إطلاق المرحلة الثانية من برنامج الوحدات الطبية المتنقلة مؤسسة محمد الخامس للتضامن

عبدالحق خرباش ..26.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
أشرف الملك محمد السادس اليوم الثلاثاء (26 مارس 2024) بحي ليساسفة على مستوى عمالة مقاطعة الحي الحسني (الدار البيضاء)، على وضع الحجر الأساس لـ »مركز طبي للقرب-مؤسسة محمد الخامس للتضامن »، وإطلاق المرحلة الثانية من برنامج الوحدات الطبية المتنقلة – مؤسسة محمد الخامس للتضامن.
ويجسد هذان المشروعان، الالتزام الراسخ للملك بتعزيز العرض الصحي الوطني، وتحسين جودة الخدمات الطبية لفائدة المواطنين، وتعزيز عرض العلاجات لفائدة الفئات في وضعية هشة، وتشجيع ولوج السكان، لاسيما المنحدرين من العالم القروي، إلى علاجات طبية أساسية للقرب وذات جودة، وضمان تتبع طبي دوري ومنتظم للأشخاص الذين تستدعي حالتهم الصحية فحوصات متخصصة.
ويشكل المركز الطبي للقرب -مؤسسة محمد الخامس للتضامن ليساسفة، الذي خصص له استثمار قدره 90 مليون درهم، والذي يعد الثالث من نوعه على مستوى جهة الدار البيضاء-سطات، بعد المشروعين المنجزين بمقاطعة سيدي مومن والمدينة الجديدة الرحمة، جزءا من مخطط عمل شامل تنفذه مؤسسة محمد الخامس للتضامن، يروم دعم القطاع الصحي الوطني وتعزيز عرض العلاجات على مستوى المناطق الحضرية ذات كثافة سكانية مرتفعة.
وسيمكن المركز الجديد، باعتباره منشأة وسيطة بين شبكة مؤسسات العلاجات الطبية الأساسية (المستوى 1 و2) وشبكة المستشفيات، والذي سيستفيد منه نحو 60 ألف شخص في السنة، من تخفيف الضغط الحاصل على المؤسسات الاستشفائية الموجودة بالمنطقة، وكذا تجنيب معاناة التنقل نحو بنيات صحية أخرى.
وسيتم إنجاز المركز الطبي للقرب-مؤسسة محمد الخامس للتضامن في أجل 24 شهرا، على قطعة أرضية تبلغ مساحتها 11 ألف و170 متر مربع (7692 متر مربع منها مغطاة)، وسيشتمل على وحدات للفحوص الخارجية، والاختبارات الوظيفية والترويض الوظيفي، وعلاجات الفم والأسنان والمستعجلات الطبية للقرب.
كما سيحتوي على وحدات للعلاجات الصحية الأولية، والتصوير الطبي، والولادة، والتعقيم، وجناح للعمليات الجراحية، وعلى مختبر للتحليلات الطبية، وقطب للاستشفاء (13 غرفة مزدوجة)، وصيدلية، ومطبخ.
ويندرج هذا المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، في إطار برنامج شامل تنفذه مؤسسة محمد الخامس للتضامن، يروم إنجاز 12 مركزا طبيا للقرب، ويتعلق الأمر ب 3 مراكز بالدار البيضاء و2 بفاس و2 بطنجة ومركز واحد بكل من أكادير، ومراكش، والرباط، وسلا، وتمارة.
وبهذه المناسبة، قدمت للملك شروحات حول « نظام المعلومات الاستشفائية »، وهو آلية رقمية مندمجة، وضعتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ترتكز على مفهوم ملف المريض الذي يشمل مجموع بياناته سواء البيانات الإدارية، والملف طبي، وملف العلاجات.
وتمكن هذه الآلية، المتوفرة في مؤسسات العلاجات الأولية كما في المؤسسات الاستشفائية، والتي تشكل إحدى دعامات مراجعة النظام الصحي الوطني، مهنيي الصحة من الولوج، بطريقة آمنة، إلى المعطيات الطبية للمريض في أي لحظة، بغية تسريع التكفل الطبي وتحسين الفعالية.
ومن جهته، يهدف برنامج الوحدات الطبية – مؤسسة محمد الخامس للتضامن، الذي أطلق جلالة الملك مرحلته الثانية اليوم الثلاثاء، إلى تحسين ولوج ساكنة العالم القروي للخدمات الصحية، ويمثل نموذجا جديدا للتدخل الطبي يزاوج بين توفير العلاج عن القرب والتطبيب عن بعد.
ويعتبر هذا البرنامج ثمرة شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية والشركة المزودة Mediot Technology. وفي مرحلته الأولى، هم هذا البرنامج الرائد الذي أطلقه الملك محمد السادس في 28 أكتوبر 2023، نشر 50 وحدة صحية متنقلة مجهزة بتقنيات الاتصال موزعة على أربعة وثلاثين إقليما وتسع جهات بالمملكة، فيما يتم بموجب المرحلة الثانية من نفس البرنامج نشر 50 وحدة صحية أخرى من نفس النوع.
وتضم كل وحدة صحية متنقلة جناحا طبيا، يتكون من قاعتين متعددتي الأغراض للاستشارة والعلاج، مجهزتين بالأدوات الطبية الأساسية، والعتاد الطبي، وأنظمة الاتصال بالإضافة إلى مجموعة متكاملة من المعدات الطبية الحيوية من الجيل الجديد، التي يتم استغلالها في إجراء الاستشارات عن بعد.
ويتولى تأمين العمل بهذه الوحدات فريق متخصص يضم (طبيبا عاما وممرض(ت)ان وإطارا إداريا) مهمته تقديم استشارات في الطب العام بشكل حضوري، إضافة إلى الخبرة الطبية المتخصصة عن بعد، وكذا إجراء التدخلات المتنقلة، وتتبع برامج الصحة العامة.
ويبقى الالتجاء إلى الخبرة الطبية عن بعد، من اختصاص الطبيب العام، الذي يجري الاتصال كل ما استدعت الضرورة رأيا أو مساعدة من أجل الاختبارات الطبية حسب التخصص المطلوب (أمراض النساء والتوليد، طب الأطفال، أمراض الغدد، الأمراض الجلدية، الأنف والأذن والحنجرة، أمراض القلب، أمراض الرئة وأمراض الكلى) بطبيب متخصص يعمل انطلاقا من المنصة المركزية للتطبيب عن بعد، متصلة بكافة الوحدات الطبية المتنقلة.
وبهذه المناسبة، تابع الملك محاكاة لعملية خبرة طبية عن بعد، أمنها بشكل مشترك طبيب عام، انطلاقا من الوحدة الطبية، وأطباء متخصصون على مستوى المنصة المركزية للتطبيب عن بعد بالدار البيضاء.
ومكنت الـ50 وحدة صحية المتنقلة المجهزة بتقنيات الاتصال عن بعد التي تم تعميمها في إطار المرحلة الأولى، وإلى غاية 25 مارس الجاري، من تقديم 119 ألف 532 خدمة طبية لفائدة 104 آلاف و41 شخصا (65 بالمائة نساء). واستفاد 96 ألف و753 منهم من استشارات طبية وتلقوا علاجات عامة، فيما تمت الاستعانة بالخبرة الطبية عن بعد بالنسبة ل 11 ألف و989 حالة في مختلف التخصصات المتوفرة.
وسلم الملك محمد السادس نصره الله، بهذه المناسبة، بشكل رمزي، ثلاث سيارات إسعاف و5 سيارات نفعية هبة من مؤسسة محمد الخامس للتضامن، لممثلين عن الجماعات الترابية ل« أداسيل » و »تلات نيعقوب » و »تيزي نتيست » المتضررة من زلزال الحوز في 8 شتنبر، وخمس جمعيات.
ويتعلق الأمر بهبة عبارة عن 46 سيارة لفائدة جماعات ترابية، وجمعيات وتعاونيات من جميع جهات المملكة.



