل رمزي، ثلاث سيارات إسعاف و5 سيارات نفعية هبة من مؤسسة محمد الخامس للتضامن، لممثلين عن الجماعات الترابية ل« أداسيل » و »تلات نيعقوب » و »تيزي نتيست » المتضررة من زلزال الحوز في 8 شتنبر، وخمس جمعيات.
ويتعلق الأمر بهبة عبارة عن 46 سيارة لفائدة جماعات ترابية، وجمعيات وتعاونيات من جميع جهات المملكة.



ذكرى الراحل رحمه الله ملك المغرب محمد الخامس طيب الله ثراه

عبدالحق خرباش ..21.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
ذكرى الراحل رحمه الله ملك المغرب محمد الخامس طيب الله ثراه
تحل يوم غد الخميس (عاشر رمضان) ذكرى وفاة أب الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس، قدس الله روحه، وهي مناسبة يستحضر من خلالها المغاربة قاطبة التضحيات الجسام التي بذلها الملك الراحل من أجل بلاده وشعبه، وكذا نضاله وكفاحه من أجل الحرية والاستقلال، و اللحمة القوية التي تربط بين الشعب المغربي والعرش العلوي المجيد.
وكان بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس قد أسلم الروح إلى باريها في العاشر من رمضان من سنة 1380 هجرية (الموافق لـ 26 فبراير 1961)، وذلك بعد سنوات قليلة من تخليص الوطن من ربقة الاستعمار ونيل استقلال المملكة. وشكلت وفاته رزءا فادحا للأمة، ولحركات المقاومة والتحرير، التي كانت ترى فيه، طيب الله ثراه، أحد أبرز أقطاب حركة التحرر الوطني ورمزا لكفاح الشعب من أجل الظفر بالاستقلال والكرامة والتقدم.
ويشكل تخليد هذه الذكرى عربونا عن الوفاء والتشبث الثابت بذكرى ملك عز مثيله، فضل التضحية بالغالي والنفيس، وتحمل مرارة المنفى على الخنوع والاستسلام في وجه المستعمر، فهو الذي اعترض، باسم المبادئ المؤسسة للأمة، اعتراضا قطعيا على التنازل عن السيادة الوطنية أو الدخول في أي نوع من المساومة مع سلطات الحماية.
وطوال مسيرة كفاحه ضد الاستعمار، كان جلالة المغفور له محمد الخامس يؤدي واجبه بتشاور دائم مع الحركة الوطنية، معبرا بذلك عن حرص ثابت على تدعيم ورص صفوف مختلف مكونات المقاومة، وذلك من منطلق الوعي بأن التحرير واستعادة السيادة رهين بالعمل الجماعي والمنسق، القائم على أساس التشبث بالإيمان وتحسيس وتعبئة الشعب المغربي.
ولقد حاول الكيان الاستعماري، الذي جثم بثقله على المغرب لأزيد من أربعة عقود، تسخير كافة الوسائل وتوظيف جميع الأساليب المتاحة للمساس بالوحدة الوطنية والنيل من الرباط المتين الذي جمع بين جلالة المغفور له محمد الخامس وشعبه الوفي، مستهدفا من خلال ذلك، طمس معالم آصرة قوية جسدتها رابطة البيعة وتشبث الشعب المغربي القوي بالعرش العلوي المجيد.
وخدمة لهذا الغرض الدنيء، لم تتوان سلطات الحماية عن محاصرة القصر الملكي بواسطة قواتها يوم 20 غشت من سنة 1953، مطالبة جلالة المغفور له محمد الخامس بالتنازل عن العرش. فما كان منه، طيب الله ثراه، إلا أن آثر النفي على الرضوخ لإرادة المستعمر، مصرحا، بكل ما أوتي من إيمان وثقة في الله، أنه لن يضيع الأمانة التي وضعها شعبه الوفي على عاتقه، والمتمثلة في كونه سلطان الأمة الشرعي ورمز وحدتها وسيادتها الوطنية، وفاء منه لرابطة راسخة جسدتها البيعة الشرعية.
