معايير صناعة القصة الصحفية الإنسانية

عبدالحق خرباش.. 26.02.2023

 

كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة الإلكترونية hakikanews.net

الإتحاد العالمي للصحفيين والإعلاميين

معايير صناعة القصة الصحفية الإنسانية

يعرف معجم “كولينز” القصة الإنسانية بأنها قصة مكتوبة أو مصوَّرة عن أفراد ومشاعرهم وهو ما يؤكده معجم “أوكسفورد” الذي يعرّفها بأنها توجّه في الإعلام يثير اهتمام القراء أو المشاهدين فينقل تجارب ومشاعر أفراد ويخلق ارتباطا عاطفيًّا مع المتلقي.
من جانبه يعتبر مجتمع الصحافة التابع لجامعة “كارديف” بالمملكة المتحدة أنّ في قلب كل قصة إنسانية هناك أناس يشاركون قصصهم المتميزة بطريقة عاطفية ومثيرة للاهتمام مبرزًا أنها تتطرق لحالات أشخاص استطاعوا تجاوز مراحل صعبة أو مخيبة للآمال من حياتهم أو حقّقوا إنجازات استثنائية أو أعمالَ شَجاعة أو قصصًا طريفة أو غرائبية أو قصصا عن الانفتاح على تجارب جديدة ويكون التركيز خلالها دائما على الفرد.
يتحرر الصحفي في أثناء كتابة القصة الصحفية الإنسانية من قيود الإجابة عن الأسئلة الستة (ماذا؟ ومن؟ ومتى؟ وأين؟ وكيف؟ ولماذا؟) في المقدمة بل يوزّعها بين مجريات الأحداث حيث تقتضي الضرورة أن ذكرت الصحفية آلاء أبو عيشة، الحاصلة على جائزة الصحافة العربية من فئة الشباب لعام 2016، والمدربة في مجال فنون الكتابة الصحفية ذكرت أن القصة الصحفية الإنسانية تتميز عن القصة الأدبية بأنها نمط عمل صحفي يجمع بين الإخباري والإبداعي (إخباري في قالب إبداعي).
وذكرت عدة نصائح لكتابة القصة الصحفية الإنسانية
أولها : إتقان فن المعايشة وتعني أنه لا يمكنك كتابة قصة سمعتها من صديق عندما تستمع إلى القصة في أرضها ومن شهودٍ عليها أو معايشين لها يصبح لنبرة الصوت حساب لدمعات العجائز حساب ناهيك عن أن ذلك يقلل نسبة الخطأ في نقل المعلومة ويزيد من مصداقية كاتب القصة.
والنصيحة الثانية تتعلق بضرورة إضفاء الحيوية على موضوع القصة الإنسانية من خلال سحب خيال القارئ إلى حيث الحدث عبر وصف: المكان، والزمان، والأشخاص.
أما الثالثة فمرتبطة بخاصية الشمولية والتكامل فكاتب القصة الصحفية يجب ألّا يترك للقارئ فرصةً كي يضع علامة استفهامٍ واحدة حول نقصٍ أو تضاربٍ في معلومات القصة المطروحة.
و الرابعة .. ضرورة أن تتمتع القصة بكمٍّ كافٍ من المعلوماتية بمعنى أن القصة الصحفية وسيلة لنقل معلومات جديدة حول حدث ما فلا يجب الاعتماد في أثناء كتابتها على اللغة الأدبية أو الإفراط فيها على حساب المعلومة
أحد الصحفيين العاملين في قناة البي بي سي يشير إلى أن تعامل القنوات العالمية مع كافة القضايا الأنسانية يتعلق بصناعة المادة الخبرية وبالاخص في قناة البي بي سي فعند حدوث أزمة انسانية او كارثة طبيعية يكون ضحاياها عدد من السكان المحليين يتم تناول الموضوع ابتداءً من زاوية خبرية من موقع الحدث وعدد الضحايا ثم يتبع ذلك بتوجه العديد من الصحفيين او العاملين في هذه المحطات للقضايا الأنسانية وهي التي تحظى بوقت اطول في التغطية، ويتم تناول قصص انسانية تجسد حجم المأساة.
مثال ذلك عند حدوث كارثة التسونامي قامت العديد من القنوات بتغطية الحدث ولكن تم عمل تقرير مطول عن أختين فرقت بينهما أمواج التسونامي وفقدتا بعض افراد العائلة لكن منظمات انسانية وعمال اغاثة تمكنوا من جمع رباط أسرتهما مجدداً.
وتشير نظرية جولتنج وروج إلى ثلاث فرضيات أساسية:
أولاً: الجمع: تفيد أن زيادة احتمال تحول الحدث إلى خبر تعتمد على زيادة التزامه بالمعايير الموضوعة.
ثانياً: التكامل: تنص على أن العوامل تميل إلى استبعاد بعضها البعض.
ثالثاً: الاستبعاد: تنص على استبعاد الأحداث التي لا تستوفي المعايير أو التي تلتزم بعدد قليل جدًا منها من دائرة الخبر.
وهكذا يصبح بإمكانك صناعة قصة صحفية إنسانية ضمن معايير وقيم إخبارية تتناسب وسياسة عمل وسيلتك بشرط عدم الانجرار وراء سياسة الوسيلة إلى حد قلب الحقائق والاستغلال.

 




العمل القضائي وضمانات المحاكمة العادلة في ضوء الدستور وتحديات الممارسة” بالمعهد العالي للقضاء بالرباط.