ذكرى الراحل رحمه الله ملك المغرب محمد الخامس طيب الله ثراه

عبدالحق خرباش ..21.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
ذكرى الراحل رحمه الله ملك المغرب محمد الخامس طيب الله ثراه
تحل يوم غد الخميس (عاشر رمضان) ذكرى وفاة أب الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس، قدس الله روحه، وهي مناسبة يستحضر من خلالها المغاربة قاطبة التضحيات الجسام التي بذلها الملك الراحل من أجل بلاده وشعبه، وكذا نضاله وكفاحه من أجل الحرية والاستقلال، و اللحمة القوية التي تربط بين الشعب المغربي والعرش العلوي المجيد.
وكان بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس قد أسلم الروح إلى باريها في العاشر من رمضان من سنة 1380 هجرية (الموافق لـ 26 فبراير 1961)، وذلك بعد سنوات قليلة من تخليص الوطن من ربقة الاستعمار ونيل استقلال المملكة. وشكلت وفاته رزءا فادحا للأمة، ولحركات المقاومة والتحرير، التي كانت ترى فيه، طيب الله ثراه، أحد أبرز أقطاب حركة التحرر الوطني ورمزا لكفاح الشعب من أجل الظفر بالاستقلال والكرامة والتقدم.
ويشكل تخليد هذه الذكرى عربونا عن الوفاء والتشبث الثابت بذكرى ملك عز مثيله، فضل التضحية بالغالي والنفيس، وتحمل مرارة المنفى على الخنوع والاستسلام في وجه المستعمر، فهو الذي اعترض، باسم المبادئ المؤسسة للأمة، اعتراضا قطعيا على التنازل عن السيادة الوطنية أو الدخول في أي نوع من المساومة مع سلطات الحماية.
وطوال مسيرة كفاحه ضد الاستعمار، كان جلالة المغفور له محمد الخامس يؤدي واجبه بتشاور دائم مع الحركة الوطنية، معبرا بذلك عن حرص ثابت على تدعيم ورص صفوف مختلف مكونات المقاومة، وذلك من منطلق الوعي بأن التحرير واستعادة السيادة رهين بالعمل الجماعي والمنسق، القائم على أساس التشبث بالإيمان وتحسيس وتعبئة الشعب المغربي.
ولقد حاول الكيان الاستعماري، الذي جثم بثقله على المغرب لأزيد من أربعة عقود، تسخير كافة الوسائل وتوظيف جميع الأساليب المتاحة للمساس بالوحدة الوطنية والنيل من الرباط المتين الذي جمع بين جلالة المغفور له محمد الخامس وشعبه الوفي، مستهدفا من خلال ذلك، طمس معالم آصرة قوية جسدتها رابطة البيعة وتشبث الشعب المغربي القوي بالعرش العلوي المجيد.
وخدمة لهذا الغرض الدنيء، لم تتوان سلطات الحماية عن محاصرة القصر الملكي بواسطة قواتها يوم 20 غشت من سنة 1953، مطالبة جلالة المغفور له محمد الخامس بالتنازل عن العرش. فما كان منه، طيب الله ثراه، إلا أن آثر النفي على الرضوخ لإرادة المستعمر، مصرحا، بكل ما أوتي من إيمان وثقة في الله، أنه لن يضيع الأمانة التي وضعها شعبه الوفي على عاتقه، والمتمثلة في كونه سلطان الأمة الشرعي ورمز وحدتها وسيادتها الوطنية، وفاء منه لرابطة راسخة جسدتها البيعة الشرعية.
وأمام المواقف الوطنية السامية التي أبان عنها بطل التحرير، وسعيا منها إلى النيل من تلاحم الشعب المغربي الوطيد بملكه الشرعي، في الشمال كما في الجنوب وفي الشرق كما في الغرب، أقدمت سلطات الاحتلال على تنفيذ جريمتها النكراء بنفيه ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني والأسرة الملكية الشريفة، إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى مدغشقر.
وما أن عم الخبر ربوع المملكة وشاع في كل أرجائها حتى ثار الشعب المغربي في انتفاضة عارمة، وتفجر غضبه في وجه الاحتلال الأجنبي، معلنا بداية العمل المسلح وانطلاق العمليات البطولية التواقة إلى ضرب غلاة الاستعمار ومختلف مصالحه وأهدافه.
وأثمرت هذه الأعمال البطولية الباسلة عن عودة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى إلى أرض الوطن، معلنا انتهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال، ومجسدا بذلك الانتقال من معركة الجهاد الأصغر إلى معركة الجهاد الأكبر، وانتصار ثورة الملك والشعب المجيدة التي جسدت ملحمة عظيمة في مسيرة الكفاح الوطني الذي خاض غماره الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد، من أجل حرية الوطن وتحقيق الاستقلال والوحدة الترابية.
وبذلك برهن الشعب المغربي للعالم بأسره عن تعلقه الدائم وتشبثه المتين بوطنه وملكه، مبديا استعداده القوي واللامشروط لخوض أشد المعارك وتخطي أعتى الصعاب، ذودا عن مقدساته وصونا لكرامته.
وهكذا، وبفضل هذه الجهود الدؤوبة كان من الممكن خوض المعركة السياسية، التي آتت أكلها بفضل المواقف البطولية لأب الأمة، الذي قرر مواجهة الأمر الواقع المفروض من طرف السلطات الاستعمارية، التي بلغت ذروة سطوتها من خلال التآمر ضد الشرعية التي يجسدها العرش، وذلك عندما قرر المحتل الغاشم إجبار عاهل البلاد وعائلته الكريمة على تكبد قساوة المنفى السحيق.
وما لبث أمل المستعمر أن خاب بفعل المقاومة الباسلة التي أبان عنها جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، وكذا نتيجة الدعم القوي الذي أظهره شعبه الأبي خلال هذه المحنة. فبفضل تجند الشعب المغربي من أجل عودة الملك الشرعي ورمز السيادة الوطنية من المنفى السحيق، أحبطت المؤامرة وعاد الملك المجاهد إلى بلاده، حاملا بشرى انتهاء عهد الحجر والحماية.
وقد نجح المغرب بفضل المعركة التي خاضها الملك المجاهد محمد الخامس جنبا إلى جنب مع الحركة الوطنية، في إثارة الاهتمام الدولي بقضيته، ما مكنه من الانعتاق من ربقة الاستعمار، لينكب على تشييد الصرح الوطني وبناء الدولة المغربية الحديثة.
وبعد أن لبى أب الأمة داعي ربه، واصل رفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، ترسيخ هذه المكتسبات من خلال الالتزام بتنفيذ ورش ضخم لتنمية البلاد اقتصاديا واجتماعيا.
ووفق ذات الرؤية السديدة، انكب بكل عزم وتفان، وارث سره، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على مواصلة تفعيل وتدعيم هذا المسار النير، عبر جعل المغرب ينخرط في مرحلة جديدة، وهي مرحلة الحداثة والتنمية التي تستمد قوتها، على الخصوص، من تلك العروة الوثقى التي تربط بين جلالة الملك وشعبه، من أجل مواجهة كل التحديات وتخطي كافة الصعاب.
(ومع: 20 مارس 2024)



زيارة ضريح محمد الخامس طيب الله ثراه 21.03.2024

عبدالحق خرباش ..21.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
زيارة ضريح محمد الخامس طيب الله ثراه 21.03.2024
بمناسبة حلول ذكرى وفاة أب الأمة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، قدس الله روحه، قام وفد عن الحكومة المغربية ، وكذلك جميع الإدارات العسكرية ، الأمن ، الدرك ، القوات المسلحة الملكية ، الأحزاب ، المجتمعات المدنية ، صباح اليوم الخميس، بزيارة لضريح محمد الخامس، للترحم على المغفور له محمد الخامس، الذي كان قد أسلم الروح إلى باريها في العاشر من رمضان من سنة 1380 هجرية (الموافق لـ 26 فبراير 1961).
وبعد قراءة الفاتحة على روحه الطاهرة، دعا الكل ، رافعين أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يتغمد جلالته بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه ويمطر شآبيب رحمته وغفرانه على المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه.



