إظافة الوالدين المعوزين إلى قائمة المستفيدين من خدمات صندوق التكافل العائلي

عبدالحق خرباش 23.01.202

 

كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت
وافق وزير العدل، السيد عبد اللطيف وهبي، فوراً على مقترح قانون رقم 5.166.22 يقضي بتغيير وتتميم المادتين 2 و4 من القانون رقم 41.10، تقدم به الفريق الاشتراكي، يتعلق بتحديد شروط ومساطر الاستفادة من صندوق التكافل العائلي كما وقع تغييره.

وأكد الوزير في كلمة خلال الجلسة التشريعية المنعقدة يومه الاثنين 23 يناير 2023، أن هذا النص له إضافة نوعية وكبيرة جداً فيما يخص وضعية الاَباء، وأن الصندوق له قدرة التعامل مع هذه الحالات لأن ما يتم تقديمه من تعويضات لا يتجاوز 10 في المائة من نسبة المبالغ الموجودة في الصندوق.

ويأتي مقترح هذا القانون الذي تمت المصادقة عليه بالإجماع، ليضيف الوالدين المعوزين إلى قائمة المستفيدين من خدمات صندوق التكافل العائلي، انسجاما مع الغايات التي أحدث لأجلها هذا الصندوق، خاصة وأن القانون رقم 83.17 الذي عدل القانون رقم 41.10 مكن كافة مستحقي النفقة المنصوص عليهم في القسم الثالث من الكتاب الثالث من مدونة الأسرة من الاستفادة من المستحقات، ما عدا مستحقي النفقة من الوالدين، رغم أن مقتضيات المادة 197 من مدونة الأسرة تأكد على كون النفقة على الأقارب تجب على الأولاد للوالدين وعلى الأبوين لأولادهما، كما تنص المادة 204 من نفس المدونة على أنه يحكم بنفقة الأبوين من تاريخ تقديم الطلب”.

وحرصت الحكومة على التفاعل الإيجابي مع هذه المبادرة التشريعية بحكم الأهداف النبيلة التي تروم تحقيقها والمتمثلة في رفع الحيف عن هذه الفئة من المجتمع، التي غالبا ما تكون في أرذل العمر، وتحتاج إلى حماية قانونية وقضائية لضمان حقوقها في ظروف تحفظ كرامتها، وهو ما يتوافق مع توجهات هذه الحكومة الرامية إلى إرساء أسس الدولة الاجتماعية.

خديجة الرحالي

 




المغرب يدين بشدة حرق نسخة من القرآن الكريم

عبدالحق خرباش 21.01.202
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت

في هذا السياق، عبرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عن إدانة المغرب الشديدة إقدام متطرفين سويديين اليوم السبت بستوكهولم على إحراق المصحف الشريف.و أضافت الوزارة في بلاغ بهذا الخصوص، أن المملكة تعبر عن رفضها المطلق لهذا الفعل الخطير.

و استغربت المملكة المغربية سماح السلطات السويدية بهذا العمل غير المقبول، الذي جرى أمام قوات الأمن السويدية، وتطالبها بالتدخل لعدم السماح بالمس بالقرآن الكريم وبالرموز الدينية المقدسة للمسلمين.

وأضاف بأن “هذا العمل الشنيع الذي يمس بمشاعر أكثر من مليار مسلم من شأنه تأجيج مشاعر الغضب والكراهية بين الأديان والشعوب.وكانت السلطات السويدية قد أصدرت في وقت سابق قرارا يسمح لزعيم حزب الخط المتشدد الدانماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم، وعلى إثر القرار استدعت أنقرة سفير السويد لديها وأبلغته إدانتها بأشد العبارات.أدان المغرب و بشدة إقدام متطرفين سويديين على إحراق المصحف الشريف.

 




القضاء المغربي هو المؤسسة الوحيدة المخول لها دستوريا حماية حقوق الأفراد والجماعات

عبدالحق خرباش 20.01.202
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت

نادي قضاة المغرب يرفض مختلف أشكال التدخل في السيادة القضائية المغربية
عبر نادي قضاة المغرب، في بلاغ له اليوم الجمعة، عن رفضه المطلق لمختلف أشكال التدخل في السيادة القضائية المغربية، وكذا كل محاولات التأثير على مقررات القضاء، سواء الداخلية منها أو الخارجية، وبغض النظر عن مصدرها كيف ما كان، تنزيلا للوثيقة الدستورية ولمختلف المواثيق الدولية ذات الصلة.
جاء ذلك، حسب البلاغ ذاته، عقب عقد المكتب التنفيذي لنادي قضاة المغرب، يومه الجمعة 20 يناير 2023، اجتماعا طارئا، بناء على القانون الأساسي للجمعية ولا سيما المادة الرابعة منه، لتدارس قرار البرلمان الأوروبي الصادر يوم أمس الخميس 19 يناير، والذي انتقد من خلاله وضعية حقوق الإنسان بالمملكة المغربية.
وشدد النادي على أن القضاء المغربي هو المؤسسة الوحيدة المخول لها دستوريا، طبقا للفصل 117 من الدستور، حماية حقوق الأفراد والجماعات وحرياتهم وأمنهم القضائي.
وفي هذا الصدد، عبر النادي عن شجبه واستنكاره وإدانته لأسلوب المس بالمؤسسات القضائية المغربية المُنتَهج من لدن البرلمان الأوروبي، ويَعتَبر ذلك تدخلا سافرا في مهام السلطة القضائية بالمملكة المغربية، ومساسا بسيادتها. ومن
ومن منطلق دفاعه عن ضمانات حقوق وحريات المواطنين، أكد النادي، حسب البلاغ ذاته، تشبثه بالقيم والمبادئ الدستورية المتعلقة بالحقوق والحريات الأساسية، ومن ضمنها: حرية الفكر والتعبير والرأي والصحافة، وضمان حقوق الدفاع، والحق في ضمانات المحاكمة العادلة، ومبدأ الأصل في المتهم البراءة، والحق في حماية الحياة الخاصة، تطبيقا للفصول 23 و24 و28 و119 و120 من الدستور.
كما جدد “نادي قضاة المغرب”، في ختام بلاغن، تأكيده على تنزيل الأهداف التي تأسس من أجلها، والمسطرة في المادة 4 من قانونه الأساسي، وفق مقتضيات الدستور والقانون والتوجيهات الملكية السامية، وكذا كل المواثيق والإعلانات الدولية ذات الصلة.

 




العيادة القانونية بالناظور تعقد دورة تدريبية حول آليات حماية حقوق الإنسان

عبدالحق خرباش 18.01.202

 

كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت

 

عقدت العيادة القانونية يومي 14 و 15 يناير 2023 بقاعة الندوات التابعة لفندق ميركور بمدينة الناظور، دورة تدريبية حول: “الآليات الدولية والوطنية لحماية حقوق الإنسان”، لفائدة مجموعة من طلبة شعبة القانون، وقد أطر هذه الدورة الخبير في مجال حقوق الإنسان الأستاذ محمد سعدي، المنسق البيداغوجي لماستر الديناميات الجديدة لحقوق الإنسان بجامعة محمد الأول.

في بداية هذه الدورة رحب الأستاذ محمد الحموشي بالحضور، مؤكدا أن عقد هذه الدورة يأتي ضمن مشروع “تعزيز الوصول إلى العدالة” الذي ينجزه منتدى أنوال للتنمية والمواطنة بتعاون مع فريق البحث حول دراسة الديمقراطية في دول البحر الأبيض المتوسط، ودعم من المعهد الوطني للديمقراطية، ويهدف الى تعزيز التعليم القانوني التطبيقي ونشر ثقافة حقوق الإنسان من خلال التركيز على التطبيقات العملية للمساقات القانونية، عبر عقد عدة أنشطة وتدريبات متنوعة بهدف صقل مهارات الطلبة العملية ووضعهم في بيئة عمل حقيقية.

