الذكرى 16 لتأسيس المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بتيفلت

عبدالحق خرباش..29.04.2024..
إعلامي و كاتب ومدير النشرللجريدة HAKIKANEWS.NET
حقيقة نيوز.نت
كلمة السيد محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، في الاحتفال المركزي بالذكرى 16 لتأسيس المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج والذي احتضنه المركز الوطني لتكوين الأطر بتيفلت.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه،
حضرات السيدات والسادة،
لي عظيم الشرف أن أرحب بكم جميعا وأن أعبر لكم عن خالص الشكر والامتنان على حضوركم ومشاركتنا هذا الاحتفال بمناسبة مرور 16 سنة على إحداث المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج.
وتتجاوز هذه المناسبة المتميزة أبعاد الاحتفاء بالذكرى لتشكل محطة سنوية لاستحضار تضحيات ومجهودات موظفات وموظفي هذا القطاع الأمني والإصلاحي، وموعدا متجددا لتقييم ما تحقق من منجزات ومكاسب واستشراف المشاريع المستقبلية الرامية إلى مواصلة الرقي بقطاع إدارة السجون وإعادة الادماج وتحسين أدائه.
حضرات السيدات والسادة،
انتهت السنة الماضية على وقع الارتفاع المهول في عدد الساكنة السجنية والذي أصبح يتجاوز 100.000 سجين منذ شهر غشت الماضي، مع ما لهذا الوضع من انعكاسات سلبية على ظروف الاعتقال والأمن والبرامج التأهيلية، إضافة إلى زيادة الضغط على الموظفين في أداء مهامهم اليومية، خاصة على مستوى تدبير الخدمات الأساسية المقدمة للسجناء والحفاظ على الأمن والانضباط بالمؤسسات السجنية، وهو ما يجعل من عمل هذه الفئة من موظفي الدولة مهمة ذات حساسية استثنائية ومختلفة تماما عما عليه الحال بباقي الوظائف العمومية، إذ يتم الاضطلاع بها في مجال مغلق وفي إطار الحركية الدائمة التي تعرفها المؤسسات السجنية طيلة أيام الأسبوع وخلال الأعياد الوطنية والدينية، مع ما ينجم عن ذلك من ضغوطات نفسية وإنهاك بدني للموظفين، علاوة على الاعتداءات الجسدية واللفظية التي يتعرضون لها على إثر احتكاكهم بأفراد في نزاع مع القانون على اختلاف وضعياتهم ونزوعاتهم.
حضرات السيدات والسادة،
لم تكن مختلف التحديات التي تواجهها المندوبية العامة لتمنعها من مواصلة سعيها إلى النهوض بأوضاع المؤسسات السجنية، وذلك انطلاقا من إيمانها بأن خدمة الوطن شرف يجب الاعتزاز به وعهد ينبغي الوفاء به مهما كانت الظروف. لذا، حرصت المندوبية العامة على تسخير كافة الإمكانيات البشرية والمادية المتاحة لها من أجل الاضطلاع بمهامها وفق رؤية مندمجة يترجمها المخطط الاستراتيجي للفترة 2022 – 2026، والذي يضم برامج ومشاريع طموحة تهدف إلى أنسنة ظروف الاعتقال وتطوير برامج التأهيل لإعادة الإدماج وتعزيز الأمن والسلامة بالمؤسسات السجنية وتطوير القدرات التنظيمية للإدارة.
وبفضل انخراطهم الدائم، تمكنت المندوبية العامة من تنزيل هذا المخطط وتحقيق منجزات ومكاسب جديدة تندرج ضمن كافة محاور هذا المخطط الاستراتيجي.
فعلى مستوى أنسنة ظروف الاعتقال، تركزت جهود المندوبية العامة على مواجهة معضلة الاكتظاظ من خلال تنزيل برنامجها لتحديث حظيرة السجون وتعزيز طاقتها الاستيعابية ومواصلة أشغال الترميم والتهيئة بالعديد من المؤسسات السجنية وتعزيز تجهيز المؤسسات السجنية بالأفرشة والأغطية وتحسين خدمات النظافة والصيانة والتغذية، وكذا معالجة إشكالية ربط المؤسسات السجنية بشبكات التطهير السائل وإحداث محطات لمعالجة المياه العادمة ببعض السجون.
أما على مستوى الرعاية الصحية، فقد تم العمل على تعزيز الخدمات الطبية مع توخي الفعالية والنجاعة في تقديمها للسجناء، وذلك في إطار تنزيل الاستراتيجية الوطنية للصحة بالوسط السجني للفترة 2022-2026. كما تم افتتاح وحدات طبية بمعايير حديثة في المؤسسات السجنية الجديدة، وإحداث قاعات للفحص الطبي وإعادة تهيئة المصحات القديمة وإحداث وحدات إضافية لتصفية الدم بالعديد من المؤسسات السجنية، بالإضافة إلى تعزيز تجهيزات جميع الوحدات واقتناء معدات طبية وتأمين الحاجيات من الأدوية وتوسيع حظيرة سيارات الإسعاف وتعميم المنصات الرقمية للاستشارات الطبية عن بعد على المؤسسات السجنية، مما مكن من تخفيف وقع النقص الحاصل في الأطر الطبية في ظل عزوف الأطباء على العمل بالسجون رغم تخصيص مناصب مالية سنوية لهذه الفئة من الأطر.
ولأن العمل السجني يتقاطع في أسسه مع مبادئ حقوق الانسان، فقد حرصت المندوبية العامة على مواصلة دمج البعد الحقوقي في مختلف الخدمات المقدمة للسجناء وترسيخ ثقافة مهنية تقوم على الموازنة بين التحديات الأمنية والمتطلبات الحقوقية، وذلك من خلال تنظيم دورات تكوين لفائدة موظفي السجون في مجال حقوق الانسان والوقاية من التعذيب بشراكة مع الهيئات الفاعلة في هذا المجال، خاصة المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي تعزز التعاون معه من خلال الزيارات التي تقوم بها لجانه الجهوية والآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، مع تمكينه من كافة التسهيلات اللازمة بخصوص جلسات الاستماع والتحري في الشكايات الواردة عليه من طرف السجناء أو عائلاتهم.
حضرات السيدات والسادة،
انطلاقا من مهامها المحورية في الحفاظ على الأمن والانضباط وسلامة السجناء وتهيئ الظروف لجعل المؤسسات السجنية فضاء آمنا لإنجاح هذه البرامج، عملت المندوبية العامة على مواصلة تعزيز المؤسسات السجنية بالمعدات والتجهيزات الأمنية وتنزيل إجراءات الأمن الوقائي والتتبع اليومي للوضعية الأمنية بالمؤسسات السجنية والـتأكد من سلامة بناياتها مع اتخاذ التدابير الفورية اللازمة بشأن الاختلالات المسجلة حفاظا على سلامة نزلائها والعاملين بها.
وقد مكنت هذه المقاربة الوقائية والاستباقية من تعزيز قدرة هذه المؤسسات على مواجهة الأزمات الطارئة كما هو الحال بالنسبة لكارثة الزلزال التي حلت ببلادنا خلال شهر شتنبر 2023، حيث تفاعلت المندوبية العامة بشكل فوري معه من خلال تعبئة مصالحها ومسؤوليها من أجل تفقد أحوال النزلاء مع تفعيل خلية أزمة مركزية عهد إليها القيام بزيارات تفقدية للمؤسسات السجنية، خاصة الواقعة بمنطقة الحوز أو بمحيطها، حيث تم الـتأكد من عدم تسجيل أية أضرار بشرية أو مادية بمجموع هذه المؤسسات. كما تم العمل على تمكين السجناء من الاتصال بذويهم للاطمئنان عليهم وتقديم الدعم والمواكبة النفسية اللازمة للنزلاء الذين فجعوا في بعض أقاربهم جراء هذا الحادث الأليم.
حضرات السيدات والسادة،
تشكل برامج تأهيل المعتقلين لإعادة الادماج إحدى أولويات المندوبية العامة. فهي تعمل على تكثيف جهودها من أجل التنزيل المحكم لمختلف البرامج التربوية والتكوينية الموجهة للسجناء، خاصة في ما يتعلق بالتعليم ومحو الأمية والتكوين المهني والفلاحي والحرفي، من خلال توفير الفضاءات اللازمة وتعزيز التنسيق والتعاون مع القطاعات والهيئات الشريكة في تنزيل هذه البرامج.
علاوة على ذلك، تم تطوير أساليب التأهيل واعتماد برامج مبتكرة تتلائم أكثر وخصوصيات وحاجيات مختلف فئات السجناء، من خلال الاستمرار في تنفيذ برنامج الجامعة في السجون، والذي بلغ دورته الثانية عشرة خلال السنة الماضية خصصت للرياضة في المؤسسات السجنية، وستتم برمجة الدورة الثالثة عشرة خلال شهر ماي تحت عنوان “مراجعة المنظومة القانونية الخاصة بالمؤسسات السجنية”،