المغرب .. الدرس الثاني من الدروس الحسنية

عبدالحق خرباش ..18.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
الرباط – ترأس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، اليوم الاثنين بالقصر الملكي بالرباط، الدرس الثاني من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية لسنة 1445 هـ.
وألقى الدرس بين يدي أمير المؤمنين، السيد بهاء الدين محمد الندوي، نائب رئيس جامعة دار الهدى الإسلامية بالهند، متناولا بالدرس والتحليل موضوع “أهمية الدعوة الدينية ومكانة الدعاة”.
واستهل المحاضر هذا الدرس بالإشارة إلى أن من عدل الله سبحانه وتعالى وشفقته أنه لم يترك الناس سدى، بل أرسل إليهم الرسل والأنبياء يدعونهم، وجعل هؤلاء الرسل يستنفرون لهذه الدعوة من يرثونهم فيها من العلماء بنفس شروط الرسل، وهي التوحيد والإخلاص وحب الخير للناس.
وتطرق المحاضر إلى موضوع الدرس من خلال أربعة محاور تتمثل في الدعوة قبل الإسلام، والدعوة إلى الإسلام كما بلغها رسول الله صلى الله وعليه وسلم، والدعوة في تاريخ المسلمين بعد النبوة، والدعوة في السياق الحالي.
وأبرز السيد بهاء الدين محمد الندوي، في هذا الصدد، أن الله تعالى بعث إلى الناس رسلا وأنبياء، موضحا أن القرآن الكريم ذكر أسماء خمسة وعشرون منهم، وقد أرسلوا إلى أقوامهم في المجال الواقع في شبه جزيرة العرب والشام، في مدة زمنية من نوح إلى بعثة الإسلام مرورا بإبراهيم وموسى ووصولا إلى عهد عيسى عليهم السلام. وأشار إلى أن بين بعثة وأخرى مدة يفتر فيها الدين أو العمل به فيحتاج الأمر به إلى دعوة رسول جديد.
ولفت إلى أن موضوع دعوة الأنبياء والرسل هو الإيمان بالله الخالق، ذلك لأن عبادة الله الغني تعطي المعنى للحياة وهدفها إحسان الإنسان لنفسه، مسجلا أن الإشكال الأكبر الذي واجه الدعاة والأنبياء والرسل هو الإقناع بالتوحيد أي إفراد الله الخالق بالعبودية.
وأبرز أن الوصف القرآني تضمن عناصر مشتركة بين دعوات كل الأنبياء، وهي بيان أن النبي يدعو إلى الله الواحد، وأن الرسول يبذل الجهد في النصح ويجادل بالبينة والإقناع البعيد عن الإكراه، متبرئا مما ينسبه له المكذبون من الدعاوى.
وأشار المحاضر إلى أن الله بعث رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالبيان في القرآن، وأن الدعوة هي لهداية الإنسان إلى الاعتدال، ومن ذلك إصلاح الدنيا بالآخرة، مشددا على أن الدعوة المحمدية بدأت بالإصرار على الحق في مواجهة الاضطهاد الذي انتهى بهجرته صلى الله عليه وسلم واضطراره على الدفاع العسكري عن دعوته حتى تنتصر، لأنها ليست مشروعا شخصيا بل هي تكليف رباني لاخيار فيه.
واعتبر أن كمال عناصر الدعوة يتمثل في كونها تدور على الأخلاق موضوعا ومنهجا، لافتا إلى أن نتيجة هذه الدعوة بهذا الكمال الأخلاقي كانت هي ميلاد نموذج خير من المجتمع صار مرجعا في حياة الإنسانية.
وشدد على أن التحدي الكبير هو في الفهم الصحيح لموضوع الدعوة بالنسبة للحياة أو للمجالات التي يغطيها الدين ويكون السلوك فيها، وعلى رأسها قيمة العدل، مبرزا أن التنزيل التاريخي للدعوة المحمدية يفيد بأن هذا الدين هو موضوع الدعوة شامل لكل مناحي حياة الافراد والجماعات والأمة.
ولأن عنوان هذه الشمولية، يضيف المحاضر، في فهم الناس العادي هو السياسة والدولة فإن أمر الدعوة يصبح أمرا شموليا ، ذلك لأن الارتباط وثيق بين إمكانات الخلاص الفردي والخلاص الجماعي، أي أن السياسة السليمة هي الضمانة للتدين السليم على مستوى الأفراد والجماعات والأمن، كما أن التدين السليم هو رفد السياسة العادلة حقوقيا واجتماعيا.
وفي معرض حديثه عن الدعوة في تاريخ المسلمين بعد العهد النبوي وقبل السياق الحاضر، أشار المحاضر إلى أربع ظواهر تتمثل في قضية الفتوح، لأن الناس يربطون بها دخول الإسلام إلى بعض البلدان، والإشكال هنا متعلق بحكم استعمال القوة لنشر الإسلام، وذلك لأن المبدأ الأساس هو “لا إكراه في الدين”، مبرزا أن البحث التاريخي حري بأن ينصف الإسلام ويظهر أن دخوله كثيرا من البلدان على سبيل الفتح يمكن أن يظهر أن أغلبية سكان تلك البلدان سمعت بالإسلام محررا من أنواع التعسف السياسي والقهر باسم الدين، فتحمست له ونجحت بفضلها تلك الفتوح التي يمكن أن تعتبر عمليات تحرير ذاتي لا وقائع غزو أجنبي.
أما الظاهرة الثانية فتتعلق بدور التصوف في الدعوة اعتبارا لكونه مبنيا على التوحيد وداعيا إلى الأخلاق ولكونه يغطي عالم الإسلام من حيث الزمان والمكان، في حين تتعلق الثالثة بمقاربة العلماء للدعوة، لأن خدمتهم للأصلين هي في صميم الدعوة ، ولأن التراث الفقهي والحكمي الذي ألفوه خدم الدعوة بإخلاص فكل تجلياته تدل على فهم قائم على حسن النية.
وتهم الظاهرة الرابعة، بحسب المحاضر، الانتشار السلمي للإسلام على أيدي دعاة أخيار في أقاصي بلاد الإسلام، سواء كانوا من العلماء أو ممن غلب عليهم التصوف أو كانوا من التجار والرحالين.
وبعد أن توقف في موضوع الدعوة في السياق الحاضر عند بيان أنواعها، سجل المحاضر أن الدعوة تجري اليوم في سياقات متعددة لاختلاف الأسباب ومنها، أن كثيرا من أهل الأديان السابقة للإسلام لم يصدقوا أن الأديان كلها من عند الله عبر رسالات متتابعة نسخ بعضها بعضا تصحيحا للتحريف وتحقيقا للكمال.
كما لفت إلى أن أهل الدين الواحد قد انقسموا شيعا على شكل فرق عقدية ومذهبية انقساما لا يؤخذ من جهته الإيجابية على أنه الاختلاف الجزئي المحمود داخل الاجتهاد، بل يؤخذ في كثير من الأحيان على أنه مقابلة بين الحق والباطل؛ مشيرا إلى أن التطور التاريخي قد جعل المسلمين في بعض البلدان أقلية داخل أغلبية من دين آخر، الأمر الذي يجعل التساكن محفوفا بالمخاطر من جهة الإحساس بالضعف من جهة الأقلية أو الإحساس بالطغيان من جهة الأكثرية.
وأضاف المحاضر أن هناك سياقات تسعى فيها السياسة لاستعمال الدعوة الدينية وسياقات تلتبس فيها الدعوات الدينية بالدعوة السياسية، وكذا سياقات يسعى فيها بعض المنتصبين للدعوة إلى فرض توجههم القاضي ‏بأن تصحيح الدين ينبغي أن يؤتى إليه من جهة تملك السلطة السياسية.
‏أما الدعاة في هذه السياقات، يشير المحاضر، فهم أنواع منها الأفراد والجماعات والجمعيات والمؤسسات والدول، وعلى اعتبار أن الدين من حيث المبدأ هو سبيل الخير للإنسان، فالدعوة من كل هذه الأطراف خيرة ونافعة ‏وضرورية بشرط خلوها من الأغراض.
واستعرض المحاضر، في هذا الإطار، وسائل الدعوة في السياق الحاضر، سواء تلك التي يمكن وصفها بالتقليدية المعتادة؛ وهي الدعوة القولية الجماعية على سبيل الوعظ، أو أشكالها الحديثة، والتي تشمل كل الأشكال التقليدية مع فرق كبير وهو أنها قابلة للإرسال عبر وسائل إلكترونية بعيدة المدى ذائعة الانتشار.
وبعد أن تناول محفزات ومعيقات الدعوة أكد المحاضر ضرورة التعاون بين أهل الأديان كلها من أجل إقناع العالم غير المتدين بالخير الذي في الالتزام بالدين لحفظ القيم الإنسانية المشتركة بدل التنافس والاستقطاب من جهة بعض الأديان على حساب البعض الآخر، وكذا ضرورة حصول إجماع بين المسلمين على نبذ التطرف والتكفير وضرورة احترام الاختلاف الاجتهادي في الفروع المذهبية كما كان عليه سلف الأمة.
كما أكد على أهمية الاقتناع بأن الدعوة الفردية والجماعية لا يجوز أن تستغل في أغراض غير دينية تشوش على الناس باسم الدين، وكذا ضرورة الاقتناع بأن الدعوة المطلوبة في كل عصر، وفي هذا العصر بالذات هي المبنية على المثال والأسوة والنموذج على مستوى الحضارة، مشددا على أن للمسلمين مسؤولية في التحقق الأخلاقي كأمة بقيم دينهم حتى يكونوا نموذجا يقتدى بهم.
وفي ختام هذا الدرس الثاني من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية، تقدم للسلام على أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كل من الشيخ مصطفى صونطا، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية كوت ديفوار وخليفة الطريقة التيجانية بكوت ديفوار، وعبد الحكيم محمد الأنيس، كبير باحثين أول وعضو بهيئة كبار العلماء بدائرة الشؤون الإسلامية بدبي بالإمارات العربية المتحدة، والشيخ عبد الفتاح بن صالح بن محمد قديش اليافعي، المشرف العام على مركز الخيرات باليمن، وأبو بكر الزبير مبوانا، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية تانزانيا الاتحادية ومفتي الجمهورية ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالجمهورية، وأحمد النور محمد الحلو، عضو فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية تشاد والمفتي العام لجمهورية تشاد.
كما تقدم للسلام على أمير المؤمنين أكرم الندوي، مدير وأحد مؤسسي معهد السلام بأوكسفورد ببريطانيا، وسليم علوان، أمين عام دار الفتوى بأستراليا، و عومارو كامارا أبو بكر، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية ليبيريا ورئيس المجلس القومي الإسلامي بها، ومظهر محمد الحموي، عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى بالجمهورية اللبنانية، ومحمد الأمين توراي، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية غامبيا، وصالح إنداي، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية إفريقيا الوسطى، والشيخ مامادو أبودوباتشي، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية التوغو.
إثر ذلك، قدم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة، حفظه الله، نسخة مطابقة للأصل (fac-simile) من مخطوط “دلائل الخيرات” للشيخ محمد بن سلیمان الجزولي (857 هـ / 1453م) بخط محمد بن القاسم القندوسي الفاسي المتوفى بفاس عام 1278 هـ / 1861م. ويتميز رسم هذا المخطوط بميزة خاصة في نوع الخط والتزويق، ويوجد أصل هذا المخطوط في المكتبة الوطنية للمملكة المغربية تحت رقم 634 ج.