عبدالحق خرباش.. 24.02.2023

 

كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة الإلكترونية hakikanews.net
وكالات

كلمة مولاي الحسن الداكي الوكيل العام للملك رئيس النيابة العامة في الندوة الوطنية المنظمة حول موضوع: “العمل القضائي وضمانات المحاكمة العادلة في ضوء الدستور وتحديات الممارسة” بالمعهد العالي للقضاء بالرباط.
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين

– السيد الرئيس الأول لمحكمة النقض، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية؛

– السيد وزير العدل؛

-السيد المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان؛

-حضرات السيدات والسادة كل باسمه وصفته والتقدير والاحترام الواجب لشخصهيشرفني أن أتناول الكلمة نيابة عن السيد رئيس النيابة العامة الذي يتواجد في مهمة رسمية خارج أرض الوطن، فبمشاعر يطبعها السرور والاعتزاز، يشرفني أن أشارك بمعيتكم في أشغال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة العلمية المتميزة المنظمة بشراكة بين المجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة ووزارة العدل والمندوبية الوزارية لحقوق الإنسان والتي تجسد المبدأ الدستوري المتعلق بالتعاون بين السلط، هذه الندوة التي التئم لجمعها في هذا اليوم المبارك من شهر شعبان قامات وازنة من القضاة الممارسين والمحامين والأساتذة الجامعيين والحقوقيين من أجل تدارس ومناقشة موضوع له راهنيته بالنظر لتعلقه بدور القضاء في إعمال وتكريس ضمانات المحاكمة العادلة في ضوء الدستور وتحديات الممارسة.
وبهذه المناسبة يطيب لي أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لكل من ساهم من قريب أو بعيد في تنظيم هذا اللقاء المتميز وتيسير أسباب انعقاده.

حضرات السيدات والسادة؛

إن انعقاد هذه الندوة يأتي في سياق تطبعه مجموعة من التحولات الحبلى بالعديد من المستجدات التي أسهمت في تقوية ضمانات المحاكمة العادلة ببلادنا، في مقدمتها دستور المملكة الذي عمل على دسترة مجموعة من المبادئ الأساسية للمحاكمة العادلة حيث نص بشكل صريح في الفصل 23 منه على أن قرينة البراءة والحق في محاكمة عادلة مضمونان، وهو ما أعاد الدستور التأكيد عليه في الفصل 120 والذي نص على أن لكل شخص الحق في محاكمة عادلة وما هذا التأكيد إلا دليل على محورية ضمانات وشروط المحاكمة العادلة في مجال العدالة، هذه المكتسبات الدستورية التي تعززت بصدور القانون المتعلق بالتنظيم القضائي رقم 38.15 والذي حملت مقتضياته مجموعة من المستجدات التي تتصل بحقوق المتقاضين والحق في الدفاع وتيسير الولوج إلى العدالة بما يضمن تحقيق الشروط العادلة للمحاكمة.
وكما لا يخفى على حضراتكم فموضوع المحاكمة العادلة والضمانات المتعلقة بها في الميدان الجنائي يعد من أهم الانشغالات الحقوقية في مختلف الدول وتتابعها العديد من الهيئات والآليات الدولية المهتمة بحقوق الانسان.ويأتي مصدر هذا الانشغال من كون مجال ونطاق المحاكمة العادلة يخص قضايا بالغة الدقة والخطورة، بالنظر لكونها تنصب على حقوق أصيلة وجوهرية، في مقدمتها الحق في الحياة والأمن والسلامة والحرية والكرامة الإنسانية باهتمام بالغ.
ولقد شاع تداول تعبير المحاكمة العادلة، حتى كادت تختزل في الميدان الجنائي فقط، وذلك بسبب آرتباطه في الأذهان بالمجالات ذات الصلة بالحرية وبتقييدها، علماً أن المحاكمة العادلة مطلوبة وضرورية في أي فرع من فروع العدالة، سواء كانت مدنية أو جنائية.
واستحضاراً للأهمية التي يحظى بها موضوع المحاكمة العادلة ضمن النقاشات القانونية والحقوقية، فقد أولى الحوار الوطني حول إصلاح منظومة العدالة حيزاً هاماً لهذا الموضوع، حيث شكل تعزيز ضمانات المحاكمة العادلة أحد الأهداف الفرعية المُكًونَة للهدف الرئيسي الخاص بتعزيز حماية القضاء للحقوق والحريات.
كما حظي هذا الموضوع بحيز وافر من النقاش ضمن الندوات الجهوية التي عرفها الحوار، حيث تم تخصيص ندوتين جهويتين على غير العادة لموضوع تطوير العدالة الجنائية وتعزيز ضمانات المحاكمة العادلة مما يعكس الأهمية القصوى التي يحظى بها هذا الموضوع في علاقته بالعدالة الجنائية.
فالحق في المحاكمة العادلة يشكل أحد الأعمدة الأساسية لدولة القانون وهو الأمر الذي جعل هذا الحق يحظى بمكانة خاصة كرستها الصكوك الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان بدءاً من الإعلام العالمي لحقوق الإنسان، مروراً بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والذي أكد في مادته 14 على مجموعة من المبادئ التي باتت تشكل اليوم مرجعا كونيا للأنظمة الجنائية الحديثة وجوهراً لكل محاكمة عادلة، وصولاً إلى اتفاقية مناهضة التعذيب وغيرها من الإعلانات والقواعد والمبادئ الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان.
وإذا كانت المحاكمة العادلة تختزل مجموعة من الحقوق والضمانات القانونية والقضائية التي ينبغي أن يتمتع بها أطراف الدعوى، فإن القضاء يظل المعول عليه لتفعيل هذه الضمانات، وهو ما فتئ جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده يؤكد عليه في العديد من ذرره الغالية، وفي هذا الإطار جاء في نص الخطاب السامي الذي ألقاه جلالة الملك بمناسبة افتتاح السنة القضائية بأكادير يوم 29 يناير 2003 ما نصه: (وتظل غايتنا إيجاد قضاء متخصص يكفل الفعالية في البت في المنازعات ويضمن الحق في المحاكمة العادلة ومساواة المواطنين أمام القانون في جميع الظروف والأحوال) انتهى النطق الملكي السامي.
حضرات السيدات الفضليات والسادة الأفاضل؛