وأمام المواقف الوطنية السامية التي أبان عنها بطل التحرير، وسعيا منها إلى النيل من تلاحم الشعب المغربي الوطيد بملكه الشرعي، في الشمال كما في الجنوب وفي الشرق كما في الغرب، أقدمت سلطات الاحتلال على تنفيذ جريمتها النكراء بنفيه ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني والأسرة الملكية الشريفة، إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى مدغشقر.
وما أن عم الخبر ربوع المملكة وشاع في كل أرجائها حتى ثار الشعب المغربي في انتفاضة عارمة، وتفجر غضبه في وجه الاحتلال الأجنبي، معلنا بداية العمل المسلح وانطلاق العمليات البطولية التواقة إلى ضرب غلاة الاستعمار ومختلف مصالحه وأهدافه.
وأثمرت هذه الأعمال البطولية الباسلة عن عودة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى إلى أرض الوطن، معلنا انتهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال، ومجسدا بذلك الانتقال من معركة الجهاد الأصغر إلى معركة الجهاد الأكبر، وانتصار ثورة الملك والشعب المجيدة التي جسدت ملحمة عظيمة في مسيرة الكفاح الوطني الذي خاض غماره الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد، من أجل حرية الوطن وتحقيق الاستقلال والوحدة الترابية.
وبذلك برهن الشعب المغربي للعالم بأسره عن تعلقه الدائم وتشبثه المتين بوطنه وملكه، مبديا استعداده القوي واللامشروط لخوض أشد المعارك وتخطي أعتى الصعاب، ذودا عن مقدساته وصونا لكرامته.
وهكذا، وبفضل هذه الجهود الدؤوبة كان من الممكن خوض المعركة السياسية، التي آتت أكلها بفضل المواقف البطولية لأب الأمة، الذي قرر مواجهة الأمر الواقع المفروض من طرف السلطات الاستعمارية، التي بلغت ذروة سطوتها من خلال التآمر ضد الشرعية التي يجسدها العرش، وذلك عندما قرر المحتل الغاشم إجبار عاهل البلاد وعائلته الكريمة على تكبد قساوة المنفى السحيق.
وما لبث أمل المستعمر أن خاب بفعل المقاومة الباسلة التي أبان عنها جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، وكذا نتيجة الدعم القوي الذي أظهره شعبه الأبي خلال هذه المحنة. فبفضل تجند الشعب المغربي من أجل عودة الملك الشرعي ورمز السيادة الوطنية من المنفى السحيق، أحبطت المؤامرة وعاد الملك المجاهد إلى بلاده، حاملا بشرى انتهاء عهد الحجر والحماية.
وقد نجح المغرب بفضل المعركة التي خاضها الملك المجاهد محمد الخامس جنبا إلى جنب مع الحركة الوطنية، في إثارة الاهتمام الدولي بقضيته، ما مكنه من الانعتاق من ربقة الاستعمار، لينكب على تشييد الصرح الوطني وبناء الدولة المغربية الحديثة.
وبعد أن لبى أب الأمة داعي ربه، واصل رفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، ترسيخ هذه المكتسبات من خلال الالتزام بتنفيذ ورش ضخم لتنمية البلاد اقتصاديا واجتماعيا.
ووفق ذات الرؤية السديدة، انكب بكل عزم وتفان، وارث سره، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على مواصلة تفعيل وتدعيم هذا المسار النير، عبر جعل المغرب ينخرط في مرحلة جديدة، وهي مرحلة الحداثة والتنمية التي تستمد قوتها، على الخصوص، من تلك العروة الوثقى التي تربط بين جلالة الملك وشعبه، من أجل مواجهة كل التحديات وتخطي كافة الصعاب.
(ومع: 20 مارس 2024)



زيارة ضريح محمد الخامس طيب الله ثراه 21.03.2024

عبدالحق خرباش ..21.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
زيارة ضريح محمد الخامس طيب الله ثراه 21.03.2024
بمناسبة حلول ذكرى وفاة أب الأمة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، قدس الله روحه، قام وفد عن الحكومة المغربية ، وكذلك جميع الإدارات العسكرية ، الأمن ، الدرك ، القوات المسلحة الملكية ، الأحزاب ، المجتمعات المدنية ، صباح اليوم الخميس، بزيارة لضريح محمد الخامس، للترحم على المغفور له محمد الخامس، الذي كان قد أسلم الروح إلى باريها في العاشر من رمضان من سنة 1380 هجرية (الموافق لـ 26 فبراير 1961).