المغرب.. وفاة أشخاص وإصابة آخرين نتيجة تهور سائق النقل المزدوج حسب شهود عيان

عبدالحق خرباش ..18.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
 
المغرب.. وفاة أشخاص وإصابة آخرين نتيجة تهور سائق النقل المزدوج حسب شهود عيان
توفي في الحافلة للنقل المزدوج بمنعرج بأيت بوولي 11 شخص ، بينهم 5 من رجال و نساء التعليم وثم توجيه باقي المصابين لأزيلال و مراكش و بني ملال .
حادثة زيغ النقل عن الطريق ليوم الأحد 17 مارس الجاري 2024 ، نتج عنها 11 قتيل بينهم 5 من أشخاص من رجال و نساء التعليم ، واويزغت ، ثم نقلهم للمصحة الدولية بمراكش و المستشفى الجهوي ببني ملال و 6 بالمستشفى الاقليمي لأزيلال .
قدم عامل اقليم أزيلال و الكاتب العام للعمالة و المصالح الأمنية و رئيس المجلس الجماعي لأزيلال لمواساة المصابين و تقديم الدعم لهم ، أيضا توجه مدير الاكاديمية الجهوية للتربية و التكوين و المدير الافليمي للنعليم بأزيلال لنفس الغرض .
الحادثة وقعت بالطريق الرابطة بين أيت بوولي و ايت بوكماز على مستوى دوار بوكسيف حيث كانت حافلة للنقل المزدوج تقل أشخاص بينهم أطفال و أساتذة و أستاذات تزامنت مع العودة المدرسية .
يفيد شهود عيان أن السائق توقف بمنعرج على مستوى الدوار المذكور لتقديم المساعدة لزميل له توقفت سيارته ، ويفيد شاهد عيان أن الفرامل كانت سبب في الحادثة . .
كل السلطات وقفت بعين المكان منهم عامل اقليم أزيلال و قائد الدرك الملكي و المندوب الاقليمي للصحة و الحماية الاجتماعية لتقديم كل الخدمات الطبية وكذا السهر على كل الترتيبات لنقل المصابين وكذا مساعدة أسر الضحايا .



فاس محكمة جرائم الأموال .. أجطيوا الغازي يبرئ من التهم المنسوب إليه .

عبدالحق خرباش ..06.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
حقيقة نيوز . نت
فاس محكمة جرائم الأموال .. أجطيوا الغازي يبرئ من التهم المنسوب إليه .
علمت الجريدة ، حقيقة نيوز .نت ، أن محكمة جرائم الأموال بفاس ، نطقت ببراءة أجطيوا الغازي، الرئيس السابق لجماعة “بني فراسن”، وبرلماني سابق عن دائرة إقليم تازة ، من أجل تهمة “اختلاس وتبديد أموال عامة”.
وجاءت متابعة الغازي جطيو من طرف العدالة ، على إثر شكاية تقول بأن هذا الأخير تورط في تصرفات غير مسؤولة بميزانية الجماعة و قواعد المحاسبة العمومية، حيث أن مصالح الجماعة المكلفة بصرف الميزانية لا تمر عبر مراحلها القانونية من خلال تدوين التوريدات المسلمة للجماعة بسجلات خاصة حسب الشكاية .
وكان البرلماني السابق الغازي جطيو ، قد تعرض لعدة إستفزازات على إثر فوز زوجته برئاسة الجماعة .
وصرح هذا الأخير بأنه مغربي ويحترم القضاء ، وفوز زوجته بالرئاسة جاء مطابقا للدستور خصوصا أن إقليم تازة في سابقة أن المرأة تدخل غمار الإستحقاقات الرئاسية للمجالس ، ويتعرض الغازي لحملة تريد النيل منه شخصيا وزوجته ، وأعتبر الحكم إنصافا له وللجماعة بإقليم تازة .



الحسين الزياني رئيسا جديدا لجمعية هيئات المحامين بالمغرب

عبدالحق خرباش ..05.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET

 

 

حقيقة نيوز . نت

هسبريس من الرباط

انتخب الحسين الزياني، النقيب السابق لهيئة المحامين في وجدة، رئيسا جديدا لجمعية هيئات المحامين بالمغرب، التي جرت انتخاباتها السبت بمقر نادي المحامين في “حي تاركة” بمراكش.

وحصل الزياني على 128 صوتا من أصل 253 صوتا، متجاوزا بذلك منافسه النقيب علال البصراوي من هيئة خريبكة، الذي حصل على 94 صوتا، فيما احتل النقيب محمد زكيات، من هيئة القنيطرة، المركز الثالث بـ 29 صوتا فقط.

وجاءت النتائج النهائية لانتخاب مكتب الجمعية على الشكل التالي: النقيب الحسين الزياني رئيسا، والنقيب رضوان مفتاح (سطات)، والنقيب محمد الحامدي (مراكش) نائبين له. فيما آل منصب الكاتب العام إلى النقيب مصطفى سندال (القنيطرة)، فيما انتخب النقيب عبد العزيز بلة (تازة) نائبا له.
وتبعا للنتائج ذاتها، فقد أسندت أمانة المال إلى طارق زهير (الدار البيضاء)، وينوب عنه عبد الواحد برزوق (آسفي)، بينما أنيطت بالنقيب محمد بومليك (فاس) مهمة مكلف بالشؤون الاجتماعية، وانتخب عبد الصمد ناصح (طنجة) نائبا له.

