لمـاذا تـم إقصـاء الوطنييـن بتـازة
من الإمضـاء على وثيقـة الاستقـلال..؟
(11يناير1944)
(انـفــراد في الكتابة)
امَحمـد العلـوي الباهـي
============
هـل كـل الـذيـن وقـعـوا على هـذه الوثيقـة كـانـوا فعـلا منـاضليـن..؟
أم أننـا نـعُـدُّهـم منـاضليـن فقـط لأنهـم وقَُـعــوا على الوثيقـة..؟
أغلبيـة الموقعيـن نــاس عـاديين، لا نِـضـال لهـم ، والـذي حـدث هـو أن كـل من وقّـع أو ظهـر اسـمـه على الوثيقـة عُــدَّ منـاضلا مـدى الحيـاة.. !؟.
الوثيقـة غيـر واضحة المنشأ والمسـار (قبـل تقديمهـا) رغـم أهميتهـا القصـوى.. ومن ذلـك لا يُـعرف اسم من كتبها..؟ وبأية لغـة في البـداية..؟ وفي أي مكـان تم التوقيـع عليهـا، هـل في الرباط وفي فاس فقـط ؟، أم أن هنـاك من حـمـل هـذه الوثيقة وطـاف بهـا المـدن التي تقدر بـ : 14 مدينة ( حسـب مكان انتساب الـمُـوَقّـع بالولادة)؟، ظـفـرت مدينة فـاس بـ 26 توقيعـا متبـوعة بالرباط 10 توقيعـات، سـلا 6 ، مكنـاس 6، مراكـش 4 ، آسفـي 3 ، الخميسـات 3 ، ولكل من وجـدة والقنيطرة وسطات وبن أحمد وسيدي قاسم: توقيـع واحـد لِكـل منهـم. ولا ذكـر لتـازة ، ولا اسـم لمناضـل من تـازة .
الوطنيـون بتـازة.. من يوم تقديـم وثيقة الاستقلال هـذه 11 ينـايـر 1944 وهـم يشعـرون بالغُـبـن والظـلـم من الإقصـاء الذي تعـرضوا له يوم عُـرضـت الوثيقـة على من وقّـعـوا عليهـا دونهـم. ومنـاضلـوا تـازة هـم أولى بشـرف التـوقيـع ، لأن تـازة برجـالها كـانت سبـاقة إلى العمل الوطني النضـالي بكـل معـنى الكلمـة.
قبـل تقديـم وثيقـة الاستقلال بـعـشـر سنوات أي في 18 مـاي 1934 حدثـت بتـازة انتفـاضة كبيـرة ضـد المستعمـر الفرنسي، سُـجـن على إثـرها كثيـر من الوطنييـن وأدينـوا ظلمـا بـأحكـام متفـاوتة، كـان نصيـب زعيمهـم إبـراهيـم الوزاني التـازي سنتيـن سجنـا قضـاهـا كـاملـة في كل من سجـن المشـور بتازة ، ولعلـو بالرباط، والعـاذر بالجديـدة وعين قـادوس بفـاس.. على إثـر هذه الأحداث قـام المغفـور لـه الملك محمـد الخـامس بزيـارة رسمية لمدينة تـازة يوم 22 مـايو 1934، تضـامنـا مع هـؤلاء الوطنييـن بتـازة.
وبتطـوان وبعد مشوار نضـالي طويـل سيتم اختطـاف إبراهيـم هـذا في الأيام الأولى للاستقلال من الشارع العـام وسيسجـن ويعـذب بجنان بريشـة.. ولم يظهـر له أثـر إلى الآن.
عبد الحميد الزمـوري من أشهـر الموقعيـن على وثيقـة الاستقـلال، وهـو من الخميسـات.. كـان بارزا في الوطنية آنـذاك.. كـان قـد قـضى بعض السنـوات في تـازة معلمـا ، الشيء الذي جعلـه يعرف قيمـة تــازة النضـالية ومـا قدمتـه للوطـن من تضحيـات.. لذلـك يقـال أنه اعترافـا منـه وهـو يُـدَرّس في تـازة وأحـد ساكنيهـا ، فقـد كـان توقيعـه على وثيقـة الاستقـلال بهـذا الانتمـاء.