وبعد قراءة الفاتحة على روحه الطاهرة، دعا الكل ، رافعين أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يتغمد جلالته بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه ويمطر شآبيب رحمته وغفرانه على المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه.



المغرب .. الدرس الثاني من الدروس الحسنية

عبدالحق خرباش ..18.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
الرباط – ترأس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، اليوم الاثنين بالقصر الملكي بالرباط، الدرس الثاني من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية لسنة 1445 هـ.
وألقى الدرس بين يدي أمير المؤمنين، السيد بهاء الدين محمد الندوي، نائب رئيس جامعة دار الهدى الإسلامية بالهند، متناولا بالدرس والتحليل موضوع “أهمية الدعوة الدينية ومكانة الدعاة”.
واستهل المحاضر هذا الدرس بالإشارة إلى أن من عدل الله سبحانه وتعالى وشفقته أنه لم يترك الناس سدى، بل أرسل إليهم الرسل والأنبياء يدعونهم، وجعل هؤلاء الرسل يستنفرون لهذه الدعوة من يرثونهم فيها من العلماء بنفس شروط الرسل، وهي التوحيد والإخلاص وحب الخير للناس.
وتطرق المحاضر إلى موضوع الدرس من خلال أربعة محاور تتمثل في الدعوة قبل الإسلام، والدعوة إلى الإسلام كما بلغها رسول الله صلى الله وعليه وسلم، والدعوة في تاريخ المسلمين بعد النبوة، والدعوة في السياق الحالي.
وأبرز السيد بهاء الدين محمد الندوي، في هذا الصدد، أن الله تعالى بعث إلى الناس رسلا وأنبياء، موضحا أن القرآن الكريم ذكر أسماء خمسة وعشرون منهم، وقد أرسلوا إلى أقوامهم في المجال الواقع في شبه جزيرة العرب والشام، في مدة زمنية من نوح إلى بعثة الإسلام مرورا بإبراهيم وموسى ووصولا إلى عهد عيسى عليهم السلام. وأشار إلى أن بين بعثة وأخرى مدة يفتر فيها الدين أو العمل به فيحتاج الأمر به إلى دعوة رسول جديد.
ولفت إلى أن موضوع دعوة الأنبياء والرسل هو الإيمان بالله الخالق، ذلك لأن عبادة الله الغني تعطي المعنى للحياة وهدفها إحسان الإنسان لنفسه، مسجلا أن الإشكال الأكبر الذي واجه الدعاة والأنبياء والرسل هو الإقناع بالتوحيد أي إفراد الله الخالق بالعبودية.
وأبرز أن الوصف القرآني تضمن عناصر مشتركة بين دعوات كل الأنبياء، وهي بيان أن النبي يدعو إلى الله الواحد، وأن الرسول يبذل الجهد في النصح ويجادل بالبينة والإقناع البعيد عن الإكراه، متبرئا مما ينسبه له المكذبون من الدعاوى.
وأشار المحاضر إلى أن الله بعث رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالبيان في القرآن، وأن الدعوة هي لهداية الإنسان إلى الاعتدال، ومن ذلك إصلاح الدنيا بالآخرة، مشددا على أن الدعوة المحمدية بدأت بالإصرار على الحق في مواجهة الاضطهاد الذي انتهى بهجرته صلى الله عليه وسلم واضطراره على الدفاع العسكري عن دعوته حتى تنتصر، لأنها ليست مشروعا شخصيا بل هي تكليف رباني لاخيار فيه.
واعتبر أن كمال عناصر الدعوة يتمثل في كونها تدور على الأخلاق موضوعا ومنهجا، لافتا إلى أن نتيجة هذه الدعوة بهذا الكمال الأخلاقي كانت هي ميلاد نموذج خير من المجتمع صار مرجعا في حياة الإنسانية.