كما عرفت اللائحة انتخاب عبد الكبير طبيح (الدار البيضاء) مكلفا بالشؤون الثقافية، وينوب عنه حاتم بكار (القنيطرة)، فيما آل منصب المكلف بشؤون التمرين إلى وليد رحال (الدار البيضاء)، وينوب عنه عمر محمود بنجلون (الرباط).

 




أنظومة “التفاهة اندبندنت عربية كثر “التافهون.

عبدالحق خرباش ..04.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET

 

حقيقة نيوز . نت
اندبندنت عربية كثر “التافهون.

غني عن البيان أن أنظومة “التفاهة” قد سيطرت بقوة بعد تطور التكنولوجيا المذهل وعصر الفضاء الافتراضي بحيث كثر “التافهون” الذين باتوا يمتلكون منبراً إعلامياً وصارت لهم كلمة مهما كانوا تافهين. فخلقت هذه الأنظومة موازين قوى جديدة في المجتمعات المعاصرة. هكذا صارت للقطيع الافتراضي كما يحلو لي أن أسميه سلطة وأصبح صوت “التافهين” مؤثراً. يحضرني في هذا السياق كتاب آلان دونو “نظام التفاهة”. وعليه، تسود منافسة شديدة، اليوم، بين التافه الافتراضي من جهة والمثقف الافتراضي من جهة أخرى، أو بالأحرى بين العصبة التافهة الافتراضية والثلة المثقفة الافتراضية التي حلت محل الإنتلجنسيا وجماعة المثقفين العضويين والكليين. إذاً، سلطة جديدة بدأت تتكون في الفضاء الافتراضي أو العمومي هي سلطة التافه الافتراضي أو بالأحرى سلطة العصبة التافهة الافتراضية.
انكفاء الفلسفة وتراجع العلوم الإنسانية
نعود إلى أصل المشكلة. فازدهار العلم الحديث وتقدمه السريع وانتشار التعليم لم يترافق مع بناء الإنسان في غالبية المجتمعات. وازداد الأمر سوءاً مع انكفاء الفلسفة وتراجع العلوم الإنسانية. لا ننسى أن كنط كان قد حدثنا منذ نهاية القرن الـ18 في تصدير كتابه الأعظم “نقد العقل المحض” عن ازدراء عصره للميتافيزيقا، أي عن ازدراء الفلسفة. ولا ننسى أيضاً المقولات التي راجت في النصف الأول من القرن الـ20 عن موت الفلسفة ونهايتها، وعن موت الميتافيزيقا ونهايتها وإحلال نشاطات أخرى مكانها. وقد اعتبر جيل دولوز وفيليكس غاتاري هذه المقولات في كتابهما “ما الفلسفة”؟ مجرد ثرثرات متعبة وعديمة النفع. وعليه، كثرت الشهادات العلمية العليا، لكن غاب الإنسان، لأن علوم الطبيعة معطوفة على علوم المال لم تستطع في ظل رأسمالية متوحشة أن تبني الإنسان. وزاد الطينة بلة في بعض المجتمعات تقدم الأصوليات الدينية والأيديولوجيات الاستبدادية التي احتلت الساحة التي تركتها الفلسفة والعلوم الإنسانية. عندئذ، أعيد بناء الإنسان، لكن بصورة مشوهة مزيفة مريضة لا تتناسب مع العصر الراهن، عصر الحداثة والديمقراطية والمجتمعات المتنوعة واختلاط الشعوب والثقافات. فتنوع المجتمعات البشرية المعاصرة يفرض على فلسفة اليوم أن تؤسس للاختلاف بالاستناد إلى لا يقينيتها. وغياب الفلسفة بهذا المعنى أنعش الأصوليات الدوغمائية من كل الأنواع، الإيمانية والإلحادية، وأعادنا إلى البربرية والتوحش! حتى الملحد الذي يزعم القبض على الحقيقة لا يقل خطراً عن المؤمن الذي يزعم الزعم نفسه! فكلاهما يفكر بالطريقة ذاتها!
إذاً، فالاجتماع البشري المعاصر بسبب تنوعه الشديد به حاجة ماسة إلى الفلسفة لكي يعيش بسلام، وإلا تفسخ وتفجر من داخله! وعليه، فالفلسفة العقلانية المستنيرة، اليوم، وحدها التي تؤسس للاختلاف والتعايش بين البشر.
هذا الإنسان الذي لم تستطع علوم الطبيعة أن تبنيه والذي تشوه بناؤه مع الأصوليات الدينية والأيديولوجيات الاستبدادية تحول إلى إنسان تافه وحتى إلى إنسان فاسد، لا سيما مع انبلاج عصر الفضاء الافتراضي، همه جمع المال والعيش بتفاهة بحيث زاد نمط الاستهلاك المفرط. الاستهلاك ومزيد من الاستهلاك. هذا هو شعار الرأسمالية الذي روجته للمجتمعات الحديثة حتى تستطيع أن تبقي عجلة الاقتصاد تدور بأقصى سرعة، فتجمع المال الوفير وتتحكم بمصير الشعوب. وأكبر مثال على ذلك القطاع المصرفي في لبنان الذي كان يضم خيرة الشباب المتعلم في لبنان، ومع ذلك تحول إلى قطاع فاسد، إذ كان سبباً رئيساً في أكبر انهيار مالي عرفه لبنان.
شعار العالم الافتراضي
من سيئات العالم الافتراضي أنه سمح للدهماء والغوغاء بأن تكون لهم كلمة مسموعة مهما كانت تافهة، وأن يكون لهم منبر يتكلمون منه. وبما أنهم كثر فقد صار بإمكانهم أن يتكتلوا في مجموعات كبيرة ليمارسوا نوعاً من سلطة التفاهة ضد كل مدون لا يعجبهم، حتى لو كان من أرقى الناس. وسيلتهم في الاعتراض الاعتراض الفظ والمسيء والمخل بالآداب وغير اللائق. في أدبيات الصحافة اللبنانية كلنا نتذكر أن شعار صحيفة “السفير” كان العبارة التالية: “صوت الذين لا صوت لهم”. أما اليوم فقد بات شعار العالم الافتراضي: “صوت للجميع”! أجل، تحول الفضاء الافتراضي إلى منبر للجميع حتى لمن لا يستحق أن يكون له منبر أو صوت. وهذا ما يفرض علينا، نحن المثقفين، تحدياً كبيراً في الأقل لإيجاد نوع من الإطيقا لتنظيم هذا التلاقي البشري العظيم.
الكتاب الفرنسي بالترجمة العربية (نيل وفرات)
هذا الانحدار في الثقافة وهذا التراجع في بناء الإنسان ترافقا مع انهيار سلطة الأهل، لا سيما انهيار سلطة الأب، مهما كانا صارمين منذ أن صار بيد الولد تليفون ينقله إلى العالم أجمع مع ما فيه من أشياء نافعة وأشياء ضارة! هنا لا بد من طرح السؤال التالي: هل مات الأب؟ نعم يبدو أنه مات وفقد سلطته! لقد مات الأب وأجهزت عليه التكنولوجيا. وما موته إلا حلقة في سلسلة: موت الله، وموت الإنسان، وموت الذات، وموت المؤلف… وموت الأب هذا ساعد في انتشار نظام التفاهة وتعميمه.
سلطة التفاهة
وعليه، فمع دخولنا عصر الفضاء الافتراضي تكتل التافهون في مجموعات افتراضية وتحولوا إلى سلطة تافهة، وذلك عندما لا تلتزم الدهماء والغوغاء إطيقا العالم الافتراضي وآدابه، تتحول إلى قطيع تافه وإن كان متعلماً. خطورة هذا القطيع أنه بات يمتلك سلطة بفعل عدده الكبير. هكذا يصير للتفاهة سلطة في عصر نظام التفاهة، فتؤثر في الحياة العامة عندما يتصدى لها الأوغاد. وليس مصادفة أن يسعى المرشحون للانتخابات الرئاسية في أميركا، الدولة العظمى، إلى استرضاء الناشطين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي. وعليه نرى تراجعاً لقيم الحداثة، إذ باتت الديمقراطية تعمل ضد نفسها. وقد تنتج أحياناً ديمقراطية مضادة لأن الديمقراطية عندما ننزع عنها القيم التي تتضمنها وتصاحبها، تتحول إلى ديمقراطية رثة وفارغة. فالديمقراطية لا تنحصر في إواليات وآليات انتخابية فحسب، بل تتجلى أكثر في القيم الديمقراطية. وقد سبق للشعب الألماني في لحظة مأسوية وفارقة من تاريخه أن أنتج هتلر والنازية بآليات الديمقراطية نفسها. وهذا مما دفع دولوز وغتاري في كتابهما المشترك “الآنتي أوديب” إلى تحليل هذه الظاهرة بالقول إن الشعب الألماني رغب فعلاً في النازية. لذا، علينا البدء بدراسة العلاقات بين السلطة والتفاهة، لا أن نكتفي كما ذهب فوكو في مرحلته النسابية بدراسة العلاقات بين السلطة والمعرفة، لا سيما في كتابيه: المراقبة والمعاقبة، وإرادة المعرفة.
مهمة المثقف الافتراضي