كما تم إعطاء دفعة جديدة لبرنامج “مصالحة” من خلال احداث “مركز مصالحة” تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، وذلك من أجل ترصيد المكاسب التي راكمها هذا البرنامج. وقد تعززت مختلف هذه البرامج التأهيلية ببرنامج جديد ” سجون بدون عود: مصارحة”، والذي انتهج أسلوب “المصارحة” كوسيلة ترمي الى جعل السجناء العائدين يقفون على مسببات العود الذاتية والموضوعية، وذلك من أجل تجنبها.
حضرات السيدات والسادة،
لقد شهدت سنة 2023 دينامية تشريعية كبيرة في ارتباط بتدبير الشأن السجني، وذلك من خلال مراجعة المنظومة القانونية الخاصة بتدبير المؤسسات السجنية ومصادقة مجلس النواب على مشروع القانون 23-10 المنظم للمؤسسات السجنية ومشروع القانون 43.22 المتعلق بالعقوبات البديلة وإحالتهما على مجلس المستشارين.
من جانب آخر، تم خلال السنة المذكورة إحالة مشروع مرسوم يقضي بتغيير المرسوم المحدد لتأليف واختصاصات اللجنة المشتركة المحدثة بموجب المادة الثانية من الظهير الشريف رقم 1.08.49، والذي يروم إعادة النظر في تأليف هذه اللجنة والقضايا التي تتولاها فضلا عن طريقة عملها بما يكفل تعزيز دور هذه اللجنة في معالجة مختلف القضايا والاشكاليات المشتركة المرتبطة بالشأن السجني.
حضرات السيدات والسادة،
ان أهم مقومات نجاح مختلف برامج تحديث الإدارة وتثمين العنصر البشري ترتكز على توفير موارد بشرية كافية ومؤهلة من أجل رفع التحديات القائمة وتحقيق الأهداف المسطرة لهذا القطاع. لذا، تواصل المندوبية العامة جهودها من أجل الرفع من عديد الموظفين من خلال تنظيم مباريات توظيف بالمناصب المالية الشاغرة لديها من أجل تغطية حاجيات المؤسسات السجنية وتنزيل مخططها السنوي للتكوين بشقيه الأساسي والمستمر، سعيا منها إلى الرفع من القدرات المهنية لموظفيها بما يعزز جاهزيتهم لأداء مهاهم والتفاعل الفعال مع مختلف الوضعيات والأحداث والأزمات، هذا علاوة على مواصلة تدبير حركية الموظفين وفق مقاربة تقوم على الموازنة والتوفيق بين الظروف الاجتماعية والصحية والعائلية للموظفين وحاجيات التأطير الأمني والتأهيلي الخاصة بالمؤسسات السجنية.
وفي سياق الجهود المبذولة من أجل تحسين الظروف الاجتماعية والمادية للموظفين، واصلت المندوبية العامة دعم جمعية التكافل الاجتماعي من أجل تعزيز مساهمتها في التخفيف من بعض الأعباء على الموظفين عن طريق احداث مجموعة من المنح في العديد من المناسبات (شهر رمضان – عيد الأضحى – ذكرى تأسيس المندوبية العامة…..)، وكذا تطوير خدماتها لفائدة مختلف الفئات من موظفين ومتقاعدين وأرامل وأبناء الموظفين المتوفين وشهداء الواجب الوطني.
حضرات السيدات والسادة،
لا يمكن اختصار منجزات القطاع في هذه الكلمة، لكن ينبغي التأكيد على أن هذه المنجزات والمكاسب لم تكن لتصبح واقعا ملموسا دون التضحيات التي يقدمها موظفات وموظفي هذا القطاع الأمني، وفي هذا الصدد، نؤكد للجميع أن تنظيم هذه الذكرى السنوية هو قبل كل شيء اعتراف لكل مسؤولي وموظفي المندوبية العامة بالخدمات الجليلة التي يسدونها لهذا الوطن وهو أقل ما يمكن القيام به اتجاههم. كما نغتنم هذه المناسبة لتكريم المتميزين منهم من خلال جائزة “الموظف المتميز”، مع التنويه بما يبذله الموظفات والموظفون من جهد وتضحيات في سبيل الارتقاء بهذا القطاع الأمني والإصلاحي الحساس. كما لا تفوتنا الفرصة للترحم في هذا اليوم على شهداء الواجب الوطني، وبالدعاء بالشفاء العاجل لكل من تعرض من الموظفين للاعتداء داخل أو خارج أسوار المؤسسات السجنية، وذلك بسبب قيامهم بمهامهم على الوجه المطلوب.
وانطلاقا من إيماننا العميق بضرورة تقدير هذه التضحيات والدفاع عن أحقية هذه الفئة من موظفي الدولة في إنصافهم والنهوض بأوضاعهم الاجتماعية والمادية، فقد تم خلال هذه السنة مضاعفة الجهود وتكثيف اللقاءات والمشاورات مع الجهات المختصة ومناقشة مفصلة لمشروع المرسوم المتعلق بالنظام الاساسي الخاص بهيئة موظفي إدارة السجون وإعادة الإدماج ولازالت الاتصالات جارية قصد التعجيل بمعالجة هذا الملف في أقرب الآجال، وإقرار مراجعة شاملة لنظام التعويضات بما يراعي الخصوصية الأمنية للقطاع وضرورة المماثلة مع القطاعات الأمنية الأخرى بحكم أدوارها التكاملية في الحفاظ على الامن العام لبلادنا.
وضمن نفس الرؤية المندمجة لتحسين الظروف المادية والاجتماعية للموظفين، عمدت المندوبية العامة إلى إحالة مشروع قانون يقضي بإحداث مؤسسة للأعمال الاجتماعية خاصة بموظفي إدارة السجون وإعادة الادماج على السيد رئيس الحكومة قصد إخضاعه لمسطرة المصادقة والذي سيشكل نقلة نوعية للاستجابة للحاجيات الاجتماعية المتزايدة لموظفي المؤسسات السجنية.
وفي إطار تثمين دور الرأسمال البشري واستثمار الكفاءات، فقد تقرر إصدار مجلة خاصة بموظفي السجون تهتم بنشر إسهاماتهم في كل المواضيع والقضايا ذات الارتباط بالشأن السجني، مما سيخلق جسرا للتواصل وفضاء رحبا لمناقشة هذه المواضيع والتقاء الرؤى ومشاركة الأفكار لتطوير الاداء، دون إغفال مشاركة الجانب الإبداعي للموظفين، وذلك قصد إبراز ما تزخر به المندوبية العامة من أطر وكفاءات عليا، وتعميق الانفتاح الذي تشهده الإدارة على المحيط الخارجي. وسيتم في القادم من الأيام إصدار مذكرة في هذا الشأن تحدد كيفية المشاركة في هذا المولود الجديد والمواضيع التي ستحظى بالأولوية.
حضرات السيدات والسادة،
ستظل ذكرى 29 أبريل من كل سنة عنوانا لقيم التلاحم والتضحية ونكران الذات، وفخرا ومجدا يشعر به كل منتم لهذا القطاع، ويتجدد فيها العهد بالتضحية بالغالي والنفيس من أجل ضمان اضطلاعه بمهامه على أكمل وجه وصد المحاولات اليائسة الساعية الى النيل من سمعته.
وإذ ننوه بجهود المسؤولين والأطر والموظفين على المستوى المركزي والمؤسسات السجنية ومركزي التكوين، الغيورين والذين يعملون بكل تفان ومسؤولية من أجل الارتقاء بهذا القطاع وإحلاله المكانة التي يستحقها ضمن منظومة القطاعات الأمنية ببلادنا، فإننا نؤكد على أهمية وضرورة انخراط الجميع من أجل ترصيد المكاسب وتحقيق الغايات الإصلاحية المنشودة.
لذا، فإننا ندعو كافة الموظفين إلى الثقة أكثر في الذات والاعتزاز بالانتماء إلى هذا القطاع، والعمل جنبا الى جنبا من أجل مواصلة بناء صورة إيجابية لهذا القطاع وتعزيز مساهمته في صون أمن الوطن وسيادة القانون وترسيخ قيم حقوق الإنسان، مع ضرورة الابتعاد عن كل ما من شأنه المس بوحدة الصف والإخلال بالضوابط المعمول بها في سبيل صون سمعة الموظفين وتثمين تضحياتهم وإحلالهم المنزلة التي تليق بنبل وسمو الرسالة التي يضطلعون بها في المجتمع. كما نؤكد بهذه المناسبة على أن المكاسب التي حققتها هذه المؤسسة الأمنية والإصلاحية والصورة الإيجابية التي أصبحت تحظى بها على الصعيدين الإقليمي والدولي هي أمتن وأعلى من أن تنال منها بعض السلوكات والتصرفات المشينة المعزولة الصادرة عن قلة قليلة من الأصوات التي لم تنخرط ولم تستوعب بعد دينامية التغيير التي يعرفها هذا القطاع.
حضرات السيدات والسادة،
نجدد لكم الشكر على حضوركم هذا الحفل ونؤكد لكم ولكل شركاء المندوبية العامة عزمنا مواصلة الانفتاح والتواصل وتعزيز علاقات التعاون والشراكة لرفع التحديات الأمنية والإصلاحية والحقوقية والاجتماعية لبلادنا.
وبالمناسبة أرفع باسمي وباسم كافة أطر وموظفي القطاع برقية ولاء وإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وفقنا الله جميعا لما فيه خير لبلادنا، وأبقى الله مولانا ذخرا وملاذا لهذه الأمة، وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وأقر عين جلالته الكريمة بولي العهد المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وشد أزره بصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



