الرئيسية / اخبار جهوية / “الزواج” الغريب في العرف السياسي..أموالا طائلة

“الزواج” الغريب في العرف السياسي..أموالا طائلة

image_pdfimage_print
print
شوف تيفي
كانت حالة الذهول واضحة على ملامح نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى وسياسة المدينة، وهو يقرأ كما عموم الناس، البلاغ الناري الذي أصدره الديوان الملكي أمس الثلاثاء 13 شتنبر الجاري، حول تصريحه “اللامسؤول” الذي جر عليه غضبة القصر. حيث عاش الرجل وفق مصدرنا حالة عصيبة، ووضعا مأساويا، لكونه تلقى صفعة غير مسبوقة في تاريخه السياسي، الذي انتهى، بعد وضع يده في يد حزب إسلامي، لا قواسم مشتركة بينه وبين “البي بي إس” الذي يشغل أمانته العامة.
والواقع أن كثيرا من مناضلي حزب علي يعتة ومحللين سياسيين من مختلف المشارب، لم يستوعبوا ما سمي بـ”الزواج الكاتوليكي” بين حزب التقدم والاشتراكية وحزب العدالة والتنمية، بالنظر إلى اختلاف مرجعيتهما وإيديولوجيتهما.. فالأول، الحداثي، تبنى الشيوعية كمذهب سياسي، في حين يعتبر الثاني حزبا إسلاميا، انبنى على أفكار ومبادئ الفكر الإخواني الذي يعتبر “خونجة الدولة” هدفا استراتيجيا للإسلام السياسي. وشتان بين المرجعتين، اللهم إذا كان لكل حزب، أو بالأحرى زعيميهما، بنعبد الله وبنكيران مصلحة من هذا الزواج الذي انتقل من صبغته “الكاتوليكية” إلى طابعه “العرفي” المبني على المصلحة والمتعة.
ولكي نفهم طبيعة هذا “الزواج” الغريب في العرف السياسي، تفيد المعطيات المتوفرة لدينا، أن نبيل بنعبد الله، طلب قبل استوزاره نصيحة أحد الوزراء السابقين في حكومة عباس الفاسي ، حول القطاع الحيوي الذي بإمكانه أن يشغله أثناء توزيع الحقائب الوزارية قبل تشكيل حكومة بنكيران الأولى، فكان أن تلقى بنعبد الله، “نصيحة ثمينة” تقول، “إلى بغيتي لفلوس سير لوزارة السكنى”، وهي النصيحة التي ترجمها “الترجمان” بنعبد الله على أرض الواقع، حيث أصبح الرجل وزيرا للسكنى والتعمير وسياسية المدينة، قبل أن يُنتزع منه قطاع التعمير.. هكذا، تقول المعطيات ذاتها، أصبحت وزارة السكنى في عهد وزيرها بمثابة ملحقة للدفاع عن لوبي العقار، بدلا من الدفاع عن السكن الاقتصادي والاجتماعي الموجه للفئات الهشة، حيث أصبحت الساحة فارغة تماما أمام هذا اللوبي والشركات المشتغلة في هذا القطاع لتلعب كيفما تشاء على حساب أحلام الفقراء.. خاصة وأن صاحب النصيحة، الذي كان يستفيد بعد مغادرته الوزارة من خدماته الاستشارية التي يقدمها لإحدى مؤسسات السكن مقابل مبلغ مالي يقدر بحوالي 14 مليون سنتيم، قال لبنعبد الله، “حتى إلى خرجتي من الوزارة، تقدر تقدم استشارات عقارية لإحدى الشركات بمقابل مادي محترم”. وبالتالي، إنه حتى في حال خروج بنعبد الله من الوزارة، فيكفي أن يقدم خدمات استشارية في مجال السكن لبعض المؤسسات ليجني أموالا طائلة.. هذه النصيحة “الذهبية”، حسب المعطيات، تؤكد على أن بنعبد الله لم يكن يهمه من تحالف حزبه مع “البيجيدي” سوى المنصب الوزاري حتى يؤمن مستقبله. ولعل هذا هو ما يفسر قبوله التحالف مع بنكيران، رغم الاختلاف الصارخ بين مرجعياتهما.

شاهد أيضاً

الرباط “المنتدى الدولي للدول الإفريقية الأطلسية جنوب – جنوب”

عبدالحق خرباش..24.04.2024 كاتب صحفي ومدير النشرللجريدة HAKIKANEWS.NET     انتهت أشغال فعاليات “المنتدى الدولي للدول ...