ما يرمي إليه المثقف الافتراضي، في المبدأ، هو معارضة السلطة القائمة النازعة بطبيعتها إلى تجاوز حدودها، وذلك التزاماً منه مبادئ معينة من أجل السير بالمجتمع نحو الأفضل وتحقيق المصلحة العامة، وفي حالات معينة من أجل خير الإنسانية جمعاء. فالمثقف الافتراضي لديه “رسالة” وإن كانت متواضعة جداً، يريد إيصالها إلى المجتمع. أما التافه الافتراضي الذي هو فرد من مجموعات تافهة افتراضية تعتمد استراتيجية التدخل الجماعي المتعسف المباشر من أجل فرض رأيها وتوحيد تفاعلاتها على منشورات بعينها من منشورات العالم الافتراضي، فليس لديه ما يخسره وما يقوله. هو تافه من كل الجهات حتى لو كان متعلماً. هو كائن طفيلي فارغ لا يعيش إلا بالإساءة إلى الآخرين. لذا، يتجه إلى التكتل والاحتشاد في مجموعات من أجل تكوين نوع من السلطة القائمة على العدد والقطيع وعلى توحيد الموقف مهما كان مبتذلاً وسخيفاً، غايتها التصدي للمثقف الافتراضي وإيذاؤه وإهانته والإساءة إليه ونشر التفاهة في المجتمع وإشاعة اللامبالاة تجاه قضايا المجتمع وهمومه. وبما أن عدد التافهين الذين يرتادون مواقع التواصل الاجتماعي كبير جداً، وهم مستعدون للتعاون والتآزر في ما بينهم، فإن سلطتهم التي هي سلطة التفاهة، لا يستهان بها. وقد تكبر مع الزمن إذا لم يتصد لها المثقفون الجديون الافتراضيون. نحن لا نتكلم هنا على التفاهة المعممة ونظامها أو أنظومتها المبتذلة، بل على السلطة التي تنتج من نظام التفاهة المعمم هذا. وعليه، فالمطلوب اليوم من المثقف الافتراضي الذي ملأ الفراغ الذي تركه موت المثقف الكلي والمثقف النوعي والمثقف العضوي وجميع أنواع المثقفين الآخرين الذين سبقوه، أن يناضل ضد هؤلاء التافهين الذين يتحالفون مع أوغاد السياسة. وعليه، فإن على المثقف الافتراضي أن يحارب على جبهتين: ضد السلطة القائمة التي تنزع نحو الطغيان، فالمثقف الافتراضي لديه مشروع تغييري وإن كان متواضعاً جداً، ضد سلطة التفاهة، أو بالأحرى ضد التافهين الافتراضيين أو ضد العصبة الافتراضية أو القطيع الافتراضي. ولعل الحرب على الجبهة الثانية أشد ضراوة وشراسة من الحرب على الجبهة الأولى.
لقد تحول الفضاء الافتراضي بسرعة إلى ساحة عامة للحوار والنقاش والتلاقي بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وحل محل الأغورا اليونانية. لذا، من الضروري أن نرسم إطيقا أو شرعة لهذا التواصل الإنساني حتى نحافظ على النبالة ولا ننقل الحرب من الواقع العيني إلى الواقع الافتراضي. وبإمكاننا القول إن كل حساب افتراضي هو بمنزلة منزل افتراضي يستضيف عدداً لا متناهياً من الضيوف ويحل ضيفاً على عدد لا متناه من المنازل الافتراضية. وليس من آداب الصداقة الافتراضية أن تسيء بصفتك مدوناً أو صاحب حساب، إلى من قبلك صديقاً عزيزاً على صفحته وضيفاً مكرماً في منزله الافتراضي، أو تسمح بالإساءة له على صفحتك من أي شخص كان! بإمكانك إذا كانت منشوراته وكتاباته لا تعجبك أن ترتاح من مشاهدتها، وأن تحذفه ببساطة من قائمة أصدقائك أو حتى أن تحظره. كما ليس من شرعة الأغورا الحديثة أن تتدخل بشكل تعسفي في ما يكتبه غيرك على صفحته، وأن تعترض عليه بطريقة فظة وغير مهذبة، مما يعني أنه لا علاقة لك بالصداقة لا من قريب ولا من بعيد، وأنك صاحب أيديولوجيا غير مقنعة وظلامية تريد أن تفرضها على الناس. ونلاحظ أن صاحب الأيديولوجيا، لا سيما صاحب الأيديولوجيا الدينية مهما كان انتماؤه بسيطاً إليها، لا يمكن أن ينتفع من المستنير بشيء، كما لا يمكن للمستنير أن ينتفع منه بشيء. هذا الفضاء الافتراضي الذي صار مكان تلاقينا إما نجعله واحة للسلام والنبالة والأخلاق الرفيعة، وإما لا يكون. فنحن نريد أن نرتقي لا أن ننحط ونتراجع.
عالم التكنولوجيا بعد 2023 ليس كما قبله
وعليه، بقوة دخل العالم الافتراضي حياتنا، وصرنا، بصورة أو بأخرى، من رواده الدائمين، بل والمقيمين فيه، حتى تكاد تكون حياتنا الافتراضية هي الحياة، وحياتنا العينية مجرد حياة ملحقة بحياتنا الافتراضية. لذا، وجب أن نفكر في الإطيقا أو شرعة الآداب الخاصة بهذا العالم إذا ما أردنا لحوارنا الافتراضي أن يكون جميلاً ومفيداً، حتى لا تسود الغوغاء والديماغوجية وتتحكم سلطة التفاهة بحياتنا. وقد أثبتت جائحة كورونا وما نتج منها من عزلة أن بإمكان الإنسان المعاصر أن يكتفي بالعيش في الحياة الافتراضية لمدة طويلة.
ينشئ كل شخص، من حيث المبدأ، حساباً أو حسابات خاصة به من أجل التلاقي والتعارف وإيصال رسالة يود إيصالها، ومن أجل إضافة مزيد من البهجة والمتعة والفرح على حياته وحياة أصدقائه. لكن، في الواقع، تحصل إساءات كثيرة تفرض علينا أن ننظم هذا العالم عبر آداب خاصة به. يأتي في طليعة الآداب أن يحظى المنشور الذي قرئ بتعليق أو في الأقل بتفاعل حتى نسهم في إيصال المنشور إلى أكبر عدد ممكن من الأصدقاء، لا سيما إذا وجدناه بارزاً ومثيراً للانتباه. في المقابل على صاحب المنشور أن لا يتجاهل التعليقات على منشوره حتى لو لم تعجبه، فيتفاعل معها ويرد عليها إن كان ذلك ممكناً. ومن الآداب أن يكون المرور لائقاً محترماً ويحافظ على كرامة صاحب الحساب. وعندما لا يكون كذلك نلجأ إلى سلاحي الحذف والحظر. “قل كلمتك باحترام وامش!”. ذاك هو شعار الصداقة الافتراضية.
والاهتمام بالأصدقاء، بأفراحهم وأتراحهم ونجاحاتهم ومناسباتهم، وعدم التطفل عليهم باستسهال اللجوء إلى التواصل عبر الخاص من الآداب الافتراضية أيضاً. فالخاص لا يستحسن اللجوء إليه إلا بعد صداقة وتفاعل طويلين أو لأمر مهم، وليس بقصد التطفل والإزعاج والثرثرة واللغو. ويستحسن في المنشور أن يكون موجزاً قدر الإمكان حتى يمر عليه القارئ وحتى تصل الفكرة بسرعة إليه. فالتفاعل يقوى مع الأفكار الثاقبة والمختصرة. كما يستحسن في التعليق أن يكون قصيراً بقدر الإمكان. ولا بد من الأمانة في النقل والإشارة إلى صاحب المنشور الأصلي، إذ لا يجوز أن نسرق منشورات وننسبها إلى أنفسنا. كما علينا ألا نتناقل الأخبار إلا من مصادر موثوقة. ويستحسن عدم تناول الموضوعات الحساسة الخادشة للحياء إلا بطريقة ذكية جداً، والابتعاد عن ازدراء الأديان مع الحفاظ على جانب النقد حتى للأديان.
وأخيراً، لا بد من التعريف بالهوية عند طلب الصداقة، إذ لا يجوز أن تطلب الصداقة وليس في حسابك مما يدل على شخصيتك. وعليك أن تنظر إلى صفحة صديقك كما لو كانت منزلاً افتراضياً حللت ضيفاً مكرماً عليه. لذا، من الواجب أن لا تسيء إليه وألا تسمح لأحد بالإساءة إليه على صفحتك. إذاً، علينا أن نكون على مستوى المسؤولية التي يفرضها علينا واقع الفضاءات الافتراضية المعاصرة. فلا نكون مجرد أوغاد تافهين غايتنا الإساءة والإزعاج. ما نريده ليس أن ننتقل من تفاهة السلطة إلى سلطة التفاهة، بل أن ننتقل من تفاهة السلطة وشعبويتها وابتذالها وانحطاطها إلى سلطة الثقافة الافتراضية و”نخبويتها” بالمعنى الإيجابي. علينا أن نستغل ما أتاحته لنا التكنولوجيا لنصل إلى هذا المستوى الراقي من الحياة الافتراضية. وعليه، يجب الانتباه إلى هذه الظاهرة الحديثة التي أنتجتها التقنية المعاصرة والتصدي لها وأخذ المواقف منها، إذا ما أردنا للمجتمع أن يتقدم وأن يعيش بسلام.