الأمير مولاي الحسن يترأس بالرباط الجائزة الكبرى للقفز على الحواجز عبدالحق خرباش..28.04.2024..

عبدالحق خرباش..28.04.2024..
إعلامي و كاتب ومدير النشرللجريدة HAKIKANEWS.NET
ترأس ولي العهد الأمير مولاي الحسن، يوم الأحد 28 ابريل 2024، الجائزة الكبرى للملك محمد السادس للقفز على الحواجز، برسم المباراة الرسمية للقفز على الحواجز (3 نجوم)، للحرس الملكي، التي جرت على مدى ثلاثة أيام، بحلبة الحسن الثاني للفروسية بالمشور السعيد بالرباط، تحت الرعاية الملكية للملك محمد السادس.
فاز الفارس علي الأحرش بالجائزة الكبرى للملك محمد السادس، للقفز على الحواجز التي جرت منافساتها، الأحد 28 أبريل 2024، في إطار المباراة الرسمية للقفز على الحواجز (3 نجوم) في رياضة الفروسية، التي نظمها الحرس الملكي، على مدى ثلاثة أيام، بحلبة الحسن الثاني بالمشور السعيد بالرباط، تحت الرعاية الملكية لمحمد السادس. وأحرز الأحرش، الذي كان ممتطيا الفرس “دوغلاس مايل”، لقب الجائزة الكبرى، التي كانت مخصصة لخيول الدرجة الأولى.
وكان المركز الثاني لهذه المسابقة، التي جرت في جولة واحدة، للفارس الغالي بوقاع رفقة الفرس “شيشتير”، فيما عاد المركز الثالث للفارس فؤاد لغريسي والفرس “ديان مارتان”.
وتضمن برنامج هذه التظاهرة الرياضية السنوية الكبرى، المنظمة تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للفروسية، والتي عرفت مشاركة مختلف الأندية الوطنية بأجود فرسانها، 19 مسابقة، من بينها جائزة ولي العهد الأمير مولاي الحسن.
وشمل أيضا برنامج هذه المباراة الرسمية، التي جرت بعض مسابقاتها تحت الأضواء الكاشفة، على الخصوص جائزة القوات المسلحة الملكية، وجائزة الحرس الملكي وجائزة الحامية العسكرية الرباط -سلا وجائزة الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية، وجائزة مفتشية سلاح الخيالة للقوات المسلحة الملكية وجائزة الكركرات.



الرباط “المنتدى الدولي للدول الإفريقية الأطلسية جنوب – جنوب”

عبدالحق خرباش..24.04.2024
كاتب صحفي ومدير النشرللجريدة HAKIKANEWS.NET

 

 

انتهت أشغال فعاليات “المنتدى الدولي للدول الإفريقية الأطلسية جنوب – جنوب” الذي انعقد بالرباط بفندق Conrad Rabat Arzana طيلة يومي الإثنين والثلاثاء 23 و24 أبريل 2024.