لقد بادرت بلادنا منذ مدة إلى الانخراط في المجهودات الرامية إلى تعزيز القيم الكونية لحقوق الإنسان من خلال دسترة مجموعة من الضمانات القانونية والقضائية التي تشكل جوهر المحاكمة العادلة، حيث شكل دستور 2011 طفرة نوعية في مجال حقوق الإنسان بالنظر للزخم الحقوقي الذي جاءت به الوثيقة الدستورية والتي ارتقت بالقضاء إلى سلطة أناطت بها مهمة حماية حقوق الأشخاص والجماعات وحرياتهم وأمنهم القضائي.
ولقد كان للقضاء المغربي بمختلف أصنافه ودراجته دور كبير في تكريس وإعمال المبادئ الأساسية للمحاكمة العادلة من خلال العديد من الأحكام والقرارات التي تنطق بمجموعة من المبادئ الكونية لحقوق الإنسان.
وإلى جانب الدور الذي يضطلع به القضاء في هذا المجال، أقر المشرع المغربي مجموعة من الضمانات الرامية إلى تعزيز شروط المحاكمة العادلة، من ذلك التنصيص على قرينة البراءة كأصل وتكريس الطابع الاستثنائي للتدابير السالبة للحرية وتعزيز الرقابة القضائية على أماكن الحرمان من الحرية، والحق في الدفاع والحق في المناقشة الحضورية لوسائل الإثبات والحق في التزام الصمت، إلى جانب ضمان الحق في السلامة الجسدية، وغيرها من الضمانات القانونية الأخرى التي يعمل القضاء على تفعيلها وحسن تنزيلها على أرض الواقع باعتباره المؤتمن دستوريا على حماية حقوق الأشخاص والجماعات وحرياتهم وأمنهم القضائي وفقا للفصل 117 من الدستور.

حضرات السيدات والسادة؛

إن رئاسة النيابة العامة واستحضاراً منها للمهام الدستورية والقانونية المنوطة بها تحرص إلى جانب قضاة النيابة العامة بمحاكم المملكة على ضمان تكريس شروط المحاكمة العادلة للجميع بصرف النظر عن المراكز القانونية لأطراف الدعوى.
كما تحرص أيضاً من خلال المهام التي تضطلع بها على مستوى تنفيذ السياسة الجنائية على جعل موضوع تفعيل ضمانات المحاكمة العادلة أحد أولويات السياسة الجنائية والتي تتجسد بشكل فعلي من خلال الدوريات التي وجهتها رئاسة النيابة العامة لقضاتها والتي تحثهم فيها على ضرورة السهر على تفعيل المبادئ الأساسية للمحاكمة العادلة التي يكفلها القانون للجميع، لاسيما في ما يتعلق بترشيد استعمال الآليات القانونية الماسة والمقيدة للحريات واحترام الكرامة الإنسانية وتكريس حقوق الدفاع باعتبارها حقا دستوريا وقانونيا لفائدة المتهمين والضحايا على حد سواء، وتفعيل كافة الشروط المتطلبة للمحاكمة العادلة بوصفها أحد أهم الحقوق الأساسية للإنسان.
وسعياً لإذكاء الوعي الحقوقي لدى قضاة النيابة العامة وتملكهم للمعايير الكونية المتعلقة بشروط المحاكمة العادلة، بادرت رئاسة النيابة العامة بشراكة مع المجلس الأعلى للسلطة القضائية إلى اعتماد برنامج تكويني يستهدف تعزيز قدرات القضاة في مجال حقوق الإنسان حيث اشتمل هذا البرنامج على عدة وحدات للتكوين انصبت في جانب كبير منها على المبادئ الكونية للمحاكمة العادلة كما هو متعارف عليها دوليا بموجب الاتفاقيات والصكوك الدولية حيث استفاد من هذا البرنامج التكويني حوالي 922 قاض وقاضية من بينهم 203 مسؤولا قضائيا.

حضرات السيدات والسادة؛

إذا كانت المحاكمة العادلة حديث الأمس فإنها ستظل حديث اليوم والغد أيضاً وذلك بالنظر لما تحمله من القيم والمبادئ الإنسانية الراقية التي أصبحت راسخة في الضمير الإنساني على مر عقود من الزمن، وناضلت الشعوب من أجل ضمان تكريسها دستوريا وقانونيا وقضائيا، كما ستظل نَذْراً يحمل فيه القضاة مهمة حمايتها وتكريسها وضمان تمتع الأطراف بظلالها.
ولا يسعني في ختام هذه الكلمة إلا أن أجدد شكري لكل القائمين على هذا العرس العلمي المتميز.
والشكر موصول أيضا لكافة الأساتذة الذين سيؤطرون بمداخلاتهم القيمة النقاش على مدار يومين كاملين، سيتم خلالهما تناول مجموعة من المواضيع القانونية الدقيقة، وإني على يقين بأن هذه الندوة ستتمخض عنها مخرجات واقتراحات وأفكار خلاقة من شأنها الإسهام في تعزيز إعمال الضمانات الأساسية للمحاكمة العادلة وتعزيز الحقوق والحريات بما يخدم العدالة ببلادنا لتكون في مستوى تطلعات جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وفقنا الله، جميعاً لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 




حفظ الله مولانا الإمام، ومن عليه بالشفاء العاجل، وأدام عليه نعمة الصحة والعافية وطول العمر”.