وتناولت أشغال هذه الدورة عدة محاور تهم نظام الأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان، ودور مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في القيام بتعزيز وحماية المجموعة الكاملة لحقوق الإنسان، كما تم استعراض الآليات الدولية التعاهدية الناتجة عن توقيع اتفاقيات ومعاهدات دولية، وكذا الآليات غير التعاقدية وخاصة آلية الاستعراض الدوري الشامل التي يضطلع بها الفريق العامل لدى مجلس حقوق الإنسان والتي تكتسي أهميـة كبيـرة، لكونها تستند إلى المساواة في المعاملة بين جميع البلدان.

وتم التطرق إلى أهمية المؤسسات الوطنية في تكريس احترام وتطبيق معايير حقوق الإنسان الكونية على الصعيد المحلي، ودورها في توسيع الحيز المتاح للمجتمع المدني المدني المدافع عن حقوق الإنسان.

هدفت هذه الدورة إلى تملك الطلبة المشاركين للمقاربة الحقوقية والتعمق في فهم كيفية اشتغال الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان، مع التركيز على تمكينهم من تملك مهارات ذات طابع تقني وعملي مثل منهجية تقديم الشكاوي الفردية أمام الهيئات المنشأة بموجب معاهدات، واختتمت الدورة بتمرين جماعي لتقييم قدرات الطلبة الباحثين في مجال الآليات الوطنية والدولية لحقوق الإنسان.

 




تازة ..صرف الأجرة يخرج مجموعة من العمال للإحتجاج

عبدالحق خرباش 18.01.202

 

 

كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت

خرج مجموعة من العمال بتازة للإحتجاج على عدم صرف أجورهم منذ 05/2022 حسب تصريح أحدهم ، ويتواجد المحتجون قبالة المقر الرئيسي لشركة التنمية الإقليمية بتازا السفلى .
في السياق المتصل ، سبق للعمال أن زاروا السلطات بإقليم تازة لطرح معاناتهم مع الشركة وأيضا زارهم ممثل السلطة حسب أقوالهم ، ويضيف أحدهم أن معاناتهم تتطلب التدخل العاجل لصرف أجورهم نظرا لوضعيتهم القاسية وإلتزاماتهم المادية إتجاه أسرهم ومعيشتهم .
في ذات السياق ، تأسست الشركة في عهد المجلس الإقليمي السابق ، ويدفع رؤساء المجالس مساهماتهم كل على حدا ، وتتكون من مكتب إداري يسيرها .
الشركة أيضا كانت تساهم في فتح المسالك وأعمال أخرى ، وثم توظيف مجموعة من العمال للإشتغال ك سائقين للشاحنات وأيضا في مهام تتعلق بالشركة الإقليمية للتنمية بإقليم تازة ، الأمر الذي أخرج العمال للإحتجاج هو عدم صرف أجورهم حسب العديد ممن إستجوبناهم في الشارع وأمام المقر الرئيس للشركة ، تتضارب الأخبار حول مآل الشركة مما دفعنا للبحث عن المزيد من المعلومات حولها .

 




السيد رئيس الحكومة يشرف على توقيع محضر اتفاق بين الحكومة والمركزيات النقابية التعليمية الأكثر تمثيلية

عبدالحق خرباش 14.01.2023
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت
السيد رئيس الحكومة يشرف على توقيع محضر اتفاق بين الحكومة والمركزيات النقابية التعليمية الأكثر تمثيلية

أشرف رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش، يومه السبت 14 يناير 2023 بالرباط، على توقيع محضر اتفاق بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة -قطاع التربية الوطنية- والنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية، وذلك وفاء من الحكومة بأحد أهم التزاماتها، والتي تعتبر تحفيز مكونات الأسرة التعليمية مدخلا أساسيا لإصلاح المدرسة العمومية، خدمة للتلميذ والأسر المغربية.
ويشكل هذا الاتفاق، ثمرة سنة من التشاور البنّاء والحوار القطاعي الذي تطبعه الثقة والمسؤولية بين الحكومة وشركائها الاجتماعيين، كما يفتح الباب أمام تفعيل خارطة طريق إصلاح المدرسة العمومية المغربية، على أرض الواقع، تماشيا مع الرغبة السامية لصاحب الجلالة نصره الله، وطموح كل أسرة مغربية.

 

 

لبنة أساسية في مسار تفعيل خارطة طريق إصلاح المدرسة العمومية 2022-2026 تماشيا مع الإرادة الملكية السامية وطموح الأسر المغربية؛
نظام أساسي موحد يسري على كافة موظفي القطاع، يؤسس ولأول مرة لأهداف تحسين وتجويد أداء هيئة التدريس ويرفع من جاذبية مهنة التدريس؛
تحفيز موظفي قطاع التعليم طيلة مسارهم المهني، وفاء بالالتزامات الحكومية لإصلاح المدرسة العمومية.

أشرف رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش، يومه السبت 14 يناير 2023 بالرباط، على توقيع محضر اتفاق بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة -قطاع التربية الوطنية- والنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية، وذلك وفاء من الحكومة بأحد أهم التزاماتها، والتي تعتبر تحفيز مكونات الأسرة التعليمية مدخلا أساسيا لإصلاح المدرسة العمومية، خدمة للتلميذ والأسر المغربية.
ووقع على محضر الاتفاق، كل من السيد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والسيد فوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، والسيدة غيثة مزور، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، وعن الشركاء الاجتماعيين للحكومة السادة ممثلو كل من، الجامعة الوطنية للتعليم UMT، والنقابة الوطنية للتعليم CDT، والجامعة الحرة للتعليم UGTM، والنقابة الوطنية للتعليم FDT.

ويتضمّن محضر الاتفاق جزئين أساسيين، الأول يتعلق بالملفات والقضايا المتوافق بشأنها، والثاني يخص التزامات الأطراف. وتستهدف الملفات المتوافق بشأنها:

الحفاظ على المكتسبات بما في ذلك الحفاظ على الأطر الحالية، مع العمل على خلق وإحداث أطر جديدة؛
توحيد السيرورة المهنية لكل الأطر، وخلق المنافذ والجسور بين مختلف هذه الأطر والهيئات؛
إرساء هندسة تربوية جديدة تحقق التكامل والانسجام بين مختلف الهيئات، وتضمن الاستحقاق وتكافؤ الفرص بين الموظفين؛
الارتقاء بالوضعية المهنية والاجتماعية والمعنوية لجميع الموظفين؛
تقييم الأداء المهني بناء على معايير موضوعية وقابلة للقياس؛
تخليق الممارسة المهنية داخل المنظُومة التربوية؛
تأمين الزمن المدرسي وزمن التعلمات؛
إقرار نظام جديد لحفز الفريق التربوي والإداري بمؤسسات التربية والتعليم العمومي ذات التميز؛
إدراج مهام الإدارة التربوية والإدارة المدرسية ضمن مقتضيات النظام الأساسي الجديد.
ومن بين أهم المستجدات التي سيحملها النظام الأساسي الجديد، علاوة على إخضاع جميع الموظفين لأحكامه ومقتضياته، وتخويلهم نفس الحقوق والواجبات طيلة مسارهم المهني من التوظيف إلى التقاعد، وإلغاء الأنظمة الأساسية (12 نظاما) الخاصة بأطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، التأسيس لأول مرة لأهداف تحسين وتجويد أداء هيئة التدريس وفتح آفاق الارتقاء المهني.
ويشكل هذا الاتفاق، ثمرة سنة من التشاور البنّاء والحوار القطاعي الذي تطبعه الثقة والمسؤولية بين الحكومة وشركائها الاجتماعيين، كما يفتح الباب أمام تفعيل خارطة طريق إصلاح المدرسة العمومية المغربية، على أرض الواقع، تماشيا مع الرغبة السامية لصاحب الجلالة نصره الله، وطموح كل أسرة مغربية.
هذا ويجدر التذكير، أنه ورغم صعوبة الظرفية، قامت الحكومة بتسوية ملفات مطلبية ظلت عالقة لسنوات، كما خصصت نهاية سنة 2022، حوالي 2 مليار درهم لتسوية مستحقات الترقية لفائدة 85 ألف موظف بقطاع التعليم.
يذكر أن حفل توقيع الاتفاق، حضره عن الحكومة، كل من السيدة نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، والسيد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والسيد يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى، والشغل والكفاءات، والسيد فوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية، المكلف بالميزانية، والسيدة غيثة مزور، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة.