انتهت أشغال فعاليات “المنتدى الدولي للدول الإفريقية الأطلسية جنوب – جنوب” الذي انعقد بالرباط بفندق Conrad Rabat Arzana طيلة يومي الإثنين والثلاثاء 23 و24 أبريل 2024.
عرف اليوم الأخير من المنتدى مداخلات لعدد من الشخصيات ومسؤولي الإدارة المركزية لوزارة العدل، السيدة سامية شكري مديرة التحديث ونظم المعلومات، السيد هشام ملاطي مدير الشؤون الجنائية والعفو ورصد الجريمة، ممثل عن مديرية الشؤون المدنية والمهن القانونية والقضائية، وكذا ممثل عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد طارق إيزرارن. وقد انصبت مختلف التدخلات حول عدة نقط أهمها:
التنويه بأهمية هذا اللقاء الدولي، لما تكتسيه مواضيعه من راهنية وأهمية بالغة في رصد التوجهات الحالية للتعاون في المجالات المتصلة بالعدالة واستشراف آلياتها المستقبلية وفق مقاربة نسقية وشاملة تروم مواجهة التحديات التي تعرفها الدول الافريقية للواجهة الأطلسية، سيما أنه ناقش عدة مواضيع ذات أبعاد أمنية وقانونية وتنموية، أبرزها مواجهة التحديات التي تواجه دول المنطقة، كمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتعزيز ثقافة حقوق الانسان، وخلق فضاء محفز لجلب الاستثمارات لتوفير المناخ الملائم للتنمية، وترسيخ دعائم الأمن القانوني، كعامل أساسي لتشجيع الاستثمارات وخلق بيئة اقتصادية آمنة ومستقرة، إضافة لحماية الاقتصاد والبيئة، وتحقيق التنمية المستدامة كمدخل أساسي لخلق فضاء ينعم بالأمن والسلم والحرية، وذلك من أجل إرساء منظومة عدالة مندمجة ومتجانسة وفعالة، تجعل من الإنسان وحقوقه الأساسية محورا لها، وترقى بمناخ الأعمال والمقاولة والاستثمار إلى مستوى ما تملكه من إمكانات بشرية، وثروات طبيعية غنية ومتنوعة، إضافة إلى إعطاء أولوية لورش التحول الرقمي لمنظومة العدالة، ووضع تصور عام “للتوجهات الأساسية للاستراتيجية الجديدة للتحول الرقمي” مع الإسراع بتنزيل مشاريع التحول الرقمي قيد الإنجاز.

 

 

وقد خرج هذا اللقاء بعدة توصيات أهمها:

برمجة تنظيم هذا المؤتمر وتسجيله في أجندة السنة القادمة 2025؛
تشكيل شبكة من الخبراء الدوليين في مجال العدالة الالكترونية؛
ملائمة الترسانة القانونية لدوله مع متطلبات وتحديات التحول الرقمي؛
الانفتاح على مزيد من التجارب الجديدة وعلى تعزيز الشراكات والانفتاح على الجامعات والبحث العلمي؛
تعزيز دور المحاكم كقاطرة، لتشجيع الاستثمار وتحسين مناخ الأعمال، بتوظيف الحلول الرقمية في كافة الاجراءات الخاصة بالمقاولات.
ولضمــان الاستدامة والتنفيــذ الأمثل للمحــاور الاستراتيجية لإعلان الربــاط، تمت الدعوة إلــى اتخــاذ عدد من التدابير المصاحبــة أهمها:

إبرام اتفاقيات تعاون مشتركة لتنزيل المحاور الاستراتيجية المعلن عنها؛
وضـع برامـج مشـتركة لتعزيـز قـدرات ممثلـي الـدول الأعضـاء فـي المنتـدى فـي المجـالات ذات الاهتمام المشترك؛
تنظيـم زيـارات عمـل بيـن مختلـف الـدول الأعضـاء فـي المنتـدى للتعـرف علـى مختلـف النظـم القانونيـة والقضائيـة فـي الفضـاء الإفريقـي الأطلسـي؛
إحـداث شـبكات للتعـاون فـي المجـال القانونـي والقضائـي، ومجموعـات عمـل موضوعاتيـة فـي مجـالات محـددة تتطلـب مزيـدا مـن التعـاون؛
الدعوة إلـى تعزيـز التعـاون فـي مجـال العدالـة مـع البلـدان المطلـة علـى المحيـط الأطلسـي، ولا سـيما دول أمريـكا اللاتينية.
ويمثـل هـذا الإعلان تعبيـرا علـى الالتزام المشـترك للـدول الأعضاء، لترسيخ التعاون على مستوى جنوب – جنوب.

 




كتابة التاريخ بعد إحراز الكأس الإفريقية الثالثة توالياً

عبدالحق خرباش..21.04.2024
كاتب صحفي ومدير النشرللجريدة HAKIKANEWS.NET
حقيقة نيوز .نت
هسبورت..عبد الله العلوي
حقق“أسود الفوتسال” كتابة التاريخ بعد إحراز الكأس الإفريقية الثالثة توالياً، بعد التتويج نسختين من البطولة القارية في جنوب إفريقيا سنة 2016، ونسخة العيون 2020، وذلك إثر الفوز اليوم على أنغولا بخمسة أهداف مقابل هدف
ولقي زملاء العميد سفيان المسرار صعوبة كبيرة في اختراق الدفاع الأنغولي، إلا أن حنكة “الأسود” أوصلتهم إلى الشباك في ثلاث مناسبات عبر كل من، سفيان بوريط، وإدريس رايس الفني، وسفيان المسرار، في حين سجلت أنغولا هدفا وحيدا.
وانتهى الشوط الأول بتفوق العناصر الوطنية على نظيرتها الأنغولية بثلاثية مقابل هدف واحد.
في الشوط الثاني دخل المنتخب المغربي عازما على مواصلة التسجيل، وكان له ذلك عبر، أنس العيان، وبلال البقالي.
عرفت المباراة حضورا مميزا لشخصيات كبيرة في كرة القدم، يتقدمها السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي للعبة، والجنوب إفريقي باتريس موتسيبي رئيس “الكاف”، وفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية للعبة.
جدير بالذكر أن المنتخب المغربي بلغ “مونديال أوزبكستان” رفقة المنتخب الليبي الذي فاز على مصر بركلات الجزاء الترجيحية (3-1)، بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بهدفين في كل شبكة.



تأهل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم داخل القاعة إلى نهائيات كأس العالم المقررة بأوزبكستان

عبدالحق خرباش..19.04.2024
كاتب صحفي ومدير النشرللجريدة HAKIKANEWS.NET
حقيقة نيوز .نت
ألف مبروك
تأهل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم داخل القاعة إلى نهائيات كأس العالم المقررة بأوزبكستان، وإلى نهائي كأس أمم إفريقيا للعبة، بعد فوزه الساحق، مساء اليوم، على نظيره الليبي، بستة أهداف لصفر برسم نصف نهائي الدورة السابعة لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، التي تقام بالرباط إلى غاية 21 أبريل الجاري.
وبهذا الفوز، تأهل المنتخب المغربي إلى نهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة ليواجه منتخب أنغولا الفائز على المنتخب المصري بسبعة أهداف لثلاثة في دور نصف نهائي البطولة.
كما ضمن المنتخب المغربي تنأهله إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة (فيفا) التي ستقام ما بين 14 شتنبر و 6 أكتوبر 2024 في أوزبكستان.
هذا، وكان المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة قد حقق العلامة الكاملة في الدور الأول بعد تصدره المجموعة الأولى بـ 3 انتصارات حققها على التوالي على حساب منتخبات أنغولا (5-2)، وغانا (8-3)، وزامبيا (13-0)، كما هزم المنتخب الليبي في دور نصف النهائي بسبعة أهداف لصفر.
من جهته، بلغ المنتخب الليبي دور النصف بعد حلوله ثانيا في المجموعة الثانية، حيث جمع 6 نقاط من انتصارين أمام موريتانيا (5-4)، وناميبيا (11-5)، وهزيمة أمام مصر (0-4).