 




تازة .. رقم التدخلات للوقاية المدنية بتازة ينم عن الجاهزية 24/24 ووصل إلى 8425 بالنسبة للسنة الفارطة 2023

عبدالحق خرباش ..03.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
حقيقة نيوز . نت
تازة .. رقم التدخلات للوقاية المدنية بتازة ينم عن الجاهزية 24/24 ووصل إلى 8425 بالنسبة للسنة الفارطة 2023
تم يوم الجمعة 01.03.2024 بمدينة تازة ، تخليد اليوم العالمي للوقاية المدنية تحت شعار “التكنولوجيات المبتكرة في خدمة الوقاية المدنية”.
تميز تخليد هذا الحدث، الذي جرى بحضور عامل إقليم تازة السيد مصطفى المعزة ، السيد رئيس الحامية العسكرية بإقليم تازة ، السيد الوكيل العام للملك ، السيد القائد الجهوي للأمن ، السيد القائد الجهوي للدرك الملكي ، السيد القائد الإقليمي للقوات المساعدة ، المجلس العلمي ، السادة نواب الأمة ، المنتخبون ، السيد الكاتب العام للعمالة بإقليم تازة ، باشا مدينة تازة وشخصيات مدنية أخرى . ، بالإظافة إلى رؤساء الأقسام الوزارية بالإقليم .
أكد القائد الإقليمي للوقاية المدنية بمدينة تازة ، في حصيلة وزعت على الشكل التالي ، 216 تدخلا في ما يخص الحرائق ، أما فيما يخص حوادث سير بلغ الرقم إلى 1771 تدخلا ، وتنوعت عملت التدخلات وشملت 6350 إغاثة الأشخاص ، ووصل العدد إلى 88 تدخل آخر .
بالنسبة للسكنيات وصل الرقم إلى 26 عملية إطفاء ، الحرائق الأخرى 83 عملية ، غاز البوتان 10 تدخلات، النقل 8 تدخل، و61 تدخل هم حرائق أخرى.
شملت ثلاث سنوات الأخيرة 2021، بما مجموعه 5579 تدخل همت الحرائق 268 تدخل، حوادث السير 1147 تدخل، إغاثة الأشخاص بما مجموعه 4076 تدخل.
أما سنة 2022، فقد عرفت حصيلة تدخلات المديرية الإقليمية للوقاية المدنية بتازة، 6071 تدخل، همت الحرائق ب 221 تدخل، حوادث السير 995 تدخل، إغاثة الأشخاص ب 4681 تدخل.
الحصيلة السنوية المقدمة عن المديرية، همت كذلك الدورات التكوينية وتدريب مجال الإسعافات الأولية ومكافحة الحرائق، وكذا الزيارات للمديرية لمجموعة من المصالح في إطار اتفاقية الشراكة، والتي تضم كل من القوات المسلحة الملكية (50 مستفيد)، الأمن الجهوي (114 مستفيد)، إدارة السجون (25 مستفيد)، مركز السلام غاز، مراكز تجارية كبرى، كما شملت بعض الحملات التحسيسية بمخاطر الحرائق لتجار المدينة القديمة، وحرائق الغابات للساكنة المجاورة وغيرها
يذكر أن الشعار الذي اختارته المنظمة العالمية للوقاية المدنية جاء بالنظر إلى أهمية الوسائل التكنولوجية في إدارة و تدبير المخاطر، لاسيما مع تزايد حدة الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية، ما يقتضي إعادة النظر في الاستراتيجية والوسائل المستعملة والرفع من النجاعة والكفاءة لتسيير عمليات الإغاثة والإنقاذ.
ومن هذا المنطلق، فإن البحث العلمي في مجال التكنولوجيا يضع رهن إشارة الجهات الفاعلة في مجال الحماية المدنية حلولا مبتكرة تمكن من تعزيز تفاعلها والرفع من نجاعة عملياتها.
يذكر أن المنظمة الدولية للوقاية المدنية أقرت هذا اليوم العالمي سنة 1990، حيث يعد مناسبة للتوعية والتحسيس بأهمية الوقاية المدنية وتجديد التزام الدول بتوفير الحماية والمساعدة للسكان في مواجهة الكوارث الطبيعية أو الكوارث من صنع الإنسان.



رئيس النيابة العامة للقضاة: مواطن اليوم لن يقبل من القاضي أي سلوك يمس بوقاره

عبدالحق خرباش ..28.02.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
حقيقة نيوز . نت

 

 