 




بورتريه “عبد الرؤوف”.. عميد الفكاهيين الذي دخل السجن مقاوما وغادره كوميدي

عبدالحق خرباش 13.01.2023
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت
بورتريه
“عبد الرؤوف”.. عميد الفكاهيين الذي دخل السجن مقاوما وغادره كوميدي
يونس مسكين
آخر تحديث:
كان الإنسان المغربي على مدى عقود طويلة، حين يرى الشوارع وأحياء المدن والقرى المغربية فارغة من سكانها يخمن أن هناك حدثا من اثنين؛ إما أن المنتخب الوطني يلعب مباراة في كرة القدم، أو أن هناك مسرحية معروضة في التلفزيون المغربي لعبد الرحيم التونسي الشهير بعبد الرؤوف.
تقول الفنانة الكوميدية المغربية حنان الفاضلي في كلمة ألقتها خلال تكريم الفنان الكوميدي عبد الرحيم التونسي بمهرجان مراكش للسينما عام 2016، مضيفة أن الفارق يكمن في كون أعصاب المغاربة كانت تتوتر مع مباريات المنتخب، فيكونون على موعد مع فوز أو هزيمة أو تعادل، بينما يبقى الربح مضمونا مع عبد الرؤوف، لأن الفرجة تكون مضمونة والربح مضمونا
لكن الشوارع في هذا الاثنين الأول من عام 2023، امتلأت في الطريق المؤدية نحو مقبرة الشهداء بمدينة الدار البيضاء، لأن المغاربة كانوا يشيعون فنانهم الشعبي -الذي أمتعهم وأضحكهم لما يزيد عن نصف قرن- إلى مثواه الأخير، مودعا حياة عاش فيها كل التناقضات، فقد أصابه اليتم طفلا صغيرا، وذاق عذاب السجن والتنكيل على يد المستعمر الفرنسي، وخرج متنكرا في ثوب كوميدي، متجنبا نيران الاضطرابات الأولى لفترة الاستقلال.
لجأ عبد الرحيم التونسي في بداية حياته إلى سكن وظيفي توفره مهمة حراسة وتدبير مقبرة، فكان يودّع الموتى بين الحين والآخر ليرافق أصدقاءه الممثلين في عرض مسرحي كوميدي هنا أو هناك.
هكذا مضت 86 عاما الفاصلة بين يوم الأحد 27 ديسمبر/كانون الأول 1936 ويوم الاثنين 2 يناير/كانون الثاني 2023 حافلة بالتناقضات، وهي الفترة التي قضاها فوق البسيطة “تشارلي تشابلن” المغرب وكوميدي الفقراء والبسطاء عبد الرحيم التونسي.
فكاهي القرن العشرين.. ناطق ساخر باسم الفقراء والمظلومين
منحته مؤسسة “ليالي الفكاهة العربية” بمدينة أونفيرس البلجيكية، لقبَ أفضل فكاهي مغربي في القرن العشرين، ويعتبر من أكثر الفنانين المغاربة -إن لم يكن أكثرهم على الإطلاق- تجوالا بين الأقاليم والمدن والقرى، حاملا عروضه الفنية البسيطة والموجهة للبسطاء.
بلباسه الفريد وطاقيته المميزة وإيحاءات وجهه المضحكة ونبرة صوته الخاص طبع عبد الرحيم التونسي ذاكرة المغاربة طيلة أجيال ما بعد الاستقلال، وقدّم أعمالا تلفزيونية من أبرزها “امتا يجي المدير” و”العاطي الله” و”مراتي لعزيزة” و”ضيافة النبي” و”العيادة” و”كسال فالحمام” و”ضلعة عوجة”، إضافة إلى مشاركته في عملين سينمائيين هما فيلم “ماجد” (2011)، و”عمي” (2016).[2]
وقد وصفته الكوميدية حنان الفاضلي في لحظة تكريمه الأخير، بأنه كان الناطق الرسمي الساخر باسم الفقراء والمظلومين والبسطاء، فقد كان ينقل عبر شخصية عبد الرؤوف ما لم يكن يستطيع المواطن البسيط التعبير عنه، خاصة في الثلث الأخير من القرن العشرين
ورغم وفائه لشخصية عبد الرؤوف الطريفة، فإن عبد الرحيم التونسي تمكن من تفادي السقوط في النمطية، “كما أن مواضيعه كانت جريئة وعميقة، لعب فيها على الجميع دور الساذج والمهرج، الذي لا يفهم شيئا، غير أنه كان يمرر في الواقع رسائل ومواقف تفضح آفات عدة تنخر المجتمع المغربي، كالرشوة والاستغلال والاحتيال والزبونية وغيرها”.[3]
رحلة من الكتاب إلى المدرسة إلى الميكانيكا.. نشأة الفتى اليتيم
عاش عبد الرحيم التونسي حياة شقية قاسية، ولم يعرفه الناس إلا باسما. وقد ولد فجر يوم الخميس 27 ديسمبر/كانون الأول 1936، في بيت أب تونسي جاء إلى المغرب في إطار القيام بالخدمة المدنية لحساب السلطات الفرنسية، وعمل مترجما من وإلى اللغة الفرنسية، بدل الخضوع للخدمة العسكرية في تونس، وبعدما أنهى مهمته في المغرب اختار الاستقرار النهائي في مدينة الدار البيضاء، ثم ارتبط بميلودة والدة عبد الرحيم.[4]
لقّبت عائلة عبد الرحيم بالتونسي للدلالة على أصل والده، بينما توفيت والدته وهو لم يتجاوز بعد ربيعه السادس، وذلك خلال عملية وضع المولودة الخامسة التي فارقت الحياة أيضا، لكن سوء معاملة زوجة الأب له اضطرت والده إلى تطليقها، ليدخل الفتى عبد الرحيم في رحلة البحث عن حضن يحتضنه، فكانت الوجهة بيت الجدة ثم الخالة التي كانت متزوجة من جزائري مقيم في المغرب.[5]
لم تكن خالة عبد الرحيم التونسي تستطيع تسجيل ابن أختها في المدرسة الحديثة، بينما كان زوجها منشغلا بظروف الحياة، فتأخر التحاق الطفل عبد الرحيم بصفوف المدرسة إلى أن بلغ العاشرة، حين اضطر والده إلى سحبه من بيت الخالة التي كانت تكتفي بالكُتّاب التقليدي كوجهة تعليمية له، فكان مستقره فوق أحد مقاعد مدرسة تحمل اسم “أعيان المدينة”، لكنه لم يطل المكوث فيها، وسرعان ما غادرها باحثا عن تعلم حرفة يدوية، فلم يستطع الصبر على النمط القاسي لتعليم حرفة ميكانيك الدراجات، رغم المحاولة.[6]
معارك الاستقلال.. نكبات السجن تفتح الباب على المسرح
في سياق الروح الوطنية التي كانت تخيّم على أحياء مدينة الدار البيضاء بداية الخمسينيات، انخرط عبد الرحيم التونسي في صفوف النشاط الوطني المقاوم للوجود الاستعماري، فأدى به ذلك إلى الاعتقال أثناء مشاركته في الاحتجاجات الشعبية التي لم تتوقف عقب إقدام السلطات الفرنسية على نفي السلطان محمد الخامس صيف العام 1953
قضى عبد الرحيم شهرين كاملين موزعين بين تعذيب وتنكيل في قبو مفوضية الشرطة، قبل أن ينقل إلى السجن المدني للمدينة، وهو ما أورثه كدمة في الرأس وربوا مزمنا، بينما كانت خالته وزوجة أخيه تتناوبان على إمداده بالغذاء أثناء الزيارات، ولم ينتهِ هذا الكابوس إلا عقب رضوخ السلطات الاستعمارية لمطلب عودة السلطان محمد الخامس وشروعها في إطلاق سراح المعتقلين.[7]
كان لقاء عبد الرحيم التونسي الأول بفن التمثيل داخل السجن، فخلال فترة اعتقاله صادف مجموعة من المعتقلين الذين كانوا يمارسون المسرح بمضامين وطنية مناهضة للاستعمار، فانخرط معهم في لحظات التسلية التي كانوا يحاولون من خلالها كسر رتابة وقسوة الحرمان من الحرية.
آخر ما كان يتخيله عبد الرحيم التونسي هو أن يقف فوق خشبة ويواجه الجمهور، وحتى عندما أرغمه أصدقاؤه في السجن على مشاركتهم تسليتهم المسرحية، فإنه اشترط تمكينه من جلباب مغربي كي يغطي رأسه ووجهه بالكامل أثناء تقديم دوره، وأن يتجنب بالتالي النظر إلى المتفرجين.
ورغم ممانعته في البداية بسبب خجله وقلة جرأته، فقد قبل في النهاية تقمص دور البدوي في المشاهد المسرحية التي كان زملاؤه في السجن يتدربون عليها، فكانت تلك بداية قصته مع التمثيل العفوي.[8]
خشبة المسرح.. ملاذ الهاربين من الاضطرابات السياسية