وشدد على أن التحدي الكبير هو في الفهم الصحيح لموضوع الدعوة بالنسبة للحياة أو للمجالات التي يغطيها الدين ويكون السلوك فيها، وعلى رأسها قيمة العدل، مبرزا أن التنزيل التاريخي للدعوة المحمدية يفيد بأن هذا الدين هو موضوع الدعوة شامل لكل مناحي حياة الافراد والجماعات والأمة.
ولأن عنوان هذه الشمولية، يضيف المحاضر، في فهم الناس العادي هو السياسة والدولة فإن أمر الدعوة يصبح أمرا شموليا ، ذلك لأن الارتباط وثيق بين إمكانات الخلاص الفردي والخلاص الجماعي، أي أن السياسة السليمة هي الضمانة للتدين السليم على مستوى الأفراد والجماعات والأمن، كما أن التدين السليم هو رفد السياسة العادلة حقوقيا واجتماعيا.
وفي معرض حديثه عن الدعوة في تاريخ المسلمين بعد العهد النبوي وقبل السياق الحاضر، أشار المحاضر إلى أربع ظواهر تتمثل في قضية الفتوح، لأن الناس يربطون بها دخول الإسلام إلى بعض البلدان، والإشكال هنا متعلق بحكم استعمال القوة لنشر الإسلام، وذلك لأن المبدأ الأساس هو “لا إكراه في الدين”، مبرزا أن البحث التاريخي حري بأن ينصف الإسلام ويظهر أن دخوله كثيرا من البلدان على سبيل الفتح يمكن أن يظهر أن أغلبية سكان تلك البلدان سمعت بالإسلام محررا من أنواع التعسف السياسي والقهر باسم الدين، فتحمست له ونجحت بفضلها تلك الفتوح التي يمكن أن تعتبر عمليات تحرير ذاتي لا وقائع غزو أجنبي.
أما الظاهرة الثانية فتتعلق بدور التصوف في الدعوة اعتبارا لكونه مبنيا على التوحيد وداعيا إلى الأخلاق ولكونه يغطي عالم الإسلام من حيث الزمان والمكان، في حين تتعلق الثالثة بمقاربة العلماء للدعوة، لأن خدمتهم للأصلين هي في صميم الدعوة ، ولأن التراث الفقهي والحكمي الذي ألفوه خدم الدعوة بإخلاص فكل تجلياته تدل على فهم قائم على حسن النية.
وتهم الظاهرة الرابعة، بحسب المحاضر، الانتشار السلمي للإسلام على أيدي دعاة أخيار في أقاصي بلاد الإسلام، سواء كانوا من العلماء أو ممن غلب عليهم التصوف أو كانوا من التجار والرحالين.
وبعد أن توقف في موضوع الدعوة في السياق الحاضر عند بيان أنواعها، سجل المحاضر أن الدعوة تجري اليوم في سياقات متعددة لاختلاف الأسباب ومنها، أن كثيرا من أهل الأديان السابقة للإسلام لم يصدقوا أن الأديان كلها من عند الله عبر رسالات متتابعة نسخ بعضها بعضا تصحيحا للتحريف وتحقيقا للكمال.
كما لفت إلى أن أهل الدين الواحد قد انقسموا شيعا على شكل فرق عقدية ومذهبية انقساما لا يؤخذ من جهته الإيجابية على أنه الاختلاف الجزئي المحمود داخل الاجتهاد، بل يؤخذ في كثير من الأحيان على أنه مقابلة بين الحق والباطل؛ مشيرا إلى أن التطور التاريخي قد جعل المسلمين في بعض البلدان أقلية داخل أغلبية من دين آخر، الأمر الذي يجعل التساكن محفوفا بالمخاطر من جهة الإحساس بالضعف من جهة الأقلية أو الإحساس بالطغيان من جهة الأكثرية.
وأضاف المحاضر أن هناك سياقات تسعى فيها السياسة لاستعمال الدعوة الدينية وسياقات تلتبس فيها الدعوات الدينية بالدعوة السياسية، وكذا سياقات يسعى فيها بعض المنتصبين للدعوة إلى فرض توجههم القاضي ‏بأن تصحيح الدين ينبغي أن يؤتى إليه من جهة تملك السلطة السياسية.