دعا رئيس النيابة العامة حسن الداكي المسؤولين القضائيين، إلى الابتعاد عن المس بهيبة وسمعة القضاء، وإعطاء القدوة الحسنة؛ على اعتبار مواطن اليوم، لن يقبل من القاضي أي سلوك قد يمس بوقاره أو يزعزع ثقة المتقاضين في عدله.
وجاء ذلك التصريح، بمناسبة افتتاح أشغال الدورة التكوينية، تحت إشراف المجلس الأعلى للسلطة القضائية، بتنسيق مع رئاسة النيابة العامة ووزارة العدل؛ لفائدة المسؤولين القضائيين الجدد والنواب الأولين للمسؤولين القضائيين في مجال الإدارة القضائية.
وتندرج #الورشة_التكوينية، في إطار تفعيل مقتضيات المادة 51 من القانون التنظيمي رقم 106.13 المتعلق بالنظام الأساسي للقضاة، كما تم تغييره وتتميمه بمقتضى القانون التنظيمي رقم 14.22.
كما تهدف إلى تنمية المهارات القيادية، وتعميق المدارك المعرفية في مجال #الإدارة_القضائية، لدى المسؤولين القضائيين ونوابهم الأولين.
وتأتي هته الدورة التكوينية حسب النائب العام للمملكة؛ في إطار سياق تطبعه عدة تحولات تعرفها العدالة بالمملكة، تتمثل في مراجعة القوانين المنظمة للسلطة القضائية، وغيرها من القوانين ذات الصلة بمجال العدالة.
فضلا عن مَا وَاكَبَهُ ذلك من تَعْدِيلٍ لبعض النصوص_القانونية، التي يطمح من خلالها المغرب، لبلوغ العدالة المنشودة المعتمدة أساسا على حسن التواصل مع المرتفقين، وكسب ثقتهم فيها.
بالإضافة إلى تيسير ولوجهم إليها وتشجيع الاستثمار، وتحقيق التنمية، وحماية حقوق الأشخاص والجماعات وحرياتهم وأمنهم القضائي، تجسيدا لما نص عليه الفصل 117 من الدستور.
وفي هذا الإطار، أكد حسن الداكي رئيس النيابة العامة أن تحقيق هذا الدور، رهين بالدور الذي يمكن أن يضطلع به المسؤول القضائي في هذه العملية، باعتباره قطب الرحى في المنظومة القضائية، وبالنظر للمهام المتعددة التي يباشرها.
باعتباره المسؤول الأول عن حسن تصريف الأشغال، وتوزيع المهام بالمرفق الذي يرأسه، مما بنبغي وضع استراتيجية العمل التي سَيَتَّبِعُهَا، من أجل تحقيق ذلك.
عبر السهر على ضبط العمل يضيف الداكي، وتطوير أساليبه، ورصد مختلف الصعوبات والمعيقات التي تعترض حسن تدبير مؤسسته، من أجل طرحها للنقاش مع باقي المتدخلين، بغية إيجاد الحلول المناسبة لها؛ تكريسا لمبدأ التعاون مع مختلف مكونات العدالة.
وأمام جسامة وتعدد المهام التي يضطلع بها المسؤول القضائي، قال الداكي أن #المجلس_الأعلى_للسلطة_القضائية، يولي لمسألة اختيار المسؤولين القضائيين، عناية خاصة تتمثل في المعايير التي وضعها لهذه الغاية والمؤهلات التي ينبغي توفرها في المسؤول_القضائي.
وهو ما انكب عليه المجلس في الدورات الأخيرة، والتي تعكس خياره الاستراتيجي في هذا المجال الرامي إلى التنقيب عن الكفاءات، وتشجيعها والرفع من مستوى أدائها القضائي، سواء كان مسؤولا قضائيا أو نائبا أولا له.
و استحضارا لثقل وتعدد المهام المنتظرة سواء من المسؤول القضائي باعتباره المخاطب #الأول بالمحكمة أو من نائبه الأول الذي يتولى تدبير المؤسسة نيابة عنه كلما كان لذلك ضرورة ، فإن النجاح في هذه المهام، يتطلب تملك قواعد وتقنيات التدبير الإداري.
فالمسؤول القضائي أو من ينوب عنه، مطالب اليوم بأن يكون متمكنا من #أدوات_القانون، وفي نفس الوقت متوفرا على مهارة المُدبر للمرفق الذي يرأسه.
حيث أن يَسْتَشْرِفُ المشاكل وَيَسْتَبِقُهَا بحلول ناجعة، تحقق انسجام وتكامل أداء مكونات المحكمة، وفق رؤية تعتمد تحديث آليات العمل وتصريف الحاجيات اليومية للمتقاضين بكل عناية.
فضلا عن حسن التواصل مع القضاة وأطر كتابة الضبط، والتركيز على تأطيرهم؛ سيما الشباب منهم وتوجيههم وحمايتهم من كل المؤثرات التي قد تؤثر على عطائهم أو تنحرف بهم عن مسار النزاهة واستشعار الإحساس بالمسؤولية.
وهو ما يدفع المجلس، إلى إخضاع المسؤولين القضائيين ونوابهم، للتكوين في مجال الإدارة القضائية، بُغْيَةَ تملك آلياتها؛ لذلك فهم مدعوون اليوم لفهم واستيعاب دقة المرحلة والتحديات الكبرى التي تعرفها السلطة القضائية بجميع مكوناتها.
وذلك من أجل الانخراط التام بكل جدية وفعالية، لتحقيق #النجاعة_القضائية التي أضحت أمرا لا مندوحة عنه، وهو ما يتطلب منهم إجادة آليات الإنصات والتواصل مع المتقاضين، وتصريف الأشغال بتنسيق مع رؤسائهم المباشرين والمركزيين.
مع الحرص على بناء علاقة تعاون وطيدة مع محيطهم الخارجي والداخلي (رئاسة ونيابة عامة وكتابة الضبط وكتابة النيابة العامة)، وتكريس مبدأ التعاون والتكامل في إطار دراسة الصعوبات والمشاكل، التي قد تؤثر على في التدبير اليومي بشكل مشترك، مع كافة المتدخلين من هيئة الدفاع ومختلف مساعدي القضاء.
وهي مهام جسيمة ومتعددة، تقتضي امتلاك المسؤول القضائي سِعَةَ الصدر، وتملك مهارة الاستماع والتمسك بروح القانون، بكل حزم وتجرد؛ واكتساب المهارات، وإنتاج الآليات الكفيلة بالتدبير الأمثل للإجراءات المسطرية والملفات القضائية.
مع احترام آجال معقولة، بما ينعكس إيجاباً على نجاعة الأداء القضائي، وتملك الأدوات المرتبطة بالتواصل، والرفع من مستوى تأطير باقي القضاة، ونسج علاقات يسودها الاحترام والتقدير المتبادل بين مختلف مكونات العدالة.
والابتعاد عن كل ما يمكن أن يمس بهيبة وسمعة القضاء، والحرص على إعطاء القدوة الحسنة والمثالية، على اعتبار أن مواطن اليوم، لا يقبل من القاضي أي سلوك قد يمس بوقاره أو يزعزع ثقة المتقاضين في عدله.
بالإضافة إلى حياده في إطار الأمانة التي تطوقه؛ فضلا عن ضرورة استحضار التقاليد والأعراف القضائية الراسخة، وتدبير الأزمات وحسم الخلافات بهمة عالية.
وبتواصل مُتزن ومتميز، والتمسك بمنظومة القيم والسلوك المنصوص عليها في مدونة الأخلاقيات القضائية؛ باعتبارها من المرتكزات الأساسية لكسب رهان العدالة.
وعليه فإن التدبير الأمثل لمرفق العدالة وفقا لـ رئيس_النيابة_العامة لحسن الداكي اليوم، هو تحقيق النجاعة، والرفع من جودة أداء العمل القضائي، لا يتوقف فقط على ما سبق بسطه من ضرورة التمسك بالقيم الأخلاقية والتوفر على المهارات التدبيرية والكفاءة القانونية.
بل إن عماد النجاح يبقى رهينا بضرورة اعتماد #الجدية في العمل، وفرضها كمنهج متكامل يربط المسؤولية بالمحاسبة، وفقا لما أكد عليه #جلالة_الملك في خطابه العرش الرابعة والعشرين.
وإلى جانب هذه المقومات التي ينبغي أن يتحلى بها قضاء القضاء_المغربي، يقول الحسن الداكي أن النجاح في مجال تدبير الإدارة القضائية، يتطلب من المسؤول القضائي وضع برنامج للعمل، يربط فيه تحقيق النتائج بالأهداف.
مستحضرا في نفس الوقت الإمكانيات المتوفرة والإكراهات المطروحة واستشراف المستقبل، وهو ما يقتضي التوفر على لوحة قيادة، تُحدد المهام والمسؤول عنها وآليات التنفيذ وآجالها.
مع وضع مؤشرات يستطيع من خلالها قياس مستوى الأداء، ومعرفة مستوى النجاح الذي تحقق، ونقط الضعف التي تؤثر على عمله، قصد تلافيها مستقبلا؛ بالإضافة إلى ترصيد المكتسبات والمنجزات المحققة، في إطار التخطيط المستقبلي.
ولا عُدَّةُ المُدَبِّر الإداري في هذا المجال وفقا لتصور النائب العام، إلاّ بامتلاك أدوات التواصل؛ لأن الإدارة القضائية تقوم على علاقات متشابكة مع القضاة، ومع مصالح كتابة الضبط، وهيئة الدفاع، وكل مساعدي العدالة والسلطات العمومية والمحلية والاعلام.
أما بالنسبة للنيابة العامة، يُضاف إلى ذلك كيفية ضبط العلاقة مع ضباط الشرطة القضائية، بمختلف أصنافهم؛ وكذا مع فعاليات المجتمع المدني وغيرهم.
افتتاح أشغال الدورة التكوينية تحت إشراف المجلس الأعلى للسلطة القضائية لفائدة المسؤولين القضائيين الجدد والنواب الأولين للمسؤولين القضائيين في مجال الإدارة القضائية