فوجئ عبد الرحيم التونسي بعد مغادرته السجن بأجواء اضطراب خيّمت على محيطه، وسببها الصراع بين بعض الأطراف السياسية حول تسلّم زمام الأمور في المغرب، وكان مما أثار فزعه مشهد إحراق ثلاثة أشخاص لأسباب انتقامية، وهو المشهد الذي حضره شخصيا في سياق هذا الصراع الداخلي، إلى جانب استقبال بيت خالته -الذي لجأ إليه بعد مغادرة السجن- أشخاصا يبحثون عنه لسبب غامض، فكان الخيار الوحيد أمامه لتجنب الآثار الوخيمة لتلك الاضطرابات، هو الهرب مع رفاق السجن، والابتعاد عن أجواء الاضطراب تلك، والانشغال بالتمثيل والعروض المسرحية
انتقل عبد الرحيم التونسي ورفاقه إلى مدينة المحمدية المجاورة، وهناك بادروا إلى إطلاق مشروعهم المسرحي الذي انطلق بين أسوار السجن، فكانت المهمة الأولى هي العثور على فضاءات قابلة لتكون فضاء مسرحيا يجمع بين خشبة وساحة للجمهور، فكانت المسارح في البداية أماكن في غاية البساطة، كتلك البناية التي كانت تستخدم حظيرة للبهائم، فنظفت وهيئت لتصبح قاعة للعرض المسرحي، وقدّمت فيها فرقة السجناء السابقين أولى عروضها الفنية.[10]
طلب الرزق.. وظائف متقلبة بين المصانع والمقابر
كفّ عبد الرحيم التونسي عن ممارسة المسرح بشكل منتظم طيلة عقد الستينيات تقريبا، وكانت عودته إلى شغفه الفني هذا بالصدفة، حين حاول المزاوجة بين وظيفته الدائمة والمشاركة في عروض مسرحية.
ولم تكن عائداتُ النشاط المسرحي في بدايات مرحلة استقلال المغرب كفيلةً بوضع أسس حياة شاب في مقتبل العمر، فانصرف للبحث عن مصدر رزق متنقلا بين وظائف متنوعة، والتحق بداية الستينيات بشركة متخصصة في صناعة السيارات، فشغل وظيفة مراقب لجودة الصباغة التي تخضع لها هياكل العربات المصنعة. وأثناء قيامه بمراقبة جودة صباغة إحدى السيارات مستعينا برافعة حملت العربة عاليا، سقطت تلك العربة فوق جسم عبد الرحيم التونسي مسببة له كسرا في عموده الفقري، مما أقعده ومنعه من الحركة عاما كاملا
كان عبد الرحيم التونسي كلما ترك وظيفة عاد ليجد أخرى عبر ملحق كانت تنشره إحدى الصحف وقتها، إلى أن استقر به المقام محافظا لمقبرة المدينة يتولى تنظيمها وترقيم قبورها والإشراف على حسن تدبيرها، كما كانت تلك الوظيفة سبيله للحصول على سكن استقر فيه مع زوجته الأولى.
كما كانت هذه الوظيفة تجعله في وضعية رفاهية مقارنة بأصدقائه الممثلين، إذ كان له راتب وبيت وسيارة بسيطة، وهو ما كان يحمله على الانضمام إليهم بين الفينة والأخرى للمشاركة في عروضهم المسرحية، من باب الدعم والمساندة
“عبد الرؤوف”.. شخصية مسرحية تحيي ذكرى صديق ساذج
في إحدى هذه المرات، انتقل عبد الرحيم التونسي رفقة أصدقائه بسيارته الخاصة نحو مدينة الجديدة، للمشاركة في عرض مسرحي، ولم يكن يعلم أنه سيعود من تلك الرحلة رفقة شخصية “عبد الرؤوف” التي سترافقه بقية حياته الفنية والبيولوجية.[11]
كان الممثل الشاب يلعب دور رجل مسنّ، ولن يبدأ في لعب دور “عبد الرؤوف” البدوي الساذج المثير للضحك إلا صدفة، حين انتهى أحد العروض المسرحية، وحمل معه اللباس الذي كان يرتديه ممثل آخر يلعب دور الخادم، على سبيل الاحتفاظ به في سيارته إلى حين، فخطرت له مرة فكرة ارتداء تلك الملابس والوقوف أمام المرآة ومحاولة تشخيص دور الخادم، مستعينا في ذلك بذكرى زميل دراسة سابق كان صاحب شخصية ساذجة توقعه في العقاب بشكل دائم لسخافة أفعاله، فجاءه الإلهام المركب لتلك الشخصية البدوية التي تجمع بين السذاجة والذكاء ونبرة الصوت المضحكة
تطوّر النشاط المسرحي لعبد الرحيم التونسي ورفاقه تدريجيا، بفضل شخصية “عبد الرؤوف” التي كانت تلقى نجاحا كبيرا. وابتداء من بداية السبعينيات، أصبح حريصا على القيام بجولات مسرحية نحو مختلف أنحاء المغرب موازاة مع عمله في إحدى الشركات، قبل أن يضطره ضغط زملائه إلى مغادرة عمله واحتراف المسرح كمصدر وحيد للدخل.[13]
حمد بلقاس.. صدفة تبني جسر الانتقال إلى الشاشة الصغيرة
خلال فترة عرض شخصية “عبد الرؤوف” كان الفنان المسرحي الشهير الراحل محمد بلقاس، قد انتقل للاستقرار في مدينة الدار البيضاء، وصادف وجوده في المدينة عرضا قدمه “عبد الرؤوف” ورفاقه في المسرح البلدي، فأعجب بهم وسارع إلى تقديم دعمه ومساندته لهم بتمكينهم من عرض أعمالهم عبر التلفزيون المغربي، فكانت تلك بداية الشهرة والانطلاقة الكبرى.[14]
انطلق “عبد الرؤوف” يجوب الآفاق، وكان فنه الشعبي البدوي البسيط يحظى بشبه إجماع، رغم الظروف السياسية التي كانت شديدة الحساسية وقتها للمحتوى الثقافي والفني، فاستطاع عبدُ الرحيم ببساطته الجمعَ بين الشعبية الكبيرة وترحيب السلطات التي لم تكن تتردد في احتضان فرقته ومساعدتها في تقديم عروضها حيثما حلّت، فكان أن قدّم “عبد الرؤوف” خلال سنة 1971 وحدها ما يقارب 167 عرضا مسرحيا
وبعدما تمكن من اقتحام عالم الشاشة الصغيرة، بفضل دعم ومساندة فنانين مشهورين وقتها مثل محمد بلقاس، أصبحت شخصية “عبد الرؤوف” تطل على المغاربة بانتظام، وكان عبد الرحيم التونسي يحرص على هذا الحضور وإن كان المقابل زهيدا لا يتجاوز 15 دولارا للحلقة أو حتى مجانا.[16]
“من المفروض علي إدخال السرور على المواطنين”
هو “أحد رواد الفن المسرحي الكوميدي الهادف بالمغرب، والمشهود له بالأصالة والإبداع” بحسب تعبير رسالة التعزية الملكية التي توصلت بها أسرة عبد الرحيم التونسي، والتي توقف فيها الملك محمد السادس عند خصال الفنان الراحل، من “دماثة الخلق، وروح إبداعية مرحة برع في تجسيدها في شخصيته التلقائية “عبد الرؤوف”، والتي بصم بها على مسار فني متألق، واستطاع من خلالها أن يشد إليه جمهورا عريضا من محبي وعشاق أسلوبه الفكاهي الراقي والمتميز لعقود”.
وكان التونسي يعتبر عمله الفني الكوميدي بمثابة الواجب الوطني، “كما هو مفروض على العامل (محافظ المدينة) إصلاح البلاد، ومفروض على رئيس المجلس البلدي خدمة البلاد، أعتبر أن من المفروض علي أيضا إدخال بعض السرور على المواطنين، وذلك بفضل من الله”.[17]
حظي عميد الفكاهيين المغاربة بتكريم من قبل مهرجان مراكش السينمائي الدولي في دورته الـ16 بعد سنوات من الانتظار، للاعتراف بعطائه الكبير في مجال الكوميديا. وقد حظي باستقبال أسطوري بساحة جامع الفنا في لقاء مباشر مع جمهور المدينة الحمراء قبل عرض فيلمه “ماجد”.[18]
“الفنان لا يفرح إلا بعد أن يضحك الجمهور”
لم يكن عبد الرحيم التونسي طيلة العقدين الأخيرين من حياته يخفي حسرته مما آل إليه وضعه المادي، فقد كان يعيش على دخل شهري دائم لا يكاد يفوق مئتي دولار شهريا، موزعة بين تعويض بسيط كان يتلقاه بصفته مقاوما للاستعمار، بعدما تعرض لإصابة بليغة في الرأس، وحصل على رخصة استغلال سيارة أجرة ظل يستأجرها مقابل 150 دولارا
يقول في أحد تصريحاته الإعلامية: يظن الناس أن الفنان الذي يضحكهم يعيش حياة سعيدة بشكل دائم، بينما الواقع عكس ذلك، الفنان لا يفرح إلا بعد أن يضحك الجمهور.
ويروي أنه عاش شخصيا حياة مليئة بالمشاكل، إذ يقول: بدأت مشاكلي منذ الصغر حين فقدت والدتي، ثم مع الاستعمار، وبعدما ظننا أننا بعد الاستقلال سنعيش الرفاهية والحقوق وسننال نصيبنا من الحياة، بينما أرى أنني لم أنل نصيبي في الحياة