تازة.. / ما يحك ليك غي ظفرك / مسجد عمر بن العزيز بالحي الحسني

عبدالحق خرباش ..28.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
يقع الحي الحسني الذي يعتبر من أكبر الأحياء كثافة سكانية بمدينة تازة ، بالوسط ، محاذي لحي الرشاد وحي الجيارين .
الصومعة لمسجد الحي بنيت حديثا ، وكذلك المسجد كله بني بالإحسان ، لكن الشيء الرائع هو أن يبق أحد أبناء الحي وفيا للحي الحسني ويتذكر هذا المسجد بالإحسان إليه وهو أهل للأمانة ، ويتكلف بالسهر على تجديد الأسوار والصومعة وذلك بالقيام بعملية تبليط واسعة شملت الصومعة والجذران وزينت ص بالأضواء .

 

في السياق المتصل ، ثم تصوير هذا الصومعة تزامنا مع أذان صلاة المغرب ، الأذان بصوت سي إدريس الإمام .
ثم تزيين صورة هذا المسجد بالحي الحسني من قبل م والساهر على أشغاله السيد ل ، لقد أحسنتم للمسجد وللحي أحسن إليكما الله وأبقاكم أهلا للخير والوفاء للحي شكرا لكما .




إطلاق المرحلة الثانية من برنامج الوحدات الطبية المتنقلة مؤسسة محمد الخامس للتضامن

عبدالحق خرباش ..26.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
أشرف الملك محمد السادس اليوم الثلاثاء (26 مارس 2024) بحي ليساسفة على مستوى عمالة مقاطعة الحي الحسني (الدار البيضاء)، على وضع الحجر الأساس لـ »مركز طبي للقرب-مؤسسة محمد الخامس للتضامن »، وإطلاق المرحلة الثانية من برنامج الوحدات الطبية المتنقلة – مؤسسة محمد الخامس للتضامن.
ويجسد هذان المشروعان، الالتزام الراسخ للملك بتعزيز العرض الصحي الوطني، وتحسين جودة الخدمات الطبية لفائدة المواطنين، وتعزيز عرض العلاجات لفائدة الفئات في وضعية هشة، وتشجيع ولوج السكان، لاسيما المنحدرين من العالم القروي، إلى علاجات طبية أساسية للقرب وذات جودة، وضمان تتبع طبي دوري ومنتظم للأشخاص الذين تستدعي حالتهم الصحية فحوصات متخصصة.
ويشكل المركز الطبي للقرب -مؤسسة محمد الخامس للتضامن ليساسفة، الذي خصص له استثمار قدره 90 مليون درهم، والذي يعد الثالث من نوعه على مستوى جهة الدار البيضاء-سطات، بعد المشروعين المنجزين بمقاطعة سيدي مومن والمدينة الجديدة الرحمة، جزءا من مخطط عمل شامل تنفذه مؤسسة محمد الخامس للتضامن، يروم دعم القطاع الصحي الوطني وتعزيز عرض العلاجات على مستوى المناطق الحضرية ذات كثافة سكانية مرتفعة.
وسيمكن المركز الجديد، باعتباره منشأة وسيطة بين شبكة مؤسسات العلاجات الطبية الأساسية (المستوى 1 و2) وشبكة المستشفيات، والذي سيستفيد منه نحو 60 ألف شخص في السنة، من تخفيف الضغط الحاصل على المؤسسات الاستشفائية الموجودة بالمنطقة، وكذا تجنيب معاناة التنقل نحو بنيات صحية أخرى.
وسيتم إنجاز المركز الطبي للقرب-مؤسسة محمد الخامس للتضامن في أجل 24 شهرا، على قطعة أرضية تبلغ مساحتها 11 ألف و170 متر مربع (7692 متر مربع منها مغطاة)، وسيشتمل على وحدات للفحوص الخارجية، والاختبارات الوظيفية والترويض الوظيفي، وعلاجات الفم والأسنان والمستعجلات الطبية للقرب.
كما سيحتوي على وحدات للعلاجات الصحية الأولية، والتصوير الطبي، والولادة، والتعقيم، وجناح للعمليات الجراحية، وعلى مختبر للتحليلات الطبية، وقطب للاستشفاء (13 غرفة مزدوجة)، وصيدلية، ومطبخ.
ويندرج هذا المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، في إطار برنامج شامل تنفذه مؤسسة محمد الخامس للتضامن، يروم إنجاز 12 مركزا طبيا للقرب، ويتعلق الأمر ب 3 مراكز بالدار البيضاء و2 بفاس و2 بطنجة ومركز واحد بكل من أكادير، ومراكش، والرباط، وسلا، وتمارة.
وبهذه المناسبة، قدمت للملك شروحات حول « نظام المعلومات الاستشفائية »، وهو آلية رقمية مندمجة، وضعتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ترتكز على مفهوم ملف المريض الذي يشمل مجموع بياناته سواء البيانات الإدارية، والملف طبي، وملف العلاجات.
وتمكن هذه الآلية، المتوفرة في مؤسسات العلاجات الأولية كما في المؤسسات الاستشفائية، والتي تشكل إحدى دعامات مراجعة النظام الصحي الوطني، مهنيي الصحة من الولوج، بطريقة آمنة، إلى المعطيات الطبية للمريض في أي لحظة، بغية تسريع التكفل الطبي وتحسين الفعالية.
ومن جهته، يهدف برنامج الوحدات الطبية – مؤسسة محمد الخامس للتضامن، الذي أطلق جلالة الملك مرحلته الثانية اليوم الثلاثاء، إلى تحسين ولوج ساكنة العالم القروي للخدمات الصحية، ويمثل نموذجا جديدا للتدخل الطبي يزاوج بين توفير العلاج عن القرب والتطبيب عن بعد.
ويعتبر هذا البرنامج ثمرة شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية والشركة المزودة Mediot Technology. وفي مرحلته الأولى، هم هذا البرنامج الرائد الذي أطلقه الملك محمد السادس في 28 أكتوبر 2023، نشر 50 وحدة صحية متنقلة مجهزة بتقنيات الاتصال موزعة على أربعة وثلاثين إقليما وتسع جهات بالمملكة، فيما يتم بموجب المرحلة الثانية من نفس البرنامج نشر 50 وحدة صحية أخرى من نفس النوع.
وتضم كل وحدة صحية متنقلة جناحا طبيا، يتكون من قاعتين متعددتي الأغراض للاستشارة والعلاج، مجهزتين بالأدوات الطبية الأساسية، والعتاد الطبي، وأنظمة الاتصال بالإضافة إلى مجموعة متكاملة من المعدات الطبية الحيوية من الجيل الجديد، التي يتم استغلالها في إجراء الاستشارات عن بعد.
ويتولى تأمين العمل بهذه الوحدات فريق متخصص يضم (طبيبا عاما وممرض(ت)ان وإطارا إداريا) مهمته تقديم استشارات في الطب العام بشكل حضوري، إضافة إلى الخبرة الطبية المتخصصة عن بعد، وكذا إجراء التدخلات المتنقلة، وتتبع برامج الصحة العامة.
ويبقى الالتجاء إلى الخبرة الطبية عن بعد، من اختصاص الطبيب العام، الذي يجري الاتصال كل ما استدعت الضرورة رأيا أو مساعدة من أجل الاختبارات الطبية حسب التخصص المطلوب (أمراض النساء والتوليد، طب الأطفال، أمراض الغدد، الأمراض الجلدية، الأنف والأذن والحنجرة، أمراض القلب، أمراض الرئة وأمراض الكلى) بطبيب متخصص يعمل انطلاقا من المنصة المركزية للتطبيب عن بعد، متصلة بكافة الوحدات الطبية المتنقلة.
وبهذه المناسبة، تابع الملك محاكاة لعملية خبرة طبية عن بعد، أمنها بشكل مشترك طبيب عام، انطلاقا من الوحدة الطبية، وأطباء متخصصون على مستوى المنصة المركزية للتطبيب عن بعد بالدار البيضاء.
ومكنت الـ50 وحدة صحية المتنقلة المجهزة بتقنيات الاتصال عن بعد التي تم تعميمها في إطار المرحلة الأولى، وإلى غاية 25 مارس الجاري، من تقديم 119 ألف 532 خدمة طبية لفائدة 104 آلاف و41 شخصا (65 بالمائة نساء). واستفاد 96 ألف و753 منهم من استشارات طبية وتلقوا علاجات عامة، فيما تمت الاستعانة بالخبرة الطبية عن بعد بالنسبة ل 11 ألف و989 حالة في مختلف التخصصات المتوفرة.
وسلم الملك محمد السادس نصره الله، بهذه المناسبة، بشكل رمزي، ثلاث سيارات إسعاف و5 سيارات نفعية هبة من مؤسسة محمد الخامس للتضامن، لممثلين عن الجماعات الترابية ل« أداسيل » و »تلات نيعقوب » و »تيزي نتيست » المتضررة من زلزال الحوز في 8 شتنبر، وخمس جمعيات.
ويتعلق الأمر بهبة عبارة عن 46 سيارة لفائدة جماعات ترابية، وجمعيات وتعاونيات من جميع جهات المملكة.



