دلالة وثيقة الإستقلال 11 يناير للمملكة المغربية
عبدالحق خرباش..11.01.2021
وثيقة المطالبة بالاستقلال المغربية أو بيان 11 يناير 1944 هو يوم يشكل إحدى المحطات الرئيسية في تاريخ الكفاح الوطني الذي خاضه العرش والشعب المغربي من أجل الحرية والانعتاق من رقبة الاستعمار، ضد الظهير البربري في 28 أغسطس 1930. ولدلالته الرمزية الكبيرة يعتبر 11 يناير رسميا يوم عطلة في المغرب.
يشكل تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، حدثا جيليا ونوعيا في ملحمة الكفاح الوطني، من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية.
وأبرز بلاغ للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن هذا الحدث، يعد من الذكريات المجيدة في ملحمة الكفاح الوطني من اجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية، والتي تحتفظ بها الذاكرة التاريخية الوطنية، وتستحضر الناشئة والأجيال الجديدة دلالاتها ومعانيها العميقة وأبعادها الوطنية التي جسدت سمو الوعي الوطني وقوة التحام العرش بالشعب دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية واستشرافا لآفاق المستقبل.
فبكل مظاهر الاعتزاز والإكبار، وفي أجواء التعبئة الوطنية الشاملة تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، يوم الخميس 11 يناير 2018، الذكرى الـ74 للحدث التاريخي البارز والراسخ في ذاكرة كل المغاربة، حدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، والتي يحتفي بها المغاربة وفاء وبرورا برجالات الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، وتمجيدا للبطولات العظيمة التي صنعها أبناء هذا الوطن بروح وطنية عالية وإيمان عميق، وبقناعة بوجاهة وعدالة قضيتهم في تحرير الوطن، مضحين بالغالي والنفيس في سبيل الخلاص من نير الاستعمار وصون العزة والكرامة.
لقد وقف المغرب عبر تاريخه العريق بعزم وإصرار في مواجهة أطماع الطامعين، مدافعا عن وجوده ومقوماته وهويته ووحدته، ولم يدخر جهدا في سبيل صيانة وحدته وتحمل جسيم التضحيات في مواجهة المحتل الأجنبي الذي جثم على التراب الوطني منذ بدايات القرن الماضي، فقسم البلاد إلى مناطق نفوذ توزعت بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب، والحماية الإسبانية بالشمال، والوضع الاستعماري بالأقاليم الجنوبية، فيما خضعت منطقة طنجة لنظام دولي.
هذا الوضع المتسم بالتجزئة والتفتيت والتقسيم للتراب الوطني، هو ما جعل مهمة التحرير الوطني صعبة وعسيرة، بذل العرش والشعب في سبيلها جسيم التضحيات في سياق كفاح متواصل طويل الأمد ومتعدد الأشكال والصيغ لتحقيق الحرية والخلاص من نير المستعمر في تعدد ألوانه وصوره. فمن الانتفاضات الشعبية إلى خوض المعارك الضارية بالأطلس المتوسط وبالشمال والجنوب، إلى مراحل النضال السياسي كمناهضة ما سمي بالظهير الاستعماري التمييزي في 16 ماي 1930، وتقديم مطالب الشعب المغربي الإصلاحية والمستعجلة في 1934 و1936، فتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944.
وعبر هذه المراحل التاريخية، عمل أب الأمة وبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، على إذكاء جذوتها وبلورة توجهاتها وأهدافها منذ توليه عرش أسلافه المنعمين يوم 18 نونبر 1927، حيث جسد الملك المجاهد رمز المقاومة والفداء قناعة شعبه في التحرير وإرادته في الاستقلال، معبرا في خطاباته التاريخية عن مطالب الشعب المغربي في الحرية والاستقلال وتمسك المغرب بمقوماته وثوابته الأصيلة، متحديا كل محاولات طمس الهوية الوطنية والشخصية المغربية.
وتواصلت مسيرة الكفاح الوطني بقيادة جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه الذي اغتنم فرصة انعقاد مؤتمر آنفا التاريخي في شهر يناير 1943 لطرح قضية استقلال المغرب وإنهاء نظام الحماية، مذكرا بالجهود والمساعي الحثيثة التي بذلها المغرب من أجل مساندة الحلفاء في حربهم ضد النازية وفي سبيل تحرير أوروبا من الغزو النازي، وهذا ما أيده الرئيس الأمريكي آنذاك “فرانكلان روزفلت”، الذي اعتبر أن طموح المغرب لنيل استقلاله واستعادة حريته طموح معقول ومشروع.
