عبدالحق خرباش.. 21.03.2023
كاتب صحفي ومدير hakikanews.net
يشير هذا المصطلح إلى بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد حيث يمكننا المشاركة في تجربة غامرة بمجالات مختلفة في الحياة بطرق لن نكون قادرين عليها في العالم المادي وننتقل إلى أماكن حول العالم بدون مغادرة المنزل أو المكتب أو المدرسة وهذا استثمار كبير لتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والممتد بشكل ينقلها جميعاً إلى المستوى التالي
وينظر العديد من الخبراء بحسب تقرير نشرته Vice
تحت عنوان “ما هو الميتافيرس ؟ هو نموذج ثلاثي الأبعاد للإنترنت أي مكان مواز للعالم المادي حيث تقضي حياتك الرقمية وفي هذا المكان تمتلك أنت والآخرين صورًا رمزية وتتفاعل معهم من خلال صورهم الرمزية أو ما يعرف بـ”الأفاتار”
ويعتقد بعض الخبراء أنه بحلول 2030 ستصبح نسبة كبيرة من الناس جزءاً من الميتافيرس ، على الرغم من أن الفكرة لا تزال بحاجة إلى الكثير من العمل، حيث يمثل التحدي الأول إمكانية الوصول إلى الأجهزة التي تتطلبها والتحديات القانونية والتجارية ربما في الفترة الحالية سنعيش في الميتافيرس لفترات متقطعة باستخدام نظارات الواقع الافتراضي
كيف سيتغير الإعلام ؟
يفكر معظم الناس في الميتافيرس، فإنهم يفكرون في الواقع الافتراضي (VR)
وعلى الرغم من أن الواقع الافتراضي هو جزء كبير من هذا الفضاء الرقمي إلا أنه ليس الجانب الوحيد
حيث تعد تقنيات الميتافيرس موطنًا لمجموعة متنوعة من التجارب الرقمية بما في ذلك الواقع المعزز (AR) والواقع المختلط (MR) والذكاء الاصطناعي (AI)
هذه التقنيات ضرورية للصحفيين لأنها توفر طرقًا جديدة لرواية القصص والتفاعل مع الجماهير أو ما يقال عنه “الصحافة الغامرة” التي تخلق إحساساً بالتواجد هناك باستخدام التقنيات ثلاثية الأبعاد، بحيث يضع الجمهور مباشرة في الحدث وتخلق له تجربة الشخص الموجود في الحدث مباشرة
أوضحت الدكتورة نهاد محمد حسن في تصريح خاص للاتحاد الدولي للصحفيين وهي مدرسة الاتصال المرئي بكلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية، أنّ الإعلام الافتراضي سيشكل طفرة غير مسبوقة في تشكيل الهوية المستقبلية للإعلام بوجه عام، ويقدم تصورًا أكثر تفاعلية واندماجية للمستخدمين مشيرةً إلى أنه أصبح يشكل الساحة الأقرب واقعية لمعايشة الأحداث الجارية فضلًا عن أنه أضاف مرتكزًا جديدًا لعناصر العملية الاتصالية ألا وهو الانغماس
وأضافت أنّ إعلام الواقع الافتراضي سيلعب دورًا مهمًا في توظيف آليات الاتصال الحديثة بشكل مباشر في تحقيق أعلى قدر من الجاذبية والإدراك الشامل للرسالة الاعلامية غير أنه سيستحدث طرقًا وأشكالًا جديدة لعرض الرسالة الإعلامية التي ستمكن كلًا من المرسل والمرسل إليه بالقيام بالأدوار التبادلية داخل العملية الاتصالية ذاتها ما يسهم في إفراز بيئة اتصالية أكثر تفاعلية وشمولية على أكثر من مستوى
وأكدت أنّ “هذا العالم سيخدم تصور المستخدم لحالة اتصال وتواصل تعدت حدود الزمان والمكان بمراحل لم نكن نتخيلها من قبل، وعلى الرغم من بعض المخاوف التي قد تعتري العملية الاتصالية في ظل هذا التصور الجديد للإعلام الافتراضي إلا أن النقطة الأبرز في هذا الأمر أن الإعلام أصبح في قبضة يد المستخدم في ظل حالة المعايشة التي طالما حلمَ بها في سياق كسر الحدود الفاصلة بينه وبين الأحداث التي تنقل إليه من دون معايشة حقيقية منه، وعلى الجانب الآخر تظل التساؤلات التي تدور حول الإعلام الافتراضي قائمة لحين تحقيق المباشرة التي ربما تأخذ المتابعين لعالم آخر يحتاج إلى مزيد من البحث والتنقيب عن ملامحه الحالية والمستقبلية.
فارس عقاد المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة ميتا قال إن المستقبل هو لتقنية الميتافيرس، وأنه لم يكن أي شخص في بداية التسعينيات يتصور أن شبكة الانترنت ستكون هي محور حياتنا وأنه لا يمكننا الاستغناء عنها ولذلك فإن ما يحدث الآن هو استمرار للتطور التقني العالمي، الذي سينقلنا لمراحل جديدة لم يكن لبشر أن يتصورها في يوم من الأيام
الاستوديو الافتراضي
يحاكي الاستوديو الافتراضي الاستوديو الحقيقي لكن في عالم موازٍ تتوفر فيه إمكانيات أكثر تميزًا من الاستوديو الواقعي وعلى سبيل المثال نستطيع استضافة آلاف الأشخاص من كل دول العالم داخل هذا الاستوديو من دون التقيد بمساحة أو عدد أو أي أمور فنية وتقنية، ولا يضطر العاملون للذهاب إلى مقر العمل فهم يستطيعون العمل من أي مكان بمجرد ارتداء نظارة ميتافيرس مما يوفر تكلفة إنشاء استوديوهات واقعية باهظة التكلفة ويخفض عدد العاملين ويرفع من على عاتق المؤسسات الإعلامية تكلفة فواتير الكهرباء والمياه والغاز والتنقل.
وداخل هذا الاستوديو نستطيع أن نعرض مواد مصورة فضلًا عن استضافة أي شخص من أي مكان في العالم وعمل بث مباشر للحلقات أو تسجيلها عن طريق نظارة VR وعرضها على شكل فيديو مصور على منصات سواء داخل أو خارج الميتافيرس.
الاستديو الافتراضي تقنية كغيرها من التقنيات والأدوات في مجال الإعلام التي سيتغير وستتبدل وظائفها بشكل يجاري عالم الميتافيرس وتقنياته التي ستجعل كل فرد منا مآخوذ إلى العالم الذي يريد بالشخصية التي يحب ، وربما كصحفي تستطيع أن تاخد المشاهد أو القارئ إلى تفاصيل قصتك الصحفية ومن الممكن أن يعيش معك تقريرك الإنساني وهو جالس في بيته، فكما كانت الإذاعة ، وكان التلفزيون وكانت الصحافة الرقمية والانترنت، سيكون الميتافيرس إلى جانبك بحياتك وتفاصيل ماتحب أن تسمع وتقرأ وتشاهد.