عبدالحق خرباش.. 31.10.2021
بعد غياب أربع سنوات في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب ينعقد مؤتمر الأطراف للمناخ “كوب26”
رويترز
افتتح الأحد في غلاسكو مؤتمر الأطراف للمناخ “كوب26” حيث قال رئيسه ألوك شارما إنه يمثل “الأمل الأخير والأفضل” لحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية وهو الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس. ويقول خبراء إن القيام بخطوات ملموسة في السنوات العشر المقبلة سيكون الحل الوحيد للمساعدة في الحد من الآثار المدمرة. وستكون عودة الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، إلى محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ ذات فائدة كبيرة للمؤتمر، بعد غياب أربع سنوات في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.قال رئيس مؤتمر الأطراف للمناخ “كوب26” ألوك شارما خلال افتتاحه القمة الأحد في غلاسكو إنه يمثل “الأمل الأخير والأفضل” لحصر الاحترار بـ 1,5 درجة مئوية وهو الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس.
وأضاف شارما في اليوم الأول من المؤتمر الذي يستمر أسبوعين يعتبران حاسمين لمستقبل البشرية أنه خلال وباء كوفيد-19 “تواصلت ظاهرة تغير المناخ”.
وقال شارما إن تأثيرات تغير المناخ بدأت الظهور في كل أنحاء العالم على شكل “فيضانات وأعاصير وحرائق غابات ودرجات حرارة قياسية”.
وتابع خلال افتتاح المؤتمر “نعلم أن كوكبنا يتغير نحو الأسوأ” مشيرا إلى أن تغير المناخ استمر خلال وباء كوفيد-19 الذي تسبب في إرجاء الاجتماع لمدة عام.
وأوضح “إذا عملنا الآن وعملنا معا، سيكون بإمكاننا حماية كوكبنا الثمين”.
تعزيز التزامات الدول
ويأخذ مؤتمر الأطراف هدفه من اتفاق باريس التاريخي الذي أبرم في العام 2015 والذي شهد موافقة الدول على وضع حد للاحترار العالمي عند “أقل بكثير” من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي، و1,5 درجة مئوية إذا أمكن.
ويقول خبراء إن القيام بخطوات ملموسة في السنوات العشر المقبلة سيكون الحل الوحيد للمساعدة في الحد من الآثار المدمرة.
وقالت المنسقة في شؤون المناخ في الأمم المتحدة باتريشا إسبينوزا خلال افتتاح “كوب26” في غلاسكو إنه يجب على الدول تغيير طريقة عملها أو قبول فكرة “أننا نستثمر في انقراضنا”.
“الأمل الأخير”
توصف قمة الأمم المتحدة للمناخ “كوب26” في مدينة غلاسكو الأسكتلندية هذا الأسبوع بأنها فرصة إما أن تنجح في إنقاذ الكوكب من أشد الآثار الكارثية لتغير المناخ أو تفشل في ذلك فشلا ذريعا.
تهدف القمة إلى الحيلولة دون تجاوز درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل التصنيع، وهو الحد الذي يقول العلماء إنه سيجنب الأرض أكثر عواقب الاحتباس الحراري تدميرا.
وسيتطلب تحقيق هذا الهدف، الذي اتُفق عليه في باريس عام 2015، زيادة في الزخم السياسي والمساعي الدبلوماسية الحثيثة لتعويض عدم كفاية الإجراءات والتعهدات الجوفاء التي ميزت الكثير من سياسات المناخ العالمية.
وينبغي للمؤتمر انتزاع تعهدات أكثر طموحا لمزيد من خفض الانبعاثات وجمع المليارات بغية تمويل مكافحة تغير المناخ والانتهاء من القواعد في سبيل تنفيذ اتفاقية باريس وذلك بموافقة ما يقرب من 200 دولة وقعت عليها بالإجماع.
ولكن ثمة عمل ضخم يتعين القيام به. وخلال قمة في روما، اتفق زعماء مجموعة العشرين على بيان نهائي اليوم الأحد يدعو إلى اتخاذ إجراء “هادف وفعال” للحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة لكن الدول لم تقدم تعهدات ملموسة تذكر.
وتمثل مجموعة العشرين، التي تضم البرازيل والصين والهند وألمانيا والولايات المتحدة، نحو 80 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، لكن الآمال في أن اجتماع روما قد يمهد الطريق للنجاح في اسكتلندا تضاءلت إلى حد بعيد.
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لقادة مجموعة العشرين الأسبوع الماضي “لنكن واضحين – هناك خطر جسيم لن تتصدى له (قمة) غلاسكو”. وأضاف “حتى لو كانت التعهدات الأخيرة واضحة وذات مصداقية- وهناك شكوك جادة إزاء بعضها- فما زلنا نتجه نحو كارثة مناخية”.
علق ألوك شارما، رئيس مؤتمر الأطراف حول المناخ الذي سيستضيف أكثر من 120 من قادة العالم في غلاسكو الاثنين، أن تلك الدول يمكنها “تحقيق النجاح أو دفن الأمل في الحفاظ على هدف زيادة سنوية بـ1,5 درجة مئوية في متناول اليد”.
من جهتها، رجحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الأحد أن السنوات السبع من 2015 إلى 2021 هي الأشد حرا على الإطلاق، معتبرة أن المناخ العالمي “دخل في المجهول”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان إن هذا التقرير السنوي حول وضع المناخ “يكشف أن كوكب الأرض يتحول أمام أعيننا. من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال يؤدي ذوبان الكتل الجليدية والظواهر المناخية القصوى في كل أرجاء الأرض إلى تضرر أنظمة بيئية وشعوب”.
تعهدات غير كافية
وستؤدي التعهدات الحالية للبلدان بخفض الانبعاثات إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة المعمورة 2.7 درجة مئوية هذا القرن، وهو ما تقول الأمم المتحدة إنه سيؤدي إلى زيادة الدمار الذي يسببه تغير المناخ بالفعل من خلال اشتداد العواصف وتعريض المزيد من الناس للحرارة الشديدة والفيضانات المدمرة والقضاء على الشعاب المرجانية وتدمير الموائل الطبيعية.
وخرجت إشارات متباينة قبيل قمة غلاسكو. فقد وُصف تعهد جديد قطعته الصين، أكبر مصدر للتلوث في العالم، بأنه دون التوقعات وفرصة ضائعة ستُلقي بظلالها على القمة التي تستمر أسبوعين. ولم ترق تعهدات روسيا والسعودية كذلك إلى المستوى المأمول.
وستكون عودة الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، إلى محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ ذات فائدة كبيرة للمؤتمر، بعد غياب أربع سنوات في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
ولكن مثل العديد من قادة العالم، سيصل الرئيس جو بايدن إلى “كوب26” بدون تشريع قوي لوضع تعهده الخاص بشأن المناخ موضع التنفيذ في ظل الخلاف الدائر في الكونجرس بشأن كيفية تمويله وحالة عدم اليقين بشأن ما إذا كان بإمكان الوكالات الأمريكية حتى وضع قواعد منظمة لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
رويترز