وانسجاما مع مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، حدث تحول نوعي في طبيعة ومضامين المطالب المغربية بحيث انتقلت من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال. وكانت لهذا الانتقال انعكاسات على مسار العلاقات بين سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية وبينها وبين الحركة الوطنية التي كان بطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه رائدا لها وموجها وملهما لمسارها بإيمان عميق وعزيمة راسخة وثبات على المبادئ والخيارات الوطنية.
..
في هذا السياق، تكثفت الاتصالات واللقاءات بين القصر الملكي والزعماء والقادة الوطنيين من طلائع الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، وبرزت في الأفق فكرة تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال بإيحاء من جلالة المغفور له محمد الخامس، ثم شرع الوطنيون في إعداد الوثيقة التاريخية بتنسيق محكم مع جلالته وتوافق على مضمونها.
فكان طيب الله مثواه يشير عليهم بما تمليه حنكته السياسية من أفكار وتوجهات كفيلة بإغناء الوثيقة التاريخية والحرص على تمثيلها لكافة الفئات والشرائح الاجتماعية وأطياف المشهد السياسي في البلاد، حيث تم تقديمها بعد صياغتها النهائية إلى الإقامة العامة فيما سلمت نسخ منها للقنصليات العامة للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، كما أرسلت نسخة منها إلى ممثلية الاتحاد السوفياتي آنذاك.
وقد تضمنت وثيقة المطالبة بالاستقلال جملة من المطالب السياسية والمهام النضالية، تتعلق بالسياسة العامة بشأن استقلال المغرب تحت قيادة ملك البلاد الشرعي سيدي محمد بن يوسف، والسعي لدى الدول التي يهمها الأمر لضمان هذا الاستقلال، و انضمام المغرب للدول الموافقة على وثيقة الاطلنطي (الأطلسي) والمشاركة في مؤتمر الصلح، وأيضا تتعلق بالسياسة الداخلية، تجسدت من خلال الرعاية الملكية لحركة الإصلاح وإحداث نظام سياسي شوري شبيه بنظام الحكم في البلاد العربية والإسلامية بالشرق تحفظ فيه حقوق وواجبات كافة فئات وشرائح الشعب المغربي.
لقد كانت وثيقة المطالبة بالاستقلال في سياقها التاريخي والظرفية التي صدرت فيها، ثورة وطنية بكل المعاني والمقاييس عكست وعي المغاربة ونضجهم وأعطت الدليل والبرهان على قدرتهم وإرادتهم للدفاع عن حقوقهم المشروعة وتقرير مصيرهم وتدبير شؤونهم بأنفسهم وعدم رضوخهم لإرادة المستعمر وإصرارهم على مواصلة مسيرة النضال التي تواصلت فصولها بعزم وإصرار في مواجهة النفوذ الأجنبي إلى أن تحقق النصر المبين بفضل ملحمة العرش والشعب المجيدة.
وإن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير لتغتنم هذه المناسبة الوطنية الغراء، لتجدد ولاءها وإخلاصها للعرش العلوي المجيد، وتؤكد استعدادها الكامل وتعبئتها الشاملة تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من أجل الدفاع عن وحدتنا الترابية، وتثبيت السيادة الوطنية على أقاليمنا الجنوبية المسترجعة، كما تعرب عن دعمها اللامشروط للمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية المسترجعة، باعتبار هذا المشروع ينسجم مع الشرعية الدولية ويحظى بدعم المنتظم الأممي، ويعتبره المراقبون والمحللون الدوليون آلية ديمقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة.
واعتبرت المندوبية السامية أن مناسبة تخليد الذكرى 74 لحدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، توحي للأجيال الجديدة والمتعاقبة بواجب التأمل والتدبر واستخلاص الدروس والعبر والعظات في تقوية الروح الوطنية وشمائل المواطنة الإيجابية لمواجهة التحديات وكسب رهانات الحاضر والمستقبل تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يحمل لواء إعلاء صروح المغرب الحديث وارتقائه في مدارج التقدم والازدهار لترسيخ دولة الحق والقانون وتوطيد دعائم الديمقراطية وتطوير وتأهيل قدرات المغرب الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، وتعزيز صروحه في كل مجالات التنمية الشاملة والمستدامة والمندمجة.