عبدالحق خرباش.. 22.02.2023
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة الإلكترونية
بلاغ من وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة
” تعلن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، تعرض حفظه الله لنزلة برد (grippe) ، ولهذا السبب فقد أوصى الطبيب الخاص لجلالة الملك حفظه الله بأخذ جلالته فترة راحة طبية وتفادي السفر لبضعة أيام.
حفظ الله مولانا الإمام، ومن عليه بالشفاء العاجل، وأدام عليه نعمة الصحة والعافية وطول العمر”.



مركز ضخم بأحدث التجهيزات الطبية للتحليلات والفحص بالأشعة رهن إشارة موظفي ورجال الشرطة

عبدالحق خرباش.. 21.02.2023
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة hakikanews.net

 

 

شهد مركز الفحص بالأشعة والتحاليل الطبية بالرباط، التابع لقطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عملية توسعة كبيرة لمرافقه وتجهيزاته، وذلك بهدف النهوض بالأوضاع الاجتماعية للموظفات وموظفي الأمن الوطني.
وتندرج عملية توسعة هذا المركز، الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال سنة 2019، في سياق جهود المديريتين الرامية إلى تطوير الخدمات الاجتماعية المسداة لموظفات وموظفي الأمن الوطني، سواء الممارسين أو المحالين على التقاعد وذي الحقوق، وكذا تمكينهم من الولوج إلى الخدمات والاستشارات الطبية الأساسية.
وتسعى عملية توسعة هذا المركز الى تعزيز الوضع الاعتباري لموظفات وموظفي الأمن الوطني، من خلال الحرص على توفير عرض صحي متنوع لفائدتهم، من أجل تمكينهم من الاضطلاع بشكل أفضل بدورهم الأساسي في تدعيم الشعور بالأمن والاستقرار.
وأضحى هذا المركز، الذي كان يتكون من بناية واحدة، يشتمل على ثلاث بنايات متطورة، مخصصة للفحص بالأشعة، والتحليلات الطبية، إضافة إلى مركز صحي لتقديم الاستشارات الطبية في مختلف التخصصات.
وتشتمل البناية الأولى المخصصة للتحليلات الطبية على مجموعة من المختبرات المجهزة بأحدث التقنيات والآليات الطبية من الجيل الجديد، والتي تتوزع بين مختبر للميكروبيولوجيا (الكشف عن الجراثيم والفطريات والطفيليات والفيروسات)، ومختبر الكيمياء الحيوية والمناعة الذاتية، ومختبر أمراض الدم، إضافة إلى وحدة لتشخيص داء كوفيد.
وتتألف البناية الثانية المخصصة للأشعة الطبية من وحدات للفحص بالأشعة مجهزة بمعدات طبية رقمية متطورة تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتشتمل على “السكانير”، وجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، وجهاز الفحص بالصدى، وجهاز الفحص “الماموغرافيا” للكشف عن سرطان الثدي.
أما البناية الثالثة، التي خصصت للاستشارات الطبية، فتشتمل على مركز صحي متعدد الخدمات يقدم فحوصات طبية مجانية بمختلف التخصصات الطبية الحيوية التي تشمل أمراض الغدد، وأمراض القلب والشرايين، والأمراض التنفسية، وأمراض الأطفال والنساء، إضافة إلى استشارات طبية في التخصصات الجراحية كجراحة العظام، وجراحة الدماغ والاعصاب والجراحة العامة، واختصاصات أخرى، بالإضافة للطب العام وطب الاسنان، والتتبع النفسي والترويض الطبي، وكذا النقل والاسعاف الطبي.
ويشتمل هذا المركز الصحي على نحو 14 طبيبا في مجالات الطب العام والشغل والاستعجالي، إضافة 22 طبيبا مختصا، و38 من الأطر شبه الطبية، إضافة إلى صيدلية لتقديم الأدوية الخاصة بالحالات الاستعجالية.

 




إقليم زاكورة.. جنازة رسمية تودع الدركي السديري “شهيد الواجب”

عبدالحق خرباش.. 18.02.2023
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت
شيعت أسرة الدرك الملكي، اليوم الأحد، بمقبرة دوار الكلات، التابع لجماعة سيدي يوسف بن أحمد بإقليم صفرو، الدركي جمال السديري، شهيد الواجب، الذي توفي، الجمعة، إثر جرف سيول أحد الأودية بجماعة النقوب بإقليم زاكورة السيارة التي كانت تقله أثناء مشاركته في مهمة إنسانية.
وتم تخصيص جنازة رسمية للفقيد بمسقط رأسه بدوار الكلات، حيث تم حمل جثمانه، الذي كان مسجى بالعلم الوطني، على أكتاف عناصر تابعة لمصالح الدرك الملكي.وقد عرف الموكب الجنائزي المهيب حضور وفد رسمي كبير تابع للقيادتين الجهوية والإقليمية للدرك الملكي.
كما شهدت جنازة الفقيد، فضلا عن حضور السلطة المحلية والإقليمية، مشاركة أفراد عائلته الصغيرة، إلى جانب عدد كبير من معارفه وساكنة المنطقة، وسط حسرة المشيعين وتكبيراتهم وتردديهم عبارات الدعاء بالرحمة والمغفرة للراحل.يذكر أن الدركي جمال السديري فارق الحياة بعد أن جرفت سيول واد أودراز بجماعة النقوب السيارة التي كانت تقله رفقة زميليه، وقد كانوا في طريقهم لتقديم المساعدة لأحد الرحل، الذي أبلغ عن محاصرته من قبل الثلوج الكثيفة التي تساقطت بالجنوب الشرقي للمغرب.
وكان الفقيد، البالغ من العمر حوالي 30 سنة، عازبا ويعمل بالمركز الترابي للدرك الملكي النقوب بإقليم زاكورة.وحسب شهادات معارفه، فقد عُرف الراحل بدماثة خلقه، وقربه من والديه وأفراد أسرته وسكان مسقط رأسه، الذين خلف رحيله عنهم حزنا كبيرا وأسى عميقا في نفوسهم.