تازة ..Domenich miranda تدخل في دين الإسلام

عبدالحق خرباش 12.01.2023
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت
تازة ..Domenich miranda تدخل في دين الإسلام

 

 

لقنت الشهادتين من طرف السيد الرئيس المجلس العلمي المحلي بتازة الدكتور أحمدالجناتي بحضور السادة أعضاء المجلس وأفراد من عائلتها.
وهذه بطاقة تعريفية عن هذه السيدة :
الاسم قبل الإسلام : Domenich miranda
الإسم بعد الإسلام : مريم
الجنسية: الأمريكية
ديانتها قبل الإسلام : المسيحية.
وبهذه المناسبة، سلم السيد رئيس المجلس العلمي المحلي السيدة مريم نسخة من المصحف المحمدي.

 




شراكة مع الإتحاد العالمي للصحفيين والإعلاميين

عبدالحق خرباش 08.01.2023

 

كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت
حضي الجريدة حقيقة نيوز.نت من قبل الإتحاد العالمي للمنظمات غير الحكومية بموافقة رئيس مجلس الإدارة للمقاولة الإعلامية حقيقة نيوز للإعلام والصحافة بمنحها شهادة العضوية ضمن الإتحاد.، وحدد تاريخ العضوية من 09/01/2023 ويمتد لثلاثة سنوات رقم الشهادة NGO142/ AFNG.، مجال الإهتمام القضايا الإجتماعية .
في السياق المتصل أيضا ، أبرمت شراكة مع الإتحاد العالمي للصحفيين والإعلاميين وسلمت للجريدة شهادة تاريخ الإصدار 10/01/2023 إلى متم 10.01.2025 .، موازاة مع الإنخراط الفعلي مع الإتحاد العالمي للصحفيين والإعلاميين سلمت أيضا للمقاولة الإعلامية شهادة العضوية .
في ذات السياق ثم إرسال جميع الوثائق الثبوتية للجريدة للمعنيين بالأمر وأيضا ملئ إستمارة خاصة .




في الإعلام التقليدي هنالك ضوابط مهنية

عبدالحق خرباش 08.01.2023
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت
في الإعلام التقليدي هنالك ضوابط مهنية، كمواثيق الشرف المهني، والمعايير التحريرية التي تلتزم بها المؤسسات الصحافية الموثوقة، واحترام الصحافيين المتشبعين بثقافة المهنة لذواتهم من جهة، وللجمهور الذي يستهدفونه برسائلهم الإعلامية من جهة ثانية، فالخبر مقدس والتعليق حر.

أما على مستوى الإعلام الاجتماعي فلا يوجد ما يُلزم صناع المحتوى بمبادئ أخلاقية تحكم سلوكهم وتجعل المواد التي ينشرونها خاضعة للحد الأدنى من الدقة والصدقية والحياد وعدم الخلط بين الرأي والخبر، لذلك تجد العبث والفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي حاضرين بقوة، وأحيانا تتحول هذه المنصات من ساحة لتبادل الأفكار والآراء إلى مساحة مفتوحة للسب والقذف والتحريض وبث الفرقة، ونشر الأخبار الزائفة.