ذكرى الراحل رحمه الله ملك المغرب محمد الخامس طيب الله ثراه

عبدالحق خرباش ..21.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
ذكرى الراحل رحمه الله ملك المغرب محمد الخامس طيب الله ثراه
تحل يوم غد الخميس (عاشر رمضان) ذكرى وفاة أب الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس، قدس الله روحه، وهي مناسبة يستحضر من خلالها المغاربة قاطبة التضحيات الجسام التي بذلها الملك الراحل من أجل بلاده وشعبه، وكذا نضاله وكفاحه من أجل الحرية والاستقلال، و اللحمة القوية التي تربط بين الشعب المغربي والعرش العلوي المجيد.
وكان بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس قد أسلم الروح إلى باريها في العاشر من رمضان من سنة 1380 هجرية (الموافق لـ 26 فبراير 1961)، وذلك بعد سنوات قليلة من تخليص الوطن من ربقة الاستعمار ونيل استقلال المملكة. وشكلت وفاته رزءا فادحا للأمة، ولحركات المقاومة والتحرير، التي كانت ترى فيه، طيب الله ثراه، أحد أبرز أقطاب حركة التحرر الوطني ورمزا لكفاح الشعب من أجل الظفر بالاستقلال والكرامة والتقدم.
ويشكل تخليد هذه الذكرى عربونا عن الوفاء والتشبث الثابت بذكرى ملك عز مثيله، فضل التضحية بالغالي والنفيس، وتحمل مرارة المنفى على الخنوع والاستسلام في وجه المستعمر، فهو الذي اعترض، باسم المبادئ المؤسسة للأمة، اعتراضا قطعيا على التنازل عن السيادة الوطنية أو الدخول في أي نوع من المساومة مع سلطات الحماية.
وطوال مسيرة كفاحه ضد الاستعمار، كان جلالة المغفور له محمد الخامس يؤدي واجبه بتشاور دائم مع الحركة الوطنية، معبرا بذلك عن حرص ثابت على تدعيم ورص صفوف مختلف مكونات المقاومة، وذلك من منطلق الوعي بأن التحرير واستعادة السيادة رهين بالعمل الجماعي والمنسق، القائم على أساس التشبث بالإيمان وتحسيس وتعبئة الشعب المغربي.
ولقد حاول الكيان الاستعماري، الذي جثم بثقله على المغرب لأزيد من أربعة عقود، تسخير كافة الوسائل وتوظيف جميع الأساليب المتاحة للمساس بالوحدة الوطنية والنيل من الرباط المتين الذي جمع بين جلالة المغفور له محمد الخامس وشعبه الوفي، مستهدفا من خلال ذلك، طمس معالم آصرة قوية جسدتها رابطة البيعة وتشبث الشعب المغربي القوي بالعرش العلوي المجيد.
وخدمة لهذا الغرض الدنيء، لم تتوان سلطات الحماية عن محاصرة القصر الملكي بواسطة قواتها يوم 20 غشت من سنة 1953، مطالبة جلالة المغفور له محمد الخامس بالتنازل عن العرش. فما كان منه، طيب الله ثراه، إلا أن آثر النفي على الرضوخ لإرادة المستعمر، مصرحا، بكل ما أوتي من إيمان وثقة في الله، أنه لن يضيع الأمانة التي وضعها شعبه الوفي على عاتقه، والمتمثلة في كونه سلطان الأمة الشرعي ورمز وحدتها وسيادتها الوطنية، وفاء منه لرابطة راسخة جسدتها البيعة الشرعية.
وأمام المواقف الوطنية السامية التي أبان عنها بطل التحرير، وسعيا منها إلى النيل من تلاحم الشعب المغربي الوطيد بملكه الشرعي، في الشمال كما في الجنوب وفي الشرق كما في الغرب، أقدمت سلطات الاحتلال على تنفيذ جريمتها النكراء بنفيه ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني والأسرة الملكية الشريفة، إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى مدغشقر.
وما أن عم الخبر ربوع المملكة وشاع في كل أرجائها حتى ثار الشعب المغربي في انتفاضة عارمة، وتفجر غضبه في وجه الاحتلال الأجنبي، معلنا بداية العمل المسلح وانطلاق العمليات البطولية التواقة إلى ضرب غلاة الاستعمار ومختلف مصالحه وأهدافه.
وأثمرت هذه الأعمال البطولية الباسلة عن عودة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى إلى أرض الوطن، معلنا انتهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال، ومجسدا بذلك الانتقال من معركة الجهاد الأصغر إلى معركة الجهاد الأكبر، وانتصار ثورة الملك والشعب المجيدة التي جسدت ملحمة عظيمة في مسيرة الكفاح الوطني الذي خاض غماره الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد، من أجل حرية الوطن وتحقيق الاستقلال والوحدة الترابية.
وبذلك برهن الشعب المغربي للعالم بأسره عن تعلقه الدائم وتشبثه المتين بوطنه وملكه، مبديا استعداده القوي واللامشروط لخوض أشد المعارك وتخطي أعتى الصعاب، ذودا عن مقدساته وصونا لكرامته.
وهكذا، وبفضل هذه الجهود الدؤوبة كان من الممكن خوض المعركة السياسية، التي آتت أكلها بفضل المواقف البطولية لأب الأمة، الذي قرر مواجهة الأمر الواقع المفروض من طرف السلطات الاستعمارية، التي بلغت ذروة سطوتها من خلال التآمر ضد الشرعية التي يجسدها العرش، وذلك عندما قرر المحتل الغاشم إجبار عاهل البلاد وعائلته الكريمة على تكبد قساوة المنفى السحيق.
وما لبث أمل المستعمر أن خاب بفعل المقاومة الباسلة التي أبان عنها جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، وكذا نتيجة الدعم القوي الذي أظهره شعبه الأبي خلال هذه المحنة. فبفضل تجند الشعب المغربي من أجل عودة الملك الشرعي ورمز السيادة الوطنية من المنفى السحيق، أحبطت المؤامرة وعاد الملك المجاهد إلى بلاده، حاملا بشرى انتهاء عهد الحجر والحماية.
وقد نجح المغرب بفضل المعركة التي خاضها الملك المجاهد محمد الخامس جنبا إلى جنب مع الحركة الوطنية، في إثارة الاهتمام الدولي بقضيته، ما مكنه من الانعتاق من ربقة الاستعمار، لينكب على تشييد الصرح الوطني وبناء الدولة المغربية الحديثة.
وبعد أن لبى أب الأمة داعي ربه، واصل رفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، ترسيخ هذه المكتسبات من خلال الالتزام بتنفيذ ورش ضخم لتنمية البلاد اقتصاديا واجتماعيا.
ووفق ذات الرؤية السديدة، انكب بكل عزم وتفان، وارث سره، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على مواصلة تفعيل وتدعيم هذا المسار النير، عبر جعل المغرب ينخرط في مرحلة جديدة، وهي مرحلة الحداثة والتنمية التي تستمد قوتها، على الخصوص، من تلك العروة الوثقى التي تربط بين جلالة الملك وشعبه، من أجل مواجهة كل التحديات وتخطي كافة الصعاب.
(ومع: 20 مارس 2024)