مصرع دركي وإصابة عنصرين بسبب سيول جارفة ضواحي زاكورة مدار 24

عبدالحق خرباش.. 17.02.2023

 

كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت

لقي دركي مصرعه وأصيب عنصرين اثنين، اليوم الجمعة، بأحد دواوير جماعة النقوب بإقليم زاكورة، بعد أن جرفتهما سيول الأمطار التي شهدتها المنطقة.

ووفق مصادر مطلعة، فإن السيول جرفت سيارة رباعية الدفع، كانت متجهة نحو أحد الدواوير نواحي زاكورة من أجل إغاثة عائلة من البدو الرحل حاصرتها الثلوج، قبل أن يؤدي فيضان الوادي إلى جرف السيارة السالفة الذكر، حيث أسفر الحادث عن وفاة الرقيب الأول “ج.س”، وفقدان سلاح وظيفي وكاميرا بالإضافة إلى ثلاث هواتف محمولة فيما نجا كل من قائد المركز الترابي “ح.ش” رفقة اثنين من مساعديه وموظف جماعيوذكرت المصادر، أن السلطات العمومية سخرت كل الإمكانيات، من أجل إنقاذ جميع الغارقين، لكن الظروف المناخية، وصعوبة التضاريس لم تكن لصالح فرق التدخل.

هذا وقد تم نقل الجرحى إلى المستشفى الإقليمي بزاكورة لتلقي العلاجات الضرورية، فيما تم نقل جثة الفقيد لجناح الأموات.

 




لصحافة من أقدم المهن التي وجدت في تاريخ الإنسانية

عبدالحق خرباش.. 16.02.2023

 

كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت
تعد الصحافة من أقدم المهن التي وجدت في تاريخ الإنسانية، كما تمثل العمود الأساسي لأي مجتمع في العالم، فلا يمكن أن يبقى أفراد المجتمع على جهل ولا يتقبلون بقاءهم دون إلمام بما يدور من حولهم وخاصةً في مجتمعاتهم المحلية إلى جانب الأخبار العالمية، وفي الوقت ذاته يجب تحقيق حرية الصحافة حتى يتسنى لها نقل المعلومات بشفافية ومصداقية، وفي هذا المقال سنوضح أهم وأبرز الأدوار التي تقوم بها الصحافة في المجتمع.[١]
عامل وسيط بين أفراد المجتمع والجهات المسؤولة
يتمثل دور الصحافة في تثقيف وإعلام الشعب وإيصال صوتهم في ذات الوقت، وإضافةً إلى هذا فهي تعمل كوسيط بين أفراد الشعب في المجتمع وبين الحكومة، ويتم من خلالها مناقشة العديد من القضايا المهمة المتعلقة بهم بالإضافة إلى مشاركتها في اتخاذ القرارت التي تدعم مطالب أفراد المجتمع التي تدعوا إلى العدالة والمساواة، ويتم هذا الأمر من خلال طرق ووسائل تعتمد على أسس وقواعد خاصة في خاصة بمهنة
تنمية التكافل المجتمعي
تلعب الصحافة دورًا مهمًا في الإجراءات التي تنمي المجتمع وتحث على التكافل الاجتماعي التي يدعو بدوره إلى المكافحة من أجل الحصول على العدالة، والدفاع عن الحق، من خلال تأثيرها القوي على عقول الأفراد في المجتمع لتمكين مطالبهم الاقتصادية والسياسية بتقوية الروابط فيما بينهم وتوحيد كلمتهم وصوتهم، ويتم حاليًا استخدام كافة وسائل التكنولوجيا وتقنيتها لتخدم هذا الأمر.
إبقاء المجتمع على اضطلاع دائم على الأخبار والأحداث
تسهل الصحافة على أفراد المجتمع الوصول إلى الأخبار والمعلومات بل وتسرع من عملية سماعها، ويتم ذلك من خلال دور وسائل الإعلام المختلفة كالتلفزيون، والراديو، والإنترنت وغيرها من الوسائل، إذّ يقوم الصحفيون بجمع المعلومات في البداية، ويجرون المقابلات مع الأفراد الذين لديهم معرفة أكثر بالمعلومات الحديثة، ويقومون بتغطية الأحداث ميدانيًا بالوصول إلى مسرح الجريمة أو الحدث لمقابلة الشهود والمسؤولين وتوثيق ما يرونه هناك، ويجرون التحقيقات ويطرحون الأسئلة المختلفة المثيرة للجدل، ويتعقبون المعلومات والأشخاص الذين لديهم أي علاقة بالأحداث والأخبار الحديثة لتبليغ أفراد المجتمع بما يدور في مجتمعهم بكل شفافية وصدق.
تعزيز عملية التعليم
تقوم الصحافة بتثقيف أفراد المجتمع من خلال تقديم إرشادات وتوجيهات تخص كل قضية من القضايا، عدا عن أنها تقوم بتفسير وشرح الأخبار والأحداث بطريقة سهلة ويسيرة بحيث يحصل المتلقي أو القارئ على شروح أساسية وتفسيرات متخصصة للأحداث، حتى توصل الفرد إلى مستوى عالٍ من الفهم والاستيعاب لما يقرأ ويسمع.

تفسير الأخبار
يحتاج أفراد المجتمع إلى تفسير وشرح الأخبار لعدم تخصصهم بكافة المجالات التي تتناولها الصحافة، فليس كل الأفراد على إلمام وعلم تام بالاقتصاد، أو العلم، أو القانون وغيرها، لذلك قد تبدو له بعض الأخبار أو الأحداث معقدة ومبهمة، وهنا يكمن دور الصحافة في شرح وتبسيط المعلومات للمتلقي.