في هذه المحاضرة سنبدأ بالتعرف على ماهية التواصل الاجتماعي، ثم سنستعرض أبرز مظاهر الفوضى المنتشرة على الميديا الرقمية، وستتعرف عزيزي المتابع على الأسباب التي ساهمت في خلق وانتشار هذه الفوضى. وفي الختام ستتمكن من التمييز بين المحتوى الذي يستند إلى معايير مهنية، وذلك الذي يساهم في تزييف الوعي ونشر الأكاذيب.
أخبرني عزيزي المتابع.. ما هو شعورك وأنا أقول إن أقدم مظهر من مظاهر التواصل الاجتماعي يمكننا الوصول إليه الآن هو عبارة عن منحوتات ورسوم على الجدران والمعابد والقبور؟ صناع هذا المحتوى إن جاز التعبير.. كانوا نحاتين يعملون على توثيق يومياتهم، والأحداث الهامة كالانتصارات أو الهزائم في شكل نقوش على جدران الكهوف والجبال والمعابد.. كان الإنسان بداية يلجأ إلى هذه النقوش ظنا منه أنها ستكون درعا يقيه شرور الطبيعة والحيوانات المفترسة، إذ كان يعتقد أن السيطرة على صورة الحيوان المرسومة على الجدار أو رشقها بالسهام والرماح ستمكن من السيطرة عليه في الواقع. وبقيت تلك الرسومات شاهدة على حضارات مختلفة، ومثلت جسر تواصل بيننا وبين الحضارات القديمة، فـأطلعتنا على جوانب مختلفة من حياتهم واهتماماتهم، ونجح من خلالها الرسامون في توثيق مشاعرهم ومشاهداتهم عبر ذلك المحتوى الذي ظل صامدا رغم عاتيات الزمن.
مع الثورة التقنية لم نعد بحاجة إلى جدران المعابد والمقابر لتوثيق يومياتنا، كل ما نحتاجه الآن هو اتصال بشبكة الإنترنت وحساب على إحدى منصات التواصل الاجتماعي.
ماذا نعني بمواقع التواصل الاجتماعي؟
من منا لا يعرف التواصل الاجتماعي ولا يعرف أبرز مواقعه؟ فمن لا يعرف التواصل الاجتماعي أكاد أجزم أنه لا يستطيع مشاهدتي الآن ومتابعة هذه المحاضرة. قبل التحدث عن التواصل الاجتماعي دعوني أرجع قليلاً للوراء، إذ كان التفاعل بين البشر منذ قرون عديدة، يعد مصدر قلق كبير نتيجة المسافات الطويلة التي كانت تفصل بينهم، وهو ما جعل البشر يحلمون بإيجاد حلول إبداعية تزيد من سرعة إيصال وتلقي المعلومات والأخبار وتختصر زمن السؤال والجواب.
وكان على العالم أن ينتظر ظهور الإنترنت وما نجم عنه من ثورة في مجال الاتصال، توجت مع مطلع الألفية الجديدة بظهور أول موقع للتواصل الاجتماعي وهو موقع ماي سبيس “Myspace” الذي يعتبر البداية الحقيقية لوسائل التواصل الاجتماعي كما نعرفها اليوم.
ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعي تدل من اسمها على زيادة تواصل الناس وتفاعلهم مع بعضهم البعض، إذ تربِط فكرة التواصل الاجتماعي الفرد بالآخرين في دائرة اجتماعية تشمل العائلة وتتوسع لتصل إلى الأصدقاء والمعارف وتكوين صداقات جديدة، لكن تلك الفكرة الجميلة في وقتها أخذت تتفاعل عبر نقاشاتِ وآراءِ وطموحات المطورين قبل المستخدمين، فسرعان ما تضاعفت وسائل التواصل الاجتماعي واتسعت لتشمل جوانب مختلفة، ومجالات متعددة، ولم تعد مقتصرة على الدردشة والاتصال بالأهل والأصدقاء والمعارف، بل أصبحت موئل الإعلام الجديد.
منذ ذلك الحين سيطرت صفة الإخبار على المنصات الرقمية، فأخذت تتحول شيئاً فشيئاً إلى أماكن لاستقاء المعلومات وتناقلها، وأصبح جل المستخدمين يعتمد عليها في الوصول إلى الخبر والمعلومة والتحليل.
لكن هل صاحب ذلك التحول الذي شهدته تلك المنصات معايير ضابطة لما يتم نشره، وإجراءات لمحاربة فوضى مشاركة الجميع في نقل الأخبار وبثها وإعداد المحتوى ومشاركته مع ملايين المستخدمين؟
في الإعلام التقليدي هنالك ضوابط مهنية، كمواثيق الشرف المهني، والمعايير التحريرية التي تلتزم بها المؤسسات الصحافية الموثوقة، واحترام الصحافيين المتشبعين بثقافة المهنة لذواتهم من جهة، وللجمهور الذي يستهدفونه برسائلهم الإعلامية من جهة ثانية، فالخبر مقدس والتعليق حر.
أما على مستوى الإعلام الاجتماعي فلا يوجد ما يُلزم صناع المحتوى بمبادئ أخلاقية تحكم سلوكهم وتجعل المواد التي ينشرونها خاضعة للحد الأدنى من الدقة والصدقية والحياد وعدم الخلط بين الرأي والخبر، لذلك تجد العبث والفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي حاضرين بقوة، وأحيانا تتحول هذه المنصات من ساحة لتبادل الأفكار والآراء إلى مساحة مفتوحة للسب والقذف والتحريض وبث الفرقة، ونشر الأخبار الزائفة.
لكن لماذا؟ وما هو السبب وراء كل هذه الفوضى؟ لماذا نتخلى عن قيم المهنة والأخلاق الإنسانية العادية التي يفترض أن يلتزم بها كل فرد بغض النظر عن انتمائه لعالم الصحافة من عدمه؟ وما الفرق الجوهري بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد الذي سمح بظهور مثل هذه الفوضى؟
هنا سأعطيعكم تصوراتي كصانعة للمحتوى من خلال تجاربي الشخصية وقراءاتي الخاصة:
أولا الفصل بين الواقعي والافتراضي، فانتشار شخصيات بأسماء وصور مستعارة ساهم في انتشار الفوضى، نتيجة لعدم ربط المحتوى المسيء لقيم المهنة والمجتمع والمشوه للحقيقة بشخصية ناشره الحقيقية، هذا أحد الأسباب..
ومن الأسباب أيضا عدم ممارسة البعض لسلوكه الحقيقي على منصات التواصل الاجتماعي، فعلى الرغم من كونه قد يستخدم هويته الحقيقية، إلا أنه قد ينحاز لطرف أو جهة أو تيار أو طائفة بسبب سطوة المجتمع أو نتيجة لمصلحة شخصية، وهو في هذه الحالة لا يستند إلى الموضوعية فيما يقدمه من محتوى، وإنما تقوده معايير أخرى منها المصلحة والعرف والعادة.
في بادئ الأمر كان السلوك في مواقع التواصل الاجتماعي يتماشى نوعا ما مع مفاهيم تمثل فلسفة المدينة الفاضلة لأفلاطون، لاسيما وأن التعاطي مع مواقع التواصل الاجتماعي في البداية كان يدفع باتجاه تعزيز فعل الخير والمواطنة وبناء المجتمعات، خاصة وأن أول رواد تلك المواقع هم النخب الثقافية لأنها تمتلك ريادة ثقافية ومعرفة تقنية وكان كل شيء يسير على ما يرام.
ولكن “البروباغندا” الساحرة الشريرة للأخبار.. التي تعني تلك السيدة الخبيثة التي تنشر المعلومات بطريقة موجهة وكاذبة ومنقوصة للتأثير العاطفي على الأشخاص، تلك السيدة دخلت على الحالمين بالمدينة الفاضلة فسرقت الحلم.. كيف ذلك؟