زيارة ضريح محمد الخامس طيب الله ثراه 21.03.2024

عبدالحق خرباش ..21.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
زيارة ضريح محمد الخامس طيب الله ثراه 21.03.2024
بمناسبة حلول ذكرى وفاة أب الأمة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، قدس الله روحه، قام وفد عن الحكومة المغربية ، وكذلك جميع الإدارات العسكرية ، الأمن ، الدرك ، القوات المسلحة الملكية ، الأحزاب ، المجتمعات المدنية ، صباح اليوم الخميس، بزيارة لضريح محمد الخامس، للترحم على المغفور له محمد الخامس، الذي كان قد أسلم الروح إلى باريها في العاشر من رمضان من سنة 1380 هجرية (الموافق لـ 26 فبراير 1961).
وبعد قراءة الفاتحة على روحه الطاهرة، دعا الكل ، رافعين أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يتغمد جلالته بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه ويمطر شآبيب رحمته وغفرانه على المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه.



المغرب .. الدرس الثاني من الدروس الحسنية

عبدالحق خرباش ..18.03.2024
كاتب صحفي ومدير النشر للجريدة HAKIKANEWS.NET
الرباط – ترأس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، اليوم الاثنين بالقصر الملكي بالرباط، الدرس الثاني من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية لسنة 1445 هـ.
وألقى الدرس بين يدي أمير المؤمنين، السيد بهاء الدين محمد الندوي، نائب رئيس جامعة دار الهدى الإسلامية بالهند، متناولا بالدرس والتحليل موضوع “أهمية الدعوة الدينية ومكانة الدعاة”.
واستهل المحاضر هذا الدرس بالإشارة إلى أن من عدل الله سبحانه وتعالى وشفقته أنه لم يترك الناس سدى، بل أرسل إليهم الرسل والأنبياء يدعونهم، وجعل هؤلاء الرسل يستنفرون لهذه الدعوة من يرثونهم فيها من العلماء بنفس شروط الرسل، وهي التوحيد والإخلاص وحب الخير للناس.
وتطرق المحاضر إلى موضوع الدرس من خلال أربعة محاور تتمثل في الدعوة قبل الإسلام، والدعوة إلى الإسلام كما بلغها رسول الله صلى الله وعليه وسلم، والدعوة في تاريخ المسلمين بعد النبوة، والدعوة في السياق الحالي.
وأبرز السيد بهاء الدين محمد الندوي، في هذا الصدد، أن الله تعالى بعث إلى الناس رسلا وأنبياء، موضحا أن القرآن الكريم ذكر أسماء خمسة وعشرون منهم، وقد أرسلوا إلى أقوامهم في المجال الواقع في شبه جزيرة العرب والشام، في مدة زمنية من نوح إلى بعثة الإسلام مرورا بإبراهيم وموسى ووصولا إلى عهد عيسى عليهم السلام. وأشار إلى أن بين بعثة وأخرى مدة يفتر فيها الدين أو العمل به فيحتاج الأمر به إلى دعوة رسول جديد.
ولفت إلى أن موضوع دعوة الأنبياء والرسل هو الإيمان بالله الخالق، ذلك لأن عبادة الله الغني تعطي المعنى للحياة وهدفها إحسان الإنسان لنفسه، مسجلا أن الإشكال الأكبر الذي واجه الدعاة والأنبياء والرسل هو الإقناع بالتوحيد أي إفراد الله الخالق بالعبودية.
وأبرز أن الوصف القرآني تضمن عناصر مشتركة بين دعوات كل الأنبياء، وهي بيان أن النبي يدعو إلى الله الواحد، وأن الرسول يبذل الجهد في النصح ويجادل بالبينة والإقناع البعيد عن الإكراه، متبرئا مما ينسبه له المكذبون من الدعاوى.
وأشار المحاضر إلى أن الله بعث رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالبيان في القرآن، وأن الدعوة هي لهداية الإنسان إلى الاعتدال، ومن ذلك إصلاح الدنيا بالآخرة، مشددا على أن الدعوة المحمدية بدأت بالإصرار على الحق في مواجهة الاضطهاد الذي انتهى بهجرته صلى الله عليه وسلم واضطراره على الدفاع العسكري عن دعوته حتى تنتصر، لأنها ليست مشروعا شخصيا بل هي تكليف رباني لاخيار فيه.
واعتبر أن كمال عناصر الدعوة يتمثل في كونها تدور على الأخلاق موضوعا ومنهجا، لافتا إلى أن نتيجة هذه الدعوة بهذا الكمال الأخلاقي كانت هي ميلاد نموذج خير من المجتمع صار مرجعا في حياة الإنسانية.
وشدد على أن التحدي الكبير هو في الفهم الصحيح لموضوع الدعوة بالنسبة للحياة أو للمجالات التي يغطيها الدين ويكون السلوك فيها، وعلى رأسها قيمة العدل، مبرزا أن التنزيل التاريخي للدعوة المحمدية يفيد بأن هذا الدين هو موضوع الدعوة شامل لكل مناحي حياة الافراد والجماعات والأمة.
ولأن عنوان هذه الشمولية، يضيف المحاضر، في فهم الناس العادي هو السياسة والدولة فإن أمر الدعوة يصبح أمرا شموليا ، ذلك لأن الارتباط وثيق بين إمكانات الخلاص الفردي والخلاص الجماعي، أي أن السياسة السليمة هي الضمانة للتدين السليم على مستوى الأفراد والجماعات والأمن، كما أن التدين السليم هو رفد السياسة العادلة حقوقيا واجتماعيا.
وفي معرض حديثه عن الدعوة في تاريخ المسلمين بعد العهد النبوي وقبل السياق الحاضر، أشار المحاضر إلى أربع ظواهر تتمثل في قضية الفتوح، لأن الناس يربطون بها دخول الإسلام إلى بعض البلدان، والإشكال هنا متعلق بحكم استعمال القوة لنشر الإسلام، وذلك لأن المبدأ الأساس هو “لا إكراه في الدين”، مبرزا أن البحث التاريخي حري بأن ينصف الإسلام ويظهر أن دخوله كثيرا من البلدان على سبيل الفتح يمكن أن يظهر أن أغلبية سكان تلك البلدان سمعت بالإسلام محررا من أنواع التعسف السياسي والقهر باسم الدين، فتحمست له ونجحت بفضلها تلك الفتوح التي يمكن أن تعتبر عمليات تحرير ذاتي لا وقائع غزو أجنبي.