دعم وسائل الترفيه
إلى جانب الدور الجاد الذي تقوم به الصحافة في تزويد المجتمع بالمعلومات والأحداث والأخبار، إلا أنها تتناول جوانب الترفيه والتسلية التي لا بد من تواجدها في كافة المجتمعات، فهي قادرة على تصميم القصص المصورة المرفهة في الحياة اليومية، كما تتضمن أخبار الرياضة، والفنون، والمسارح، بالإضافة إلى الهوايات المختلفة التي يميل الأفراد إلى ممارساتها في أوقات فراغهم.

 




“دبلوماسية الفوسفات”… ورقة المغرب لتعزيز قوته الناعمة العربي الجديد

عبدالحق خرباش.. 16.02.2023
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت
يطمح المغرب إلى استثمار ارتفاع الطلب العالمي على الأسمدة الزراعية جراء تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، لتعزيز قوته الناعمة على الصعيد الدبلوماسي ودعم قضاياه الأساسية عبر تقوية حضوره الاقتصادي في عدد من البلدان، مستفيداً من احتياطاته ‌الضخمة من الفوسفات التي يحوّلها إلى أسمدة زراعية.
وفي ظل التغييرات الجيواستراتيجية التي يعرفها العالم، لا سيما المتعلقة بأزمة الطاقة والغاز والتغييرات المناخية، بدا لافتاً في الفترة الأخيرة توجّه مغربي نحو نهج بات يُعرف بـ”دبلوماسية الفوسفات”، باعتبار تلك الثروة المعدنية باتت تذكرة عبور إلى العديد من المناطق والبلدان، خصوصاً في أفريقيا، وورقة دبلوماسية مهمة لدفع العديد من البلدان لاتخاذ مواقف تتماشى مع مصالح الرباط العليا وقضاياها المهمة.وفي السياق، يبرز رهان المغرب على الفوسفات خلال العام الحالي، لاستهداف أربعين دولة أفريقية، من خلال رفع صادراته من الأسمدة بنسبة تفوق 90 في المائة، وهو ما سيوفر 4 ملايين طن لدعم الأمن الغذائي بالقارة، وذلك بعدما منح نحو 500 ألف طن إلى دول أفريقية العام الماضي مجاناً أو بأسعار مخفضة.عائدات قياسية من الفوسفات
وللعام الثاني على التوالي، سجل المغرب عائدات قياسية من صادرات الفوسفات، مستفيداً من ارتفاع الطلب على الأسمدة، في وقت تشير فيه تقديرات رسمية إلى أن البلد يراهن على الاستفادة من احتياطه الضخم لزيادة إنتاجه من الأسمدة، ليبلغ 15 مليون طن عند نهاية عام 2023.وبحسب بيانات هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية، يمتلك المغرب 70 في المائة من احتياطات الفوسفات عالمياً، وهو ما يجعله لاعباً مهماً في السياسة الزراعية في العالم، ويمنحه ورقة دبلوماسية مهمة لدفع العديد من البلدان لاتخاذ مواقف تتماشى مع مصالحه العليا وقضاياه المهمة.
ولئن كان المغرب قد دشن منذ عام 2015 توجهاً يقوم على الانفتاح على مختلف الدول مهما كان موقفها من نزاع الصحراء، وتنويع الشراكات السياسية والاقتصادية والثقافية، فإن الملفت للانتباه هو محاولة السلطات المغربية من خلال ذراعها الاقتصادي “المجمع الشريف للفوسفات”، تحقيق مكاسب اقتصادية وأخرى جيوسياسية ودبلوماسية. وتمكّن المجمع من تأمين حضور وازن في القارة الأفريقية، وتحوّل إلى مقصد للعديد من القوى الدولية الباحثة عن تأمين حاجياتها المتزايدة من الأسمدة.وبحسب إحصائيات رسمية، يهيمن “المجمع الشريف للفوسفات” المملوك للدولة المغربية على حصة تبلغ قيمتها 54 في المائة في الأسواق الأفريقية من منتجات الفوسفور في 2020، ويمتلك فروعاً في 16 دولة، منها غانا ورواندا والكاميرون والكونغو وإثيوبيا.
وتعد نيجيريا أكبر دولة أفريقية مستفيدة من الشراكة مع المغرب، إذ يوفر المجمع أكثر من 90 من المائة من الطلب السنوي على الأسمدة. وفضلاً عن تصدير الأسمدة، ضخّ المجمع استثمارات ضخمة في الدول الأفريقية من أجل مساعدتها على تحسين قدرات إنتاج الأسمدة، مع تقديم برامج للتدريب وبناء قدرات المزارعين في 35 دولة.
وبالموازاة مع حضور المغرب في أفريقيا عبر ورقة الفوسفات، كان مثيراً للانتباه انفتاح العديد من القوى الدولية، خلال الأشهر الماضية، على الرباط من أجل تأمين حاجياتها من الأسمدة.وبحسب إحصائيات رسمية، يهيمن “المجمع الشريف للفوسفات” المملوك للدولة المغربية على حصة تبلغ قيمتها 54 في المائة في الأسواق الأفريقية من منتجات الفوسفور في 2020، ويمتلك فروعاً في 16 دولة، منها غانا ورواندا والكاميرون والكونغو وإثيوبيا.
وتعد نيجيريا أكبر دولة أفريقية مستفيدة من الشراكة مع المغرب، إذ يوفر المجمع أكثر من 90 من المائة من الطلب السنوي على الأسمدة. وفضلاً عن تصدير الأسمدة، ضخّ المجمع استثمارات ضخمة في الدول الأفريقية من أجل مساعدتها على تحسين قدرات إنتاج الأسمدة، مع تقديم برامج للتدريب وبناء قدرات المزارعين في 35 دولة.
وبالموازاة مع حضور المغرب في أفريقيا عبر ورقة الفوسفات، كان مثيراً للانتباه انفتاح العديد من القوى الدولية، خلال الأشهر الماضية، على الرباط من أجل تأمين حاجياتها من الأسمدة.
وبرز إيفاد البرازيل وزير الزراعة السابق ماركوس مونتيس، في مايو/ أيار الماضي، إلى الرباط، في سياق ما سماها، في مقابلة مع وكالة “رويترز”، “دبلوماسية الأسمدة”، وهي الزيارة التي انتهت بإعلان الجانب المغربي عن مشروع مصنع لمعالجة الفوسفات في البرازيل.
وفي الشهر نفسه، بدا لافتاً تطلع اليابان، في سياق عالمي يتسم بارتفاع الأسعار جراء انقطاع الإمدادات الناجم عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلى المغرب لتعزيز أمنها الغذائي. وأكد نائب وزير الزراعة الياباني تاكيب أراتا، في تصريح صحافي، خلال زيارته إلى العاصمة الرباط، أن بلاده “تسعى إلى استيراد كميات أكبر من الأسمدة والفوسفات من المغرب”.
وتبقى من أبرز الإشارات على حضور الفوسفات في سياق تحركات الرباط الدبلوماسية، ما تضمّنه البيان المشترك الذي أصدره وزيرا خارجية المغرب ناصر بوريطة وغواتيمالا ماريو بوكارو فلوريس في سبتمبر/ أيلول الماضي، من “تركيز على الزراعة والأسمدة في التعاون بين البلدين”، مع تجديد الأخير “التأكيد على دعم الموقف المغربي من النزاع”.
Peut être une image de plein air