دخلت الألاعيب السياسية على منصات التواصل الاجتماعي باعتبارها وسيلة إعلامية فعالة ومؤثرة، فتم إنشاء العديد من المنصات التي قد لا تعلن ارتباطها بجماعات أو أحزاب أو طوائف، ولكن المحتوى الذي تنشره يعلن ذلك، فانتشر التشهير والتشويه والسجالات غير المفضية إلى نتيجة، اللهم إلا إذا كانت غرضا خبيثا تحققه الجهة التي تقف وراء المنصة.
انتشر كذلك ما يعرف بالذباب الإلكتروني، وباتت هناك برمجيات خبيثة، تساهم في التأثير على الرأي العام، وتشكيل توجه محدد، وانتشار فكرة معينة، حتى وإن كان المعتنقون لهذه الفكرة، والمؤمنون بها فعليا يعدون على أصابع اليد الواحدة. ظهرت أيضا منصات وحسابات متخصصة في تلميع صور أشخاص بعينهم، وجعلهم رموزا وقدوات وأمثلة تحتذى.. وهم في واقع الأمر أسوأ من أن يقتدوا بأنفسهم. المشكلة أن هذه الألاعيب تؤثر على المستخدم العادي، وتغير نظرته للأشياء، والأشخاص، وتجعله يسير في الاتجاه الذي يريده أصحاب هذه المنصات، وليس من السهل أبدا إقناعه بأنه مخدوع، خصوصا أنه يرى الآلاف أو الملايين من الأشخاص المقتنعين بنفس الفكرة، ما يعزز تمسكه بها، لكنه لا يدري أن كل هؤلاء قد يكونون عبارة عن ذباب إلكتروني، أو أشخاص مخدوعين بنفس الطريقة التي خدع بها هو.
ومن أسباب انتشار وتأثير هذا النمط من المحتوى الخطير، ما يرصد له من إمكانيات ضخمة وميزانيات كبيرة هدفها التسويق له، فمن مميزات منصات التواصل الاجتماعي أن المادة التي لا تلقى تفاعلا بين الجمهور في البداية يمكن لصاحبها أن يزيد من انتشارها عبر الترويج لها، حيث تقوم منصات مثل تويتر وفيسبوك بزيادة مدى انتشار المواد مقابل دولارات قليلة، وهذا إلى جانب الذباب الإلكتروني، الذي يحشد المزيد من التفاعل، ويحدِث المزيد من التأثير، ويساهم في ما نسميه بالفوضى التي باتت تحكم منصات التواصل الاجتماعي، دون رقيب أخلاقي أو مهني، ودون أي وازع أو ضمير.
من أسباب انتشار الفوضى أيضا تصدر بعض الشخصيات الساذجة للمشهد على مواقع التواصل الاجتماعي، فحجم التأثير على السوشيال ميديا يحسب بعدد المتابعين والمتفاعلين، لا بقيمة المحتوى المنشور، فتجد على سبيل المثال شخصا يتابعه مئات الآلاف من المستخدمين، وأحيانا يتابعه الملايين، وهو في واقع الأمر سطحي جدا، وغير متعلم، ولا يكلف نفسه عناء التأكد من أي معلومة قبل نشرها. وأي تغريدة أو تدوينة ينشرها يتداولها متابعوه في لحظات، وتصبح حديث الساعة، على الرغم مما قد تحمله من تجن على مهنة الصحافة، وصدقية الخبر. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مسؤولية الفوضى المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لا يتحملها المستخدمون فقط، بل إن نسبة كبيرة منها تقع على عاتق المنصات الرقمية نفسها، حيث لا تقوم بالجهد المطلوب لإيجاد آليات ووسائل تحد من انتشار هذه الفوضى.
ننتقل إلى مظهر آخر من مظاهر الفوضى في العالم الرقمي، وهو البحث عن التفاعل، فهناك من صناع المحتوى من يغير أسلوبه ويتنازل عن اهتمامه بدقة ما ينشره، بحثا عن السبق وتحقيق أكبر عدد من المشاهدات والتعاليق والإعجابات وإعادة التغريد، وكثيرا ما يقع في المحظور بحيث يكون مصدرا لمعلومة مضللة، أو خبرٍ زائفٍ، ولكنه لا يمتنع عن العودة إلى نشر مثل هذه الأخبار، لأنها تحقق هدفه الأول.. وهو التفاعل، يكفيه أن تجد منشوراته زخما، وأن تظل صفحته قبلة للباحثين عن أي خبر أو إشاعة أو تسريب، بغض النظر عن صحة ذلك أو أخلاقيته.
وهناك أسباب أخرى زادت من هذه الفوضى من بينها: الاعتقاد الخاطئ بسهولة صناعة المحتوى لمواقع التواصل الاجتماعي، فبساطة المحتوى الذي يمكن أن ينشئه المستخدمون بجميع أشكاله: المكتوب أو الصوتي أو المرئي عبر الهاتف المحمول زاد من رداءة المحتوى المنشور دون الاستناد إلى أي معايير فنية أو مهنية، وضاعف من ظاهرة النسخ واللصق دون احترامٍ لملكية فكرية أو تحققٍ مما يتم نسخه ولصقه قبل بثه بين جمهور المستخدمين.
ظهور مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة إعلامية تعتمد على سوق الأرقام وبورصات المشاهدة والتفاعل جعل أغلب صناع المحتوى ينشغلون بالسعي الحثيث للبقاء في سوق المشاهير على حساب المحتوى، وأصبحوا يبحثون عن ما تريده الجماهير وما يثير فضولها فقط.
كيف حولنا مواقع التواصل الاجتماعي من المستوى الفاضل الذي قد يكون وسيلة فعالة في بناء المجتمعات إلى مفاهيم التسطيح والعبث التي بسطت سلطانها على كافة أرجاء العالم كما يقول المفكر والفيلسوف الكندي آلان دونو في كتابه نظام التفاهة؟ فهنا نزلت مواقع التواصل إلى قاعِ المجتمع وجانبه السلبي بدل أن ترفعه إلى مستوى النخبة والمثقفين والقدوات الحقيقية.
وإذا أردنا بحث هذه الظاهرة من منظور نفسي كوسيلة جماهيرية نجد التعامل معها يتفق مع ما طرحه أحد أعمدة علم النفس الجماهيري غوستاف لوبون الذي يرى “أن الجماهير لا تعقل، فهي ترفض الأفكار أو تقبلها كلا واحدا من دون أن تتحمل مناقشتها” ففي الحالة الجماهرية تنخفض الطاقة على التفكير ويذوب المغاير في المتجانس، بينما تطغى الخصائص التي تصدر عن اللاوعي.
أما من زاوية علم الاجتماع، فيفترض الفيلسوف الفرنسي إميل دوركايم في قراءة الأفراد أن العقل الجمعي ناتج عن تشابه وتجاذب مجموعة من الأفراد مع بعضهم البعض وإنتاج كائن نفسي جديد له شخصية نفسية جديدة، وبذلك يتميز الشعور الجمعي عن الشعور الفردي كليا فلا تستغرب يا عزيزي صانع المحتوى لماذا إن صادفت متابعا لمحتواك في العالم الحقيقي تجده مرحبا بك وقد يلتقط صورة معك، وهو في نفس الوقت ذات المتابع الذي يتهجم عليك في مواقع التواصل الاجتماعي، ففي الواقع أفعاله مبينة على قناعته الخاصة، أما في العالم الافتراضي فهو جزء من الكل، وردات فعله تنصهر في عقلية التفكير الجمعي.
أشكال الفوضى في مواقع التواصل الاجتماعي:
تعرفنا أصدقائي المتابعين على نماذج من مسببات الفوضى على شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن هذه الفوضى تأخذ أنماطا وأساليب مختلفة، فما هي أبرز أشكال الفوضى على المنصات الرقمية؟
من أشكال الفوضى انتشار المحتوى الملفق: وهو المحتوى المزيف، الذي ينشره صاحبه عمدا وعن سابق إصرار بهدف خداع المستخدمين، أو للإقناع بفكرة أو توجه معين، أو للنيل من شخص أو جهة أو طائفة، ومنها أيضا المحتوى المنسوب لشخصيات لا تربطها به أي علاقة، وهذا عادة ما يحدث بسبب انتحال أحدهم لصفة شخصية عامة بهدف التأثير في أتباعها أو لأغراض من بينها تشويه سمعة تلك الشخصية لخلق رأي عام ضدها على مواقع التواصل الاجتماعي.
من أشكال المحتوى المضلل كذلك، التلاعب بالمعلومات واجتزاؤها أو بترها من سياقها لتحيل إلى معان جديدة لا يريدها المصدر الذي قام بنشرها أول مرة، يأتي التلاعب بالمحتوى أيضا في شكل عناوين خداعة، وربط المضمون بصور ليست لها أي صلة به.
يقوم بعض المستخدمين أيضا بتضخيم الأحداث وتهويلها، عبر مجموعة من الألاعيب والحيل، منها مثلا ربط حدث آني بأحداث قديمة، أو أخرى جرت في أماكن بعيدة، وهذا ما نسميه بخدعة الزمان والمكان. لدينا كذلك التلفيق وإلقاء التهم جزافا بحق الأفراد والجماعات دون أي سند أو بينة.
هذه بعض أشكال الفوضى المنتشرة، وهي في الحقيقة أشكال كثيرة لا يمكن حصرها، لأن هذه الفوضى أصبحت صناعة رائجة، ومن أهم مميزاتها أن أصحابها يغيرون أساليبهم بشكل مستمر وذلك حتى لا يتم كشف زيف المحتوى والغرض منه.
كيف تميز بين المحتوى الذي يستند إلى معايير مهنية وذلك الذي يساهم في تزييف الوعي ونشر الأكاذيب؟
بعد أن أصبح لديك معرفة بأشكال الفوضى ومسبباتها إليك بعض النصائح لتجنب الوقوع في فخها على شبكات التواصل الاجتماعي.
تتميز المواد التي يمكننا إدراجها ضمن خانة الفوضى المنتشرة على المنصات الرقمية بكونها تعمد إلى دغدغة المشاعر واستثارة العواطف من خلال صياغة مبنية على أسلوب إنشائي لا يستند إلى حقائق مثبتة أو دراسات علمية أو إحصائيات موثقة.
هذه المواد أيضا تتلاعب بالسياق، فتقتطع معلومة من سياق وتلصقها بسياق آخر
تزييف المصادر.. بحيث يقوم بعض صناع هذا النوع من المحتوى بعزو معلومات إلى مصادر لا علاقة لها بها
تكرار نفس الفكرة بأساليب وقوالب مختلفة بهدف ترسيخها في الأذهان عن طريق التكرار والإعادة
الإسناد إلى مصادر غير معروفة.. مثل: قال مراقبون، وأكد مصدر آثر عدم ذكر اسمه، وتقول المصادر، ويشير الخبراء…
تبني وجهة نظر واحدة غير مدعومة برأي مخالف
التركيز على جهة أو طائفة أو تيار فكري دون غيره، ويكون ذلك التيار أو الطائفة عادة هم العدو الذي يريد صاحب المحتوى الملفق أن يؤثر على صورته
ضعف الجانب التحريري وغياب الأدلة المقنعة، والافتقار إلى الأسلوب الصحافي الرصين الذي يؤكد أن هذه المادة أعدت من قبل جهة إعلامية تحترم ذاتها وجمهورها.
أخطاء شائعة تجنب الوقوع بها أثناء تصفح الإنترنت:
رأينا في الفقرات السابقة حجم انتشار المحتوى العنيف والمحرض أو الذي يتضمن إساءة أو تنمرا بحق أشخاص أو طوائف أو تيارات فكرية، وأنت عزيزي المتابع قد تقع في فخ نشر مثل هذا المحتوى وترويجه بالتعليق عليه أو مشاركته عبر صفحتك الشخصية، خصوصا إن كان يستهدف فئة تختلف معها في الطرح والرؤية، لكن عليك كمستخدم واعٍ لمنصات التواصل الاجتماعي أن تبتعد عن المساهمة في نشر مثل هذا المحتوى، وأن تقتصر في نقد من يخالفك في الرأي على نشر المحتوى المسؤول الذي لا يدعو لفتنة ولا يحرض على أحد.
رأينا أيضا انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة، وأنت عزيزي المتابع قد تساهم في نشر مثل هذه المعلومات عن حسن نية، لهذا عليك أن تعتمد فيما تنشره من أخبار ومعلومات، وما تشاركه مع متابعيك على مصادر موثوقة.. قد تكون مثلا جهات رسمية أو صحفيين جادين، أو مؤسسات إعلامية رصينة، مثل هذه المؤسسات يمكنك الاعتماد على نشراتها الإخبارية، أو مواقعها الإلكترونية، ويمكنك أيضا استقاء المعلومات من منصاتها الرقمية بشرط التأكد من وجود العلامة الزرقاء بصفحاتها ما يؤكد أنها ليس صفحات مزورة.
بمناسبة التأكد من الصفحات الشخصية، يجب أيضا ألا تقوم بعزوِ أي خبر إلى أي شخص على مواقع التواصل الاجتماعي دون التأكد من أنه هو صاحب الحساب الفعلي، فقد انتشرت على المنصات الرقمية صفحات كثيرة تحمل أسماء لأشخاص معروفين دون أن تكون لهم أي صلة بها. وهذا ما يفرض عليك كمستخدم مسؤول ألا تنسب أي معلومة لأي شخص دون التأكد من أنه مصدرها الحقيقي. أعرِفُ أن هذا الشخص قد لا يكون صديقك، وقد ينتمي لتيار تعارضه وترى أنه يستحق النقد والانتقاد أحيانا، لكن لا تجعل اختلافك مع أي شخص أو أي جهة يدفعك للوقوع في فخ نشر الأخبار الزائفة، فمصداقيتك هي رأس مالك الأول.
لا تنجرف خلف شهرة الأشخاص على مواقع التواصل، فقد تجد شخصا مشهورا لكنه بالمعايير الطبيعية لا يستحق أن تستقي منه أي خبر ولا معلومة، احرص على ألا تنخدع بمثل هذه الشخصيات ولا تعتمد عليها أبدا كمصدر موثوق.
تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات تمتهن نشر التسريبات وتطرح نفسها على أنها كاشفة للحقائق ومالكة لخبايا الأحداث وكأن لديها شبكة مصادر خفية، تتستر تلك المنصات وراء عناوين لها رمزية تاريخية أو مجتمعية أو تحمل صفة تدل على أن من يديرها أحد أصحاب النفوذ والسلطة، كن حذرا في التعامل مع مثل هذه الصفحات، وتأكد أنها في الغالب لديها أجندات خاصة، وتعمل وفق توجه معين، قد يكون بعيدا كل البعد عن توجهك، وقد يكون آخر همها نشر الحقيقة، إنما تعمل وفق ما يخدم الهدف الذي رسمته لنفسها منذ البداية.
أخيرا.. ستجد بعض المعلومات التي تبدو موثوقة وصادقة، ويستند ناشروها إلى مصادر معتمدة، لكن حين تدقق في كتابة المضمون تجد أن الكاتب قد انتهج نوعا من التعميم وبنى استنتاجات خاطئة على معلومات صحيحة، دورك أن تنقح مثل هذا المحتوى مما يتضمنه من تعميم غير دقيق، واستنتاجات خاطئة قبل أن تقوم بنشره ليطلع عليه متابعوك.