أما الظاهرة الثانية فتتعلق بدور التصوف في الدعوة اعتبارا لكونه مبنيا على التوحيد وداعيا إلى الأخلاق ولكونه يغطي عالم الإسلام من حيث الزمان والمكان، في حين تتعلق الثالثة بمقاربة العلماء للدعوة، لأن خدمتهم للأصلين هي في صميم الدعوة ، ولأن التراث الفقهي والحكمي الذي ألفوه خدم الدعوة بإخلاص فكل تجلياته تدل على فهم قائم على حسن النية.
وتهم الظاهرة الرابعة، بحسب المحاضر، الانتشار السلمي للإسلام على أيدي دعاة أخيار في أقاصي بلاد الإسلام، سواء كانوا من العلماء أو ممن غلب عليهم التصوف أو كانوا من التجار والرحالين.
وبعد أن توقف في موضوع الدعوة في السياق الحاضر عند بيان أنواعها، سجل المحاضر أن الدعوة تجري اليوم في سياقات متعددة لاختلاف الأسباب ومنها، أن كثيرا من أهل الأديان السابقة للإسلام لم يصدقوا أن الأديان كلها من عند الله عبر رسالات متتابعة نسخ بعضها بعضا تصحيحا للتحريف وتحقيقا للكمال.
كما لفت إلى أن أهل الدين الواحد قد انقسموا شيعا على شكل فرق عقدية ومذهبية انقساما لا يؤخذ من جهته الإيجابية على أنه الاختلاف الجزئي المحمود داخل الاجتهاد، بل يؤخذ في كثير من الأحيان على أنه مقابلة بين الحق والباطل؛ مشيرا إلى أن التطور التاريخي قد جعل المسلمين في بعض البلدان أقلية داخل أغلبية من دين آخر، الأمر الذي يجعل التساكن محفوفا بالمخاطر من جهة الإحساس بالضعف من جهة الأقلية أو الإحساس بالطغيان من جهة الأكثرية.
وأضاف المحاضر أن هناك سياقات تسعى فيها السياسة لاستعمال الدعوة الدينية وسياقات تلتبس فيها الدعوات الدينية بالدعوة السياسية، وكذا سياقات يسعى فيها بعض المنتصبين للدعوة إلى فرض توجههم القاضي ‏بأن تصحيح الدين ينبغي أن يؤتى إليه من جهة تملك السلطة السياسية.
‏أما الدعاة في هذه السياقات، يشير المحاضر، فهم أنواع منها الأفراد والجماعات والجمعيات والمؤسسات والدول، وعلى اعتبار أن الدين من حيث المبدأ هو سبيل الخير للإنسان، فالدعوة من كل هذه الأطراف خيرة ونافعة ‏وضرورية بشرط خلوها من الأغراض.
واستعرض المحاضر، في هذا الإطار، وسائل الدعوة في السياق الحاضر، سواء تلك التي يمكن وصفها بالتقليدية المعتادة؛ وهي الدعوة القولية الجماعية على سبيل الوعظ، أو أشكالها الحديثة، والتي تشمل كل الأشكال التقليدية مع فرق كبير وهو أنها قابلة للإرسال عبر وسائل إلكترونية بعيدة المدى ذائعة الانتشار.
وبعد أن تناول محفزات ومعيقات الدعوة أكد المحاضر ضرورة التعاون بين أهل الأديان كلها من أجل إقناع العالم غير المتدين بالخير الذي في الالتزام بالدين لحفظ القيم الإنسانية المشتركة بدل التنافس والاستقطاب من جهة بعض الأديان على حساب البعض الآخر، وكذا ضرورة حصول إجماع بين المسلمين على نبذ التطرف والتكفير وضرورة احترام الاختلاف الاجتهادي في الفروع المذهبية كما كان عليه سلف الأمة.
كما أكد على أهمية الاقتناع بأن الدعوة الفردية والجماعية لا يجوز أن تستغل في أغراض غير دينية تشوش على الناس باسم الدين، وكذا ضرورة الاقتناع بأن الدعوة المطلوبة في كل عصر، وفي هذا العصر بالذات هي المبنية على المثال والأسوة والنموذج على مستوى الحضارة، مشددا على أن للمسلمين مسؤولية في التحقق الأخلاقي كأمة بقيم دينهم حتى يكونوا نموذجا يقتدى بهم.
وفي ختام هذا الدرس الثاني من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية، تقدم للسلام على أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كل من الشيخ مصطفى صونطا، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية كوت ديفوار وخليفة الطريقة التيجانية بكوت ديفوار، وعبد الحكيم محمد الأنيس، كبير باحثين أول وعضو بهيئة كبار العلماء بدائرة الشؤون الإسلامية بدبي بالإمارات العربية المتحدة، والشيخ عبد الفتاح بن صالح بن محمد قديش اليافعي، المشرف العام على مركز الخيرات باليمن، وأبو بكر الزبير مبوانا، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية تانزانيا الاتحادية ومفتي الجمهورية ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالجمهورية، وأحمد النور محمد الحلو، عضو فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية تشاد والمفتي العام لجمهورية تشاد.
كما تقدم للسلام على أمير المؤمنين أكرم الندوي، مدير وأحد مؤسسي معهد السلام بأوكسفورد ببريطانيا، وسليم علوان، أمين عام دار الفتوى بأستراليا، و عومارو كامارا أبو بكر، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية ليبيريا ورئيس المجلس القومي الإسلامي بها، ومظهر محمد الحموي، عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى بالجمهورية اللبنانية، ومحمد الأمين توراي، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية غامبيا، وصالح إنداي، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية إفريقيا الوسطى، والشيخ مامادو أبودوباتشي، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية التوغو.
إثر ذلك، قدم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة، حفظه الله، نسخة مطابقة للأصل (fac-simile) من مخطوط “دلائل الخيرات” للشيخ محمد بن سلیمان الجزولي (857 هـ / 1453م) بخط محمد بن القاسم القندوسي الفاسي المتوفى بفاس عام 1278 هـ / 1861م. ويتميز رسم هذا المخطوط بميزة خاصة في نوع الخط والتزويق، ويوجد أصل هذا المخطوط في المكتبة الوطنية للمملكة المغربية تحت رقم 634 ج.