Abdelhak Abdelhak Kharbache




الملك محمد السادس يجري مباحثات مع علي بونغو أونديمبا رئيس جمهورية الغابون.

عبدالحق خرباش.. 15.02.2023
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت
ميدي1 نيوز.كوم و(و.م.ع)
أجرى الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء 15 فبراير، بالقصر الرئاسي في ليبروفيل، مباحثات مع علي بونغو أونديمبا رئيس جمهورية الغابون.
وشكلت هذه المباحثات، التي توسعت لتشمل بعد ذلك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، والوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية الغابوني، يولاند نيوندا، والأمين العام لرئاسة جمهورية الغابون، جان إيف تيال، مناسبة للتأكيد على أهمية العلاقات العميقة والغنية والمتينة المتجذرة بين المغرب والغابون، وكذا أواصر الأخوة والتضامن القوية القائمة بين شعبي البلدين.
وخلال هذه المباحثات، استعرض الملك محمد السادس والرئيس الغابوني، وضع الشراكة الثنائية في جميع المجالات.
إثر ذلك، أشرف الملك محمد السادس، بحضور رئيس الجمهورية الغابونية، على تسليم هبة تتكون من 2000 طن من الأسمدة.
وتندرج هذه المبادرة التضامنية في إطار العناية التي تخص بها المملكة المغربية الفلاحين الغابونيين، ولاسيما في ظل السياق الحالي، الذي يتميز بالأزمة الغذائية العالمية وصعوبات التزود بالأسمدة.
وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية، سيتم في أعقاب هذه العملية، اتخاذ إجراءات هيكلية تمكن من تسهيل ولوج الفلاحين في هذا البلد الشقيق إلى أسمدة ذات جودة وأسعار مقبولة يتم ملائمتها خصيصا لتناسب حاجيات التربة والزراعات بالمنطقة.



جلالة الملك يوجه رسالة إلى المشاركين في المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس

عبدالحق خرباش.. 12/02/2023
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة حقيقة نيوز.نت
القاهرة –
وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، رسالة إلى المشاركين في المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس، الذي افتتحت أشغاله اليوم الأحد بالقاهرة.
وفي ما يلي النص الكامل للرسالة الملكية السامية التي تلاها رئيس الحكومة عزيز أخنوش:
“الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
فخامة السيد محمود عباس، رئيس دولة فلسطين،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،
أصحاب السمو والمعالي والفضيلة،
حضرات السيدات والسادة،
إنه لمن دواعي الاعتزاز، أن أخاطب هذا المؤتمر رفيع المستوى، لدعم مدينة القدس، الذي تنظمه جامعة الدول العربية بالقاهرة، تفعيلا لقرار القمة العربية بهذا الشأن.
وإن حضور نخبة من الشخصيات، السياسية والدينية والحقوقية والإعلامية المرموقة لهذا الملتقى الهام، ليجسد الإرادة المشتركة، لرفع أحد تحديات السلام العالمي المزمنة، في منطقة الشرق الأوسط.
كما تعد مشاركة المملكة المغربية اليوم، تأكيدا لالتزامها المتجدد والثابت، بدعم القضية الفلسطينية بشكل عام، والقدس بشكل خاص، والتي نوليها أهمية قصـوى، من منطلق الأمانة التي نتقلدها، بصفتنا رئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، حيث جعلناها في مستوى مكانة قضيتنا الوطنية الأولى، وأحد ثوابت سياستنا الخارجية، كما أكدنا على ذلك في مناسبات مختلفة.
ومما يضفي أهمية خاصة على هذا اللقاء الهام، كونه ينعقد في ظرفية صعبة تمر منها القضية الفلسطينية، وقضية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.
وهو ما يلقي على عاتقنا مسؤولية جماعية، في إطار أجندة العمل العربي المشترك، وتوحيد الموقف العربي، لمواجهة الانتهاكات التي تتعرض لها المدينة المقدسة، ومحاولة طمس هويتها الحضارية الفريدة، وتغيير طابعها القانوني، الذي تعهدت قرارات مجلس الأمن الدولي بحمايته.
أجل، إن التدابير الأحادية، التي من شأنها إضفاء واقع غير شرعي على القدس ومحيطها، تعتبر تهديدا للوضع القانوني للمدينة، وتركيبتها الديمغرافية، وطابعها التاريخي القائم على تعدد الثقافات والأديان.
وإضافة إلى ذلك، فان الإجراءات الممنهجة والمتعارضة مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، لا تساعد على بناء الثقة، بل تقوض كل أسس التوصل إلى حل دائم، يقوم على وجود دولتين تعيشان جنبا إلى جنب، في أمن وسلام.
ومما لا شك فيه، أن الحديث عن الواقع الصعب للقدس الشريف، لا يمكن قراءته بمعزل عن سياقه العام، المرتبط بمسار القضية الفلسطينية. فتوقف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، واستمرار حالة التعنت والجمود في العملية السلمية، يمنح الفرصة للجهات المتطرفة لتأجيج الصراع، واستثارة المشاعر الدينية، وزيادة حالة الاحتقان والتوتر داخل مدينة القدس، مما ينذر بتحول النزاع من صراع سياسي إلى صراع عقائدي، قد تكون له عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها.
لذا، فإن حماية مدينة القدس من مخططات تغيير الوضع التاريخي والقانوني فيها، ينبغي أن يكون عملا صادقا ومخلصا، بعيدا عن نطاق الشعارات الفارغة، والمزايدات العقيمة، والحسابات الضيقة.
أصحاب الفخامة والسمو والمعالي،
حضرات السيدات والسادة،
لقد أكّدنا، أكثر من مرة، على أن مدينة القدس تحظى بمكانة متميزة في وجدان الشعوب العربية والإسلامية، مما يجعلها أمانة على عاتقنا جميعا، ومسؤولية كبرى أمام الله والتاريخ. وبالتالي، فالدفاع عنها لا يجب أن يكون عملا ظرفيا أو مناسباتيا، وإنما ينبغي أن يشمل التحركات الدبلوماسية المؤثرة، والأعمال الميدانية الملموسة، داخل المدينة المقدسة.
إن العمل الميداني الملموس، الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف، وهي الذراع الميدانية للجنة القدس، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، منذ أزيد من 25 سنة، تحت إشرافنا الشخصي، يهدف إلى دعم المدينة المقدسة، والحفاظ على طابعها الحضاري، من خلال تنفيذ مشاريع اجتماعية وتنموية تهم جميع فئات المجتمع المقدسي.
وقد استطاعت الوكالة تنفيذ ما يزيد عن 200 مشروع، بكلفة تُقدّر بحوالي 65 مليون دولار، بتمويل مغربي مائة في المائة، من ميزانيتها في صنف تبرعات الدول، وحوالي 70 في المائة، في صنف تبرعات المؤسسات والأفراد.
وفي هذا الإطار، تشدد المملكة المغربية على ضرورة تضافر الجهود العربية والإسلامية، من أجل الانخراط في مسار حماية ودعم مدينة القدس الشريف، والدفع في اتجاه تحقيق انفراج سياسي، من شأنه أن يفتح آفاقا للتفاؤل بمستقبل يسوده السلم والأمن والازدهار بالمنطقة، من خلال احترام مبادئ العيش المشترك، واعتبار الاختلاف، سواء الثقافي أو الديني أو المذهبي، رصيداً وغنى ثقافياً ومجتمعياً مشتركاً، يجمع ولا يُفرق.
وهي نفس المقاربة التي تبناها “نداء القدس”، الذي وقعناه مع قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في الرباط بتاريخ 30 مارس 2019، وأكدنا فيه على “أهمية المحافظة على مدينة القدس الشريف، باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية، وبوصفها، قبل كل شيء، أرضا للقاء الحضارات، ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث، ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار”.
وفي هذا الصدد، نجدد الدعوة إلى إقامة تحالف عالمي يجمع كل القوى الحية، الملتزمة بالسلام، والمؤمنة بقيم التسامح والتعايش، لإنقاذ مدينة السلام، والحفاظ على موروثها الحضاري والإنساني المشتـرك، انسجاما مع النداء الذي أطلقناه بالرباط سنـة 2009، بمناسبة المؤتمر الدولي حول القدس.
أصحـاب الفخامة والسمو والمعالي،
حضـرات السيدات والسادة،
إن المغرب، من منطلق التزامه الراسخ، يظل مقتنعا بأن القضية الفلسطينية، هي قضية سياسية جوهرية، وهي مفتاح الحل الدائم والشامل من أجل إرساء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. لذلك، يتعين إيجاد تسوية عادلة لها في إطار الشرعية الدولية، ووفق مبدأ حل الدولتين الذي توافق عليه المجتمع الدولي.
وإيمانا منا بأن السلام في منطقة الشرق الأوسط يبقى خيارا استراتيجيا لا محيد عنه، ستواصل المملكة المغربية جهودها، مستثمرة كل إمكانياتها، والعلاقات المتميزة التي تجمعها بكل الأطراف والقوى الدولية الفاعلة، من أجل المساهمة في أي جهد دولي يهدف إلى إعادة إطلاق مسار الحوار والمفاوضات، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لوضع حد للنزاع، وتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء بمنطقة الشرق الأوسط.
ونغتنم هذه الفرصة، لنجدد التعبير عن دعمنا الكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية، بقيادة أخينا فخامة الرئيس محمود عباس، في جهودها لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، إلى ما يصبو إليه من حرية واستقلال، ووحدة وازدهار.
وختاما، فإننا نتطلع إلى أن يشكل هذا الملتقى الرفيع، سندا قويا للقدس والمقدسيين، وتنويراً أعمق بعدالة ومركزية قضية مدينة القدس الشريف، سائلين الله تعالى أن يسدد خطانا، لتحقيق كل ما يخدم السلام، والحفاظ على هوية مدينة السلام، لتظل ملتقى للتعايش والوئام بين أتباع جميع الأديان السماوية.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.