الجيل الجديد من الشباب يحتاج إلى استلهام أمجاد وبطولات الأجداد
دعا المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكتيري ، يوم الأربعاء بمكناس، الجيل الجديد من الشباب إلى استلهام أمجاد وبطولات الأسلاف، وتذكر التاريخ المجيد للمملكة من أجل تعزيز هويتهم وحبهم للوطن.
وقال السيد الكثيري في تظاهرة مخلدة للذكرى ال74 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال (11 يناير) “إن جميع الفاعلين من واجبهم تعزيز الرأس المال التاريخي الوطني في صفوف الشباب لاستلهام القيم التي تحلى بها الأجداد في التصدي للمستعمر من أجل الاستقلال والتحرير”.
وبعد تذكيره بالجهود التي تبذلها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، أوضح السيد الكثيري الذي كان يتحدث أمام حضور ضمنهم تلامذة مدارس بالعاصمة الإسماعيلية، أن غرس قيم المواطنة والهوية الوطنية يشكل عاملا رئيسيا لتأهيل الرأسمال البشري.
وأكد على أن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال تمثل نقطة تحول في مسلسل النضال الوطني الذي قاده الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي، ويعكس أيضا التلاحم التاريخي بين السلطان محمد بن يوسف والحركة الوطنية والشعب في الدفاع عن القيم الدينية والثوابت الوطنية للمملكة.
وحسب منظمي هذه التظاهرة الوطنية التي حضرها عامل عمالة مكناس عبد الغني الصبار، فإنها تعد فرصة لتكريم رجال ونساء الحركة الوطنية والمقاومين وجيش التحرير الذين آمنوا بعدالة القضية الوطنية وضحوا بأرواحهم وأجسادهم من أجل تحرير البلاد من الاستعمار والدفاع عن الحرية والكرامة الوطنية.
وتوج هذا اللقاء المنظم بتعاون مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والجماعة الحضرية ومجلس عمالة مكناس، بتقديم مجموعة من العروض الفنية من قبل تلامذة بعض المؤسسات التعليمية بالمدينة، بالإضافة إلى توزيع أوسمة ومساعدات مالية على بعض أسر المقاومين.
وبنفس المناسبة، تم الكشف عن لوحات رخامية تحمل أسماء بعض الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال ستوضع بثلاثة شوارع بالمدينة، منهم ادريس محمادي ومحمد بن علال الغازي ومحمد بنعزو. وتندرج هذه العلمية في إطار تنفيذ اتفاقية الشراكة الموقعة مع الجماعة الحضرية لمكناس.
صحف مصرية: ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال “محطة مشرقة” في مسلسل الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي
خصصت الصحف المصرية، الصادرة يوم الخميس، حيزا هاما لتخليد الشعب المغربي للذكرى ال74 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، (11 يناير) واصفة إياها ب”المنعطف الحاسم” و”المحطة المشرقة” في مسلسل الكفاح الوطني، الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة جلالة المغفور له محمد الخامس من أجل نيل الحرية والاستقلال.
وفي هذا الصدد، قالت يومية (الأهرام) في مقال بهذا الخصوص، إن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال “كان له الأثر العميق في مختلف جهات المملكة المغربية، حيث تلته صياغة عرائض التأييد، ونزلت جماهير غفيرة إلى الشوارع في مظاهرات تأييد أشهرها مظاهرة 29 يناير 1944، التي تصدت لها قوات الاحتلال بالرصاص مخلفة العديد من الشهداء”.
وأشارت إلى أنه بفضل هذه الملحمة البطولية، “تحقق أمل الأمة المغربية قاطبة في عودة بطل التحرير الملك محمد الخامس الذي مثل أيقونة المقاومة وقتها من منفاه الذي فرضته سلطات الحماية حاملا معه لواء الحرية والاستقلال ومعلنا عن الانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر من أجل بناء المغرب الجديد الحر والمستقل”.
من جانبها، ذكرت يومية (روز اليوسف) في مقال مماثل، أنه قبل صياغة هذه الوثيقة التاريخية من طرف رموز الحركة الوطنية المغربية، خاض الشعب المغربي مجموعة من المواجهات والمعارك ضد الوجود الاستعماري على أرض المغرب.
وأضافت أن كل تلك المعارك شكلت “محطات مهمة” استغلتها الحركة الوطنية بتأطير من جلالة المغفور له محمد الخامس، من أجل تنظيم نفسها والعمل على تقوية قواعدها عبر تعبئة المواطنين وتعميق الشعور الوطني لديهم في أفق الكفاح من أجل نيل الحرية والاستقلال.
