عبدالحق خرباش.. 13.12.2021
مشروع” هوبي” يعرض فلسفة العفوي المسرحية لأنسنة المؤسسة السجنية
شهدت رحاب دار الشباب الزلاقة بخريبكة، في الآونة الأخيرة، تقديم عرض مسرحي جديد، بعنوان “ألم وأمل”، وهو من تأليف وإخراج المبدع أمين العفوي، وتشخيص عدد من الفنانين الشباب.
هذا العرض المسرحي الفرجوي، يندرج في إطار مشروع HOPE ، بهدف ترسيخ قيم الانسانية، وروح التوجيه، والحماية، ويشجع على التشغيل، تشرف عليه منظمة (بروجيتو موندو ملال ـ المغرب) بالتنسيق مع إدارة ومجلس دار الشباب الزلاقة.
ويعالج العرض المسرحي، الذي هو نتاج وثمرة ورشات مسرحية سابقة، موضوعا اجتماعيا صرفا، في قالب درامي وكوميدي، وببناء فرجوي ممتع، ومقومات مسرحية تجريبية راقية.
كما يستهدف العرض، الذي قدم بحضور مسوؤلي المشروع، فئة عريضة من نزلاء المؤسسات السجنية، التي استطاعت الانخراط في جميع الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية، فضلا عن التكوينات المهنية التي تقدمها المؤسسات، رغبة منها في الاندماج في المجتمع، كخيط أمل متين لتحسين وضعهم، والخروج في ربقة أفكار سجينة، مع تغيير الصورة النمطية عن السجين.
ويعالج العرض ايضا البدائل السجنية الممكنة في شقها القانوني والاجتماعي وإمكانية الإعتماد عليها كعقوبات بديلة للجرائم البسيطة المرتكبة، كالأعمال الاجتماعية والمساعدات الإنسانية، بهدف تكريس الطابع الإنساني، وتغيير نظرة المجتمع لهاته الفئة لتفادي حالة العود للسجون.
وتبرز هده المبادرة الإبداعية والفنية، القيمة الاعتبارية والدور الفعال، الذي يلعبه المجتمع المدني، في عملية التحسيس والتوجيه، وترسيخ البعد الإنساني في العمل المسرحي كنموذج، فضلا عن المساهمة الفاعلة في نقل وتحوير أحاسيس وأحلام كثير من المواطنين مهما كانت وضعيتهم وأخطائهم، إلى عمل إبداعي وفلسفي قادر على التأثير من اجل الانخراط في المجتمع وبدأ حياة أفضل.
وأجمعت تصريحات بالمناسبة لكل من الفنان امين العفوي، والأستاذة فاطمة البقالي والسيدة فابريتسا كندولتفي عن المنظمة، على أهمية العمل الفني في مصاحبة القضايا الاجتماعية والإنسانية خاصة على مستوى المؤسسات السجنية، والتحسيس بفاعلية المجتمع المدني في مثل هذه المبادرات، لمساعدة نزلاء المؤسسات السجنية على الاندماج في المجتمع، مع البحث عن بدائل أخرى.
يشار الى ان مشروع ” هوبي” ممول من قبل الاتحاد الأوروبي، ويتم تنفيذه من قبل (بروجتو موندو ملال المغرب) وجمعية الانطلاقة، وبشراكة مع الإدارة العامة للسجون وإعادة الإدماج، ومؤسسة محمد السادس لإعادة دمج السجناء والوكالة الوطنية لتعزيز التوظيف والمهارات، وجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال.
كما يشكل المشروع إجراء بحثيا تجريبيا يهدف من خلال التشاور مع الفاعلين المحليين، إلى ترسيخ الطابع الإنساني داخل بيئة السجون بالجهة، و تعزيزالتوجه نحو البدائل السجنية ومواكبة المسار لإعادة الإدماج الاجتماعي والاقتصادي ما بعد السجن.
ويستهدف العديد من نزلاء المؤسسات السجينة، وبعض اطر المندوبية العامة لإدارة السجون، والعديد من التعاونيات، والعمال في القطاع الاجتماعي والتربوي والقضائي.