‏أما الدعاة في هذه السياقات، يشير المحاضر، فهم أنواع منها الأفراد والجماعات والجمعيات والمؤسسات والدول، وعلى اعتبار أن الدين من حيث المبدأ هو سبيل الخير للإنسان، فالدعوة من كل هذه الأطراف خيرة ونافعة ‏وضرورية بشرط خلوها من الأغراض.
واستعرض المحاضر، في هذا الإطار، وسائل الدعوة في السياق الحاضر، سواء تلك التي يمكن وصفها بالتقليدية المعتادة؛ وهي الدعوة القولية الجماعية على سبيل الوعظ، أو أشكالها الحديثة، والتي تشمل كل الأشكال التقليدية مع فرق كبير وهو أنها قابلة للإرسال عبر وسائل إلكترونية بعيدة المدى ذائعة الانتشار.
وبعد أن تناول محفزات ومعيقات الدعوة أكد المحاضر ضرورة التعاون بين أهل الأديان كلها من أجل إقناع العالم غير المتدين بالخير الذي في الالتزام بالدين لحفظ القيم الإنسانية المشتركة بدل التنافس والاستقطاب من جهة بعض الأديان على حساب البعض الآخر، وكذا ضرورة حصول إجماع بين المسلمين على نبذ التطرف والتكفير وضرورة احترام الاختلاف الاجتهادي في الفروع المذهبية كما كان عليه سلف الأمة.
كما أكد على أهمية الاقتناع بأن الدعوة الفردية والجماعية لا يجوز أن تستغل في أغراض غير دينية تشوش على الناس باسم الدين، وكذا ضرورة الاقتناع بأن الدعوة المطلوبة في كل عصر، وفي هذا العصر بالذات هي المبنية على المثال والأسوة والنموذج على مستوى الحضارة، مشددا على أن للمسلمين مسؤولية في التحقق الأخلاقي كأمة بقيم دينهم حتى يكونوا نموذجا يقتدى بهم.
وفي ختام هذا الدرس الثاني من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية، تقدم للسلام على أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كل من الشيخ مصطفى صونطا، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية كوت ديفوار وخليفة الطريقة التيجانية بكوت ديفوار، وعبد الحكيم محمد الأنيس، كبير باحثين أول وعضو بهيئة كبار العلماء بدائرة الشؤون الإسلامية بدبي بالإمارات العربية المتحدة، والشيخ عبد الفتاح بن صالح بن محمد قديش اليافعي، المشرف العام على مركز الخيرات باليمن، وأبو بكر الزبير مبوانا، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية تانزانيا الاتحادية ومفتي الجمهورية ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالجمهورية، وأحمد النور محمد الحلو، عضو فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية تشاد والمفتي العام لجمهورية تشاد.
كما تقدم للسلام على أمير المؤمنين أكرم الندوي، مدير وأحد مؤسسي معهد السلام بأوكسفورد ببريطانيا، وسليم علوان، أمين عام دار الفتوى بأستراليا، و عومارو كامارا أبو بكر، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية ليبيريا ورئيس المجلس القومي الإسلامي بها، ومظهر محمد الحموي، عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى بالجمهورية اللبنانية، ومحمد الأمين توراي، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية غامبيا، وصالح إنداي، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية إفريقيا الوسطى، والشيخ مامادو أبودوباتشي، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية التوغو.
إثر ذلك، قدم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة، حفظه الله، نسخة مطابقة للأصل (fac-simile) من مخطوط “دلائل الخيرات” للشيخ محمد بن سلیمان الجزولي (857 هـ / 1453م) بخط محمد بن القاسم القندوسي الفاسي المتوفى بفاس عام 1278 هـ / 1861م. ويتميز رسم هذا المخطوط بميزة خاصة في نوع الخط والتزويق، ويوجد أصل هذا المخطوط في المكتبة الوطنية للمملكة المغربية تحت رقم 634 ج.