أما يومية (البلاد) فسجلت أنه في مثل هذا اليوم من سنة 1944، قدمت وثيقة المطالبة بالاستقلال للسلطان محمد الخامس طيب الله ثراه، وسلمت نسخة منها للإقامة العامة ولممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا بالرباط، كما أرسلت نسخة منها إلى ممثل الاتحاد السوفياتي آنذاك.
وذكرت الصحيفة، بأن تقديم هذه الوثيقة المهمة، تزامن مع الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على مجموع أراضيه واستمرار مسيرة الكفاح الوطني بقيادة الملك المجاهد محمد الخامس.
من جهتها، قالت صحيفة (المصري اليوم) إن اللحظة التاريخية المناسبة، التي عكست ذكاء الحركة الوطنية المناضلة ضد الاستعمار، وأكدت التحام العرش والشعب، تمثلت في قرار كل القوى الوطنية، خوض غمار النضال السياسي لاستقلال المملكة المغربية.
وكالة أنباء البحرين تبرز أهمية وثيقة المطالبة بالاستقلال في مسار ملحمة الكفاح الوطني المغربي
أبرزت وكالة أنباء البحرين، أهمية عريضة المطالبة بالاستقلال، في مسار ملحمة الكفاح الوطني من أجل نيل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمغرب.
وأوضحت الوكالة، في مقال نشرته يوم الأربعاء، تحت عنوان “عريضة 11 يناير 1944 التي طالبت باستقلال المغرب”، أن تخليد الذكرى ال74 لتقديم هذه الوثيقة (11 يناير من كل سنة) يمثل “مبعث فخر و إكبار للأجيال الجديدة وحدث حاسم في مسار الكفاح الوطني لتحقيق الاستقلال”، معتبرة أن تقديم هذه الوثيقة يشكل أيضا “تجسيدا قويا لمدى تعلق الشعب المغربي الراسخ بسيادته الوطنية بكل حمولاتها الرمزية”.
وذكرت بأن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 تزامن مع الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على مجموع أراضيه واستمرار مسيرة الكفاح الوطني بقيادة جلالة المغفور له محمد الخامس، مرفوقا بجلالة المغفور له الحسن الثاني، وليا للعهد آنذاك، والذي اغتنم فرصة انعقاد مؤتمر آنفا التاريخي في يناير 1943 للمطالبة باستقلال المغرب وإنهاء نظام الحماية. وفي هذا السياق، نقلت الوكالة عن سفير المغرب بالبحرين، السيد أحمد رشيد خطابي، قوله إن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال شكل “خطوة مقدامة” من قبل مختلف القوى والتيارات السياسية من أجل الانتقال من منطق الإصلاح إلى المطالبة بالاستقلال، مذكرا بالخطاب التاريخي لجلالة المغفور له محمد الخامس بطنجة سنة 1947 ومطالبته بضرورة فتح مفاوضات لإنهاء الحماية ونيل المغرب حريته واستقلاله، والتي صاحبتها مقاومة بطولية على امتداد التراب المغربي. وأكد السيد خطابي أن مسار الكفاح الوطني، توج بإعلان استقلال المغرب، الذي يستمر اليوم تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ب”خطوات واثقة ومبادرات ثابتة في مسيرة متجددة على طريق توطيد الوحدة الترابية الشاملة وتحقيق مزيد من المكتسبات التنموية والوطنية”.
أوسرد: ندوة علمية حول “وثیقة المطالبة بالاستقلال وتحقیق الوحدة”
نظم المجلس العلمي المحلي لأوسرد والنیابة الاقلیمیة لقدماء المقاومین وأعضاء جیش التحریر بوادي الذھب، يوم الاربعاء ببئر كندوز (إقليم أوسرد) ، ندوة علمية تحت عنوان”وثیقة المطالبة بالاستقلال وتحقیق الوحدة”.
وتندرج هذه الندوة، المنظمة بتنسیق مع المدیریة الاقلیمیة لوزارة التربیة الوطنیة لاوسرد وبمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى 74 لتقدیم وثیقة المطالبة بالاستقلال، في إطار تذكير الأجيال الصاعدة بمغزى بعض المحطات البارزة في مسيرة كفاح الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي من اجل الحرية والاستقلال والدفاع عن المقدسات الدينية والوطنية .
وبهذه المناسبة، تطرق مصطفى الحمري، اطار بالنیابة الاقلیمیة لقدماء المقاومین وأعضاء جیش التحریر بوادي الذھب، في مداخلة له حول “وثیقة المطالبة بالاستقلال السیاق والدلالات” إلى السیاق الدولي الذي عرفه العالم بعد نھایة الحرب العالمیتین ونتائجھما على المغرب وانتقال مطالب الحركة الوطنیة من المطالبة بالإصلاح الى المطالبة بالاستقلال.
واستعراض دلالات الاحتفال بالذكریات والأعیاد الوطنیة من طرف المندوبیة السامیة لقدماء المقاومین وأعضاء جیش التحریر لما تمثله من محطات خالدة في تاریخ الامة المغربیة.
من جهته أكد عضو المجلس العلمي المحلي لاوسرد أحمد حران ، أن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، يشكل حدثا جليا ونوعيا في ملحمة الكفاح الوطني، من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية.
وأوضح أن الوثيقة تعد من الذكريات المجيدة في ملحمة الكفاح الوطني من اجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية، والتي تحتفظ بها الذاكرة التاريخية الوطنية، وتستحضر الناشئة والأجيال الجديدة دلالاتها ومعانيها العميقة وأبعادها الوطنية التي جسدت سمو الوعي الوطني وقوة التحام العرش بالشعب دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية واستشرافا لآفاق المستقبل.
ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال : باحثون يدعون بكلميم الى تدوين وتوثيق الرصيد الشفوي لتاريخ المقاومة
دعا عدد من الباحثين والمهتمين بالتاريخ، يوم الأربعاء بكلميم، الى تدوين الرصيد الشفوي لتاريخ المقاومة المغربية ولاسيما بالصحراء المغربية عامة ومنطقة واد نون بصفة خاصة.
وشدد هؤلاء، خلال ندوة نظمتها جمعية أستاذات وأساتذة الاجتماعيات بكلميم، على أهمية نفض الغبار عن تاريخ المقاومة بالصحراء عامة، ومنطقة وادنون بصفة خاصة، من خلال الرواية الشفوية وذلك عبر تدوين وتوثيق الرصيد الروائي الشفوي وجعله في متناول الجيل الصاعد من التلاميذ والطلبة الباحثين، وإعادة الاعتبار لشخصيات محلية قدمت أرواحها في سبيل استقلال المغرب.
ويأتي تنظيم الندوة، يقول ممثل جمعية أستاذات وأساتذة الإجتماعيات بكلميم، أنس سداد لشهب، في سياق الأيام الثقافية والعلمية التي تخلد احتفالات الشعب المغربي بالذكرى 74 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
ونظم بالمناسبة معرض يضم صورا لملوك الدولة العلوية الشريفة وانتاجات المتعلمين بالمؤسسات التعليمية وكتب وبحوث تاريخية، يجسد مراحل المقاومة المغربية واستماتتها في الدفاع عن الوحدة الترابية للوطن ومقدساته.
واعتبر السيد لشهب في مداخلة له أن الزيارات المكثفة التي قوام بها التلاميذ والأساتذة لأروقة المعرض، وحضورهم لهذه الندوة يعد بمثابة تقدير لما قام به رجال المقاومة وأعضاء جيش التحرير في سبيل حرية الوطن.
بدوره أكد ممثل المندوبية الجهوية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، الحبيب الكرف، أن مثل هذه الأنشطة تسعى إلى نشر ثقافة المواطنة وترسيخ مجموعة من القيم الوطنية في صفوف الأجيال الصاعدة، مبرزا أن حدث المطالبة بالاستقلال يعتبر محطة تاريخية ونقلة نوعية في مواجهة الاستعمار.
وأوضح السيد الكرف، خلال مداخلة حول “وثيقة 11 يناير 1944: الحدث ونتائجه”، أن المندوبية الجهوية تحتفل بهذه المناسبة كل سنة اعترافا بدور أسرة المقاومة في مواجهة الاستعمار، وكذا من أجل استنهاض همم الشباب وتذكيرهم بالملامح البطولية لأعضاء جيش التحرير المغربي، والمحطات الهامة التي شهدها تاريخ المغرب.
وقارب عدد من الباحثين والأساتذة خال الندوة مواضيع “أيام جيش التحرير من خلال الرواية الشفوية” و”قراءة سوسيو – تاريخية في التجربة التحررية لزعماء حركة المقاومة بمنطقة وادنون خلال النصف الثاني من القرن 20″ إضافة إلى “محطات من تاريخ مقاومة القبائل الصحراوية للاستعمار”و “صفحات من تاريخ المقاومة الصحراوية ضد الاستعمار الأوروبي من 1870 إلى 1966”.